حزب المحافظين
واحد من أعرق الأحزاب السياسية في بريطانيا وأكثرها حضورا في السلطة، وأول حزب بريطاني ترأسه امرأة، وأول حزب يوصل سيدة إلى رئاسة الحكومة البريطانية، عُرف بعلاقاته القوية بإسرائيل، وأعطى أحد قادته وعدا لليهود بمنحهم وطنا في فلسطين.
النشأة والتأسيس
بدأ حزب المحافظين الظهور إلى العلن في القرن الـ17 الميلادي, وعرف حينها باسم "توريز"، ولم يطلق عليه اسمه الحالي إلا بعد سنة 1830 إثر صدور قانون في بريطانيا للإصلاح البرلماني.
ومنذ ذلك الوقت برز حزب المحافظين فعليا إلى الوجود، وبدأ ينشط من خلال تأسيس منظمات قاعدية، وجمعيات محلية في أرجاء بريطانيا، وهو ما منحه قوة تنظيمية فاخر بها طويلا.
الفكر والأيديولوجيا
عُـرف حزب المحافظين بمنهجه الليبرالي المحافظ سياسيا واقتصاديا، وتمسكه بالنظام الملكي في بريطانيا، ودفاعه المستميت عن بقاء العرش البريطاني، ورفضه أي تغيير سياسي أو اجتماعي راديكالي.
وهو يتبنى رؤية تنزع إلى تكريس هوية بريطانية خاصة، تقوم على اعتبار بريطانيا أمة عظيمة وذات تاريخ أصيل، وترفض التماهي مع الأوروبيين، وبسبب هذه الرؤية احتفظت بريطانيا بعملتها الخاصة (الجنيه الإسترليني)، ولم تنتم إلى منطقة اليورو، وظلت تتعامل بحذر مع الاتحاد الأوروبي.
وفي المجال الاقتصادي, عارض المحافظون سيطرة الدولة على مفاصل الحياة الاقتصادية ورفضوا تأميم المؤسسات والشركات، وظلوا يفضلون اعتماد سياسة السوق الحرة، الأمر الذي يجد فيه بعض المحللين تفسيرا لارتباط المحافظين تقليديا بالطبقات الأرستقراطية والغنية.
المسار السياسي
شكل حزب المحافظين ثابتا في السياسة البريطانية منذ تأسيسه، فهيمن مع غريمه حزب العمال على المشهد السياسي منذ مطلع القرن العشرين الميلادي، وظل المحافظون إما في السلطة أو القوة الرئيسية في المعارضة.
وقد سيطر الحزب على الحكم في بريطانيا بين الحربين العالمية الأولى والثانية، لكنه فقد السلطة لفترة وجيزة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث خسر الانتخابات أمام حزب العمال الذي لم يستطع مواجهة الركود الاقتصادي حينئذ، مما عجل بخسارته واستعادة المحافظين للسلطة عام 1951.
وبعد 13 عاما في الحكم، خرج المحافظون من السلطة سنة 1964، ثم عادوا إليها سنة 1970 لكنهم لم يلبثوا أن فقدوا السلطة مرة أخرى إثر خسارتهم لانتخابات مجلس العموم سنة 1974 أمام حزب العمال.
وبعد خمس سنوات في المعارضة استطاع المحافظون العودة إلى السلطة بقيادة زعيمتهم التاريخية مارغريت تاتشر التي أصبحت سنة 1979 أول سيدة ترأس الحكومة البريطانية، فحافظوا على كرسي الحكم في ظل زعامة تاتشر وجون ميجور حتى سنة 1997، حين خسروا الانتخابات.
وإثر هذه الخسارة ظلوا في صفوف المعارضة حتى انتخابات 2010 حيث حصلوا على حوالي 36%، مقابل 29% للعماليين، و23% للديمقراطيين الأحرار، فعاد المحافظون بزعامة ديفد كاميرون للسلطة في حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الأحرار.
اختار الحزب تيريزا ماي زعيمة له عام 2016.
الأعلام والرموز
تعاقب على رئاسة الحزب عدد كبير من الشخصيات والرموز البارزة في تاريخ السياسة البريطانية، من أبرزهم ونستون تشرشل الذي قاد بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، والحاصل على جائزة نوبل للآداب، وجيمس آرثر بلفور صاحب "وعد بلفور" بمنح اليهود وطنا في فلسطين، ومارغريت تاتشر أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في بريطانيا.