هيئة تحرير الشام.. تكتل الرافضين لأستانا

الموسوعة - شعار هيئة تحرير الشام.
تكتل عسكري من فصائل مسلحة سورية، تكون نتيجة اندماج خمسة فصائل اندماجا كاملا في جسم عسكري واحد، هي: جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين زنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، كما انضمت لها لاحقا عدة كتائب وألوية وشخصيات دعوية. وهو يرفض مفاوضات أستانا ويعتبرها جزءا من المؤامرة على الثورة السورية.
 
النشأة
أعلن عن إنشاء الهيئة في 28 يناير/كانون الثاني 2017، بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين النظام السوري والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية، حيث انقسمت قوى المعارضة السورية بين مشارك فيها ورافض لها، وأدى الموقف منها إلى مواجهات بين بعض القوى المسلحة المناهضة للنظام السوري.
 
وبحسب بيان نشرته الفصائل على شبكة الإنترنت، فإن الاندماج جاء نظرا لما تمر به الثورة السورية من "مؤامرات تعصف بها واحتراب داخلي يهدد وجودها"، كما دعا البيان الفصائل العاملة في الساحة السورية إلى الالتحاق بهذا الكيان وحفظ مكتسبات الثورة والجهاد، على حد تعبيره.
 
وكان هذا الاندماج بعد أيام من إعلان خمسة فصائل أخرى انضمامها إلى حركة أحرار الشام، هي: ألوية صقور الشام، وجيش الإسلام-قطاع إدلب، وجيش المجاهدين، وتجمع "فاستقم كما أمرت"، والجبهة الشامية-قطاع ريف حلب الغربي. وقالت حركة الأحرار في بيان مشترك إن هذا الانضمام يأتي التزاما منها بأهداف الثورة السورية وحمايتها.

السياق
جاء الإعلان عن هيئة تحرير الشام في ظل تراجعات وإخفاقات عسكرية متلاحقة منيت بها قوى الثورة السورية، وأدت -في أبرز تجلياتها- إلى سقوط مدينة حلب كبرى مدن الثورة في يد النظام وتهجير سكانها.

وكانت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -وهي أهم وأبرز مكونات التشكيل الجديد- قد اعتبرت أن مؤتمر أستانا جزء من المؤامرة على الثورة السورية، وأن المسار السياسي الذي واكب الثورة منذ بدايتها لم يكن يخدم أهدافها، بل كان سلسلة مما وصفتها بالمؤامرات.

واعتبرت أن رعاية روسيا لمحادثات أستانا تعد إذلالا لتضحيات المجاهدين، وأن روسيا تحتل سوريا وتقصف وتدمر العديد من مدنها، كما تعد نوعا من القبول المباشر ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد على رأس السلطة.

وقد اندلعت مواجهات عسكرية بين جبهة فتح الشام وفصائل سورية أخرى على خلفية مشاركة هذه الفصائل في مؤتمر أستانا، وهي المواجهات التي مهدت من بين أمور أخرى لإنشاء الهيئة الجديدة.
وتم اختيار هاشم الشيخ (أبو جابر) لقيادة التشكيل الجديد، وهو مهندس ترأس سابقا حركة أحرار الشام، قبل أن يعلن انفصاله عنها، ثم ينضم للهيئة الجديدة ويترأسها.
التوجه الأيديولوجي
لم تعلن الهيئة بشكل رسمي عن تبني خط أيديولوجي واضح، بل حرصت على التأكيد على أنها كيان مستقل لا يمثل امتدادا لتنظيمات وفصائل سابقة، وأن تشكيلها يمثل خطوة ذابت فيها جميع التسميات.
 
وتضع الهيئة على رأس أولوياتها إسقاط النظام السوري، وتؤكد أنها تمثل مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية، تطوى فيها صفحة الخلافات، وتعود فيها الانتصارات، وأنها جاءت على خلفية ما تمر به الثورة السورية من "مؤامرات تعصف بها، واحتراب داخلي يهدد وجودها".
 
وقال قائد الهيئة هاشم الشيخ إنها تسعى إلى جمع الساحة السورية ضمن كيان واحد وتحت قيادة موحدة تقود العمل السياسي والعسكري للثورة، سعيا لتحقيق هدفها في إسقاط النظام وتحرير كافة الأراضي السورية.
 
وأعلن قائدها العام أن مقاتلي الهيئة سيستأنفون العمل العسكري ضد قوات النظام السوري، وقال إن تشكيل الهيئة هو مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية.

وأضاف الشيخ -في تسجيل مصور في فبراير/شباط 2017 يعد أول ظهور له منذ تعيينه في هذا المنصب- أن الهيئة ستبدأ مشروعها بإعادة تنشيط العمل العسكري ضد النظام السوري، وستغير مجددا على ثكناته، كما قال إنها ستخوض من جديد ما سماها معركة التحرير.

أبرز العمليات
ومن أبرز العمليات والمعارك التي شاركت فيها الهيئة منذ تشكيلها: معركة السيطرة على حي المنشية في درعا، حيث كانت من أهم مكونات غرفة البنيان المرصوص التي شنت الهجوم على معاقل النظام في الحي.

ومن العمليات التي توصف بالنوعية: استهداف فرعيْ الأمن العسكري وأمن الدولة في حيي الغوطة والمحطة بمدينة حمص بهجومين متزامنين، وهو التفجير الذي أدى -بحسب النظام- إلى مقتل نحو ثلاثين ضابطا وجنديا من قواته الأمنية، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول في 25 فبراير/شباط 2017.

وكشف القيادي في هيئة تحرير الشام أبو يوسف المهاجر -في مقابلة مع الجزيرة– أن ثلاثة من "الانغماسيين" توجهوا إلى فرع الأمن العسكري وقتلوا ثلاثة حراس قبل أن يدخلوا إلى غرفة الضباط ويقتلوا 15 ضابطا، ومن ثم إلى غرفة رئيس الفرع اللواء دعبول الذي قتل أيضا في الهجوم.

وأكد أن اثنين آخرين من عناصره توجها إلى فرع أمن الدولة بمسدسات كاتمة للصوت، وأن الهجومين أديا لمقتل وإصابة العشرات.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان