ميناء الحديدة.. ثاني ميناء رئيسي في اليمن

أحد أبرز الموانئ المطلة على البحر الأحمر، والشريان الرئيس لدخول المساعدات والبضائع إلى البلاد. أنشئ عام 1961، ويتميز بقربه من الخطوط الملاحية العالمية، ويشكل قيمة اقتصادية كبيرة للبلاد، وجعله ذلك محطة نزاع في كثير من الحروب التي شهدها اليمن.

الموقع والنشأة

أُنشئ ميناء الحديدة عام 1961 في منتصف الساحل الغربي لليمن -المطل على البحر الأحمر- بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي السابق، بدأ بـ3 أرصفة إجمالي طولها 410 أمتار، وبعمق 8 أمتار، وكان عبارة عن طريق مفتوح تضطر السفن إلى تفريغ حمولاتها فيه على مراكب شراعية صغيرة.

حظي الميناء بعد قيام الثورة اليمنية عام 1962 باهتمام القيادة السياسية التي عملت على تطويره وتوسيعه، وبحلول عام 2014 أصبح يضم 8 أرصفة و12 مستودعا لتخزين وحفظ البضائع التي لا تتحمل حرارة الشمس والرطوبة، ويعد ثاني ميناء رئيسي باليمن.

وقد بلغت مساحته البرية الداخلية نحو 7.5 ملايين متر مربع، أما المساحة المائية فتبلغ حوالي 307 ملايين و455 ألفا و726 مترا مربعا.

يقع الميناء في محافظة الحديدة، وهي إحدى أهم المحافظات اليمنية، لاحتوائها على 3 موانئ حيوية.

يتميز موقع الميناء بأنه غير معرض للرياح الموسمية، وبقربه من الخطوط الملاحية العالمية، كما أنه محمي حماية طبيعية من الأمواج والتيارات المائية.

إسرائيل تشن غارة على الحديدة في اليمن
إسرائيل شنت سلسلة غارات على ميناء الحديدة يوم 20 يوليو/تموز 2024 (الجزيرة)

الأهمية

ميناء الحديدة أكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر، ويحتل مركزا مهما في المحافظة وما حولها، ويُشكل قيمة اقتصادية كبيرة جدا للبلاد، وذلك لاستقباله شتى الواردات وسفن الركاب والسياح.

إعلان

وارتفعت قيمة الميناء بعد تطوير الاتحاد السوفياتي له، إذ أصبح بإمكانه استيعاب السفن التي تصل حمولتها إلى 31 ألف طن، مقارنة بالميناء القديم الذي كان يستوعب قرابة 100 إلى 150 طنا من الشحنات يوميا لا أكثر.

وتقع غرب مدينة الحديدة -التي تؤوي الميناء- خطوط الملاحة العالمية المستخدمة في نقل البضائع بين أوروبا وآسيا وأفريقيا عبر قناة السويس، وشمال ميناء الحديدة تقع محطة رأس عيسى النفطية، وتستمد المحطة النفط من محافظة مأرب، وتصدر 125 ألف برميل في اليوم.

ويزيد على أهمية الميناء الإستراتيجية كونه غير معرض للرياح الموسمية، إلى جانب كونه محميا بشكل طبيعي من الأمواج والتيارات البحرية، ويعدّ الممر الأول إلى كل الجزر اليمنية المهمة، ومنها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر.

النزاعات

برزت أهمية ميناء الحديدة منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015، إذ كان المعبر الرئيسي للمساعدات الإنسانية، وكانت مدينة الحديدة من أوائل المدن التي سيطرت عليها جماعة الحوثين بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.

وفي مارس/آذار 2015 أعلن الحوثيون توصلهم إلى اتفاق مع إيران يقضي بتوسعة الميناء، واستمر الصراع عليه بعد ذلك لأهميته الإستراتيجية.

احتدم الصراع حول الميناء في 2018 وما بعدها، وحذر حينئذ متحدث باسم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة من تأزم الوضع الإنساني.

كذلك حذرت جمعيات خيرية من توسع النزاع في الحديدة، خصوصا أن حوالي 80% من المساعدات الإنسانية والوقود والضروريات التي يعتمد عليها 28 مليون يمني كانت تمر من ميناء المدينة في 2017 و2018.

هجوم إسرائيلي

شنت المقاتلات الإسرائيلية يوم 20 يوليو/تموز 2024 سلسلة غارات على ميناء الحديدة، وذلك بعد يوم من أول هجوم لجماعة الحوثيين على تل أبيب بطائرة مسيرة.

إعلان

استهدف الهجوم منشآت مدنية بينها خزانات النفط بالميناء، ونتج عنه حرائق شديدة، كما استهدف محطة كهرباء، فضاعف ذلك معاناة السكان المدنيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القصف كان ردا على الهجمات التي نفذت ضد إسرائيل خلال الأشهر السابقة.

وأعلنت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين عن سقوط قتلى وجرحى جراء هذه الغارات.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان