الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الأمير الـ16 لدولة الكويت
الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الـ16، استطاع مواجهة أكبر أزمة اقتصادية نجمت عن انخفاض أسعار النفط عام 2020. تولى الإمارة في سبتمبر/أيلول 2020، واتخذ قرار العفو الأميري عن النشطاء والسياسيين في البلاد في إطار عملية سياسية شاملة. توفي يوم 16 ديسمبر/كانون الثاني 2023.
المولد والنشأة
ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بمدينة الكويت يوم 25 يونيو/حزيران 1937، وتربى في "قصر دسمان"، بيت الحكم آنذاك.
هو الابن السادس لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي حكم الكويت من 1921 وحتى 1950، وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه في الكويت ضمن مدارسها النظامية، ومن بينها المدرسة المباركية.
نص بيان الديوان الأميري الذى نعى فيه للشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية والعالم وفاة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابرالصباح pic.twitter.com/y4GKVXEfZN
— كونا KUNA (@kuna_ar) December 16, 2023
الوظائف والمسؤوليات
بدأ الشيخ نواف حياته المهنية يوم 21 فبراير/شباط 1962 عندما عيّنه الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظا لمحافظة "حَوَلِّي"، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى 19 مارس/آذار 1978.
ويعد الشيخ نواف المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية، إذ حمل حقيبتها في فترتين في عهد أخيه غير الشقيق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الأولى امتدت من 19 مارس/آذار 1978 حتى 26 فبراير/شباط 1988، قبل أن يعود إلى التشكيل الحكومي يوم 13 يوليو/تموز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وفي 26 يناير/كانون الثاني 1988 عُين وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي عاد لشغله مرة أخرى يوم 20 يونيو/حزيران 1990، وأثناء توليه الوزارة عمل على تحديث المنظومة الدفاعية وتطويرها.
وعقب التحرير من الغزو العراقي الذي تعرضت له الكويت في عام 1990، عُهد إلى الشيخ نواف تولي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ابتداء من 20 أبريل/نيسان 1991 وحتى 17 أكتوبر/تشرين الأول 1992.
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1994، تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، واستمر بشغل المنصب حتى عودته إلى التشكيل الحكومي يوم 13 يوليو/تموز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية من جديد.
في 7 فبراير/شباط 2006، أصدر الشيخ صباح الأحمد الصباح أمرا أميريا بتزكيته وليا للعهد، ليبايَع في 20 من الشهر نفسه بالإجماع من قبل مجلس الأمة، قبل أن يؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد آنذاك الشيخ صباح الأحمد والمجلس إيذانا بتوليه المنصب.
وتولى الشيخ نواف الإمارة في البلاد يوم 29 سبتمبر/أيلول 2020، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في اليوم التالي، وذلك خلفا لأمير الكويت السابق صباح الأحمد الجابر الصباح.
الديوان الأميري ينعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية والعالم وفاة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباحhttps://t.co/tEXF7OfFGB#كونا #الكويت pic.twitter.com/FEiiaAbL0S
— كونا KUNA (@kuna_ar) December 16, 2023
الإنجازات خلال فترة الحكم
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أصدر الشيخ نواف مرسومين أميريين بالعفو عن مواطنين ونواب سابقين بالبرلمان، وتضمن العفو إنهاء عقوبة 11 شخصا وتخفيفها لـ24 آخرين كانوا مدانين في قضيتي اقتحام مجلس الأمة عام 2011 و"خلية العبدلي" التي أدينت في عام 2017.
واعتبر ذلك ثمرة للحوار الوطني الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذي دعا إليه الشيخ نواف لإيجاد حل للأزمة المستمرة بين الحكومة ومجلس النواب.
واجه الشيخ نواف أكبر أزمة اقتصادية عام 2020 بعد انهيار أسعار النفط إلى أرقام قياسية أثرت على تصنيف الكويت الائتماني لدى الوكالات الدولية، لكن سريعا ما تم تدارك هذه الأزمة والعودة إلى المسار الصحيح رغم المعوقات الاقتصادية التي فرضها فيروس كورونا في تلك الفترة.
وسعى الشيخ نواف إلى تحفيز القطاعات الاقتصادية المختلفة وتطوير منتجاتها وخدماتها، وعمل على خلق فرص استثمارية تنافسية، إلى أن جاءت الكويت في المرتبة الأولى عربيا والثالثة عالميا في قيمة أصول الصندوق السيادي التي ارتفعت إلى 738 مليار دولار بعد أن كانت 270 مليارا في عام 2011.
الوفاة
توفي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ظهر يوم السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن عمر ناهز 86 عاما.
وكان الشيخ الصباح قد أُدخل إلى المستشفى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بسبب وعكة صحية طارئة لتلقي العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، ثم أعلن لاحقا عن استقرار حالته.
ونعاه الديوان الأميري الكويتي في بيان بُثّ على التلفزيون الكويتي، كما نعاه عدد من القادة والرؤساء العرب، ونكست الأعلام في عدد من الدول 3 أيام حدادا عليه.
وقد أعلن وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي أن حضور مراسم الدفن يقتصر على الأقرباء فحسب. وأقيمت الصلاة عليه صباح يوم الأحد في مسجد بلال بن رباح في منطقة الصديق.