مدينة عسقلان.. فتحها معاوية وحررها صلاح الدين من الصليبيين واحتلتها إسرائيل
مدينة فلسطينية أثرية قديمة يمتد تاريخها إلى ما قبل الميلاد بقرون كثيرة، وتطل على البحر المتوسط شمال مدينة غزة. وقد تعاقبت عليها حضارات مختلفة ودخلها الإسلام، ثم احتلها الصليبيون وحررها المسلمون.
اشتهر أهلها بالصناعة والزراعة والصيد، وقد شهدت الانتداب البريطاني قبل أن تقع في يد الاحتلال الإسرائيلي سنة 1948، فيغيّر اسمها إلى "أشكلون". ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تسيطر على المدينة التي شهدت تطورا ونموا وازدهارا نتيجة تركيز الاحتلال على عمرانها وإسكان المهاجرين فيها.
الموقع
مدينة عسقلان ذات موقع إستراتيجي، فهي مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط، تعرف منذ القدم بمينائها البحري التجاري.
وتقع عسقلان على بعد 21 كيلومترا شمال مدينة غزة وتتصل بها جنوبا، وتبعد مسافة 56 كيلومترا عن تل أبيب، وتتصل شمالا بمدينة يافا عبر خط مواصلات رئيسي، وتحيط بها أراضي حمامة وبيت داراس والجورة ونعليا وجولس وبيت طيما وكوكبا والسوافير الغربية. وترتفع مسافة 50 مترا عن سطح البحر.
وتقع مدينة أسدود شمال عسقلان، أما مدينة القدس فتقع في الجهة الشمالية الشرقية من عسقلان وتبعد عنها ما يقارب 64 كيلومترا.
وتبلغ مساحة مدينة عسقلان نحو 48 كيلومترا مربعا.
أما المدينة الحديثة المعروفة باسم "أشكلون" فتقع على بعد 3.2 كيلومترات من عسقلان القديمة، وتمتد على مساحة 55 كيلومترا مربعا، وتضم خمسة أحياء رئيسية هي:
- بلدة المجدل، التي يسميها الإسرائيليون "مجدال" وكانت مركزا تجاريا تسوقيا.
- حي أفريدار الذي يرتبط بمنطقة الفندق قرب الشاطئ.
- حي التلال الجنوبية، وهو الحي الذي يسكنه المهاجرون.
- حي شمشمون السكني.
- وحي ربع يرنيع.
أما المنطقة الصناعية في المدينة فتقع ناحية الشرق، ويمر بالمدينة خط أنابيب الغاز باتجاه الميناء للتصدير.
المناخ
يتميز مناخ المدينة باعتداله طوال السنة لوقوعها ضمن إقليم مناخ البحر المتوسط المعتدل، فشتاؤها معتدل وماطر، وصيفها جاف وحار، وتهب عليها رياح الخماسين في فصل الربيع. ويعد معدل هطل الأمطار على المدينة منخفضا نظرا لقربها من المناطق الصحراوية. ويعد شهر سبتمبر/أيلول أجمل شهور السنة في المدينة لاعتدال المناخ فيه وهدوء البحر.
التسمية
سميت عسقلان قديما باسم "أشقلون"، وظهر اسمها في الكتابات الفرعونية التي تعود إلى القرن الـ19 قبل الميلاد، كما ظهر في رسائل "تل العمارنة" المصرية التي تعود إلى القرن الـ14 قبل الميلاد.
وقد ورد اسم عسقلان في أسفار العهد القديم عند اليهود، وكانوا يسمونها "أشقلان" و"أشقلون" و"عسقلون"، وظلت تعرف باسم "أشقلون" حتى العصر الهيلني، أي عام 64 قبل الميلاد، وحينها عُرفت باسم "أسقلون".
ولم يتغير اسمها إلى أن وصل إليها الفتح الإسلامي سنة 644م، فغير العرب حينها اسمها إلى "عسقلان"، وعندما احتلت إسرائيل مدينة المجدل وقرية الجورة وخرائب عسقلان أطلقت على المناطق الثلاث اسم "أشكلون" وبقي الاسم المتعارف عليه حتى اليوم.
أما اسم عسقلان، فهو مثنى لكلمة "عَسْقَل"، والعسقلة كما ورد في لسان العرب مكان فيه صلابة وحجارة بيضاء. والعسقل نوع من أنواع الكمأة البيضاء يشبه لونها الحجارة، والعسقلان أعلى الرأس، كما ورد في المعجم ذاته أن عسقلان مدينة وهي عروس الشام، وقال عنها الأزهري إنها من أجناد الشام.
وقد قيل إن أصل اسم "عسقلان" يعود إلى العهد الكنعاني، ويعني "المهاجرة"، أما اسم "أشكول" العبري فيعني عنقود الذهب. وأصل اشتهار عسقلان بالعنب يعود إلى العهد الروماني، إذ كانت تصدّر الخمور إلى روما في ذلك الحين.
ويقول البكري إن عَسْقلان بلد معروف، والاسم مشتق من "العساقيل" ومعناه الشرب، أو مشتق من "العسقيل" وهو الحجارة الضخمة، ويرى صاحب معجم البلدان أن الاسم أعجمي. ويرى آخرون أن العسقلان تعني "أعلى الرأس".
السكان
وفقا للآثار المصرية الصورية المنحوتة منذ العهد الفرعوني عن مدينة عسقلان يتبين أن سكانها الأوائل كانوا حثيين أو كنعانين، ثم جاءت إليها قبائل فالستا وسكنتها واهتمت بالمدينة وعمرانها، وذلك في أواخر حكم رمسيس الثاني، ومن هذه القبائل اكتسبت فلسطين اسمها.
وقد تعاقب عليها سكان كثر بحسب الحضارات التي سيطرت عليها والشعوب التي سكنتها، وفي أربعينيات القرن العشرين وخلال الاحتلال الإنجليزي كان يقطن المدينة 2285 شخصا
وبعد أن احتلت إسرائيل عسقلان أولتها اهتماما خاصا وحرصت على زيادة سكانها فبلغ عددهم 5100 نسمة عام 1950، ثم أصبحوا 24 ألف نسمة عام 1961م، وبلغ عددهم ما يقارب 40 ألف نسمة عام 1968، وزادوا إلى 54 ألف نسمة عام 1984.
وفي منتصف التسعينيات أصبح العدد يقارب 73 ألف نسمة، وزاد في عام 2002 إلى نحو 103 آلاف نسمة، وأصبحوا في عام 2012 نحو 120 ألفا. وقد بلغ عدد سكان عسقلان عام 2023 وفقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية 154 ألفا و835 نسمة.
ويشكّل المهاجرون النسبة الكبرى من سكان المدينة، وقد قدم معظمهم من الاتحاد السوفياتي السابق وإثيوبيا وفرنسا وأميركا اللاتينية. وفي العصر الحديث حُوّلت مدينة عسقلان القديمة بآثارها المختلفة إلى حديقة وطنية.
التاريخ
تعدّ عسقلان من أقدم المدن المأهولة في فلسطين، إذ دلت الحفريات على وجود حياة فيها منذ العصر الحجري الحديث، وقد ورد في الموسوعة الفلسطينية أن عسقلان بلدة قديمة بنيت في عهد الكنعانيين العرب، وقد عاش كنعانيو فلسطين في العصر الحجري.
والاعتقاد السائد أن فرعون مصر رمسيس الثاني قد احتل فلسطين عام 1285 قبل الميلاد لكنه لم يهتم بها، ثم قامت ثورة ضده في عدة مدن كان من أهمها مدينة عسقلان، إلا أنه استطاع إخضاعها من جديد.
ثم جاءت إليها قبائل فالستا من البحر وحاولت النزول فيها، وورد في تاريخ مصر القديم أن فرعون مصر رمسيس الثالث دافع عن عسقلان لصد غارات الفلسطينيين عام 1225 قبل الميلاد؛ لكن بسبب تنظيم الفلسطينيين لم يستطع صدهم واضطر إلى مصالحتهم، فأقاموا مدنهم واهتموا بعمرانها، ومنها عسقلان.
ثم سيطر الفرعون "مرن بتاح" عام 1223 قبل الميلاد على عسقلان من جديد بعد اتحادها مع مدن أخرى في محاولة للثورة على الحكم المصري، واستطاع الفلسطينيون بعد ذلك الاستقلال عن المصريين وأسسوا مدنهم الحصينة، وأخضعوا القبائل والشعوب الأخرى التي كانت في فلسطين في ذلك الحين، ومنهم بنو إسرائيل.
ثم انقسم الإسرائيليون إلى شيع وأسباط في عهد رحبعام بن سليمان عام 930 قبل الميلاد، وأصبحت البلاد قسمين: إسرائيل في الشمال، ويهوذا في الجنوب، فكانت عسقلان تحت حكم يهوذا، لكنهم لم يستطيعوا السيطرة عليها، ودام الكفاح بشكل عنيف وكبير بين اليهود والفلسطينيين في ذلك الحين.
ثم هاجم الآشوريون فلسطين سنة 731 قبل الميلاد، وتشير بعض المصادر إلى أنهم سيطروا على عسقلان في تلك السنة، وحاول سكان المدينة الثورة على الآشوريين لكنهم لم ينجحوا، وتكررت محاولات الثورة ولم تنجح، وتشير مصادر أخرى إلى أن محاولات الآشوريين الأولى سنة 731 قبل الميلاد باءت بالفشل، ثم تكررت سنة 705 قبل الميلاد ولم تنجح أيضا.
ولم يفلح الآشوريون في السيطرة عليها إلا في عهد الملك الآشوري سنحاريب، وذلك سنة 701 قبل الميلاد، وفي كلتا الروايتين يتبين خضوع المدينة للحكم الآشوري فترة من الزمن.
ولم يسقط حكم الآشوريين إلا على يد "نبوخذ نصر" الكلداني، الذي هاجم فلسطين وأنهى حكم مملكة يهوذا بين سنتي 587 و586 قبل الميلاد، واجتاح عسقلان واحتلّها وأجبر كثيرا من أهلها على الخروج إلى بابل.
واستطاع الإسكندر المقدوني تأسيس إمبراطورية ممتدة في الشرق، وكانت عسقلان من المدن التي خضعت لحكمه سنة 332 قبل الميلاد، وبعد موته خضعت عسقلان لحكم ورثته، ثم لحكم البطالمة وأصبحت تتمتع بحكم ذاتي ولها ميناء حر ملك لأهلها، وبعد ذلك حكمها السلوقيون وسمي ذلك العهد بالعهد الهيليني أو الهلنستي، وفي تلك الفترة اكتسبت مدينة عسقلان اسم "أسقلون".
وعلى الرغم من حدوث ثورة المكابيين واحتلالهم لفلسطين فقد سيطروا على جنوب الكرمل ما عدا مدن الساحل عكا والطنطورة وعسقلان وأجروا صلحا مع عسقلان عام 147 قبل الميلاد.
وكانت تسكّ العملات المعدنية بالمدينة على نحو خاص، وذلك عام 111 قبل الميلاد، ومع تدهور أحكام المملكة السلوقية استطاعت عسقلان استعادة استقلالها عام 104 قبل الميلاد واستمرت كذلك حتى سنة 64 قبل الميلاد.
وفي السنة نفسها احتل الرومان فلسطين وأحكموا قبضتهم عليها وقضوا على كل محاولات التمرد عليهم، وفي عهد يوليوس، القيصر الروماني، أصبح ابن عسقلان "هيرودس ابن أنتيابتز" حاكم فلسطين وسيدها، فاهتم بالمدينة وبنى فيها الأروقة والحمامات، كما بنى فيها قصرا لأخته سالومي.
وفي العصر البيزنطي كانت عسقلان مقرا للوثنية ثم تحولت إلى النصرانية وتأثرت بها، وبقيت على هذه الحال حتى الفتح الإسلامي، الذي حدث على يد معاوية بن أبي سفيان سنة 633م في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب.
وكان الفتح الإسلامي بعقد صلح بين معاوية بن أبي سفيان وأهالي عسقلان، وأصبحت المدينة في ذلك الحين مركزا لقيادة الجيوش الإسلامية إلى المعارك، ونزل فيها كوكبة من الصحابة واتخذوها موطنا، وترك فيها معاوية بن أبي سفيان المرابطين ليتولوا مهمة حمايتها.
وحين تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد عمر بن الخطاب أمر معاوية بن أبي سفيان بأن يسكنها بنفسه، وتعرضت المدينة فيما بعد إلى هجوم الروم وخربوها، لكن المسلمين استعادوا السيطرة عليها.
وانتبه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لأهمية موقع عسقلان، إذ مثلت محطة أولى للغزاة القادمين من البحر، فحصنها بالأبنية العالية والأسوار، كما بنى فيها مسجدا شمال شرق المدينة في نقطة مرتفعة منها ليكون مركز رباط وبقي المسجد قائما حتى عام 1949 حين دمره الاحتلال الإسرائيلي، ولا تزال أطلاله باقية في المدينة.
في عصر العباسيين كان حكم عسقلان تابعا للإخشيديين، بعد ذلك أصبحت خاضعة للفاطميين، وفي ذلك الوقت هاجم القرامطة المدينة عدة مرات واحتلوها، ثم عادت إلى الفاطميين سنة 971 م على يد جوهر الصقلي، وبقيت محاولة القرامطة مستمرة لاحتلال المدينة نظرا لأهميتها الإستراتيجية.
وفي عهد الملك الفاطمي الأفضل أصبحت عسقلان مقرا عسكريا وحربيا، منه ترسل الجيوش إلى باقي المدن لقتالها، وذلك في فترة ما بين 1106 و1110م
وحين بدأت الحروب الصليبية كانت عسقلان محصنة تحصينا كبيرا، وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 1099م حاولوا السيطرة على عسقلان فمنعتهم الحصون من دخولها وقاتل المسلمون ببسالة دفاعا عنها، ويقال إنه سقط في تلك المعركة ما لا يقل عن 30 ألف مقاتل.
ثم أعادوا المحاولة وحاصروا المدينة عام 1155م وكانت تحت حكم الفاطميين، واستمر الحصار 6 أشهر ثم سقطت في أيديهم إلى أن حررها صلاح الدين سنة 1180م قبل فتح القدس بسنوات.
لكن عسقلان سقطت في أيدي الصليبيين بعد ذلك سنة 1191م، وبقيت على هذا النحو تارة تحت حكم المسلمين وتارة تسقط في أيدي الصليبين، وقد ظلت في حكمهم حتى عام 1248م، إذ قرر الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أن يفتحها، فسار إليها بجيشه وحاصرها وأخذها من أيدي الإفرنج فهدم حصونها، ثم أكمل تهديمها الملك الظاهر بيبرس عام 1270م حتى لا يسكنها الإفرنج من جديد.
وفي عام 1501م استطاع الأتراك السيطرة على عسقلان وبنوا بجانبها قرية صغيرة سميت "الجورة" أو "جورة عسقلان"، ثم احتل الإنجليز المدينة يوم 9 نوفمبر/تشرين الأول 1917، وتبعت عسقلان اللواء الجنوبي خلال فترة الانتداب.
وحاول اليهود خلال تلك الفترة الحصول على قطع أرض من أهالي المدينة ولم يفلحوا، فلم يستطيعوا تأسيس أي مستوطنة فيها، لكن نجحت الوكالة اليهودية بدعم من بريطانيا بإنشاء عدة مستعمرات قرب المدينة وذلك عام 1939. ولم تكن الوكالة اليهودية بحاجة إلى موافقة الأهالي الفلسطينيين، إذ أقيمت كل المستعمرات رغما عنهم بدعم الانتداب البريطاني.
ووقعت عسقلان في أيدي الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 بعد أن قُصف أهلها؛ فاضطروا إلى مغادرتها، وكانت آنذاك قرية صغيرة على شاطئ البحر.
الاقتصاد
امتهن سكان عسقلان قديما الزراعة والتجارة وصيد الأسماء، وكانت المدينة مركزا تجاريا للقرى والبلدات الواقعة حولها، إذ كان السكان يأتون إليها للحصول على بضائع متنوعة، مثل حبوب الأسمدة، والبذور، والأقمشة بأنواعها، وأدوات النجارة والحدادة والمواد الغذائية المختلفة.
وكانت المدينة مركزا لصناعة النسيج، واعتمدت المنطقة كلها على عسقلان في تغطية احتياجاتها من الأقمشة، وكان قسم منها يُصدَّر إلى مدن مجاورة.
وتميزت المدينة كذلك ببعض الصناعات مثل صناعة الحلويات وإنتاج زيت الزيتون والسمسم، وصناعة الأثاث من الأخشاب.
واعتمد السكان على الزراعة لتغطية احتياجاتهم اليومية من خضار وفاكهة وحبوب، مع تصدير الفائض إلى مدن أخرى. واشتهرت المدينة بعسلها الطبيعي لوجود مراكز لتربية النحل.
واعتمد السكان على الساحل مصدرًا أساسيًّا للصيد وتصدير السمك، ومن أشهر أنواع السمك في عسقلان: البوري والفريدن والفنيار والمسقار والسرغوس واللقز والذهبان.
وكانت في المدينة سوق كبيرة تقام أيام الجمعة، يفد إليها الناس من مختلف المناطق للحصول على منتجات زراعية وصناعية.
شهدت المدينة تطورا وازدهارا بسبب زيادة السكان المهاجرين والاهتمام بالاستثمارات فيها، فقد افتتح فيها ميناء دولي لليخوت بلغت تكلفته نحو 40 مليون دولار، وبلغت سعته الاستيعابية 650 يختا شراعيا، كما أُنشئت الفنادق السياحية والمنتجعات والمراكز التجارية والشواطئ، وعدّت عسقلان إحدى المدن السياحية الإسرائيلية.
يعتمد اقتصاد المدينة في القرن الـ21 على الصناعات والخدمات الإدارية والتجارية والسياحية، وتضم 40 مصنعا و1000 ورشة عمل موزعة على المناطق الصناعية المختلفة، وتتضمن العمل في مجالات متنوعة مثل المعادن والبلاستيك والخشب والإلكترونيات والمواد الغذائية والسلع المخبوزة والمواد الكيمائية والمقاولات.
المعالم
وُجدت في المدينة مجموعة من الآثار من العصر الحجري الحديث والبرونزي والروماني، ومعظمها تماثيل صغيرة وأدوات مصنوعة من العظام وأوان حجرية وأدوات صدفية وأوان فخارية وألواح رخامية للكتابة.
كما وُجدت آثار لمجلس المدينة الروماني وهو صالة مسرحية شبه دائرية، تحيط بها صفوف من المقاعد وأجنحة النصر تزين جوانبها ويزين المجلس 24 عمودا رخاميا برؤوس كورنثية.
ضريح الحسين بن علي
يعد من أهم المعالم الأثرية التي كانت في المدينة، وقد بني على شكل مسجد وضريح ومزار في العهد الفاطمي، ووصف بأنه أجمل بناء في عسقلان، ثم دمّره الاحتلال الإسرائيلي سنة 1950 بأمر من قائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل موشيه ديان.
سجن عسقلان
وهو سجن أُنشئ خلال فترة الانتداب البريطاني، وكان حينها مقرا لقيادة الجيش البريطاني في عسقلان ومحيطها، ثم تحول إلى مركز للتحقيق مع الثوار بعد هزيمة 1967، وفي عام 1970 أصبح السجن مقرا لاستقبال الأسرى الفلسطينيين والتحقيق معهم.
أهم الأعلام
عرفت المدينة بانتشار العلم فيها منذ العهد القديم، فهي مسقط رأس الفيلسوف أنطيوخس الأشقلوني أو العسقلاني، الذي ولد عام 125 قبل الميلاد، وعرف بآرائه المتباينة عن الأكاديمية الشكية، وأسس في عسقلان أكاديمية لنشر آراء الفلاسفة ولتكون مركزا أدبيا وفنيا.
وفي عهد الإسلام نمت الحركة العلمية في المدينة وعرف فيها حفّاظ الحديث النبوي، ومنهم أبو بكر أبان بن صالح بن عمير القرشي وداود بن الجراح ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.
ثم نمت في المدينة الحركة الأدبية وظهر فيها شعراء منهم أحمد بن مطرق العسقلاني مؤلف كتاب "المصنفات في اللغة والأدب"، والأديب أبو علي بن عبد الصمد العسقلاني ويلقب بالمجيد ذي الفضيلتين.
وقد زار الفيلسوف الأندلسي ابن العربي مدينة عسقلان لأنها في ذلك الزمان كانت مركزا دينيا وأدبيا وعلميا وفكريا في المشرق.
وظهر في المدينة فقهاء منهم قاضي دمياط أبو الفتح أحمد بن مطرف العسقلاني، كما أن القاضي عبد الرحيم بن علي الميساني العسقلاني ولد في مدينة عسقلان، وهو من أشهر كتاب القرن السادس الهجري.
ويعد ابن حجر العسقلاني من أشهر علماء المدينة واشتهر بمؤلفاته "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، و"بلوغ المرام من أدلة الأحكام"، وغيرهما، وما زالت كتبه متداولة حتى القرن الواحد والعشرين.
مكانة مدينة عسقلان
لمدينة عسقلان مكانة دينية عند المسلمين إذ ذكرت في الحديث النبوي، وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكًا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان"، وهو حديث صححه الشيخ الألباني.
ونقل عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله عنها "لولا أن تعطّل الثغور وتضيق عسقلان بأهلها لأخبرتكم بما فيها من الفضل".
كما قال عنها الصحابي الجليل عبد الله بن عمر "لكل شيء ذروة وذروة الشام عسقلان".
وكذلك قال عنها ابن تيمية رحمه الله: وأمّا عسقلان فإنّها من ثغور المسلمين كان صالحو المسلمين يقيمون بها لأجل الرباط في سبيل الله.