أفغانستان تاريخ عريق ومعاناة مستمرة مع الحروب

إحدى دول آسيا الوسطى، تقع على تقاطع الطرق التجارية التي تربط جنوب وشرق آسيا بأوروبا والشرق الأوسط، تميزت بتاريخ طويل من الصراعات العسكرية والحروب والثورات الدموية والانقلابات وعدم الاستقرار السياسي.

ينتمي شعبها إلى أعراق مختلفة: البشتون والطاجيك والهزارة والبلوش والأوزبك والتركمان، ويتكلمون لغات عديدة، الفارسية الأفغانية "الدارية" والبشتو والأوزبكية والتركمانية والأوردية، والغالبية العظمى من السكان يدينون بالإسلام.

الدولة

  • الاسم الرسمي: جمهورية أفغانستان الإسلامية
  • الاسم المختصر: أفغانستان
  • العاصمة: كابل
  • اللغة الرسمية: الدارية "الفارسية" والبشتو
  • النظام السياسي: جمهوري
  • العملة: أفغاني

الموقع

تقع أفغانستان وسط جنوب آسيا، وتحدها باكستان من ناحيتي الجنوب والشرق، وإيران من الغرب، وكل من طاجكستان وأوزباكستان وتركمانستان من الشمال والشمال الشرقي، ولها حدود ضيقة مع الصين من الجهة الشمالية الشرقية، أقصى شرق ممر واخان.

الجغرافيا

تعدّ أفغانستان بلدا داخليا، ليس له سواحل على أية بحار، والتضاريس الجبلية الوعرة هي المظهر الطبيعي الأكثر بروزا، ويمكن تقسيم جغرافيا البلاد إلى 3 أقسام رئيسية:

السهول الشمالية: تقع في شمال أفغانستان بالقرب من الحدود مع طاجيكستان، وتمتد من سفوح جبال البامير شرقا إلى الحدود الإيرانية في الغرب، وهي عبارة عن تلال وسهول شديدة الخصوبة، يتراوح ارتفاعها بين 250 و300 متر، ويمر نهر آمو داريا عبر حافة التلال.

الجبال الوسطى: وتمتد من ممر واخان في الشمال الشرقي مشَكِّلة سلسلة جبال هندوكوش المرتفعة، ثم تستمر حتى الجنوب الغربي من البلاد لتشكل سلاسل جبلية أقل حجما، وتغطي الجبال نحو 70% من مساحة أفغانستان، وتتخللها العديد من الوديان والأنهار، ويقع أغلبها فوق مستوى 2000 متر، والقسم الشمالي الشرقي أشد ارتفاعا، وأعلاه قمة "نوشاك" التي تصل إلى ما يزيد عن 7.4 آلاف متر.

الهضبة الجنوبية الغربية: وهي عبارة عن هضاب عالية وصحاري رملية ومسطحات ملحية متناثرة، وتمر بها العديد من الأنهار الكبيرة، بما في ذلك نهر هلمند.

المساحة:

تبلغ مساحة أفغانستان الكلية أكثر من 652 ألف كيلو متر مربع.

الموارد الطبيعية:

الغاز الطبيعي، النفط، الفحم، النحاس، الكروميت، التلك، الكبريت، الباريت، الرصاص، الزنك، خام الحديد، الملح، الأحجار الكريمة، الأراضي الصالحة للزراعة.

المناخ

تتمتع أفغانستان بمناخ قاري جاف مع اختلاف كبير في درجات الحرارة وهطول الأمطار بين الفصول، وتتباين درجات الحرارة بشدة بحسب الارتفاع، حيث تهبط درجات الحرارة في المناطق الجبلية إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء، بينما ترتفع في المناطق القاحلة الجنوبية إلى أكثر من 35 درجة مئوية صيفا.

ولا يخضع هطول الأمطار لوتيرة واحدة، ويتأثر بتنوع التضاريس بشكل واضح، حيث تحصل المنطقة القاحلة الجنوبية الغربية عادة على أقل من 150 ملم من الأمطار سنويا، وتحظى سلسلة الجبال الشمالية الشرقية بأكثر من 1000 ملم.

وتتساقط الثلوج بانتظام في المناطق الجبلية والمرتفعات في الشمال الشرقي والمرتفعات الوسطى، بينما تشهد باقي أنحاء البلاد تساقطات متفاوتة للثلوج.

وتتأثر الظروف المناخية في أفغانستان بالتذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو وثنائية القطب في المحيط الهندي.

Qargha is a dam and reservoir in Afghanistan near Kabul. The reservoir and its peripheral areas provide for recreation facilities such as boating, surfing, golfing.; Shutterstock ID 1423636259; purchase_order: aljazeera ; job: ; client: ; other:
سد قرغة قرب العاصمة الأفغانية كابل (شترستوك)

السكان

التعداد: 42.2 مليون نسمة (بنك الأمم المتحدة للسكان لعام 2023).

النمو السكاني: 2.26% (سي آي إيه/ كتاب حقائق العالم لعام 2023).

التوزيع العرقي:

لا توجد إحصائيات حديثة موثقة بشأن التوزيع العرقي لسكان أفغانستان، وتشير تقديرات سابقة لمكتب شؤون جنوب ووسط آسيا، التابع لوزارة الخارجية الأميركية لعام 2008 إلى نسب تقديرية هي كالآتي: البشتون أكبر مجموعة عرقية، ويشكلون حوالي 38-44% من إجمالي السكان، ثم الطاجيك بنحو 25% والهزارة 10% والأوزبك 6-8%، إضافة إلى مجموعات صغيرة أخرى من الأيماق والتركمان والبلوش وغيرهم.

اللغة

تتنوع اللغات في أفغانستان وفقا لتباين الأعراق المحلية في البلاد، إضافة إلى انتشار لغات عالمية أخرى.

وتعتبر اللغة الدارية (الفارسية الأفغانية) هي الأكثر شيوعا، فهي لغة مشتركة ورسمية للبلاد، وتبلغ نسبة المتحدثين بها نحو 77%، ولغة البشتو هي ثاني اللغات انتشارا على مستوى أفغانستان، وهي لغة رسمية أيضا، ويتحدث بها حوالي 48% من المجموع الكلي للسكان.

وهناك لغات أقل انتشارا، مثل: الأوزبكية ويتحدث بها 11% والتركمانية 3% والأردية 3% والباشاية 1% والنورستانية 1% والبلوشية 1%، كما تنتشر اللغتان الإنجليزية والعربية بنسبة 6% و1% على التوالي، وهناك لغات أخرى منتشرة بنسبة تقل عن 1% (تقديرات سي آي إيه- كتاب حقائق العالم لعام 2020).

Buildings,Of,Herat,,Afghanistan.,Herat,Is,The,Third,Largest,City
مشهد لعدة مساجد في مدينة هرات الأفغانية (شترستوك)

الديانة:

الديانة الإسلامية هي الديانة السائدة في أفغانستان، بنسبة بلغت 99.7%، ويمثل المسلمون السنة نسبة تتراوح بين 84.7% و89.7% من إجمالي السكان، فيما يمثل الشيعة بين 10% و15%، وهناك أتباع لديانات لا تزيد نسبتهم عن 0.3% (تقديرات سي آي إيه- كتاب حقائق العالم لعام 2009).

التاريخ

أظهرت أدلة اكتشفتها الحفريات الأثرية أن سفوح جبال هندوكوش، في المناطق الشمالية الشرقية، كانت أولى المناطق التي سكنها الإنسان في أفغانستان، فقد تم العثور على بقايا بشرية وأدوات كان يستخدمها الإنسان في كهوف دارا كور في بدخشان والكهوف القريبة من آق كوبروك، في العصرين الحجري القديم والحديث، في الفترة بين 50 ألفا و30 ألف سنة قبل الميلاد.

وفي العصر البرونزي، بين الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد، ظهرت المراكز الحضرية الأولى في موقعين رئيسيين في المنطقة: "ديه موراسي غونداي" و"مونديجاك" بالقرب من قندهار الحديثة، التي كانت مركزا حضاريا يجمع بين الزراعة وتربية المواشي، بالإضافة إلى التجارة، وكان اللازورد (نوع من الأحجار الكريمة) يستخرج من مناجم في المناطق الشمالية الشرقية ثم يتم تصديره.

وبدأت القبائل الآرية تسكن مناطق من أفغانستان حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، ويعتقد أنها الحقبة التي تأسست فيها مدينة كابل. وفي بداية القرن السادس قبل الميلاد وسع الإمبراطور داريوس الإمبراطورية الأخمينية "الفارسية" وضم معظم حواضر أفغانستان: كابل وجلال آباد وبيشاور، وآريا (في هرات الحديثة) وباكتريا "بلخ" وساتاجيديا (من غزني إلى نهر السند) وأراخوسيا (قندهار، وكويتا) ودرانجيانا "سيستان".

ثم غزا الإسكندر الأكبر الإمبراطورية الإخمينية، واستطاع عام 326 قبل الميلاد أن يستولي على معظم المناطق الأفغانية، وفي غضون ذلك كان اليونانيون يحكمون باكتريا في شمالي أفغانستان، واستمر حكمهم حتى خضعت منطقتهم لقبائل بدوية حوالي عام 130 قبل الميلاد.

وبعد وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد حكمت الدولة السلوقية المنطقة، وفي عام 304 قبل الميلاد أصبحت الأراضي الواقعة جنوب هندو كوش تابعة للأسرة الموريانية. وأصبح سهل أموداريا عام 250 قبل الميلاد مستقلا تحت الحكم اليوناني، الذي توسع جنوبا وسيطر على كابل والبنجاب نحو عام 180 قبل الميلاد. وانفصل البارثيون عن السلوقيين، وأحكموا سيطرتهم على سيستان وقندهار في جنوب أفغانستان.

اتحدت القبائل البدوية تحت حكم الكوشان، واستطاعوا السيطرة على باكتريا عام 135 قبل الميلاد، ثم توسعت الإمبراطورية حتى حكمت من ماثورا في شمال وسط الهند إلى ما وراء باكتريا حتى حدود الصين في آسيا الوسطى، وكانت التجارة في المنطقة مزدهرة في ذلك العصر، إذ يمر بها أحد الفروع الرئيسية لطريق الحرير، وأدخل التجار الديانة البوذية، ورافق ذلك ازدهار في مجال الفنون.

وفي عام 241 ميلادي سيطر الساسانيون الفرس على أجزاء من أفغانستان، وحكموا باغرام، وبقيت بعض المناطق في يد أمراء من الكوشان، وفي عام 400 ميلادي غزت المنطقة جماعة من قبائل الهون البيض، الذين دمروا الثقافة البوذية، وتركوا معظم البلاد في حالة خراب.

وفي عام 565 تمت هزيمتهم على يد الساسانيين والأتراك الغربيين، وسيطروا على كافة المناطق في أفغانستان. وأثناء الحكم الساساني كانت المنطقة واقعة تحت تأثير الديانتين البوذية والهندوسية، حيث حكم بعض ملوك الهندوس من عائلة شاهي منطقتي كابل وغزني.

الحكم الإسلامي

بدأت الفتوحات الإسلامية في أفغانستان منذ القرن السابع الميلادي، حيث فتح القائد الأحنف بن قيس منطقة هرات، وفتح عاصم بن عاصم منطقة سجستان، والتي تشمل مدنا عديدة من بينها قندهار، ولكن السكان المحليين لم يستسلموا، واستطاعوا أن يستعيدوا البلاد، وفي غضون ذلك، بدأ الإسلام ينتشر في المنطقة.

وفي القرنين التاسع والعاشر حكمت بعض السلالات الإسلامية المحلية، مثل الطاهرية التي حكمت خراسان، وضمت مملكتها بلخ وهرات، واستقلوا عام 820 عن الخلافة العباسية، التي ضعفت سيطرتها في المناطق البعيدة عن مركز حكمها.

ثم استولت السلالة الصفارية على الحكم عام 867، وتبع الأمراء المحليون في الشمال الحكم الساماني، وتمتعت بخارى وسمرقند وبلخ في تلك الحقبة بعصر ذهبي.

وفي منتصف القرن العاشر ظهرت الدولة الغزنوية، على يد ألب تكين التركي الذي أسس إمارته في غزني وفي عهد محمود الغزنوي، الذي حكم منذ عام 998، قويت الدولة واتسعت رقعتها، حيث غزا البنجاب وملتان ووصل إلى قلب الهند، وحكم كامل أفغانستان، التي أصبحت مركز القوة والحضارة الإسلامية، وازدهرت فيها الآداب والفنون والصناعات.

وبعد وفاة محمود الغزنوي بدأت الدولة بالانهيار تدريجيا بسبب الصراعات التي نشبت بين الحكام الغزنويين. وفي منتصف القرن الثاني عشر نهب علاء الدين الغوري غزني وطرد آخر الغزنويين إلى الهند، ومع بداية القرن الثالث عشر انهارت الدولة الغورية، وخضعت أفغانستان للدولة الخوارزمية التي امتدت من تركستان الصينية شرقا إلى حدود العراق غربا.

Afghanistan, Kabul
مشهد للعاصمة الأفغانية كابل التي أنهكتها الحروب المتعاقبة منذ عقود (شترستوك)

الغزو المغولي

غزا المغول بقيادة جنكيز خان الجزء الشرقي من الإمبراطورية الغزنوية عام 1219، وتولى السلطان جلال الدين منكبرتي الحكم، وتصدى للمغول وهزمهم في معركة "برا ونداره"  قرب كابل، ولكن جنكيز خان سارع للانتقام، ودمر مدينة باميان بالكامل، وتوجه إلى غزني، وحقق انتصارا كبيرا فيها، ودمر أنظمة الري، ما حول التربة الخصبة في المنطقة ما بين هراة إلى بلخ وقندهار وغزني إلى صحاري.

وبعد وفاة جنكيز خان عام 1227، انهارت الامبراطورية، وأنشأ بعض الزعماء المحليين في أفغانستان إمارات مستقلة، واعترف آخرون بالولاء للأمراء المغول، وفي نهاية القرن الرابع عشر غزا تيمورلنك جزءا كبيرا من البلاد، وعاث فيها فسادا، إلا أن الحكام التيموريين من بعده عملوا على ازدهار البلاد وتطوير العمران ونشر الثقافة والفنون الآداب.

وكانت المنطقة في حينها، مقسمة بين المغول في المناطق الواقعة جنوبي هندوكوش، والصفويين في هراة وفرح، وكان الطرفان يتنازعان الحكم على قندهار.

حكم السلالات الأفغانية

وحاول السكان المحليون مرات عديدة التخلص من الحكم الأجنبي، وتكللت محاولاتهم باستقلال قندهار عن بلاد فارس على عهد الصفويين عام 1708 على يد ميرويس خان زعيم قبيلة هوتاكي غلزائي. وفي هرات ثار آل دوراني بقيادة زعيمهم أسد الله خان، وحرروا منطقتهم عام 1722.

وهاجم محمود، الابن الصغير لميرويس خان وخليفته، أصفهان عام 1722، واستسلمت له الحكومة الصفوية بعد حصار دام ستة أشهر. وبعد وفاته تصدى خليفته للضغط الروسي من الشمال والتقدم التركي العثماني من الغرب، غير أن نادر شاه حاكم فارس استطاع بحلول عام 1739 أن يستولي على قندهار وغزني وكابل وعاصمة المغول دلهي، ولكنه قتل أثناء عودته إلى إيران عام 1747.

حكم آل دُرَّاني

بعد وفاة نادر شاه تفككت إمبراطوريته، ونهض الأفغان من جديد بقيادة أحمد شاه العبدلي لاستعادة قندهار وتأسيس أفغانستان الحديثة، وانتخب أحمد شاه من قبل مجلس قبلي، وتبنى لقب الدُّراني، ووحد أفغانستان ووسع رقعتها، وهزم المغول في غرب نهر السند، وانتزع هرات من الفرس.

وامتدت إمبراطورية أحمد شاه دراني من آسيا الوسطى إلى دلهي، ومن كشمير إلى بحر العرب. وكانت دولته ثاني أكبر إمبراطورية إسلامية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بعد الإمبراطورية العثمانية.

وبعد وفاة أحمد شاه عام 1772، لم يحظ ابنه تيمور شاه بالولاء الذي كان يتلقاه والده من زعماء القبائل، وقضى معظم فترة حكمه في قمع تمرداتهم، الأمر الذي حمله على نقل عاصمته من قندهار إلى كابل عام 1776.

توفي تيمور عام 1793، وتولى الحكم ابنه زمان، الذي أراد توسيع دولته، فتوجه إلى الهند، مما أقلق البريطانيين، فتآمروا مع الفرس، الذين أمدوا أخاه محمود حاكم هرات بالرجال والمال، واستولى محمود على قندهار وتقدم نحو كابل، ولما عاد زمان من الهند، تم اعتقاله وإيداعه السجن، وسلم محمد الحكم إلى وزيره فتح خان من آل بركزاي.

واحتل شقيق زمان "شاه شجاع" العاصمة كابل عام 1803 بدعم من بعض الزعماء، ولكنه لم يستطع السيطرة على المقاطعات النائية، وكانت الدولة تواجه تهديدات سيخ البنجاب من ناحية الشرق والفرس من الغرب، ثم سيطر محمود على كابل مرة أخرى، وكان آل بركزاي هم المسيطرين على الحكم بالفعل.

حكم آل بركزاي

بدأ الحكم الرسمي لآل بركزاي (أو محمدزاي)، حين استولى دوست محمد البركزاي الأخ الأصغر لفتح خان عام 1818 على بيشاور وكابل وغزني وجلال أباد، واستولى حاكم بخارى على بلخ. واحتل السيخ الولايات الأفغانية لنهر السند، وحصلت مقاطعتا السند وبلوشستان على الاستقلال.

وخوفا على مصالحها في الهند، ولمواجهة النفوذ المتزايد لروسيا في بلاد فارس، هاجمت القوات البريطانية أفغانستان عام 1839 بهدف إعادة شاه شجاع، الذي كان قد التجأ إليها بعد هزيمته أمام أخيه محمود. وتم احتلال قندهار وغزني ثم توج شاه شجاع إلى كابل، وقامت حركة تمرد في البلاد ضد الاستعمار ورفضوا تنصيب حاكم عليهم بالقوة.

ولم تستطع بريطانيا البقاء في أفغانستان، وفي يناير/كانون الثاني 1842، خرج الجنود البريطانيون والهنود من كابل. واحتشد الأفغان حولهم، وانتهى الانسحاب بحمام دم، وتم قتل شاه شجاع.

في العام التالي، عاد دوست محمد إلى كابل، حيث استمر في الحكم مدة 20 عاما، أعاد السيطرة فيها على قندهار وبلخ والخانات الشمالية وهرات.

تولى شير علي خان بن دوست محمد الحكم بعد والده، ولما رفض استقبال البعثة البريطانية، شنت بريطانيا حربا على أفغانستان بين العامين 1878 و1880، ووافق ابنه يعقوب حين اعتلى العرش بعد وفاة والده عام 1879، على استقبال سفارة بريطانية دائمة في كابل. وعلى إثر قتل المبعوث البريطاني ومرافقه في كابل، احتلت القوات البريطانية المدينة، ونفت يعقوب إلى الهند.

أفغانستان الحديثة

تولى عبد الرحمن خان الحكم عام 1880، وفي العام الذي تلاه انسحبت القوات البريطانية من أفغانستان، مع احتفاظها بحق إدارة العلاقات الخارجية للبلاد، وتم ترسيم حدود أفغانستان الحديثة وفقا لخط دوراند الذي وُضع بالاتفاق مع بريطانيا عام 1893، وخسرت أفغانستان وفقا له الكثير من الأراضي التي كانت تابعة لها.

ويعد عبد الرحمن خان مؤسس أفغانستان الحديثة، حيث أخضع كافة الجماعات العرقية واللغوية، وأسس حكومة مركزية قوية مركزها كابل.

وفي عام 1901 توفي وخلفه في الحكم ابنه حبيب الله، الذي استمر على نهج أبيه في تطوير البلاد ونشر النظم الحضارية الحديثة، وسعى لاستقلال البلاد، لكنه تعرض للقتل عام 1919 على يد الحركة المناهضة لبريطانيا.

العهد الملكي

اعتلى أمان الله خان عرش البلاد بعد وفاة والده، وأعلن استقلال أفغانستان عام 1919، ولم تعترف بريطانيا بالاستقلال، ونشبت حرب بين الطرفين، انتهت بتوقيع معاهدة روالبندي في أغسطس/آب من العام نفسه، واستطاع الأفغان إدارة شؤونهم الخارجية وإقامة علاقات دبلوماسية، وتم عقد معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفياتي.

ونصب أمان الله نفسه ملكا عام 1923، وأجرى عددا من الإصلاحات السياسية تتضمن تغييرات دستورية وإدارية، وقام بحركة تغيير اجتماعي، تعد انفتاحا على الثقافة الغربية بما فيها المدارس المختلطة والتراجع عن فرض ارتداء الحجاب على النساء.

وفي عام 1928 اندلعت الحرب الأهلية، على يد الطاجيكي حبيب الله كلكاني، المعروف شعبيا باسم "باش ساكاو"، الذي أعلن نفسه أميرا لأفغانستان، واضطر حبيب الله لمغادرة البلاد، ولكن الأمر لم يستقر لباش ساكاو، وتم إعدامه وجماعة من أتباعه، وتولى الحكم محمد نادر عام 1929، الذي قمع المعارضة، ووضع دستورا جديدا، كان أكثر "محافظة" من دستور أمان الله.

اغتيل نادر شاه عام 1933، وخلفه ابنه محمد ظاهر شاه، الذي قام بإصلاحات سياسية وتنموية، غير أنه لم يسلم من معارضة المحافظين، حيث شجعوا الفريق محمد داود خان، صهر الملك وابن عمه، على الاستيلاء على السلطة عام 1953.

ونجح داود خان في تنفيذ العديد من الإصلاحات التعليمية والاجتماعية، وتوطدت العلاقات في عهده مع الاتحاد السوفياتي، والذي أصبح الشريك الرئيسي التجاري لأفغانستان وملجأها للحصول على السلاح، في الوقت الذي التزمت فيه أفغانستان بسياسة عدم الانحياز في الحرب الباردة.

وفي عام 1961 نشب النزاع الباكستاني-الأفغاني بشأن قضية البشتو، التي خلفها خط دوراند، إذ فتت وحدة الأراضي البشتونية، وقسمها بين أفغانستان وباكستان، وسبب بذلك صراعا مستمرا بين البلدين. وأغلقت باكستان آنذاك الحدود، وأصبحت أفغانستان مجبرة على الاعتماد على الاتحاد السوفياتي في المعابر والتجارة.

استقال داود خان عام 1963، وأعيد فتح الحدود مع باكستان، وأُجريت أول انتخابات على مستوى البلاد بموجب الدستور الجديد عام 1965، وشكّل ظاهر شاه الحكومة، ومع ذلك لم تستقر الأوضاع السياسية في البلاد.

HERAT, AFGHANISTAN - OCT 22: Street scene on October 22, 2012 in Herat, Afghanistan. Herat is the third largest city of Afghanistan, with a population of about 450,000.
مشهد من مدينة هرات الأفغانية (شترستوك)

العهد الجمهوري

دفعت الأوضاع السياسية غير المستقرة محمد داود خان عام 1973 إلى القيام بانقلاب وإلغاء الدستور وإنشاء "جمهورية أفغانستان"، وأصبح داود خان رئيسا للجنة المركزية للجمهورية ورئيسا للوزراء، ووضع دستورا جديدا، وسنّ إصلاحات اجتماعية واقتصادية، كما غير توجه السياسة الخارجية نحو البلاد الإسلامية، بعيدا عن الاتحاد السوفياتي وأميركا.

وفي عام 1978 حدث انقلاب شيوعي دموي، قُتل خلاله داود خان ومعظم أفراد عائلته، إضافة إلى اعتقالات جماعية وتعذيب. وعلى إثره تم تأسيس "جمهورية أفغانستان الديمقراطية" وتغيير العلم الأفغاني، وتوقيع معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفياتي.

وانتخب نور محمد تراقي رئيسا للمجلس الثوري ورئيسا للوزراء، وقدمت الحكومة عددا من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

الحرب الأهلية والغزو السوفياتي

أدت برامج الإصلاح التي بدت مخالفة للأنماط الثقافية الأفغانية، إضافة إلى القمع السياسي، إلى تصاعد التوترات الداخلية، التي تُوِّجت بثورة عام 1978، ثم انتشرت ثورات أخرى في جميع أنحاء البلاد وعُيّن حفيظ الله أمين رئيسا للوزراء، وفي غضون ذلك كان الجيش الأفغاني قد انهار، وطلب أمين مساعدة عسكرية من الاتحاد السوفياتي.

وفي عام 1979 قُتل محمد تراقي، وحاول أمين إدارة الصراع، وغزا الجيش السوفياتي أفغانستان في نهاية ذلك العام لدعم النظام الشيوعي، وقُتل أمين وعدد من أتباعه، وعُين بابراك كرمل رئيسا للوزراء ورئيسا للمجلس الثوري.

وانتشرت معارضة شديدة للغزو السوفياتي وللحكومة الموالية له، وتصاعدت المقاومة في جميع المناطق، وبحلول أوائل عام 1980 ظهرت جماعات عسكرية مسلحة محلية، ثم انضم إليها عدد من المقاتلين من الدول الإسلامية والعربية، وزودت أميركا والصين وباكستان وعدة دول أوروبية وعربية الجماعات التي بات يطلق عليهم "المجاهدون" بالسلاح والمال.

وفي عام 1987 غيّر دستور جديد اسم البلاد مرة أخرى إلى "جمهورية أفغانستان" وانتخب نجيب الله رئيسا، ورفض "المجاهدون" هدنة لوقف إطلاق النار وقرروا عدم التعامل مع ما يرونها "حكومة عميلة".

وبعد هزيمة الاتحاد السوفياتي والجيش الأفغاني أمام الجماعات المسلحة، وُقّعت اتفاقية عام 1988، وبحلول عام 1989 انسحبت القوات السوفياتية من البلاد بعد أكثر من عقدين من صراع نجمت عنه خسائر فادحة للطرفين في الأرواح والأموال، وتهجير ملايين الأفغان عن أراضيهم.

ومع ذلك، استمرت الحرب الأهلية وشكل "المجاهدون" حكومة مؤقتة في باكستان، وأدى الانقسام بين أحزابهم إلى إخفاقهم في إنهاء حكومة نجيب الشيوعية.

الحرب الأهلية بين "المجاهدين" وطالبان

استطاع "المجاهدون" اقتحام العاصمة كابل عام 1992 وطرد نجيب الله المدعوم من السوفيات من السلطة، وشكّل ائتلاف من أحزاب "المجاهدين" حكومة مؤقتة، يتم فيها التناوب على السلطة التنفيذية بين الفصائل المختلفة، وتسلم برهان الدين رباني السلطة، وبعد انتهاء ولايته رفض تسليم السلطة لخليفته، مما أدى إلى حرب طاحنة استخدمت المعارضة فيها الضربات الصاروخية ونجم عنها تدمير هائل في كابل.

وحكم قادة الجماعات المسلحة البلاد وفرضوا الضرائب، وانتشر الفساد وانهار النظام في أفغانستان وانعدم الأمن، وفي ظل هذه الظروف ظهرت حركة طالبان عام 1994، بقيادة الملا محمد عمر وتمكنت من هزيمة الجماعات الأخرى المسلحة.

وفي عام 2001 تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم الأراضي الأفغانية ونجحت في عملية واسعة لنزع السلاح والحد من الجريمة وتجارة الأفيون.

وتم الاعتراف بحكومة طالبان من قبل باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات، ولكن الحركة تعرضت لانتقادات دولية شديدة بسبب آرائها الدينية التي توصف بأنها "متطرفة"، لا سيما فيما يتعلق بالنساء وحقوق الإنسان.

ورفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن المتهم بالإرهاب، وتسبب ذلك في فرض عقوبات من قبل الأمم المتحدة ضد طالبان في العامين 1999 و2001.

واتُهمت طالبان بتدريب المسلحين، والتخطيط لحركات التمرد في جمهوريات آسيا الوسطى والصين، كما كانت على علاقات متوترة مع إيران.

وبقيت بعض ميليشيات "المجاهدين" التي يطلق عليها "تحالف الشمال" تسيطر على جزء صغير من شمال أفغانستان، واستمرت في مواجهات عسكرية مع طالبان.

أحداث 11 سبتمبر والغزو الأميركي

على إثر الهجوم على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون في 11 سبتمبر/أيلول 2001، والذي نسب إلى تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن، ومقره أفغانستان، ومع رفض حركة طالبان تسليم ابن لادن ورفاقه، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية ضد قواعد وأهداف تابعة لطالبان، ودعمتا قوات "تحالف الشمال" المناهض للحركة.

وبعد قتال عنيف تمكن "تحالف الشمال" من دخول كابل، وتراجعت حركة طالبان جنوبا، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه انسحبت طالبان من قندهار، آخر معقل لها.

وفي عام 2002 تم تشكيل إدارة مؤقتة من الجماعات المناهضة لطالبان في بون بألمانيا، برئاسة حامد كرزاي ثم تم انتخابه رئيسا بشكل رسمي عام 2004.

وأثناء ذلك، استمرت العمليات العسكرية ضد قوات طالبان، خاصة في المقاطعات الشرقية والجنوبية، وفي عام 2006 تولت قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) السيطرة على العمليات العسكرية الدولية في البلاد، وجلبت تلك الحرب الويلات على أهل البلاد من قتل وتدمير لتهجير. وفي عام 2009 أجريت انتخابات جديدة، وتم تنصيب كرزاي رئيسا لولاية ثانية.

انسحاب الناتو والقوات الأميركية

نُصّب أشرف غني رئيسا للدولة عام 2014، بعد توترات شديدة أعقبت انتخابات شابتها انتقادات كثيرة بالتزوير. وفي نهاية العام سحب الناتو قواته من أفغانستان، وبقيت القوات الأميركية في البلاد بهدف تدريب القوات الأفغانية والمساعدة في القضاء على "الإرهاب".

واستمرت حركة طالبان في عمليات تصعيد وهجمات في مختلف أنحاء البلاد، لذلك اتجهت الحكومة عام 2015 بغرض إحلال السلام، إلى التفاوض مع الحركة والجماعات المسلحة الأخرى، وفي عام 2016 وافق الحزب الإسلامي، وهو أكبر جماعة مسلحة بعد طالبان، على التخلي عن الصراع المسلح، بينما استمر الصراع مع حركة طالبان.

ثم أجريت انتخابات عامة في البلاد عام 2019، انتهت بخلاف بين المرشحين الأكثر حظا في المنافسة، أشرف غني وعبد الله عبد الله، ووافق الطرفان بعد مداولات على اتفاق جديد لتقاسم السلطة.

سحبت الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان عام 2021، بعد وجود عسكري دام 20 عاما، وبحلول منتصف أغسطس/آب من العام نفسه استولت حركة طالبان بشكل كامل على أفغانستان، بما في ذلك كابل.

الاقتصاد

  • الناتج المحلي الإجمالي: 14.58 مليار دولار (مؤشرات البنك الدولي 2021).
  • الناتج الفردي السنوي: 1674 دولار (مؤشرات البنك الدولي 2021).
  • نسبة النمو: ناقص 20.7% (مؤشرات البنك الدولي 2021).
  • نسبة البطالة: 11.7% (مؤشرات البنك الدولي 2021).
  • نسبة التضخم: 2.3% (مؤشرات البنك الدولي 2021).
  • الدين الخارجي: 2056307.92 دولار (مؤشرات البنك الدولي 2021).

تعد الزراعة من أهم القطاعات الاقتصادية في أفغانستان، وتستطيع البلاد في ظل ظروف مستقرة الوصول إلى حالة من الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى فائض يسمح بالتصدير الخارجي. والمحاصيل الغذائية الرئيسية هي: الذرة والأرز والشعير والقمح والخضروات والفواكه والمكسرات.

وتعتمد الصناعة إلى حد كبير على المنتجات الزراعية والمواد الخام الرعوية، وأهم المحاصيل الصناعية هي: القطن والتبغ والفوة والخروع وبنجر السكر. وتُصدّر منتجات الأغنام من الصوف والجلود ذات القيمة العالية. وتُستخرج الرواسب المعدنية والأحجار الكريمة والغاز الطبيعي والنفط.

Shah-du-shamshira, Kabul, Afghanistan
قصر من المآثر التاريخية في العاصمة الأفغانية كابل (شترستوك)

وتعد أفغانستان من أفقر دول العالم، بسبب الحروب والنزاعات الأهلية والفوضى السياسية، التي دمرت البنية التحتية للاقتصاد، وزاد تدهور الوضع الاقتصادي منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021، في ظل العزلة السياسية والاقتصادية، التي يفرضها عدم الاعتراف الدولي بطالبان.

وأصبحت البلاد التي تمتلك ثروات طبيعية وبشرية كبيرة تعتمد على المساعدات الخارجية، التي بلغت عام 2022 نحو 3.7 مليارات دولار، واستفاد منها حوالي 26.1 مليون أفغاني.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة لعام 2023 أن الدخل الفردي في أفغانستان من الأدنى في العالم، وأن حوالي 85% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

أبرز المعالم

تضم أفغانستان العديد من المعالم التاريخية البارزة، أهمها:

مدينة هرات

يرجع تاريخ تأسيس المدينة إلى عام 500 قبل الميلاد، وكانت تدعى آنذاك "أرتاكوانا" أو "آريا"، وتتمتع المدينة بموقع إستراتيجي على مر العصور.

وتتكون المدينة من شبكة معقدة من الأزقة تفضي إلى منازل جميلة مبنية حول أفنية مفتوحة، أو حدائق صغيرة، أو إلى عدد من المساجد أو المعابد اليهودية أو المدارس أو الحمامات العامة أو الخزانات المنتشرة في أنحاء المدينة.

وتضم المدينة معالم أثرية مهمة، وتعد "قلعة اختيار الدين" أحد أقدم المباني في المدينة، وتقع القلعة على الحافة الشمالية للمدينة القديمة، وبُنيت على موقع قلعة قديمة تعود إلى عهد الإسكندر الأكبر حوالي عام 330 قبل الميلاد، ويُعتقد أن تصميم الأسوار والأبراج الباقية يعود تاريخه إلى أوائل القرن الــ14 الميلادي.

وأكبر مجموعة معمارية تاريخية في المنطقة هي "مجمع المصلى"، الذي بُني في أوائل القرن الـ15 تحت إشراف الملكة جوهر رشاد.

وتضم مجموعة رائعة وفريدة من الآثار على الطراز التيموري، تشتمل على رسوم وزخارف بديعة، ويحتوي المجمع مسجدا وضريح جوهر رشاد وخمس مآذن وبقايا مدرسة الحسين.

وتضم مدينة هرات كذلك "مجمع ضريح خواجة عبد الله الأنصاري" الذي يعود تاريخه إلى العصر التيموري، وهو نموذج مهم من التراث المعماري، ويحتفظ ببعض أعمال البلاط التيمورية الجميلة، وزخارف مرسومة على الجص. وقد أدرجت المدينة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2004.

مدينة بلخ

تقع المدينة في موضع مدينة "باكترا" التي كانت تمثل مركزا حضريا مهما، والمركز الروحي للديانة الزرادشتية. وهي عبارة عن واحة مساحتها 16 ألف كيلومتر مربع، تضم قلعة محمية بحصن يبلغ طوله 11 كيلومترا، محاطة بأسوار يبلغ طولها 8 كيلومترات، وتشتمل على 18 برجا دائريا.

وفي المدينة يقع الضريح التيموري المبلط لخواجة أبو نصر بارسا، الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ15 الميلادي، ومدرسة سيد سودهان قولي خان، التي تعود إلى القرن الـ17، ولم يبق منها إلا إيوان واحد ذو زخارف مبلطة، ويوجد أيضا خان كبير ومسجد الحاج بيادا، المبني على الطراز الساماني، وتحتفظ الدعائم والأقواس بنقوش تحمل نمط الزخارف العباسية.

كما تشهد بعض المباني ودير خارج الأسوار، على الفترة البوذية، وتبدو المباني أكثر متانة من مباني العصور الإسلامية. وتم إدراج المدينة على لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2004.

متنزه باند أمير

وهو حديقة وطنية ومحمية طبيعية، تضم مجموعة من البحيرات الطبيعية، تتميز بلون أزرق وتكوينات جيولوجية خاصة، وجمال طبيعي فريد. وهي موقع جذب سياحي مهم، وقد تم إدراجها على لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 2004.

حديقة باغ بابور

تقع في مدينة كابل، أنشأها مؤسس سلالة المغول ظاهر الدين محمد بابور في القرن الـ16 الميلادي، تبلغ مساحتها 11.5 هكتارا، وتعتبر من أهم معالم مدينة كابل وأجملها.

وتضم الحديقة قبر ظاهر الدين ومسجدا تاريخيا، لذلك اكتسبت مكانة تاريخية مميزة، وتنتمي باغ بابور إلى فئة الحدائق الإسلامية، وقد خضعت لتغييرات مع مرور الزمن، وأجرى عليها الملك نادر شاه بعض التعديلات، ما أضفى عليها لمسة أوروبية. وقد تم إدراجها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي عام 2009.

المصدر : الجزيرة