علي كركي قائد في حزب الله اغتيل مع نصر الله
علي كركي قائد عسكري في حزب الله اللبناني استهدفه الجيش الإسرائيلي بغارة جوية على حي ماضي بالضاحية الجنوبية لبيروت مساء الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024.
وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية ولبنانية إن كركي هو القائد العسكري الثالث في حزب الله بعد فؤاد شكر، الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية يوم 30 يوليو/تموز 2024 وإبراهيم عقيل الذي قتله سلاح الجو الإسرائيلي أيضا في المنطقة نفسها يوم 20 سبتمبر/أيلول 2024.
المولد والنشأة
ولد علي كركي -ويلقب أبو علي- يوم 10 مايو/أيار 1962 في المصطيبة، وينحدر من قرية عين بوسوار التابعة لقضاء النبطية في جنوب لبنان.
التجربة القتالية
تخرج كركي من الجامعة في لبنان قبل أن يلتحق بحزب الله، وبدأ نشاطه القتالي بمشاركته في العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي أثناء اجتياحه بيروت عام 1982، وكان من المشرفين على عدد من العمليات، أبرزها "عملية أحمد قصير".
وعقب الانسحاب الإسرائيلي، عمل على تأسيس محاور وتشكيلات المقاومة في منطقة الشريط الحدودي عام 1985، وتولى المسؤولية العسكرية للمنطقة الجنوبية حتى عام 1996، وأسهم في تنسيق العمليات ضد القوات الإسرائيلية هناك حتى عام 2000.
وبدأ كركي مسيرته في صفوف الحزب أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ومن حينها ترقى في الرتب، وشغل عضوية الشورى المركزية ومنصب عضو المجلس الجهادي في حزب الله منذ تأسيسه.
كان له دور بارز في عدد من العمليات العسكرية، أبرزها خلال حرب يوليو/تموز 2006. وتولى مسؤولية كافة تشكيلات وحدات "مقر سيد الشهداء" بداية من عام 2006 إلى حين اغتياله.
ويعد كركي من مهندسي الإستراتيجيات العسكرية لحزب الله، ومن مطوري القدرات القتالية في استخدام الأسلحة المتقدمة، وتكتيكات الحروب غير النظامية.
ويعتقد أنه من المؤثرين على إستراتيجية الحزب وعلاقته مع النظام السوري، وأنشأ خططا، وأدار عمليات ضد تنظيمات جهادية.
ولكركي علاقات وثيقة مع إيران، ويعدّ جزءا من شبكة واسعة من التعاون بين حزب الله والقوى الإقليمية الأخرى في محور المقاومة.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن كركي أشرف على جميع تحركات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي وبلدات شمال إسرائيل أثناء إسناد الحزب للمقاومة في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أنه الرجل الثالث في حزب الله، ورتبته تعادل القائدين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، اللذين اغتالتهما إسرائيل.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على كركي في سبتمبر/أيلول 2019 مع فؤاد شكر وإبراهيم عقيل باعتباره جزءا من القيادة العسكرية لحزب الله.
وحاولت إسرائيل اغتياله في فبراير/شباط 2024 في بلدة النبطية، لكن السيارة التي استهدفتها كانت مموهة ولم يكن فيها.
الاغتيال
استهدفه الجيش الإسرائيلي بغارة جوية على حي ماضي في 23 سبتمبر/أيلول 2024. وفيما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن نجاح الغارة في قتل كركي، أفادت وسائل إعلام تابعة للحزب أن عملية الاغتيال فشلت.
وأفادت مصادر لبنانية بأن الاحتلال استخدم في الغارة التي استهدفت كركي 6 صواريخ موجهة، وأكد الحزب في بيان أن كركي بخير وقد انتقل إلى مكان آمن.
وقال حزب الله في بيانه "تعليقا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال الأخ المجاهد علي كركي، فإننا نؤكد أن الأخ العزيز المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير".
وجاءت الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية ضمن هجوم جوي واسع شنته إسرائيل على لبنان أواخر سبتمبر/أيلول 2024، أودى بحياة 492 شخصا بينهم نساء وأطفال ومسعفون وخلّف أكثر من 1600 جريح، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
في 27 سبتمبر/أيلول 2024 قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ما سماه المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال إن الغارة كان هدفها اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وأكد في اليوم التالي أن عملية الاغتيال نجحت وأن كركي وعددا آخر من القادة في الحزب قتلوا في الغارة نفسها.