القيادة العسكرية الأميركية الوسطى

صورة للقيادة المركزية الأميركية

واحدة من تسع قيادات قتالية عالمية مسؤولة عن جميع الأنشطة العسكرية الأميركية في 25 دولة بأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان، وتغطي القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم CENTCOM) المنطقة "المركزية" في العالم الواقعة بين قارتي أوروبا وأفريقيا والمحيط الهادئ.

النشأة والتأسيس
تم إنشاء القيادة المركزية للولايات المتحدة في الأول من يناير/كانون الثاني 1983.

وجاء إنشاء وتأسيس هذه القيادة في سياق تحديات أمنية وعسكرية واجهت الولايات المتحدة في المنطقة، من بينها أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، والغزو السوفياتي لأفغانستان، وصراع القطبين حول مناطق النفوذ في إطار الحرب البادرة.

وتصاعدت هذه التحديات لاحقا في أماكن عديدة من المنطقة، التي تقع تحت مسؤولية وضمن دائرة اهتمام ومتابعة هذه القيادة العسكرية، بما ذلك ظهور تنظيم القاعدة، والهجمات التي تعرضت لها سفارات الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، ثم الهجوم على المدمرة الأميركية (يو إس إس كول)، ثم لاحقا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وإعلان الرئيس الأميركي وقتها جورج بوش الحرب على ما يوصف بالإرهاب العالمي.

المقر
يقع مقر القيادة المركزية الأميركية، أو القيادة الأميركية الوسطى، في قاعدة ماكديل الجوية قرب مدينة تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، أي خارج النطاق الجغرافي لمسؤوليتها، ويقع أهم مقراتها "الأمامية" في قاعدة "العديد" الجوية بدولة قطر.

المهام والأدوار
تعتبر القيادة المركزية الأميركية الوسطى إحدى القيادات الموحدة، وهي قوات مقاتلة برية وجوية وبحرية على كفاءة عالية من التدريب، مكونة من إدارتين أو أكثر تحت سيطرة الرئيس من خلال وزير الدفاع وقادة الأركان المشتركة، وتكلف القيادات الموحدة بمهام كبيرة ومتواصلة تتعلق بأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وتعتبر الأفريكوم تاسع مركز قيادة موحدة أميركية، وسادس مركز قيادة إقليمية يتم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية. وقبل إنشاء مركز قيادة الأفريكوم، كانت الولايات المتحدة تتعامل مع الدول الأفريقية من خلال ثلاثة مراكز قيادة إقليمية، من بينها القيادة المركزية التي كانت مسؤولة عن مصر، والقرن الأفريقي، وكينيا، من بين مناطق أخرى.

وتتكون القيادة المركزية من أفرع قيادية رئيسية هي: القيادة المركزية لقوات الجيش الأميركي (US ARCENT)، والقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (NAVCENT)، والقيادة المركزية لمشاة البحرية الأميركية (MARCENT)، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية (AFCENT)، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية (SOCCENT).

وفي الأوقات العادية، تضم عمليات سنتكوم ما بين 18 ألفا و25 ألف فرد، وما بين 25 و30 سفينة حربية، وما يقرب من مئتي طائرة.

وتنتشر القواعد العسكرية التابعة لها في عدد من دول المنطقة للقيام بأداء مهام من بينها التدخلات العسكرية والتدريب والمناورات المشتركة مع قوات الدول المتواجدة بها.

وتستخدم القيادة المركزية قواعدها العسكرية المنتشرة بأكثر من مكان في فرض الأمن والقيام بعمليات نوعية ضد ما تصفه "بالإرهاب"، وتسارعت وتكثفت عملياتها العسكرية بصفة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وما تمخضت عنه من احتلال لكل الأراضي الأفغانية والعراقية عامي 2001 و2003 على التوالي.

وتعتبر القواعد العسكرية الأميركية -الموجودة بجميع دول الخليج– من أهم القواعد العسكرية التابعة للقيادة الأميركية الوسطى، ومن أهم هذه القواعد على الإطلاق قاعدة "العديد" الجوية بقطر، التي تعد مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة إلى عدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، مما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

وكانت قطر وضعت عام 2000 قاعدة العديد تحت تصرف الولايات المتحدة من دون توقيع أي اتفاق في حينه، وبدأ الأميركيون في إدارة القاعدة منذ عام 2001، وفي ديسمبر/كانون الأول 2002 وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الأميركي في قاعدة العديد.

وفي أبريل/نيسان 2003 انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية إلى قاعدة العديد، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي.

وينتشر أكثر من 11 ألف عسكري في قاعدة العديد، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح 379 للبعثات الجوية، وتضم القاعدة أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج.

ومن أهم البلدان الواقعة ضمن نطاق عمليات القيادة المركزية بلدان دول الخليج (الكويت، والسعودية، وقطر، وسلطنة عمان، والبحرين، والإمارات)، والعراق، وسوريا، والأردن، ولبنان، ومصر، وإيران، وكزاخستان، وقيرغيزستان، وباكستان، وأوزبكستان.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان