ماركو روبيو من منافس لترامب إلى وزير للخارجية في إدارته
ماركو روبيو سياسي من أصل كوبي ينتمي للحزب الجمهوري الأميركي، وكان أصغر مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، يعرف بتأييده الكبير لإسرائيل ومعاداته للفلسطينيين الذين يصفهم بـ"الإرهابيين والقتلة".
رشحه الرئيس دونالد ترامب لمنصب وزير الخارجية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، رغم أن روبيو كان من أشد منتقديه ومنافسيه في انتخابات عام 2016.
المولد والنشأة
ولد ماركو أنطونيو روبيو يوم 28 مايو/أيار 1971 في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية من والدَين كوبيين هاجرا إلى الولايات المتحدة عام 1956، وله أخوان.
انتقل مع أسرته في سن الثامنة من عمره إلى مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا قبل العودة مرة أخرى إلى ميامي، وهو متزوج وله 4 أبناء.
الدراسة والتكوين
تابع ماركو روبيو دراسته الابتدائية في لاس فيغاس، والثانوية في ميامي بثانوية "ساوث ميامي"، وتخرج عام 1989.
ثم انتقل للدراسة عاما واحدا في كلية "تاركيو كوليدج" بولاية ميسوري بعد استفادته من منحة، ثم انتقل إلى كلية "سانتافي كوليدج" بمدينة غينسفيل بولاية فلوريدا.
التحق بعد ذلك بجامعة فلوريدا، التي نال فيها عام 1993 شهادة الإجازة في العلوم السياسية، وكذا بكلية الحقوق التابعة لجامعة ميامي التي نال منها عام 1996 شهادة الدكتوراه في القانون.
اشتهر حينئذ بالفصاحة والخطابة والحماس السياسي في معارضة نظام الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو في كوبا.
التوجه السياسي
منذ دخوله عالم السياسة ضمن الحزب الجمهوري، حرص ماركو روبيو على التواصل مع الناخبين الشباب والمنحدرين من أصول لاتينية أو أفريقية، لكن تراجعت شعبيته بعد فشله في تمرير مشروع لإصلاح قانون الهجرة عام 2013، وكان القانون سيمكّن ملايين المهاجرين غير النظاميين في أميركا من تسوية أوضاعهم القانونية.
يركّز روبيو في إستراتيجيته السياسية على عامل أنه من جيل السياسيين الشباب مقارنة مع غيره، خصوصا أثناء حملته في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وكذلك وعده بتقديم خيار جديد للشعب الأميركي بعيدا عن عائلات سياسية سيطرت على مدى سنين كعائلتي كلينتون وبوش.
وفي انتخابات عام 2016، أعلن عن معارضته برنامج التغطية الصحية الذي وضعه الرئيس باراك أوباما والمعروف بـ"أوباما كير"، وأعرب عن سعيه لإلغائه وتقديم بديل عنه.
كما أعرب روبيو عن رفضه حكم المحكمة العليا الأميركية بتقنين زواج الشواذ بكافة الولايات الأميركية الخمسين، معتبرا أنه كان حَريا ترك الحرية في ذلك لكل ولاية، كما أنه يعارض الإجهاض وتقنين استهلاك نبات القنب الهندي.
وفي السياسة الخارجية، يعد روبيو أحد السياسيين المتشددين في الدفاع عن إسرائيل، ويصف الفلسطينيين بـ"الإرهابيين والقتلة"، ويتهمهم بأنهم لا يريدون السلام، وزار في هذا الصدد إسرائيل مرات عدة، وحظي بدعم اللوبي الإسرائيلي في حملته لانتخابات الرئاسة.
ويعارض روبيو الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن ودول غربية مع طهران عام 2015، كما يعارض عودة العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع بلده الأصلي كوبا.
ويؤيد روبيو تسليح المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد، وأعلن في مارس/آذار 2011 عن تأييده مشاركة عسكرية أميركية من أجل الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قتل يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه في ما يسميه الثوار الليبيون "معركة سرت".
التجربة السياسية
انتخب ماركو روبيو عضوا في مجلس النواب لولاية فلوريدا عام 2000، ثم رئيسا للمجلس من 2006 حتى 2008، واعتبر أصغر سياسي يتولى رئاسة المجلس، ثم أسس عقب ذلك شركة للمحاماة، وبدأ موازاة مع ذلك التدريس في جامعة فلوريدا الدولية أستاذا مساعدا.
ونجح روبيو عام 2011 في الحصول على عضوية مجلس الشيوخ الأميركي، وترأس داخل المجلس لجنة التجارة في المحيطات والمصايد وحرس السواحل، وكذلك لجنة العلاقات الخارجية ولجنة السلامة المدنية ولجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا المرأة.
ترشح للانتخابات التمهيدية لرئاسيات 2016، واتهم منافسه ترامب بأنه خدع الناخبين من الطبقة العاملة بوعود ضخمة رغم وجود دعاوى قضائية ضده وإفلاس شركات مرتبطة به.
وأضاف "لن نسلم الحركة المحافظة إلى مخادع لا يقول للناس سوى شيء واحد، إنه أمضى 40 عاما من حياته من أجل العاملين الأميركيين، ويزعم الآن أنه بطلهم".
واعتبر أن ترامب "لا يصلح على الإطلاق أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، وليست لديه أي خطة للتأمين الصحي"، وفي المقابل سخر منه ترامب ووصفه بـ"ماركو الصغير" في مناسبات عدة.
في 15 مارس/آذار 2016 حقق الجمهوري ترامب فوزا مهما في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا، موجها ضربة شبه ساحقة إلى منافسه ماركو روبيو.
ووصف روبيو هزيمته في عقر داره بفلوريدا بالمهينة، مما حمله على الانسحاب من السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض.
وقد تقدم روبيو لانتخابات مجلس الشيوخ الأميركي عام 2016 وفاز بها، وتحول إلى شخصية شعبوية محافظة، وبدأت علاقته بترامب تتحسن.
وبعد الانتخابات الرئاسية عام 2020، أعرب روبيو عن دعمه ادعاء ترامب "تزوير الانتخابات" التي فاز بها منافسه جو بايدن.
وعقب اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول (مقر الكونغرس) أثناء جلسة مجلسي النواب والشيوخ المشتركة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية في يناير/كانون الثاني 2021، صوّت روبيو لصالح التصديق على النتائج.
وعام 2022، أعيد انتخاب روبيو لولاية ثالثة في مجلس الشيوخ.
وعرف روبيو بمواقفه المؤيدة لإسرائيل في حربها التي تشنها على قطاع غزة منذ العام 2023، وقال إنه لا يدعم وقف إطلاق النار، وإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مسؤولة بنسبة 100%" عن مقتل آلاف الفلسطينيين في القطاع.
وفي الانتخابات الرئاسية عام 2024، برز روبيو مرشحا محتملا لمنصب نائب الرئيس أو منصب حكومي آخر، وبعد فوز ترامب بانتخابات عام 2024 على منافسته كامالا هاريس، رشح روبيو ليكون وزيرا للخارجية.
وفي 21 يناير/كانون الثاني 2025 أقر مجلس الشيوخ تعيين السيناتور الجمهوري ماركو روبيو وزيرا للخارجية في حكومة ترامب، بتصويت حاسم بلغت نسبته 99 صوتا مقابل لا شيء.
وروبيو هو أول وزير من إدارة ترامب في ولايته الثانية يوافق مجلس الشيوخ على تعيينه.
المؤلفات
أصدر روبيو عام 2012 كتابا بعنوان "ابن أميركي" استعرض فيه سيرته الذاتية، وجاء فيه "أنا ابن مهاجرَين منفيين من بلد كان يشهد اضطرابات، لقد أعطياني كل ما كان في وسعهما، وأنا البرهان على أن حياتهما لم تذهب سدى، وعلى أن هدف وجودهما قد تحقق".