تنتهج السياسة الاستعمارية الإسرائيلية تاريخيًّا فرض الوقائع وتكريسها، وجعل هذه الوقائع أساس الخطوة التالية، سواء كانت مُضيًّا في مدّ المشروع الاستعماري وتضخيمه، أو كانت أساسًا تفاوضيًّا.

تنتهج السياسة الاستعمارية الإسرائيلية تاريخيًّا فرض الوقائع وتكريسها، وجعل هذه الوقائع أساس الخطوة التالية، سواء كانت مُضيًّا في مدّ المشروع الاستعماري وتضخيمه، أو كانت أساسًا تفاوضيًّا.
الموقف العربي يدفع باتجاهين: الأول رفض موضوع تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع، والثاني فتح آفاق السلام والسلم العالمي والإقليمي من خلال إقامة دولة فلسطينية على كامل ترابها بحدود ما قبل حرب الأيام الستة.
يأتي قرار تجميد المساعدات في وقت حساس للغاية؛ حيث تحاول معظم الدول الأفريقية تقوية سيادتها الاقتصادية من خلال تنويع الشراكات، وكسب الثقة الأميركية من خلال مساعداتها المتنوعة.
الآن صار السؤال الأكثر حضورًا وإلحاحًا هو: هل يمكن فعلًا تفريغ غزة والضفة الغربية من السكان إن قررت واشنطن وتل أبيب هذا؟
عندما تتغير مصالح ترامب، يمكنه بسهولة التراجع عن تصريحاته أو أن يقول العكس. إذا مدح اليوم شخصًا ما، ثم انتقده في الغد، فهذا ليس بسبب عدم التوازن، بل لأن ذلك الشخص لم يعد يخدم مصالحه.
يبدو أن عقل الدولة الصهيونية من كثرة الضربات الموجعة لم يعد قادرًا على استيعاب أن المقاومة ألقمتهم حجرًا كبيرًا، والقناع قد سقط والكوميديا السوداء انفضّ جمهورها.
لا بأس أن يكون المؤتمر “جماعة ضغط” للمصالحة والحوار، لا كبوابة لتحسين الموقع والأدوار، بيد أن الوظيفة التاريخية التي يتعين أن تبقى نصب أعين المؤتمرين، هي التصدي لسؤال القيادة والتجديد والتشبيب.
سقطت القومية العربية، نعم، لكنها كفكرة لم تسقط، بل باتت في حاجة ماسّة إلى أن تتجدد. إن محاولات النقد البناء لأفكارها وممارساتها التي يقوم بها البعض، جعلت إطفاء أي شعلة فكرية أمرًا صعبًا.
ربما يكون الدور الذي يلعبه ترامب، دون قصد، هو إضعاف الهيمنة الأميركية وإزاحتها عن كاهل العالم! رغم أننا نعلم جيدًا أن هذا لم يكن يومًا هدفه الحقيقي.
لم تبقَ إستراتيجية لم تستخدمها دولة الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، بل طبقت إستراتيجيات بشكل متزامن من أجل إخضاع المجتمع الفلسطيني في غزة عبر تقويض مقومات الحياة.
لن تتوقف المحاكمات المشهدية الجائرة باستفاقة المرفق القضائي لأن ذلك يبدو مستحيلًا تحت منظومة قيس سعيد. ستتوقف هذه المحاكمات بإرادة سياسية عندما يتغير ميزان القوة لصالح المعارضة الديمقراطية.
أثبت التاريخ والواقع أن للموقع الجغرافي والثروة النفطية الأثرين البارزين فيما تمر به ليبيا من أزمات متوالية، وقد جعلا منها موضع صراع وأطماع منذ قرون طويلة وبشكل يتجدد عبر العصور التاريخية.
بفعل الأزمات الداخلية والخارجية مع عدوته الشرقية التاريخية (روسيا)، ومع حليفته الغربية التاريخية (أميركا في عهد ترامب)، يعاني الاتحاد الأوروبي ويواجه مخاطر الانقسام والتفكك، فهل ينجو؟
لا بد من قمة عربية طارئة، للحديث بلسان واحد، حول نازلة خطط التهجير الأمريكية، وحول الوضع الإقليمي بصفة عامة. لا ينبغي ترك مصر والأردن وحدهما، ولا بد من الاتفاق على رسالة موحدة يوصلها الجميع.