عفرين.. مدينة سورية تطالب تركيا بتطهيرها
مدينة سورية بريف حلب الغربي، خاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، وتطالب تركيا بتطهيرها من "المنظمات الإرهابية" التي تقول أنقرة إنها تهدد أمنها القومي.
الموقع
تقع مدينة عفرين في شمالي سوريا، وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي إحدى التجمعات الثلاثة -إضافة إلى الجزيرة (تقع بمحافظة الحسكة) وعين العرب (كوباني)- وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية.
وعلى عكس منطقتي كوباني والجزيرة، تقع عفرين في نقطة بعيدة نسبيا عن المناطق الكردية الأخرى بشمال سوريا، وتحاذيها مدن ومناطق عربية ولا تجاورها في الجهة التركية مدن ولا قرى كردية.
تمتاز عفرين بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول، ويمر منها نهر عفرين، الذي يعتبر من أهم المصادر التي تمد الأراضي الزراعية السورية بالماء، ويتراوح ارتفاع المدينة بين 700 و1296 مترا، ويعتبر الجبل الكبير أو ما يعرف بجبل كرية مازن أعلى قممها، وتبلغ مساحتها 2% من مساحة سوريا.
التاريخ والسكان
تشير بعض المصادر إلى أن الاسم القديم لمنطقة عفرين هو "جبل كورمينج"، وأطلق عليها اسم "كورداغ" خلال حكم الدولة العثمانية، ولكن بعد مجيء الانتداب الفرنسي إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط وسوريا، قسمت منطقة "جبل كورمينج" إلى قسمين: الأول ظل تحت سلطة فرنسا في سوريا، في حين ألحق الثاني بتركيا.
وبعد استقلال سوريا عقب الجلاء الفرنسي عنها، أصبح اسم المنطقة "عفرين".
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد سكان عفرين بلغ قبل الثورة السورية نحو نصف مليون نسمة، يتوزعون في مركز المدينة وسبع نواح رئيسية: شران، وشيخ الحديد، وجنديرس، وراجو، وبلبل، والمركز، ومعبطلي، كما تحتوي على 366 قرية.
غير أن المدينة اكتظت لاحقا بالسكان بعد توافد نحو نصف مليون نازح من المدن المجاورة، ليتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.
الاقتصاد
تعتبر منطقة عفرين مركزا تجاريا وإداريا، وذكر تقرير لمجموعة عمل اقتصاد سوريا في أغسطس/آب 2015 أن المنطقة تضم معامل ومنشآت صناعية كبيرة، خاصة تلك التي تعتمد على المنتجات الزراعية مثل معاصر الزيتون ومعامل البيرين والفحم، كما انتقل عدد من معامل الألبسة من مدينة حلب إلى عفرين بسبب الوضع الأمني المتدهور في حلب التي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا.
ويعتمد النشاط الزراعي بمنطقة عفرين أساسا على الزيتون، إذ تضم 18 مليون شجرة، ونحو ثلاثين ألف شجرة رمان، إضافة إلى محاصيل أخرى مثل العنب والكرز والبطيخ والخيار، وتؤمن محاصيل هذه الزراعات الاكتفاء الذاتي لعفرين وزيادة.
الأهمية
تخضع المدينة سياسيا للإدارة الذاتية وعسكريًا وأمنيًا "لوحدات حماية الشعب"، وتعتبر من التجمعات الثلاثة التي تشرف عليها الإدارة الذاتية في سوريا (الجزيرة، وعين العرب/كوباني، وعفرين).
في يناير/كانون الثاني 2014 أعلن الحزب الاتحاد الديمقراطي إدارة ذاتية في الشمال السوري على تجمعات ثلاثة: عين العرب/كوباني، والجزيرة في الشرق، وعفرين في الغرب.
وتحتل عفرين أهمية إستراتيجية في المشروع الكردي، نظرا لأنها تشكل الجسر الجغرافي لوصل هذا المشروع بالبحر الأبيض إذا أتيحت الظروف ذلك، كما صرح بذلك العديد من المسؤولين الأكراد.
غير أن هذه المنطقة تعد خطا أحمر بالنسبة لتركيا التي تؤكد أنها لن تسمح بإقامة كيان كردي على حدود تركيا الجنوبية مع سوريا، وقال الرئيس التركي أردوغان في تصريح له إنه لن يسمح بإقامة "ممر إرهابي يبدأ من عفرين ويمتد إلى البحر المتوسط".
كما طالب الرئيس أردوغان في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بتطهيرعفرين من الأكراد، وقال إنه "من الضروري جدا بالنسبة لنا تطهير منطقة عفرين من المنظمة الإرهابية، حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه وحدات حماية الشعب الكردية".
كما أعلن الرئيس التركي في التاسع من يناير/كانون الثاني 2018، أن جيش بلاده سيوسع عملية درع الفرات لتشمل منطقتي عفرين ومنبج (شمالي سوريا)، وقال لأعضاء حزبه "إن الوقت قد حان للقضاء نهائيا على مشروع إنشاء الممر الإرهابي الذي ينوي التنظيم الإرهابي تنفيذه في سوريا".
وأطلقت تركيا عام 2016 عملية درع الفرات على حدودها مع سوريا للقضاء على ما وصفته "بممر الإرهاب"، المتمثل في خطر تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتقد تركيا بأنهم يتبعون حزب العمال الكردستاني التركي المصنف تركيًّا وأميركيا وأوروبيا حزبا إرهابيا.