"ثاد" صائد صواريخ باليستية نشرته أميركا في الشرق الأوسط

"ثاد" منظومة دفاع جوي مضادة للصواريخ يمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. وهو النظام الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي، وتستخدمه واشنطن وعدد من حلفائها مثل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وتعارض الصين وروسيا  نشره في كوريا الجنوبية. 

يؤمّن "ثاد" منطقة أكبر مقارنة بنظام باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي، ويعمل بشكل تكاملي معه، ومع نظام أيجيس للدفاع الصاروخي البحري ونظام الدفاع الأرضي، ويوفر "ثاد" طبقة دفاعية إضافية على ارتفاعات أعلى جويا.

التصميم والإطلاق

يعود تصميم نظام ثاد إلى عام 1990 عندما اختارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شركة لوكهيد مارتن لتزويد الجيش الأميركي بهذا النظام، الذي خرج إلى النور عام 1992، بينما جرت أول تجربة على النظام عام 1995.

وبعد 6 تجارب فاشلة، نجحت أول تجربة اعتراضية عام 1999. وبين عامي 2006 و2019، أجرى الجيش ووكالة الدفاع الصاروخي 18 اختبارا، نجح منها 14، وألغيت 4 اختبارات قبل الإطلاق لمشاكل أعطال.

وتتحمل وكالة الدفاع الصاروخي "إم دي إيه" المسؤولية عن تطوير "ثاد" وصيانة عناصر الدفاع الصاروخي فيه وتطويره والتدريب على تشغيله، بينما يتحمل الجيش الأميركي مسؤولية العمليات وصيانة العناصر المشتركة.

الخصائص

يتكون نظام "ثاد" من:

  • قاذف صاروخي متحرك مجهز على عربة يبلغ طولها 12 مترا وعرضها 3.2 أمتار.
  • قذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة.
  • محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك.
  • ومنصة إطلاق "ثاد" مجهزة بالقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى رادار.
  • يبلغ نطاق فعالية "ثاد" 200 كيلومتر، وقد يصل ارتفاعه إلى 150 كيلومترا.
إعلان

المميزات والقدرات

  • نظام قابل للنقل والنشر بسرعة، وقد برهن على قدراته في عدد من التجارب الناجحة.
  • يستخدم "ثاد" تكنولوجيا تدمر فيها الطاقة الحركية رؤوس الصواريخ القادمة.
  • يستطيع إسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى في أثناء المرحلة النهائية من رحلتها.
  • يمكن تشغيله مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي الأخرى.
  • تكامُل النظام مع صاروخ "بي إيه سي-3" وفّر إمكانية اعتراض الصواريخ على ارتفاعات تصل إلى 25 كيلومترا ومدى يصل إلى 40 كيلومترا.
  • يوفر النظام دقة عالية في التحكم، مما يعزز فعاليته في اعتراض الأهداف.
  • يستخدم نظام "ثاد" وقود الهيدرازين المزدوج، وهو ما يعزز أداءه.

الاستخدام ومناطق الانتشار

استخدمت الولايات المتحدة نظام "ثاد" الصاروخي سنوات لحماية وحداتها العسكرية في أماكن مثل هاواي، وجزيرة غوام، وهي جزيرة واقعة في غرب المحيط الهادي، وكان ذلك إجراء احترازيا ضد أي هجمات محتملة من كوريا الشمالية.

ووقعّت واشنطن نهاية عام 2011 العقد الأول من نوعه على مستوى العالم لأنظمة الدفاع الصاروخي، حصلت بموجبه الإمارات على بطاريتي صواريخ من نوع "ثاد" إلى جانب 96 صاروخا، ومجموعة من الرادارات الخاصة.

وكشفت واشنطن وكوريا الجنوبية في يوليو/تموز 2016 عن اتفاق لنشر منظومة "ثاد" لحماية العاصمة سول من تهديدات كوريا الشمالية.

وفي فبراير/شباط 2017 اعترضت بكين بشكل قاطع على نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية، بعد أن قالت سول إن مسؤوليها الدفاعيين وافقوا على نشر النظام لمواجهة التهديد الذي تمثله الصواريخ الكورية الشمالية.

من جهتها، أعربت روسيا عن قلقها من نشر نظام ثاد الصاروخي، بحجة أن راداره قد يخترق أجواءها.

ورغم الاعتراض الصيني الروسي، بدأت واشنطن في أبريل/نيسان 2017 نشر منظومة "ثاد" في سول، وكشفت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن بدء نشر بطارية من المنظومة عبر نقل الأجزاء الرئيسية، ومنها 6 منصات للإطلاق ورادار وصواريخ مضادة، في بلدة سيونغجو (جنوب شرقي سول).

إعلان

وردا على نشر النظام في العاصمة الكورية الجنوبية، أعلنت الصين إغلاق 23 متجرا من متاجر شركة "لوتيه" الكورية الجنوبية، التي وافقت على تخصيص أرض مملوكة لها لنشر نظام "ثاد"، وحثت وسائل الإعلام الصينية المواطنين على مقاطعة المنتجات الكورية الجنوبية.

A U.S. Army soldier with Task Force Talon, 94th Army Air and Missile Defense Command looks inside his tool bag during a routine maintenance inspection of a Terminal High Altitude Area Defense (THAAD) weapon system on Andersen Air Force Base, Guam, October 26, 2017. U.S. Army/Capt. Adan Cazarez/Handout via REUTERS. ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
ثاد النظام الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي (رويترز)

ورغم أن مدى النظام يمكنه اعتراض الأهداف على بعد يصل إلى 200 كيلومتر، فإن رادار النظام "إيه إن-تي بي واي-2" يتمتع بمدى أكبر يصل إلى نحو ألف كيلومتر. كما يمكنه التبديل إلى وضع أمامي، ما يزيد مداه إلى ألفي كيلومتر.

وترى الصين أن نظام الرادار قد يتجاوز أراضيها، ويفتح الباب أمام مراقبة أجوائها، في حين تعبّر روسيا عن قلقها من أن تطوير النظام قد يؤثر سلبا على أمنها، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى حالة من "الجمود" في شبه الجزيرة الكورية.

ونشرت الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2019 نظام "ثاد" بشكل مؤقت في رومانيا، في أثناء صيانة نظام "أيجيس أشور"، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه نشرت أميركا النظام في المملكة العربية السعودية عقب تعرض منشآت نفطية لهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، ثم سُحب النظام منتصف عام 2021.

ويوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجهت وزارة الدفاع الأميركية بنشر أنظمة "ثاد" وباتريوت في مواقع مختلفة بالشرق الأوسط، لتعزيز حماية القوات الأميركية وجهود الردع الأميركي، ودعما ودفاعا عن إسرائيل، عقب إعلان المقاومة الإسلامية في غزة إطلاق معركتها "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة.

وعام 2022، نجحت تجربة إلحاق صواريخ "بي إيه سي-3 إم إس إي" بنظام "ثاد"، واستطاع النظام اعتراض هدف صاروخي باليستي تكتيكي، دون دعم من وحدة إطلاق صواريخ باتريوت.

إعلان

وأتاح تكامل نظام "ثاد" مع صواريخ "بي إيه سي-3 إم إس إي" إطلاق الصواريخ لمسافات أطول من قبل، والاستفادة من القدرة الحركية للصاروخ.

وفي الأول من يناير/كانون الثاني 2022، حصلت الإمارات على نسختين من النظام الذي استطاع حينئذ اعتراض صواريخ باليستية أطلقتها جماعة الحوثيين.

وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024 أن الولايات المتحدة نشرت منظومة "ثاد" في إسرائيل، تحسبا لأي هجمات جوية إيرانية في إطار التوترات التي عصفت بالمنطقة عامها.

من جهة أخرى، أكد مسؤول أميركي أن قرار إرسال منظومة ثاد لم يتخذ بعد وأنه ما يزال قيد الدراسة حسب ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نيتها نشر منظومة الدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل، برفقة عسكريين أميركيين سيشرفون على تشغيلها.

وأضاف البنتاغون -في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن نشر بطارية "ثاد" والطاقم العسكري الأميركي المرتبط بها، يأتي "بناء على توجيهات من الرئيس (جو بايدن)، وبتفويض من الوزير لويد أوستن".

وقال البنتاغون إن نشر المنظومة الأميركية في إسرائيل يأتي "للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة ضد إسرائيل" في 13 أبريل/نيسان 2024، ومرة أخرى في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان