إبراهيم خفاجي.. واضع النشيد الوطني السعودي

إبراهيم خفاجي Ibrahim khafaji - الموسوعة

شاعر وأديب سعودي؛ يكتب الشعر بالفصحى والعامية المحلية ويعتبر أحد كبار الشعراء العرب. عُرف بتأليفه النشيد الوطني السعودي الرسمي، وبتعاونه مع كبار الفنانين السعوديين والعرب، ويعد من الرعيل الأول للشعراء الغنائيين في منطقة الخليج العربي.

المولد والنشأة
ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي المكي عام 1926 في حي سوق الليل القريب من المسجد الحرام بمكة المكرمة، ويتصل نسبه إلى خفاجة بن عقيل من هوازن. وكانت منطقة سوق الليل تعرف بـ"شعب بني عامر" وهي من الأحياء المشهورة المرتبطة بقصة الحصار الذي فرض على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته بداية من العام السابع للبعثة.

الدراسة والتكوين
التحق خفاجي بـ"مدرسة الفلاح" في مكة المكرمة ثم انتقل إلى مدرسة دار العلوم الدينية. كما تلقى دروسا في الحرم المكي الشريف على أيدي كثير من المشايخ، ودخل أول مدرسة لاسلكي في السعودية وتخرج فيها عام 1944.

الوظائف والمسؤوليات
بدأ حياته العملية بوظيفة "مأمور لاسلكي"، وتنقل بين كثير من مدن السعودية. عاد إلى مكة المكرمة ليعمل بقسم الأخبار في النيابة العامة، ثم في قسم الاستماع بالإذاعة عام 1953، وانتقل إلى قسم المحاسبة بوزارة الصحة مترقيا في السلك المحاسبي والمالي إلى درجة وكيل للإدارة المالية.

ابتعثته وزارة الصحة إلى مصر حيث نال دبلوم معهد الإدارة عام 1962. والتحق بوزارة الزراعة مديراً للإدارة المالية فشغل منصب المفتش المركزي بالمنطقة الغربية لوزارة الزراعة إلى أن طلب التقاعد عام 1970.

التجربة الفنية
يملك خفاجي مشوارا طويلا مع الأغنية السعودية، وأسهم بدور بارز في تطويرها بصفته شاعرا غنائيا، فكتب العديد من النصوص التي تربعت على قمة هرم الأغنية السعودية.

وكان أول نص غنائي له بعنوان "يا ناعس الجفن"، ولحنه وتغنى به الموسيقار طارق عبد الحكيم في عام 1945، ثم جدده الفنان محمد عبده.

وخلال مشواره الطويل غنى له محمد عبده 17 أغنية وطلال مداح تسع أغنيات، كما غنى له الكثير من الفنانين العرب، منهم: صباح وسميرة توفيق وكارم محمود ومحمد قنديل وإحسان صادق ووديع الصافي، وشريفة فاضل وهيام يونس وعايدة أبو خريص وعلي عبد الستار وعبادي الجوهر.

كانت كتابة النشيد الوطني السعودي أهم أعمال خفاجي الفنية والأدبية، واستغرق منه إعداده أكثر من ستة أشهر.

ويروي الشاعر قصة هذا العمل قائلا "جاءت فكرة كتابة نص النشيد أثناء زيارة رسمية قام بها الملك خالد بن عبد العزيز إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال على هامش الزيارة لوزير الإعلام السعودي المرافق آنذاك الدكتور محمد عبده يماني لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيد وطني؟ فاقترح الشاعر الأمير عبد الله الفيصل تكليفي بذلك".

وتأخر تنفيذ فكرة إعداد النشيد الوطني السعودي بعد وفاة الملك خالد عام 1982، ثم أحيا الملك فهد بن عبد العزيز المشروع مشترطا خلو النشيد من اسم الملك، وألا تخرج كلماته عن الدين والعادات والتقاليد.

بدأ بث النشيد في افتتاح واختتام البث الإذاعي والتلفزيوني اعتبارا من يوم الجمعة 30 يونيو/حزيران 1986.

وكان آخر نتاج فني له أوبريت "عرائس المملكة" الذي قدمه في عام 1996 بعد أن استغرق ثمانية أشهر في كتابته زار فيها جميع مناطق السعودية، وقرر بعدها اعتزال كتابة الأغنية.

علاقته بالرياضة
اشتهر خفاجي بعلاقته الوطيدة مع الرياضة والرياضيين لتوليه منصب نائب رئيس نادي الهلال السعودي عند تأسيسه، ولُقّب "شاعر الهلال".

الجوائز الأوسمة
نال خفاجي جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لأفضل أغنية في أوائل سبعينيات القرن العشرين عن أغنيته "أشقر وشعره ذهب"، ونال عام 1985 ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى مع البراءة الخاصة من الملك فهد بن عبد العزيز تقديرا لمجهوداته في وضع كلمات النشيد الوطني للسعودية.

كرمته جامعة أم القرى في 1996 لنجاحه في وضع كلمات أوبريت "عرائس المملكة". وكرمته جمعية الثقافة والفنون بجدة في 2000 لعطاءاته المتميزة في عالم الأغنية السعودية. كما كُرم 2013 بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.

المصدر : الجزيرة + الصحافة السعودية + مواقع إلكترونية