فلسطين.. مهد الحضارات وموطن المقدسات
فلسطين دولة عربية شرق أوسطية، تعد إحدى دول الشام الخمس، تقع في الجزء الآسيوي من العالم العربي، ولها مكانة مقدسة دينيا لوجود المسجد الأقصى فيها، بالإضافة إلى قبر إبراهيم عليه السلام، ولكونها مهد المسيح عليه السلام.
تعاقبت على فلسطين إمبراطوريات وحضارات، وشهدت حروبا ونزاعات للسيطرة على موقعها الجغرافي المتميز وما يحويه من خيرات، كان آخرها الانتداب البريطاني الذي أسفر عن احتلال واستيطان إسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعن هجرة كثيفة لليهود إليها، خاصة من أوروبا.
المعلومات الأساسية
الاسم: دولة فلسطين
الاسم المختصر: فلسطين
العاصمة: القدس
اللغة: العربية
النظام السياسي: جمهوري شبه رئاسي متعدد الأحزاب
العملة: الشيكل
الموقع والمساحة
تقع دولة فلسطين في جنوب غرب قارة آسيا، في قلب العالم القديم، أي تحديدا في الجزء الجنوبي لساحل البحر الأبيض المتوسط، وتقع جنوب غرب بلاد الشام، بين البحر المتوسط ونهر الأردن شرقا.
جعلها موقعها الجغرافي حلقة وصل برية بين قارتي آسيا وأفريقيا، وبين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر.
ويحد البحر الأبيض المتوسط فلسطين من الغرب على ساحل يمتد طوله 240 كيلومترا، ومن الجهة الشمالية الشرقية تحدها سوريا، بمساحة حدودية تبلغ 76 كيلومترا، ومن الشمال لبنان بمساحة 79 كيلومترا، كما يحدها الأردن من الشرق بمساحة حدودية طولها 360 كيلومترا.
وقد رسم حدودها مع الأردن المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين وشرقي الأردن عام 1922، بينما رسمت حدودها مع مصر بموجب اتفاقية عقدت بين خديوية مصر والحكومة العثمانية عام 1906.
وتحدها الجمهورية اللبنانية من الشمال بمساحة طولها 79 كيلومترا، ومن الجهة الجنوبية تحدها سيناء المصرية ومساحة الحدود بينهما 240 كيلومترا.
المساحة
تبلغ مساحة فلسطين التاريخية 27027 كيلومترا مربعا، بما في ذلك بحيرتا طبريا والحولة ونصف مساحة البحر الميت.
وتبلغ مساحة الضفة الغربية -بما في ذلك الجزء التابع لها من البحر الميت- 5842 كيلومترا مربعا، أما قطاع غزة فيشغل مساحة 365 كيلومترا مربعا.
ونظرا لموقعها الفلكي، فإن لفلسطين مناخ متفاوت محليا بين أجزائها الشمالية والجنوبية، ويعد المناخ في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية دافئا، وفي الجهات الشمالية والوسطى أقل دفئا.
أهمية موقع فلسطين
يعد موقع فلسطين الجغرافي مهما على عدة أصعدة، فهي ممر للقوافل التجارية القادمة من آسيا والهند وشبه الجزيرة العربية، التي تصل إلى موانئ فلسطين على البحر المتوسط ومنها إلى أوروبا.
وفي فترات السلم التي شهدتها فلسطين، كانت مزدهرة تجاريا واقتصاديا، بمساعدة موقعها الجغرافي الرابط بين آسيا وأفريقيا عبر مصر.
وفي فترة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لا تزال موانئ حيفا ويافا وغزة ذات دور كبير في التجارة، خاصة ميناء حيفا الذي يصدر من خلاله النفط العراقي إلى أوروبا.
وعلى الصعيد الديني تكمن أهمية فلسطين في قدسية أرضها التي تضم المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إضافة إلى مسجد قبة الصخرة.
وعلى الصعيد الإستراتيجي والحضاري، شكلت فلسطين عبر التاريخ مطمعا للغزاة والمستعمرين لموقعها الذي يربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا.
وفي القرن العشرين تأكد للاستعمار الأوروبي وخاصة بريطانيا وفرنسا أن المحافظة على المصالح الاستعمارية في المنطقة العربية لا تتم إلا من خلال السيطرة على فلسطين، وتم ذلك بتأسيسهم وطنا قوميا لليهود فيها.
السكان
قدر عدد الفلسطينيين حول العالم نهاية عام 2020 بـ13.7 مليون فلسطيني حول العالم، 37.2% منهم هم سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، و12% من سكان الأراضي المحتلة بتقدير 1.6 مليون نسمة.
وبلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.2 ملايين، أي 44.9% من إجمالي عدد الفلسطينيين.
وأشارت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2017 إلى أن 42.2% من السكان الفلسطينيين في دولة فلسطين هم لاجئون.
وقدر عددهم بنحو 1.98 مليون لاجئ حينئذ، إذ بلغ عددهم في الضفة الغربية حوالي 741 ألف لاجئ بنسبة 26.3% من مجمل سكان الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فبلغ حوالي 1.24 مليون لاجئ بنسبة 66.1% من مجمل سكان قطاع غزة.
ويمتاز المجتمع الفلسطيني بحداثة أعمار أفراده، إذ يعد مجتمعا فتيا، لأن نسبة من تقل أعمارهم عن 15 عاما تصل إلى 38%.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أن محافظة الخليل سجلت أعلى نسبة لعدد السكان، إذ بلغت نسبة سكانها 15% من إجمالي السكان في دولة فلسطين.
وتليها في الكثافة السكانية محافظة غزة، التي سجل الجهاز فيها ما نسبته 13.6%، في حين بلغت نسبة السكان في محافظة القدس 9%.
كما تشير البيانات إلى أن محافظة أريحا والأغوار سجلت أدنى نسبة لعدد السكان في نهاية عام 2020، وبلغت 1% فقط من إجمالي السكان في دولة فلسطين.
ويتركز السكان البدو أساسا في صحراء النقب، ثم في الضفة الغربية وفي وادي الأردن تحديدا، ويشكلون فئة منفصلة عددها حوالي 150 ألف نسمة، وحياتهم البدوية مهددة نظرا للقيود الإسرائيلية الصارمة على حركتهم وترحالهم.
ويعد حوالي نصف السكان في فلسطين من اللاجئين اليهود الذين بلغت نسبتهم 44% من السكان، وأدت الحملات العدائية على الفلسطينيين إلى تهجيرهم إما إلى مناطق فلسطينية أخرى مثل غزة والضفة الغربية، وإما إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
ولم تستثن الاعتداءات والمجازر اليهودية التي هجرت الفلسطينيين أي طائفة عدا الدروز، الذين يشكلون طائفة صغيرة في شمال فلسطين.
الديانة
ويشكل المسلمون نسبة 96.5% من مجموع سكان فلسطين، وبحسب تعداد أجري في عام 2017 فإن عددهم أكثر من 4 ملايين نسمة حينذاك، وهم من أتباع المذاهب السنية.
كما تسكن فلسطين طوائف من المسيحية، التي كانت معتقدا يدين به معظم سكان الأراضي الفلسطينية قبل الفتوحات الإسلامية، ولهم تشكيلة كنائس في القدس والناصرة وبيت لحم، ويعدون أقلية يقدر تعدادها بـ46850 نسمة.
وبلغ عدد السكان المسحيين 46850 في عام 2017، منهم 45712 نسمة في الضفة الغربية و1138 في قطاع غزة، ويشكل المسيحيون في الضفة الغربية 1.6% من سكانها، وفي قطاع غزة 0.06% من جملة سكانه.
وفي فلسطين 15 كنيسة معترفا بها، أكبرها كنيسة الروم الأرثوذكس، وتليها كنيسة روما الكاثوليكية، والروم الكاثوليك "الملكيون"، والكنائس البروتستانتية "اللوثرية والأنغليكانية"، ومن ثم الكنيسة الأرمينية.
اللغة
اللغة الرسمية في فلسطين هي اللغة العربية، حسب ما ورد في الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من القانون الأساسي المعدل لعام 2005.
وشهدت اللغة العبرية انتشارا في مناطق الجبال -الضفة الغربية والقدس- والمناطق الساحلية الشمالية، إضافة إلى الساحل الغربي الشمالي في فلسطين. وفي منطقة جنوب فلسطين انتشرت اللغة الأدومية المنبثقة عن اللغة الفينيقية.
أما تاريخيا فإن اللغة الآرامية كانت هي الرسمية في كل بلدان الشرق الأدنى القديم، وقد حلت محل العبرية والكنعانية في فلسطين.
وفي عهد الإمبراطورية العثمانية، كانت لغة الأتراك منتشرة بقدر يسير في كل الأراضي التي ضمتها ومن ضمنها فلسطين.
وخلال فترة الانتداب البريطاني، انتشرت اللغات الثلاث "الإنجليزية والعربية والعبرية"، واعتمدتها بريطانيا لغات رسمية، وكانت اللغة العبرية قد تسربت إلى فلسطين عبر الهجرات المكثفة لليهود في القرن الماضي، وإقامة اليهود لمستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
وإلى جانب اللغة العربية، يتحدث الفلسطينيون لهجات مختلفة باختلاف المواقع الجغرافية، منها لهجة الريف الشمالي، التي تنطق فيها القاف كافا بصفة عامة.
ولهجة الريف الجنوبي، وهي قريبة جدا من لهجة الريف الشمالي، إلا أن بعض مناطق الريف الجنوبي تنطق القاف جيما مصرية.
وللساحل والجليل والمدن لهجة شبيهة باللهجات الشاكية التي تنطق القاف فيها همزة. وتستخدم اللهجة البدوية في أنحاء قطاع غزة وبين سكان النقب وبعض مناطق الريف في الشمال والوسط والجنوب.
التاريخ
عرفت فلسطين تاريخيا بأرض كنعان، لكون الكنعانيين هم أشهر من سكنها، وتقول بعض الروايات إن اسم فلسطين مشتق من كلمة "فلستيا"، نسبة إلى قوات "فلستو" التابعة للملك الآشوري أديزاري الثالث، وأجبرت تلك القوات أهل فلسطين حينها على دفع الضرائب.
وفي العصر الروماني أصبح اسم فلسطين يطلق على كل الأراضي المقدسة، وانتشر استعمال الاسم في الكنيسة المسيحية انتشارا واسعا.
وتشير الاكتشافات الأثرية في الشام والعراق إلى أن الشعوب السامية كانت من أقدم الشعوب التي عرفت الحياة على أرض فلسطين، كما تشير إلى أن سكان فلسطين كانوا عربا منذ القدم.
وكان هؤلاء العرب قد هاجروا من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حل بها، فعاشوا في وطنهم الجديد "كنعان" ما يزيد على ألفي عام قبل ظهور النبي موسى عليه السلام.
ويعود تاريخ الهجرة الكنعانية من جزيرة العرب إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويذهب باحثون آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث يشيرون إلى وجود الكنعانيين قبل 7 آلاف سنة، وذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، وأقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم، التي تقول بعض الروايات إنها أقدم مدينة في العالم.
وتعاقبت الدول والإمبراطوريات على فلسطين، فحكمتها الإمبراطورية الفارسية فترة، ثم الرومانية، تلا ذلك عهد الفتح الإسلامي، الذي كانت فلسطين تابعة لإماراته كلها منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى العهد العثماني.
وواجهت في تلك الفترة حروبا من أبرزها الحروب الصليبية، والحملات التي شنها الصليبيون أوقعت فلسطين تحت سيطرتهم لفترة، ومن أبرز أحداث تلك المرحلة سقوط الجيش الصليبي بقيادة ريتشارد قلب الأسد على يد جيش القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين الشهيرة.
الانتداب والاحتلال
في العهد العثماني كان لليهود أن يقيموا في فلسطين بصفتهم مواطنين بمرسوم من الباب العالي، لأن الدولة العثمانية كانت ترفض هجرة اليهود الاستيطانية إلى أرض فلسطين.
ورغم ذلك، تنامت القوى السياسية الصهيونية في فلسطين إثر "الهجرة الثانية" لليهود، التي كانت ما بين عامي 1904 و1914، وساعد على ذلك فساد بعض أجهزة الدولة العثمانية في ذلك الوقت وتواطؤ بعض موظفيها مع الحركة الصهيونية.
وكانت تلك الهجرات قد بدأت في نهاية القرن الـ19 بين يهود أوروبا، وانتموا للصهيونية المشتقة لفظا من كلمة "صهيون" العبرية، وهي اسم لجبل غربي القدس يحج إليه اليهود، لاعتقادهم أن الملك داود دفن عنده.
وبعد عام 1870، برزت الفكرة الصهيونية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتم ذلك بعد التعاقد الشهير بين الصهاينة والاستعمار الأوروبي عبر وعد بلفور، الموقع في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917، في ظل الحرب العالمية الأولى وتفكك الدولة العثمانية.
ووضح وعد بلفور أن الحكومة البريطانية آنذاك ملتزمة بدعم استيطان اليهود في فلسطين، ضد إرادة أصحاب الأرض من الفلسطينيين العرب.
وفي الفترة ما بين 1923 إلى 1948 كان الانتداب البريطاني على فلسطين، إذ حصلت بريطانيا على صك الانتداب وفقا لميثاق عصبة الأمم، وكانت قد باشرت سلطتها على فلسطين عمليا قبل تسلم الصك.
وفي عام 1924، أصدر المندوب السامي البريطاني آنذاك هربرت صموئيل مشروع نقد فلسطيني جديد، وصدر قانون بمنح الجنسية الفلسطينية لليهود المقيمين في فلسطين، قبل أن يخلفه ويكمل مشروعه الصهيوني اللورد هربرت تشارلز بلومر.
وخلال السنوات العشر الأولى من الانتداب البريطاني دخل فلسطين ما يقارب 76400 مهاجر يهودي، غالبيتهم من بلدان أوروبا الشرقية، ومع نشاط الهجرة المتزايد إلى فلسطين أدرك العرب ضرورة مقاومة الصهيونية وتحيز السلطات لها.
ومن تلك المرحلة بدأت المقاومة، وكانت بداية الثورة وشرارتها ثورة البراق عام 1929، حيث حاول اليهود الاستيلاء على الجدار الغربي للمسجد الأقصى الذي يملكه المسلمون، وهو ما أسفر عن حشد التأييد العربي للقضية الفلسطينية.
الحكم في فلسطين
يعد نظام الحكم في فلسطين ديمقراطيا نيابيا، يعتمد على التعددية السياسية والحزبية، وبدأ التطور المؤسساتي في فلسطين بعد اتفاقية أوسلو عام 1993، التي بموجبها تأسست السلطة الفلسطينية.
وينتخب الرئيس باقتراع شعبي، ويحكم مدة 4 سنوات. وتتشكل السلطة الوطنية الفلسطينية من رئيس منتخب من قبل مواطني القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، ثم رئيس وزراء يسمى من قبل الرئيس مباشرة، فالمجلس التشريعي المكون من 132 عضوا منتخبين من قبل الشعب أيضا.
المعالم
كانت فلسطين أحد أهم مراكز الحضارة القديمة، مما يعني أن ثراءها بالآثار والمعالم لن يكون غريبا، خاصة مع تميزها بالقدسية الدينية.
وتنبع قدسيتها من كونها مهد المسيح عليه السلام، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأول قبلة للمسلمين.
ومن أبرز المعالم فيها مسجد الأقصى وقبة الصخرة، وتقول المصادر التاريخية إن المسجد الأقصى بني بعد أربعين عاما من بناء، وسمي بالأقصى لبعده عن المسجد الحرام.
ومن معالمها الدينية أيضا المسجد الإبراهيمي، الواقع في مدينة الخليل، وسمي بالإبراهيمي لضمه قبر النبي إبراهيم عليه السلام، ويحيط بالمسجد سور قديم بني قبل ألفي سنة تقريبا.
وفي فلسطين معلم من العهد الأموي، وهو قصر الخليفة هشام بن عبد الملك، وتظهر فيه الإبداعات الهندسية، من زينة بالفسيفساء والزخارف، والقاعات والأعمدة الأثرية.
ومن أشهر المعالم في فلسطين كنيسة القيامة في مدينة القدس، وهي إحدى أهم كنائس العالم، ويعتقد المسيحيون أنها تحتوي على قبر سيدنا عيسى عليه السلام، وأنه صلب فوقها.
كما أن فيها كنائس أخرى مهمة، مثل كنيسة البشارة في الناصرة، التي بنيت عام 427 للميلاد، وكنيسة مريم المجدلية الواقعة في جبل الزيتون بالقدس، وتحمل قبة ذهبية مميزة إضافة إلى تصميمها الجميل.
الطعام والأزياء الفلسطينية
لفلسطين أزياء معروفة ولها رمزية خاصة، لا سيما بعد الشتات عام 1948.
ومن أشهر تلك الأزياء القمباز الفلسطيني، وهو رداء طويل شبيه بالجلابية، ضيق أعلاه ويتسع من الخصر إلى القدمين، ويربط بقيطان ويوضع عليه حزام من الجلد.
كما يعتبر السروال أو الشروال من الأزياء الرجالية الفلسطينية، وهو فضفاض يضيق عند الرجلين، ويصنع من قماش قطن البفت الأبيض والأسود.
ويعد ثوب المردن النسائي من الأزياء الفلسطينية التقليدية، وهو ثوب بأكمام واسعة مطرزة، بالإضافة إلى ثوب الملك، ولكل منطقة ثوب بمواصفات تختلف قليلا عن المناطق الأخرى، فثوب الملك النسائي في بيت لحم مختلف عن ثوب الملك الخاص بالقدس.
وتميز الثياب وتعرف مناطقها من خلال نوع التطريز ورسمه، فلبيت لحم مثلا تطريز على شكل نجمة، وتعد من أقدم أنماط التطريز الفلسطيني.
أما عن الأطعمة، فالمطبخ الفلسطيني مشهور بأكلات عديدة، وتتميز كل منطقة أو مدينة بنوع معين من الوجبات.
فمدينة نابلس تشتهر بالكنافة، وهي نوع من أنواع الحلويات، بينما تعرف القدس بالكعك بالسمسم وبيض الحميم، وتشتهر مدينة الناصرة بالمجدرة مع البرغل، وشراب الخروب الأخضر المسمى "المقيقة".
وتشتهر قرى قضاء طولكوم بوجبة المسخن، وهو عبارة عن طبق يتكون من الدجاج وخبز الطابون والبصل المقلي في زيت الزيتون البلدي والسماق.
وتقدم في الأعياد والاحتفالات تشكيلة واسعة من الوجبات الرئيسية، أبرزها المنسف الفلسطيني، والمقلوبة وورق الدوالي، والمحاشي المتنوعة، إضافة إلى المقبلات التي تشترك فلسطين مع بقية دول الشام في تقديمها، ومن أهمها وأشهرها الفلافل والحمص.
الاعتراف بالدولة
أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج يوم 28 مايو/أيار 2024 رسميا اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" إن اعتماد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتماشى مع القرارات الأممية وغير موجه ضد أي طرف، وأن هذا الاعتراف خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام، مضيفا أن إسبانيا لن تعترف بأي تغيير لحدود عام 1967 دون اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على ذلك، مشددا على أن المسار الوحيد للسلام هو حل الدولتين.
ومن جهته دعا وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن إسرائيل لاحترام قرار الدول الديمقراطية ذات السيادة بالاعتراف بدولة فلسطين.
أما وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي فقال إن هذا الاعتراف يعد نقطة تحول في العلاقات النرويجية الفلسطينية.
ونددت تل أبيب بقرار الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة واعتبرته مكافأة لحركة حماس، واستدعت سفراءها لدى تلك الدول، في حين رحبت السلطة والفصائل الفلسطينية بهذه الخطوة.
وقد اعترفت 142 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، وذلك حسب بيانات السلطة الفلسطينية، لكن ذلك لا يشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
واستخدمت الولايات المتحدة في منتصف أبريل/نيسان 2024 حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يهدف لجعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.