المقدسيون يتعاهدون على ملاحقة سماسرة الأراضي

شارع الواد، البلدة القديمة في القدس مايو 2016 أحد المنازل التي سيطر عليها المستوطنون في البلدة القديمة بالقدس
أحد المنازل التي سيطر عليها المستوطنون في البلدة القديمة بالقدس (الجزيرة)

أسيل الجندي-القدس

في مسعى منها لوقف نزيف تسريب الأراضي والعقارات للاحتلال والمستوطنين أعلنت عائلات القدس المحتلة في وثيقة لها الحرب على سماسرة العقارات للاحتلال وبراءتها من كل من تورط أو سيتورط في تسريب أراض أو عقارات للمستوطنين.

واعتبرت العائلات المقدسية في وثيقتها كل من يبيع منزله "خائنا ولا مكان له في صفوف الشعب الفلسطيني، ولن يدفن في مقابر القدس ولن يصلى عليه في مساجدها ولا عزاء فيه".

وطالبت السلطة الفلسطينية والأوقاف الإسلامية والفصائل بضرورة اتخاذ كافة الوسائل في سبيل ملاحقة العملاء المسربين والمتسترين عليهم مهما بلغ نفوذهم ومكانتهم، بالإضافة إلى ضرورة المباشرة بوضع الخطط والبرامج العملية للحفاظ على ما تبقى للفلسطينيين في القدس وتعزيز صمودهم فيها لمواجهة التهويد و"الأسرلة".

سكان البلدة القديمة في القدس خلال حضورهم لقاء شعبيا بمقر الجالية الأفريقية(الجزيرة)
سكان البلدة القديمة في القدس خلال حضورهم لقاء شعبيا بمقر الجالية الأفريقية(الجزيرة)

وثيقة عهد
ولم تتوقف المحاولات الإسرائيلية منذ عام 1967عن وضع اليد على عقارات المقدسيين وتحويلها لبؤر استيطانية، خاصة تلك الواقعة في البلدة القديمة من القدس والأحياء المحيطة بها، وبالتحديد حي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح.

ومع تزايد ظاهرة استيلاء المستوطنين على منازل المقدسيين إما من خلال تسريبها عبر سماسرة، أو السيطرة عليها بحجة أنها أملاك غائبين أو غيرها من القوانين عقد في مقر الجالية الأفريقية بالبلدة القديمة لقاء شعبي حمل عنوان "وثيقة عهد القدس وميثاقها".

وتوافق المشاركون في اللقاء على ضرورة تشكيل هيئة تتكون من محامين ومختصين في العقارات، ليكونوا المرجع الأساسي للمقدسيين في حال قرر أحدهم بيع منزله، لضمان عدم تسربه للمستوطنين.

كما طالبوا بدعم صمود الفلسطينيين داخل أسوار القدس، خاصة أنهم يعيشون في منازل متهالكة سببت لهم ولأبنائهم العديد من الأمراض، ومع ذلك صمموا على الرباط فيها حتى لا تذهب لصالح المستوطنين.

إعلان

ويبلغ عدد المنازل المهددة بالإخلاء لصالح المستوطنين في القدس الشرقية 140 منزلا، عشرة منها في البلدة القديمة، ويعود أحد هذه المنازل للمقدسي مازن قرش في حارة السعدية بالبلدة القديمة، إذ انتهت أمس الثلاثاء المدة الممنوحة له من محاكم الاحتلال بإخلاء منزله لصالح المستوطنين.

وحث مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني جميع العائلات التي تتمتع بملكية العقارات على التوجه لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لتسجيل منازلهم كوقف ذري أو إسلامي لحماية العقار وضمان عدم تسريبه للجمعيات الاستيطانية.

‪‬ ناجح بكيرات: في القدس 1450 عقارا وقفيا إسلاميا(الجزيرة)
‪‬ ناجح بكيرات: في القدس 1450 عقارا وقفيا إسلاميا(الجزيرة)

الأملاك الوقفية
من جهته، تطرق مدير الأملاك الوقفية في القدس والمسجد الأقصى ناجح بكيرات إلى المخططات التي يتبعها الاحتلال بهدف ترحيل الممتلكات الحضارية الإسلامية، وإفراغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين في كل من حيفا ويافا وعكا والقدس القديمة التي تعتبر الحاضنة الأساسية للمقدسات والوقفيات.

وحسب بكيرات، يوجد في القدس القديمة 1450 عقارا وقفيا إسلاميا تشكل ما نسبته 46% من عقارات القدس، فيما يبلغ عدد العقارات المسيحية 1717 عقارا بما نسبته 54%، وتسعى المؤسسة الإسرائيلية للاستيلاء على عقارات جديدة تضيفها لتلك التي سيطرت عليها وشوهت معالمها، بهدف إثبات الوجود والتغلغل في محيط المسجد الأقصى المبارك.

ومن أجل تجنب تسرب عقارات جديدة لصالح الجمعيات الاستيطانية شدد بكيرات على ضرورة توعية المقدسيين، خاصة أولئك الذين يسكنون داخل البلدة القديمة بمصطلح الوقف ومن هو الواقف وغيرها من المصطلحات، بحيث تساهم في رفع درجة الثقافة والوعي لدى المجتمع المقدسي الذي يحتاج إلى توفير آليات سياسية وشعبية عربية وفلسطينية لدعمه حتى لا تكون النتيجة فقدان المزيد من العقارات.

المصدر : الجزيرة

إعلان