حزب النهضة الفرنسي.. التنظيم الذي أوصل ماكرون للإليزيه

حزب فرنسي ليبرالي وسطي أنشأه إيمانويل ماكرون قبل عام من فوزه بالانتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2017، أطلق عليه بداية حركة "إلى الأمام"، ثم أصبح "الجمهورية إلى الأمام" بعد فوز ماكرون برئاسة فرنسا واستقالته من رئاسة الحزب، وعام 2022 تغير اسمه إلى "حزب النهضة"، وبات ماكرون يحمل منصب رئاسته الفخرية.

النشأة والتأسيس

أنشئ حزب النهضة في السادس من أبريل/نيسان 2016 على يد إيمانويل ماكرون، في مدينة أميان شمالي فرنسا -مسقط رأسه- عندما كان وزيرا للاقتصاد في حكومة مانويل فالس، وأطلق عليه اسم حركة "إلى الأمام"، وذلك قبل عام من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل/نيسان ومايو/أيار 2017.

تأسس الحزب بمساعدة المستشار السياسي إسماعيل إميلين، الذي كان مستشار الاتصالات والشؤون الإستراتيجية لماكرون في بيرسي. وشكل الحزب أداة لإعادة انتخاب ماكرون على رأس الإليزيه في 2022.

بعد تغطية إعلامية واسعة تلقى الحزب دعما من شخصيات سياسية فرنسية بارزة، منها الرئيس السابق فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء السابق جان بيير رافاران، إضافة لبرلمانيين وأعضاء سابقين في الحكومة الفرنسية.

التوجه الأيديولوجي

حدد ماكرون مبادئ الحركة بكونها "وسطية لا يمينية محضة ولا يسارية صرفة"، وقال إنها تتبنى رفض أشكال التيار المحافظ، وتلتزم بالمبادئ القديمة، إضافة لتمسكها بعضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي.

أكدت الحركة التزامها بتحديث السياسة الفرنسية، والعمل على تكييف الاقتصاد الفرنسي مع العولمة.

وقال ماكرون خلال اجتماع في مدينة أميان بعد إطلاق حركته عام 2017 إنه "يمكن لليساريين في الحزب الاشتراكي الفرنسي واليمينيين في حزب الجمهوريين الانضمام إلى هذا التشكيل الجديد"، وبهذا فقد ترك باب الانضمام للحركة مفتوحا لكافة أعضاء التشكيلات السياسية باختلاف توجهاتها.

تغيير الاسم

وافق الحزب على تغيير اسمه للمرة الأولى ليصبح "الجمهورية إلى الأمام" عقب تخلي ماكرون عن رئاسة حركته بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017، لتخلفه السياسية كاترين باربارو.

وخلال مؤتمر صحفي عقد في باريس بحضور رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب (من حركة آفاق اليمينية) ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) ريشار فيران (الجمهورية إلى الأمام) والوزير السابق فرانسوا بايرو (الحركة الديمقراطية، وسطي)، أعلن المجتمعون اتحادا أطلقوا عليه اسم "معا"، يضم هذه الأحزاب التي تشكل الغالبية الرئاسية، استعدادا للانتخابات التشريعية التي جرت يومي 12 و19 يونيو/حزيران 2017.

إعلان

وفي مايو/أيار 2022، أعلن الأمين العام للحزب ستانيسلاس غيريني تغيير اسم الحزب من "الجمهورية إلى الأمام" إلى "النهضة"، موضحا أن الحزب يهدف "للبقاء وفيا لإرادة الرئيس" القائمة على "اختيار النور على الظلمة دائما" و"وفيّا لما نقوم به على الساحة الأوروبية".

وسبق أن حملت قائمة ماكرون بمناسبة الانتخابات الأوروبية عام 2019 اسم "النهضة". وكان الهدف من تغيير الاسم مساعدة الحزب على تحقيق مكاسب في الحكومة المحلية، للفوز بأغلبية حاكمة في البرلمان لولايته الثانية في منصبه.

الانتخابات الرئاسية 2017

شكلت الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 هزيمة ثقيلة لليمين واليسار لأول مرة منذ عام 1958، وعكست صعودا واضحا في شعبية اليمين المتطرف، إضافة إلى تصدر ماكرون "الشخصية المستقلة الشابة" حديثة العهد بالسياسة حينها.

تصدر مرشح حركة "الجمهورية إلى الأمام" (ماكرون) نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصوله على 23.75% من أصوات الناخبين الفرنسيين في الجولة الأولى، إذ كان يمثل نموذج الطبقة الفرنسية المثقفة، وله توجه اشتراكي ليبرالي، ويدعم بقاء فرنسا داخل البيت الأوروبي، كما أعلن أغلب المرشحين من اليمين واليسار دعمهم له في الجولة الثانية لقطع الطريق أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

فاز ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات بحصوله على 66.1% من أصوات الناخبين بعد فرز جميع أصوات، أما لوبان فقد حصلت على 33.9% من الأصوات.

بلغ عدد المصوتين لصالح ماكرون 20 مليونا و703 آلاف و694 شخصا، مقابل 10 ملايين و637 ألفا و120 شخصا لصالح منافسته.

وفاز حزب "الجمهورية إلى الأمام" بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى من البرلمان، في حين يشكل مجلس الشيوخ الغرفة العليا)، وذلك خلال الانتخابات التشريعية.

الانتخابات الرئاسية 2022

لم يختلف سيناريو الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2022 عن سابقتها، فقد انتهت الدورة الأولى بتأهل لوبان ومنافسها ماكرون، وعلى الرغم من إعلانه الترشح لفترة ثانية في آخر يوم من التاريخ المقرر للترشح، فإنه تصدر نتائج الجولة الأولى.

فاز ماكرون في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية لعام 2022 بنسبة 58.5% مقابل 41.4% لمنافسته لوبان، وبذلك أصبح أول رئيس أعيد انتخابه منذ اعتماد مدة الولاية الرئاسية من 5 سنوات في 2002.

ولكن بعد أقل من شهرين من إعادة انتخابه، خسر التحالف الذي قاده ماكرون الغالبية المطلقة في البرلمان، وأصبح أول رئيس يقود حكومة ليست لها أغلبية في البرلمان.

حل البرلمان 2024

أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في العاشر من يونيو/حزيران 2024 حل الجمعية الوطنية استنادا للمادة 12 من الدستور، وذلك بعد فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بأكثر من 31% في انتخابات البرلمان الأوروبي التي أجريت في التاسع من يونيو/حزيران 2024.

ودعا ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة يومي 30 يونيو/حزيران (الجولة الأولى) والسابع من يوليو/تموز (الجولة الثانية) لاختيار النواب الذين سيشغلون مقاعد البرلمان الـ577.

إعلان

وجاء القرار بعد حصول حزب النهضة على 14.6% فقط من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي بفارق ملحوظ عن حزب التجمع الوطني الذي حقق 31.4%.

المصدر: الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان