"زاباروجيا" الأوكرانية.. أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا
محطة زاباروجيا (Zaporizhzhia) الواقعة في جنوب أوكرانيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، تحتوي على 6 مفاعلات نووية، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية في مارس/آذار 2022.
تجددت مؤخرا الاتهامات المتبادلة بين موسكو وكييف باستهداف محطة زاباروجيا النووية، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن المدفعية الأوكرانية قصفت المحطة مرتين خلال 24 ساعة، وإن القذائف سقطت في مناطق خطيرة قريبة من مستودع تخزين الوقود ومحطة تبريد المفاعل.
في غضون ذلك، بث عمدة مدينة إنرهودار الأوكرانية ديميترو أورلوف صورا قال إنها لقصف روسي استهدف المدينة التي يقع فيها المفاعل النووي، ما أدى إلى اشتعال النيران في مبان سكنية في المدينة.
الموقع
تقع محطة زاباروجيا للطاقة النووية في مدينة إنيرهودار بجنوب أوكرانيا على بعد نحو 200 كيلومتر من إقليم دونباس.
إنيرهودار تلك البلدة الصغيرة التي تضم المحطة يبلغ عدد سكانها نحو 53 ألف نسمة، وبنيت في العهد السوفياتي لإيواء عمال الطاقة النووية.
وتقع مفاعلات المحطة الستة على نتوء أرضي بارز مجاور لنهر دنيبر مع طريق واحد فقط للدخول أو الخروج.
النشأة والتطور
في عام 1977 اتخذ مجلس وزراء الاتحاد السوفياتي قرار بناء محطة زاباروجيا وفقًا للتصميم القياسي لبناء محطات الطاقة النووية العاملة بمفاعلات الماء المضغوط (PWR) من نوع "في في إي آر-1000" (VVER-1000)، ليبدأ البناء بالفعل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.
وفي عام 1978 أصدرت وزارة الطاقة والكهرباء في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية الأمر رقم 14 بشأن إنشاء مديرية وتنظيم أنشطة المرحلة الأولية لمحطة زاباروجيا.
في مطلع عام 1980 صدرت الموافقة على التصميم الهندسي للمرحلة الأولى من المحطة التي تحتوي على 4 وحدات طاقة (VVER-1000) بطاقة إجمالية تبلغ 4 آلاف ميغاوات.
وفي أبريل/نيسان عام 1980 شرعت شركة "إنرجوتوم" (Energoatom) الروسية في بناء مفاعل الوحدة الأولى، الذي كان الانتهاء منه وتسليمه في 25 ديسمبر/كانون الأول عام 1985.
وبخطة زمنية مجدولة على مدار نحو 16 عاما، شيّدت 6 مفاعلات للطاقة النووية بالمحطة، وكان تسليم آخر مفاعل في 17 سبتمبر/أيلول 1996.
وبين عامي 1994 و1997 تم تخصيص مليوني دولار لصيانة المحطة.
وبخلاف زاباروجيا، تمتلك أوكرانيا 4 محطات أخرى للطاقة النووية هي: تشرنوبل، وريفني، وخميلنيتسكي، ومحطة جنوب أوكرانيا، كما تمتلك كييف 15 مفاعل ماء مضغوط (PWR)؛ 8 مفاعلات منها فقط موصولة حاليا بالشبكة.
وفي 2017 انتهت أعمال التحديث والصيانة بالمفاعل رقم 3، وذلك ما أتاح تمديد عمره 10 سنوات أخرى حتى عام 2027، وفي عام 2021 انتهت أعمال التحديث والصيانة بالمفاعل رقم 5، ليتيح ذلك تمديد عمره 10 سنوات أخرى مقبلة.
الحرب الروسية على أوكرانيا 2022
بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، أغلقت شركة "إنرجوتوم" المفاعلين 5 و6 لتقليل المخاطر، وأبقت المفاعلات الأربعة الأخرى قيد التشغيل.
وفي صباح يوم الرابع من مارس/آذار 2022، سيطرت القوات الروسية على محطة زاباروجيا بعد قصف عنيف.
وفي 12 مارس/آذار 2022 أفادت شركة "Ukrayinska Pravda" بأن السلطات الروسية أبلغت إدارة المحطة أن المحطة مملوكة الآن لشركة الطاقة النووية الحكومية الروسية "Rosatom"، وأنها تواصل العمل وتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالبيانات، ومن ذلك التزويد عبر نظام المراقبة عن بعد.
وفي الخامس من يوليو/تموز 2022 ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) أن القوات الروسية أقامت قاعدة عسكرية في المحطة من خلال نشر قاذفة صواريخ متعددة ذاتية الدفع ثقيلة من طراز "سميرتش" (BM-30 Smerch).
طريقة التشغيل
تعمل المفاعلات الستة بالماء الخفيف المضغوط (VVER-1000)، كل منها يعمل بالوقود ويولد 950 ميغاواتا من الكهرباء، بإجمالي ناتج طاقة يبلغ 5700 ميغاوات، وذلك ما جعلها الأقوى في أوروبا.
وتتطلب الطاقة الحرارية للمحطة -التي تبلغ قرابة 20 ألف ميغاوات- كميات هائلة من مياه التبريد من نهر دنيبر الذي تم توسيعه خصيصا لهذا الغرض.
والاتصال بين محطة زاباروجيا وشبكة الطاقة الكهربائية الموحدة لأوكرانيا قائم عبر 3 خطوط بجهد 750 كيلوفولتا (250 كيلوفولتا لكل خط)، وخط واحد بجهد 330 كيلوفولتا من التيار المتردد.
وتنتج المحطة التي تديرها شركة "إنرجوتوم" من 37 إلى 38 مليار كيلووات ساعة سنويا، أي ما يعادل خُمس إنتاج الكهرباء في أوكرانيا، ويعمل في المحطة نحو 11 ألف موظف.
ومنذ إغلاق آخر مفاعل لمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في عام 2000 استمر نشاط هذه المحطة على مستوى عالٍ جدا لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء.