كاليفورنيا.. "الولاية الذهبية" في أميركا

The downtown Los Angeles skyline is seen with a clear sky from the 110 freeway in Los Angeles, California, United States, November 12, 2015. El Nino storms brought summer rain which led to less smog in the city this year than last, according to the South Coast Air Quality Management District. REUTERS/Lucy Nicholson
منظر من وسط مدينة لوس أنجلوس كبرى مدن ولاية كاليفورنيا (رويترز)

إحدى أهم الولايات الأميركية، فهي أكثرها سكانا وتتميز بطبيعة ومناخ خاصين. يصنف اقتصادها تاسعَ اقتصاد عالميا، وتُعرف بكونها موطن أشهر مدينة سينمائية في العالم (هوليود)، مما جعلها تلقب بـ"الولاية الذهبية".

الموقع
تقع كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة وتحدها شمالا ولاية أوريغون، ومن الشمال الشرقي ولاية نيفادا، وفي الجنوب الشرقي ولاية أريزونا، وباخا كاليفورنيا المكسيكية من الجنوب، والمحيط الهادي من الغرب.

تضم كاليفورنيا 58 مقاطعة وتغطي مساحة 423 ألفا و970 كلم مربعا، مما يجعلها ثالث أكبر ولاية أميركية من حيث المساحة، عاصمتها سكرامنتو وأكبر مدنها هي لوس أنجلوس.

تشمل جغرافيتها إقليم السلاسل الساحلية في الجنوب بمحاذاة ساحل المحيط الهادي من جبال كلاماث إلى مقاطعة سانتا بربارا، وكذا إقليم الوادي الأوسط بين السلاسل الساحلية وجبال سييرا نيفادا، ثم إقليم جبال الكسكيد شمالي الوادي الأوسط، إضافة إلى إقليم الحوض والسلسلة شمال شرقي سييرا نيفادا وجنوب شرقيها.

وتوجد في جنوبها شواطئ رملية كثيرة مع مرفأين طبيعييْن على ساحلها هما خليج سان فرانسيسكو وخليج سان دييغو. وتغطي الغابات نسبة 40% من أراضيها، وتتوفر على أعلى الشلالات في أميركا الشمالية، مثل شلالات ريبون491 مترا، إضافة إلى حوالي ثمانية آلاف بحيرة.

ويتميز مناخها بالتنوع حيث يسود في أغلب مناطقها مناخ متوسطي يشهد فصل شتاء باردا وممطرا وصيفا جافا. والمعدل السنوي للتساقطات المطرية أكبر في شمالي الولاية منه في جنوبها، وتؤثر السلاسل الجبلية في الولاية على المناخ، حيث إن مناطقها الأكثر غزارة في الأمطار هي التي تواجه غرب المنحدرات الجبلية.

أما المناطق الجبلية الشرقية من الولاية فتشهد تساقطات مطرية ضعيفة مما جعلها منطقة صحراوية يسودها صيف حار وشتاء بارد.

السكان
يبلغ عدد سكان ولاية كاليفورنيا أكثر من 38 مليونا و802 ألف نسمة، وهو ما يجعلها في صدارة سكان الولايات الأميركية. وتتوزع عرقياتها بـ57.6% من البيض، و19.3% من أصل أميركي لاتيني، و13% من أصل آسيوي، و6.2% من السود أو الأميركيين الأفارقة، إضافة إلى أعراق أخرى.

وبسبب موجهات الهجرة غير النظامية المكثفة إليها وافق سكانها -في استفتاء عام أجري عام 1994- على حرمان المهاجرين غير النظاميين من تلقي الخدمات الاجتماعية كالتعليم العام والعلاج المجاني.

التاريخ
يُعتبر البرتغالي خوان رودريغيز كابريو -الذي استخدمته إسبانيا– أول أوروبي اكتشف ساحل المنطقة عام 1542، وأسس الإسبان ابتداءً من عام 1697 مستعمرات في باخا كاليفورنيا (كاليفورنيا السفلى باللغة الإسبانية).

ويُرجح أن اسم كاليفورنيا جاء من اسم "الجنة الخيالية" المأهولة بالنساء المقاتلات من "الأمازونيات السود" والتي حكمتها الملكة كاليفيا، وأول من أطلقه هو أحد قادة بعثة الاستعمار الإسباني لأميركا اسمه دييغو دي بيسيرا.

وإثر استقلال المكسيك عن إسبانيا عام 1822 صارت كاليفورنيا إحدى مناطقها الإدارية، وبعد انتهاء الحرب بين المكسيك وأميركا عام 1847 قسمت المنطقة بين البلدين، ثم قسم الجزء المكسيكي مرة أخرى إلى "باخا كاليفورنيا" )كاليفورنيا السفلى ( و"باخا كاليفورنيا سور" )كاليفورنيا الجنوبية السفلى(، أما الجزء الأميركي فهو "كاليفورنيا العليا".

وأصبحت عام 1850 الولاية الأميركية الحادية والثلاثين، موازاة مع التحول الذي شهدته بعد الهجرات إليها خلال مرحلة البحث عن الذهب 1848-1855.

الاقتصاد
تصنف اقتصاد كاليفورنيا في المرتبة الأولى أميركياً والتاسعة عالمياً، وتساهم بنسبة 13.2% من الناتج المحلي لأميركا، ويعتمد اقتصادها على صناعات الطيران والنفط وتكنولوجيا المعلومات في وادي السيليكون، إضافة إلى السينما والترفيه في هوليود وديزني لاند في أنهايم.

وتشتهر الولاية أيضا بصناعة الخدمات التي تمثل ثلاثة أرباع إنتاج الولاية سنويا، خصوصا في مجالات الصيرفة والتأمين وبيع العقارات، إضافة إلى النقل والتجارة والتعليم الذي تتوفر في مجاله على جامعات عالمية شهيرة.

وتشكل الزراعة عصبا أساسيا لاقتصادها، حيث تعتبر منطقة الوادي الأوسط -الذي يعبره نهرا سان جواكوين وساكرامنتو- خزانا عالميا لإنتاج أكثر من مئتيْ محصول والفواكه والزهور، إضافة إلى منتجات حيوانية كاللحوم والحليب.

وتمتلك الولاية ثروات بحرية كالأسماك والطحالب البحرية، وأخرى معدنية مختلفة أهمها الذهب والنفط والغاز الطبيعي خصوصا جنوبي وادي سان جواكوين، وعلى امتداد الساحل بالقرب من لونغ بيتش ولوس أنجلوس وسانتا بربارا.

ورغم اقتصادها القوي فقد واجهت كاليفورنيا شبح الإفلاس عام 2009 خلال الأزمة المالية العالمية، حيث أعلن حاكمها آنذاك أرنولد شوارزنيغر تخفيضات في الميزانية بقيمة 24 مليار دولار (أي نسبة 25%) لمواجهة الأزمة.

المعالم
تأتي هوليود وديزني لاند في صدارة المعالم السياحية الشهيرة في كاليفورنيا، إلى جانب "حديقة حيوان سان دييغو"، و"وادي نابا" الذي يتميز بمزارع الكروم الخضراء، و"حديقة يوسمايت الوطنية" التي يزورها حوالي أربعة ملايين شخص سنويا، و"بحيرة تاهو" التي يرى الجيولوجيون أنها تكونت قبل مليونيْ سنة، و"حديقة وادي الموت الوطنية" التي تبلغ درجة الحرارة فيها خلال الصيف حوالي 130 درجة فهرنهايت.

المصدر : الجزيرة