باتريوت.. قصة صاروخ دفاعي بدأتها أميركا قبل 6 عقود

A U.S. Patriot missile system is seen at a Turkish military base in Gaziantep in this February 5, 2013 file photo.The United States signed an agreement with Qatar on July 14, 2014 to sell the Gulf Arab ally Apache attack helicopters and Patriot and Javelin air-defense systems valued at $11 billion. REUTERS/Osman Orsal/Files (TURKEY - Tags: MILITARY)
تطلق صواريخ باتريوت من منصات ثابتة وتعتمد على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه (رويترز)

على وقع الحرب الدائرة في أوكرانيا حاليا أعلنت القيادة الأميركية العسكرية في أوروبا إرسال بطاريتي صواريخ أرض جو "باتريوت" (Patriot) إلى بولندا الجارة الحدودية مع أوكرانيا، لمواجهة أي تهديد محتمل لأي عضو في الناتو من قبل روسيا.

وتحمي منظومة باتريوت المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا.

النشأة والتطور

ـ أكتوبر/تشرين الأول 1964: قام وزير الدفاع بتغيير اسم برنامج الجيش للدفاع الجوي إلى تطوير صاروخ أرض جو.

ـ عام 1975: تم بنجاح اختبار صاروخ "سام- دي" (SAM-D) بعد اشتباكه مع هدف وهمي.

ـ عام 1976: أعيد تسمية النظام بنظام الدفاع الجوي باتريوت.

ـ عام 1976: بدأ تطوير النظام على نطاق واسع.

ـ عام 1984: تم نشر نظام الدفاع الجوي باتريوت.

ـ أنظمة باتريوت تم بيعها لكل من تايوان ومصر وألمانيا واليونان وإسرائيل واليابان والكويت وهولندا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة وقطر ورومانيا وكوريا الجنوبية والأردن وسلطنة عمان.

ـ يوليو/تموز 2001: أعلن الجيش الأميركي أن تجربة أجريت على نسخة مطورة من نظام باتريوت المضاد للصواريخ لتدمير طائرة مسيرة وصاروخ باليستي في وقت متزامن، وسجلت التجربة نتيجتين مختلفتين، إحداها ناجحة والأخرى فاشلة.

إعلان

ـ أوضح الجيش أن نظام باتريوت "بي إي سي 3" (PEC3) المجهز بصواريخ عدة نجح في إصابة الطائرة التي يتم توجيهها عن بعد، لكنه أخطأ هدفه في ما يتعلق بالصاروخ الباليستي أثناء تجربة أجريت في موقع التدريب "وايت ساندز ميسايل رانج" (White Sands Missile Range) بولاية نيو مكسيكو (جنوب غرب الولايات المتحدة).

ـ نظام "بي إي سي 3" عبارة عن صواريخ تنتقل بسرعة كبيرة لاعتراض وتدمير صواريخ ذات مدى أقل وصواريخ عابرة وطائرات.

نظام صاروخ أرض جو

ـ باتريوت عبارة عن نظام صاروخ أرض جو يصنع النظام من قبل شركة "رايثيون" (Raytheon) الأميركية ومصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة والطائرات، إذ يقوم بإصابتها وتفجيرها في الهواء قبل بلوغها أهدافها.

ـ صمم صاروخ باتريوت لاعتراض عدد من الصواريخ المعادية والتهديدات الجوية، ومنها الصواريخ ذاتية الدفع التي يمكن أن تحمل رؤوسا كيميائية أو نووية أو بيولوجية.

ـ حل باتريوت محل كل من نظام "نايك-هرقل" للدفاع العالي والمتوسط ونظام "إم آي إم-23 هوك" (MIM-23 Hawk) التكتيكي للدفاع المتوسط، فضلا عن دوره كنظام مضاد للصواريخ الباليستية "تي بي إم" (TBM)، وهي مهمته الرئيسية في الوقت الحاضر.

ـ هي صواريخ موجهة بتقنية عالية تعتمد فيها على نظام رادار أرضي خاص بها ليكشف الهدف ويتتبعه، إذ يقوم الرادار بمسح دائرة قطرها 80 كيلومترا، وعلى هذه المسافة لا يكون الصاروخ المهاجم مرئيا بالعين المجردة، وهنا فإن بإمكان النظام الأوتوماتيكي أن يطلق صاروخا مضادا باتجاه الصاروخ المعتدي ويفجره قبل أن يصل إلى هدفه.

ـ تتكون من 4 أجزاء، هي مركبة الرادار، وغرفة التحكم، ومنصة الصواريخ، إضافة إلى الصواريخ نفسها.

ـ يتمكن الرادار في هذه المنظومة من رصد 50 هدفا في آن واحد، وخلال 9 ثوان تصل إشارته إلى غرفة التحكم التي تقيّم الخطر وتقرر إطلاق الصواريخ.

إعلان

ـ تقوم بحماية المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد.

ـ تستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كيلومترا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترا.

ـ تعمل على نطاق ارتفاع يمتد بين 60 مترا و15 كيلومترا.

ـ تحتاج 9 ثوان لإطلاق أول صاروخ بعد اكتشاف التهديد.

ـ تستطيع منظومة باتريوت "باك-3 إم إس إي" (PAC-3 MSI) إطلاق 16 صاروخا دفعة واحدة، يصل طول الواحد منها 5 أمتار، ويحمل رأسا متفجرا يزن 73 كيلوغراما.

ـ يستخدم نظام الرادار المزود لصواريخ باتريوت تكنولوجيا حديثة تعتمد على هوائي متعدد الاتجاهات، إذ يمكن لهذا النظام تتبع مسار 100 هدف والتحكم في مسار 9 صواريخ باتريوت في نفس اللحظة.

ـ تحتوي منصة الإطلاق على 16 قاذفة تحمل صاروخ باتريوت، وكل قاذفة متصلة مع نظام التحكم من خلال الألياف الضوئية أو من خلال الاتصال اللاسلكي، ونظام التحكم هو الذي يرسل تعليمات إطلاق الصواريخ.

ـ صاروخ باتريوت نوعان، النوع الأول القديم يدعى "باك-2" (PAC-2) والنوع الثاني

"باك-3" (PAC-3)، وهو النوع الأحدث والذي ظهر في 2002.

ـ النوع الثاني من باتريوت "باك-3" مزود بمستقبل رادار وحاسوب للتحكم في توجيه باتريوت باتجاه الهدف، وهنا على باتريوت أن يصطدم مباشرة بالهدف من خلال قيام رادار الصاروخ باستقبال المعلومات من رادار المنصة، وعليه يقوم حاسوب الصاروخ بالتحكم بأجنحة التوجيه ليصل صاروخ باتريوت إلى الهدف ويصطدم به.

متى دخل باتريوت إلى بولندا؟

ـ أغسطس/آب 2008: وقعت الولايات المتحدة وبولندا اتفاقية لإنشاء مركز للباتريوت في بولندا لردع الصواريخ الباليستية.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 2009: أعلنت الولايات المتحدة أنها أبلغت بولندا أنها قد تكون واحدة من المواقع التي ستنشر فيها صواريخ اعتراضية عام 2010 بموجب خطط الرئيس الأميركي باراك أوباما المعدلة للدفاع الصاروخي في أوروبا.

إعلان

ـ قبلها كانت بولندا قد شكت مرارا من أنها لا تستضيف على أرضها قوات أميركية أو منشآت عسكرية كبيرة على الرغم من كونها عضوة في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) منذ 10 سنوات، ودعمت المهام الأميركية في كل من أفغانستان والعراق.

ـ 11 ديسمبر/كانون الأول 2009: توقيع مسؤولين بولنديين وأميركيين على اتفاق ينظم تمركز القوات والمعدات العسكرية الأميركية على الأراضي البولندية.

ـ تعد هذه الخطوة شرطا مسبقا لنشر صواريخ باتريوت الأميركية، والتي سوف تستخدم لتدريب الجيش البولندي.

ـ يسمح الاتفاق المسمى "وضع القوات" لنحو 100 جندي أميركي بالتمركز في بولندا كجزء من الدرع الذي سيضم صواريخ من طراز باتريوت "إس إم 3" (SM3).

ـ 12 ديسمبر/كانون الأول 2009: أعلن وزير الدفاع البولندي بوغدان كليتش أن الولايات المتحدة ستنصب قاعدة صواريخ باتريوت في بلاده في مارس/آذار 2010.

باتريوت في الشرق الأوسط

ـ عام 1991: في حرب الخليج وخلال عملية "عاصفة الصحراء" كانت مهمة الباتريوت هي اعتراض صواريخ "الحسين" العراقية الباليستية القصيرة المدى التي أطلقت على إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

ـ رغم نشر إسرائيل بطاريات صواريخ باتريوت خلال حرب الخليج الثانية أصيبت تل أبيب بـ39 صاروخ سكود أطلقتها بغداد، وأدى القصف العراقي إلى سقوط قتيلين ومئات الجرحى.

ـ أغسطس/آب 2002: ذكرت صحيفة معاريف أن إسرائيل نشرت بطارية صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ بالقرب من مجمع ديمونة النووي في صحراء النقب (جنوب إسرائيل).

ـ أغسطس/آب 2010: أبلغت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس اعتزامها بيع الكويت أحدث نسخة من صاروخ باتريوت الاعتراضي من أجل تعزيز شبكة الدفاعات المتكاملة الرامية لإحباط ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدا للكويت.

ـ قالت وكالة التعاون الأمني والدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في إخطار للكونغرس إن الكويت تسعى للحصول على 209 صواريخ موجهة من طراز باتريوت الاعتراضية، في صفقة تصل قيمتها إلى 900 مليون دولار.

إعلان

ـ فبراير/شباط 2013: تفقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في مستهل زيارتها لتركيا- بطاريات صواريخ باتريوت التي نشرتها برلين في إقليم كهرمان ماراس بشرق تركيا قرب الحدود السورية.

ـ نوفمبر/تشرين الثاني 2014: نشر الجيش الإسرائيلي صواريخ باتريوت في مدينة حيفا ومدن أخرى للتصدي لصواريخ حزب الله اللبناني.

ـ بعد يوم واحد فقط من إعلان ألمانيا عن إنهاء وجود قواتها العسكرية على الأراضي التركية ضمن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قررت الولايات المتحدة سحب منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز "باتريوت" من الأراضي التركية.

ـ عام 2017: قررت تركيا شراء منظومة "إس 400" (S400) من روسيا بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية (باتريوت) من الولايات المتحدة.

ـ مارس/آذار 2018: قال جيفري لويس مدير مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة في معهد ميدلبوري بولاية كاليفورنيا الأميركية إن نظام باتريوت "باك-2" -الذي نشر في السعودية- ليس مصمما بشكل جيد لاعتراض صواريخ "بركان-2" التي يطلقها الحوثيون على الرياض، إذ إنها تحلق لمسافة 900 كيلومتر، ويبدو أنها تحمل رأسا حربيا ينفصل عن الصاروخ نفسه.

ـ كذلك شكك لويس كثيرا في أن صواريخ باتريوت قد اعترضت صاروخا باليستيا بعيد المدى في القتال، وبحسب التحقيقات التي أجرتها لجنة مجلس النواب حول العمليات الحكومية لم تكن هناك أدلة كافية لاستنتاج أنه كان هناك أي اعتراضات، ومع ذلك لم ير هذا التقرير -الذي طالب وزارة الدفاع الأميركية برفع سرية المعلومات عن أداء هذه الصواريخ- النور.

ـ يوليو/تموز 2019: تسلمت تركيا الدفعة الأولى من "إس 400" الروسية، مما أثار ردود فعل أميركية حادة وصلت لتهديد بفرض عقوبات على أنقرة.

ـ مايو/أيار 2019: وافق وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان على نشر صواريخ باتريوت إضافية في الشرق الأوسط، في ظل التوتر مع إيران، دون تحديد عدد هذه الصواريخ.

إعلان

ـ مارس/آذار 2020: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة تخفف موقفها بشأن صفقة منظومة الدفاع الأميركية باتريوت المحتملة، وكشف أن واشنطن طلبت من أنقرة ضمان أنها لن تشغّل منظومة الدفاع الروسية "إس 400".

ـ أنقرة طلبت من واشنطن نشر الصواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لحمايتها بعد تصاعد القتال في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا).

ـ أعربت واشنطن عن استعدادها لتقديم ذخيرة لتركيا لاستخدامها في عملياتها العسكرية في إدلب، وقالت إنها تجري تقييما لطلب أنقرة نشر نظام باتريوت.

ـ يونيو/حزيران 2021: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن قررت تقليص عدد كبير من الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ (باتريوت) في الشرق الأوسط، وأفادت بأن واشنطن قررت سحب 8 بطاريات باتريوت من العراق والكويت والأردن والسعودية.

ـ سبتمبر/أيلول 2021: ذكرت "أسوشيتد برس" (Associated Press) الأميركية أن الولايات المتحدة سحبت أحدث منظوماتها للدفاع الصاروخي وبطاريات صواريخ باتريوت من السعودية قبل أسابيع.

ـ أوردت الوكالة نفسها أن صورا للأقمار الصناعية أظهرت إزالة بعض بطاريات الصواريخ الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية (115 كلم جنوب شرقي الرياض)، وأضافت أن صورة عالية الدقة لشركة "بلانت لابس" (Planet Labs) أظهرت أن منصات البطاريات في الموقع فارغة ودون أي نشاط مرئي.

ـ يناير/كانون الثاني 2022: أفادت صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية بأن المملكة العربية السعودية طلبت من دول خليجية مساعدتها في تعزيز مخزونها من الصواريخ المضادة المستخدمة في منظومة الباتريوت، وذلك مع تصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة.

ـ فبراير/شباط 2022: قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قواتها استخدمت صواريخ باتريوت لمعاونة الإمارات في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون، بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لأبو ظبي.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان