هيئة تحرير الشام.. تكتل الرافضين لأستانا
أعلن عن إنشاء الهيئة في 28 يناير/كانون الثاني 2017، بعد انطلاق مفاوضات أستانا بين النظام السوري والمعارضة بمشاركة روسية تركية إيرانية، حيث انقسمت قوى المعارضة السورية بين مشارك فيها ورافض لها، وأدى الموقف منها إلى مواجهات بين بعض القوى المسلحة المناهضة للنظام السوري.
السياق
جاء الإعلان عن هيئة تحرير الشام في ظل تراجعات وإخفاقات عسكرية متلاحقة منيت بها قوى الثورة السورية، وأدت -في أبرز تجلياتها- إلى سقوط مدينة حلب كبرى مدن الثورة في يد النظام وتهجير سكانها.
وكانت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -وهي أهم وأبرز مكونات التشكيل الجديد- قد اعتبرت أن مؤتمر أستانا جزء من المؤامرة على الثورة السورية، وأن المسار السياسي الذي واكب الثورة منذ بدايتها لم يكن يخدم أهدافها، بل كان سلسلة مما وصفتها بالمؤامرات.
واعتبرت أن رعاية روسيا لمحادثات أستانا تعد إذلالا لتضحيات المجاهدين، وأن روسيا تحتل سوريا وتقصف وتدمر العديد من مدنها، كما تعد نوعا من القبول المباشر ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد على رأس السلطة.
لم تعلن الهيئة بشكل رسمي عن تبني خط أيديولوجي واضح، بل حرصت على التأكيد على أنها كيان مستقل لا يمثل امتدادا لتنظيمات وفصائل سابقة، وأن تشكيلها يمثل خطوة ذابت فيها جميع التسميات.
وتضع الهيئة على رأس أولوياتها إسقاط النظام السوري، وتؤكد أنها تمثل مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية، تطوى فيها صفحة الخلافات، وتعود فيها الانتصارات، وأنها جاءت على خلفية ما تمر به الثورة السورية من "مؤامرات تعصف بها، واحتراب داخلي يهدد وجودها".
وقال قائد الهيئة هاشم الشيخ إنها تسعى إلى جمع الساحة السورية ضمن كيان واحد وتحت قيادة موحدة تقود العمل السياسي والعسكري للثورة، سعيا لتحقيق هدفها في إسقاط النظام وتحرير كافة الأراضي السورية.
وأضاف الشيخ -في تسجيل مصور في فبراير/شباط 2017 يعد أول ظهور له منذ تعيينه في هذا المنصب- أن الهيئة ستبدأ مشروعها بإعادة تنشيط العمل العسكري ضد النظام السوري، وستغير مجددا على ثكناته، كما قال إنها ستخوض من جديد ما سماها معركة التحرير.
أبرز العمليات
ومن أبرز العمليات والمعارك التي شاركت فيها الهيئة منذ تشكيلها: معركة السيطرة على حي المنشية في درعا، حيث كانت من أهم مكونات غرفة البنيان المرصوص التي شنت الهجوم على معاقل النظام في الحي.
ومن العمليات التي توصف بالنوعية: استهداف فرعيْ الأمن العسكري وأمن الدولة في حيي الغوطة والمحطة بمدينة حمص بهجومين متزامنين، وهو التفجير الذي أدى -بحسب النظام- إلى مقتل نحو ثلاثين ضابطا وجنديا من قواته الأمنية، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول في 25 فبراير/شباط 2017.
وكشف القيادي في هيئة تحرير الشام أبو يوسف المهاجر -في مقابلة مع الجزيرة– أن ثلاثة من "الانغماسيين" توجهوا إلى فرع الأمن العسكري وقتلوا ثلاثة حراس قبل أن يدخلوا إلى غرفة الضباط ويقتلوا 15 ضابطا، ومن ثم إلى غرفة رئيس الفرع اللواء دعبول الذي قتل أيضا في الهجوم.