من هو أحمد شاه مسعود "أسد بنجشير" الذي رفض نجله الاستسلام لطالبان؟
قبل 25 عاما قاد أحمد شاه مسعود جبهة قوية ضد حركة طالبان وأفشل محاولاتها في السيطرة على بنجشير، والآن يتصدى نجله أحمد للحركة التي عادت لحكم أفغانستان مرة أخرى عام 2021.
أعلنت حركة طالبان اليوم الاثنين 23 أغسطس/آب 2021 إرسال قواتها للسيطرة على ولاية بنجشير (شمال شرق كابل) معقل القائد السابق أحمد شاه مسعود.
قبل 25 عاما قاد مسعود جبهة قوية ضد حركة طالبان وأفشل محاولاتها في السيطرة على بنجشير خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين عامي 1996 و2001، والآن يتصدى نجله أحمد للحركة التي عادت لحكم البلاد مرة أخرى عام 2021.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمظاهرات في كابل بذكرى الاستقلال وقتلى في أسد آباد ونجل شاه مسعود يحشد من بنجشير لمقاومة طالبان
أفغانستان اليوم.. جيوب مقاومة ونساء في الشوارع وطالبان تخطب ود العالم
طالبان ترسل مقاتليها إلى معقل نجل شاه مسعود وواشنطن تهون من خطر تنظيم القاعدة في أفغانستان
مسعود الأب.. المولد والنشأة
ـ ولد أحمد شاه مسعود من أصول طاجيكية في بنجشير 2 يناير/كانون الثاني 1953.
ـ كان أبوه دوست محمد خان عقيداً في الجيش، وعمه عبد الرزاق خان ضابطاً في الاستخبارات.
ـ درس في ثانوية الاستقلال على النظام الفرنسي فأتقن الفرنسية، ثم أصبح طالب هندسة في جامعة كابل.
ـ كان يتكلم الدرية (الفارسية الأفغانية) وهي لغته الأم وكذلك الفرنسية والبشتوية.
ـ تزوج من بنت حارسه الشخصي الملقب بالعم تاج الدين محمدي، له 5 بنات وولد واحد.
ـ كان عضوًا بارزا في الجمعية الإسلامية التي تأسست على يد عبد الرحيم نيازي عام 1969، فكان بجوار برهان الدين رباني، وقلب الدين حكمتيار.
ـ أسس مسعود فيما بعد تنظيم مجلس شورى الولايات التسع "شوراي نزار" أو "مجلس شورى النظار" والذي يضم أيضا عبد الله عبد الله، محمد قسيم فهيم، يونس قانوني.
"أسد بنجشير"
ـ كان مسعود أحد قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفياتي، ولعب دورا كبيرا في إخراج السوفيات من أفغانستان.
ـ تحصن في وادي بنجشير مما أكسبه لقب "أسد بنجشير" كما لقب بـ "فاتح كابل، أمير صاحب".
ـ تمكن من عقد معاهدة مع السوفيات لوقف إطلاق النار لمدة سنة في وادي بنجشير.
ـ استغل مسعود هذه التهدئة وتوجه إلى محافظات أخرى نحو ولايات بدخشان وتخار وبغلان، وفتح جبهات جديدة أخرى ضد السوفيات بعدما كانت جبهة واحدة فقط في بنجشير.
ـ قام بتشكيل كتيبة باسم القوات المركزية، وانضم لها بعض المجاهدين العرب منهم القائد عبد الله أنس الجزائري (صهر الدكتور عبد الله عزام).
وزيرا للدفاع
ـ أوائل تسعينيات القرن العشرين، أصبح مسعود وزيرا للدفاع ثم نائبا للرئيس رباني.
ـ أواخر عام 1994، هُزمت معظم مجموعات طالبان التي كانت تقاتل في معركة السيطرة على كابل عسكريا من قبل قوى "وزير دفاع الدولة الإسلامية" مسعود.
ـ حاول مسعود إطلاق عملية سياسية على امتداد الوطن بهدف التماسك الوطني وإجراء انتخابات ديمقراطية، داعيًا كذلك حركة طالبان للانضمام إلى العملية لكنهم رفضوا.
ـ بداية 1995 بدأت حركة طالبان قصف كابل لكنهم هُزموا من قبل قوى حكومة الدولة الإسلامية بقيادة مسعود.
"تحالف الشمال"
ـ عام 1996 وبعد انهيار حكومة رباني واستيلاء طالبان على الحكم في كابل، أسس مسعود "تحالف الشمال" ضد الحركة التي كانت تجهز لهجوم ضد المناطق الباقية تحت سيطرة مسعود والمناطق الخاضعة لسيطرة عبد الرشيد دستم.
ـ تشكل ائتلاف "تحالف الشمال" من قوى متنافرة، فضم دستم وإسماعيل خان وعبد رب الرسول سياف، كما ضم سياسيين ودبلوماسيين بارزين مثل عبد الرحيم غفورزاي وعبد الله عبد الله ومسعود خليلي.
ـ إلى جانب قوى الطاجيك (بشكل رئيسي لمسعود) وقوى الأوزبك لدستم ضم "تحالف الشمال" جنودًا هزاريين يقودهم حاجي محمد محقق وقوى بشتون بقيادة قادة من أمثال عبد الحق وحاجي عبد القدير.
ـ منذ سبتمبر/أيلول 1996 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2001، سيطر التحالف على نحو 10% من أراضي أفغانستان و30% من السكان بولايات بدخشان وكابيسا وتخار، وأجزاء من بروان وكنر ونورستان ولغمان وسمنكان وقندوز وغور وباميان.
قصة الاغتيال
ـ اغتيل مسعود في 9 سبتمبر/أيلول 2001، أي قبل يومين فقط من تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة.
ـ يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان، التي كانت تسيطر على الحكم آنذاك، أرسل عنصرين من التنظيم نجحا في اغتيال مسعود في بلدة "خواجة بهاء الدين" بولاية تخار الشمالية قرب طاجيكستان حين تظاهرا بأنهما صحفيان وحملا معهما كاميرا ملغومة.
ـ عام 2005، أدانت محكمة فرنسية في باريس 4 أشخاص بتهمة "توفير الدعم اللوجستي لقتلة مسعود" وحكمت عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين عامين و7 أعوام.
ـ كان الأربعة قد تم اعتقالهم من قبل الشرطة الفرنسية، بعد ربط أوراق عثرت مع قتلة مسعود وخلية متطرفة في بروكسل يرأسها طارق معروفي الذي حكم عليه بالسجن 6 سنوات عام 2003.
مسعود الابن
ـ وقت اغتيال والده كان أحمد يبلغ من العمر 12 عامًا.
ـ أنهى أحمد دراسته في إيران، وبعدها انتقل إلى إنجلترا والتحق بالكلية العسكرية سانت هيرست التي كانت الخيار الثاني له، حيث كان يرغب في الالتحاق بكلية ويست بوينت في نيويورك.
ـ عاد إلى أفغانستان عام 2016، واستمر في محاربة طالبان، وطلب من الغرب مساعدته في مواجهة الحركة.
ـ بعد سيطرة طالبان على كابل مساء 15 أغسطس/آب 2021، غادر ولاية بنجشير مع مجموعة من الشخصيات المهمة على طائرة عسكرية، وطلب من جميع المسؤولين عدم الإعلان عن وجهته.
ـ أسس حزبًا سياسيًا يطلق عليه "جبهة المقاومة الوطنية" وشكل جيب مقاومة في وادي بنجشير، حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات من مليشيات أخرى.
ـ 19 أغسطس/آب 2021: نشر أحمد مسعود مقالا بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، أعلن فيه انطلاق ما وصفه بـ "مقاومة المجاهدين" ضد سيطرة طالبان على البلاد.
ـ يقول مسعود الابن "أكتب اليوم من وادي بنجشير (شمال شرق) وأنا على استعداد لاتباع خطى والدي، مع المجاهدين المقاتلين المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى. لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا علمنا أن هذا اليوم قد يأتي".
ـ وأضاف "لدينا أيضا الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال 72 ساعة الماضية لندائي للانضمام إلى المقاومة في بنجشير. ولدينا جنود من الجيش النظامي الذين اشمأزوا من استسلام قادتهم وهم يشقون طريقهم الآن إلى تلال بنجشير بمعداتهم. كما انضم أعضاء سابقون في القوات الخاصة إلى نضالنا".
ـ في نهاية المقال طلب نجل مسعود بشكل صريح دعما غربيا لما أسماها "المقاومة الوطنية" وقال "نعلم أن قواتنا العسكرية لن تكون كافية وسوف يتم استنفادها بسرعة ما لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لتزويدنا بالدعم دون تأخير".
ـ 23 أغسطس/آب 2021: قال مصدر في طالبان إن الحركة فتحت قنوات اتصال مع أحمد مسعود، لتسليم بنجشير سلميا، وأن المفاوضات ما تزال مستمرة، مؤكدا أن الحركة سترسل قريبا وفدا لبحث الأمر عن قرب وتقديم الضمانات اللازمة التي طلبها أحمد.