قائد "مذبحة حماة".. رفعت الأسد العائد إلى سوريا هربا من ملاحقات جرائم حرب وغسيل أموال

أيدت محكمة الاستئناف في باريس حكما يقضي بسجن رفعت الأسد 4 سنوات بتهم غسيل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا، فضلا عن مصادرة أصول له في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو

رفعت الأسد
رفعت الأسد (مواقع التواصل)

عاد رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس الماضي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إلى سوريا بعد نحو 36 عاما قضاها في المنفى.

وتأتي عودة رفعت الأسد بعد شهر فقط من تأييد محكمة الاستئناف في باريس حكما يقضي بسجنه 4 سنوات بتهم تشمل غسيل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا، فضلا عن مصادرة أصول له في فرنسا بقيمة 90 مليون يورو.

فما قصة حياة رفعت الأسد الذي تلاحقه سويسرا، بشبهة ارتكاب جرائم حرب لدوره في قتل ما يصل إلى 40 ألف مدني خلال الحملة العسكرية على مدينة حماة (وسط سوريا)، وكان حينها قائدا لما تسمى "سرايا الدفاع"؟

المولد والنشأة العسكرية

ـ 22 أغسطس/آب 1937: ولد رفعت علي سليمان الأسد في القرداحة بمحافظة اللاذقية.

ـ عام 1963: عندما قامت ما تسمى بثورة الثامن من آذار وتسلم حزب البعث السلطة في سوريا، كان رفعت على رأس الضباط البعثيين الذين تخرجوا من الكلية الحربية.

ـ 23 فبراير/شباط 1966: شارك بعد تخرجه في الانقلاب الذي أطاح بحكومة الجمهورية العربية السورية.

ـ عام 1967: أصبح قائدا للفرقة 569 في الجيش السوري ثم ألحقت به "سرايا الدفاع" لتدريبها وهي فرقة نخبة في الجيش السوري، وأقواها دعمًا.

ـ عام 1969: شارك رفعت الأسد فيما يطلق عليها الحركة التصحيحية بقيادة شقيقه حافظ الأسد، وفي تلك الأثناء التحق رفعت الأسد بدورة قائد حراسة مدرعات ومشاة بحي القابون (شمال شرق دمشق).

ـ حصل على دورة أركان حرب عليا مع مجموعة من الخبراء الروس حول العقيدة العسكرية.

ـ عام 1975: تقلد منصب رئيس المحكمة الدستورية وقد جمع بين هذا المنصب وتوليه منصب رئيس مكتب التعليم العالي حتى عام 1980.

ـ عام 1977: حصل على شهادة دكتوراه في الاقتصاد عن دراسة أعدها حول التحولات الاقتصادية في القطاعين الزراعي والصناعي.

ـ حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة دمشق، كما حصل على العديد من الأوسمة والشهادات الفخرية والجوائز التقديرية من عدة مؤسسات ومن بعض الشخصيات السياسية، مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الذي منحه وسام بلقب فارس.

ـ يعد المتهم الأول في العديد من الجرائم الكبرى والمجازر الجماعية التي حدثت في سوريا في ظل حكم حزب البعث، مثل مجزرتي حماة وسجن تدمر.

ـ فبراير/شباط 1982: كان المشرف والقائد العام للجيش السوري، وقاد القوات في تنفيذ "مجزرة حماة" التي كانت تحتضن حركة تمرد بقيادة الإخوان المسلمين ضد حكم شقيقه حافظ الأسد، وأعطى تعليمات لقواته بقصف المدينة، مما أسفر عن مقتل الآلاف من سكانها، وهو ما أصبح يعرف باسم "مذبحة حماة".

ـ الصحفي الأميركي توماس فريدمان قال في كتابه "من بيروت إلى القدس" الصادر عام 1989، إن رفعت تفاخر في وقت لاحق بالعدد الإجمالي للضحايا وقال إنهم لا يقلون عن 38 ألفا.

محاولة انقلاب.. رواية مصطفى طلاس

ـ عام 1984: شاعت الأحاديث أنه قام بمحاولة انقلاب على شقيقه حافظ الأسد للاستئثار بالسلطة لكن الرئيس حافظ الأسد حال دون ذلك، وتمت تسوية الخلاف بخروج رفعت الأسد من سوريا مع مجموعة كبيرة من العاملين معه لفترة 6 أشهر حتى يتم تجاوز الأزمة.

ـ ذكر وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس في كتابه "ثلاثة أشهر هزت سوريا" أن رفعت الأسد حاول أن يقود محاولة انقلابية لعزل شقيقه حافظ الأسد إثر دخوله في غيبوبة مرضية عام 1984.

ـ تطور الأمر إلى نزاع بين القوات التابعة له والقوات الحكومية، وكان رفعت الأسد يهدد بإحراق العاصمة دمشق، إلا أن حافظ الأسد، تمكن من احتواء الأمر، وقام بإرغام شقيقه على مغادرة سوريا بعد إعطائه مبلغا كبيرا من المال، تكفل الزعيم الليبي معمر القذافي حينذاك بدفعه، بسبب خواء خزينة الدولة من السيولة النقدية المطلوبة، ليقيم بعد ذلك في منتجعه الخاص في (ماربيا) بإسبانيا.

ـ عام 1985: عاد إلى دمشق وشارك في أعمال ومناقشات المؤتمر القطري ورغم تعيينه في منصب نائب رئيس الجمهورية العربية السورية، فإن الخلافات السياسية بين الأخوين بقيت متفجرة في ملفات كثيرة.

ـ عام 1985: غادر سوريا من جديد للإقامة في باريس بعد أن أعلن أكثر من مرة عدم مسؤوليته عن السياسات السورية وقراراتها في كل المجالات.

ـ عام 1992: عاد إلى سوريا ليشارك في تشييع والدته التي توفيت وهو في باريس.

ـ كان العديد يرون فيه الخليفة المرجح لأخيه الأكبر حافظ الأسد في قيادة البلاد.

ـ أعرب عن عدم رضاه بشأن العديد من القرارات التي اتخذت بين عامي 1992 و1998.

ـ عام 1998: قرر مغادرة سوريا إلى باريس من جديد بعد أن أُعفي من منصبه كنائب رئيس لشؤون الأمن القومي.

ـ عام 2001: انتقل للإقامة في مدينة ماربيا الإسبانية واستثمر في مجال الشبكات التلفزيونية بامتلاكه محطة فضائية ناطقة بالعربية يترأسها أحد أبنائه.

ـ جعلته استثماراته يقسم وقته في السفر بين بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، كما عمل في مجال العقارات، ولديه استثمارات ضخمة في هذا المجال.

ـ عام 2006: على خلفية ادعاء قدمه تاجر السلاح الشهير منذر الكسار على صفحات الجرائد الإسبانية وجه له القضاء الإسباني تهم اختلاسات مالية.

ـ عام 2009: تبرئة رفعت الأسد أمام القضاء الإسباني من كل هذه التهم فيما أصدرت المحكمة أمرًا بسجن "منذر الكسار" بتهمة تضليل القضاء والكذب والاحتيال ورشوة القضاة وابتزازهم، وقامت السلطات الإسبانية بتسليم منذر الكسار بعد ذلك إلى السلطات الأميركية التي تريد محاكمته بتهم تهريب المخدرات والأسلحة، وليقضي فترة حكم السجن بالسجون الأميركية.

ـ عام 2011: أعلن رفعت الأسد وقوفه في صف المطالبين برحيل نظام بشار الأسد -وهو ما شكك فيه معارضون-، لكن دون خروج الحكم من عائلة الأسد، حيث دعا في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية مؤخرا إلى تشكيل تحالف عربي دولي يتفاوض مع ابن أخيه على صفقة يتنحى بموجبها الأخير عن الحكم مقابل حصوله على ضمانات له ولأقربائه، وتولي السلطة عمه أو "أحد أفراد العائلة".

ـ عام 2011: أعلن تشكيل حركة "معارضة" جديدة برئاسته أطلق عليها اسم "المجلس الوطني الديمقراطي"، تضم بشكل رئيسي مسؤولين في حزبه "التجمع القومي الديمقراطي الموحد" وقيادات سابقة في حزب البعث.

حياة البذخ والقمار

ـ أشاعت صحف عديدة أن رفعت الأسد يشتهر بحياة البذخ والقمار في أوروبا هو وأولاده.

ـ عام 1990: ادعت صحيفتا لوبوان ولوفيغارو الفرنسيتان، أن تكلفة إقامة رفعت الأسد وأولاده وحاشيتهما تناهز الـ60 مليون فرنك فرنسي سنويا أي ما يعادل قرابة الـ10 ملايين دولار.

ـ عاما 1990 و1991: أقامت عائلة رفعت الأسد دعوى أمام المحاكم الباريسية ضد 33 جهة إعلامية، وقد كسبت كل الدعاوى التي أقامتها، وأمرت المحاكم بدفع تعويضات لها بدل التشهير.

ـ دفعت صحيفة لوفيغارو مبلغ 100 ألف يورو كتعويض عن التشهير الذي قامت به، مما أدى إلى إفلاسها وانتقال ملكيتها بثمن بخس إلى مالك جديد.

ثروة ضخمة

ـ 13 سبتمبر/أيلول 2013: تقدمت جمعيتا شيربا وفرع منظمة الشفافية الدولية في فرنسا اللتان تكافحان الفساد وتتهمان رفعت الأسد بامتلاك "ممتلكات هائلة" عن طريق اختلاسات مالية بشكوى للقضاء الفرنسي.

ـ 30 سبتمبر/أيلول 2103: فتح القضاء الفرنسي تحقيقا في الثروة الضخمة لرفعت الأسد عقب شكوى المنظمتين، وصادرت السلطات الفرنسية الأصول المنقولة والعقارات الفاخرة التي يحوزها، وأظهر التحقيق أنه وأقرباءه نقلوا أصولا عبر شركات في بنما وليختنشتاين ثم إلى لكسمبورغ.

ـ عام 2014: قدر محققو الجمارك القيمة الإجمالية لممتلكات الأسد العقارية وممتلكات عائلته بنحو 90 مليون يورو، وشملت اللائحة قصرا ومزرعة للخيل في ضاحية باريس وممتلكات عقارية في أغنى أحيائها، بينها فنادق ومبنيان كاملان ومكاتب في ليون.

ـ قال المحققون إنه اشترى هذه الممتلكات بين عام 1984 تاريخ وصوله إلى فرنسا مع مرافقيه وعام 1988.

ـ عام 2015: أدلى رفعت الأسد بإفادته للمرة الأولى أمام القضاء الفرنسي وقال إن الأموال جاءت من ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الثمانينيات، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يتولَّ إدارة هذه الممتلكات بنفسه.

ـ 9 يونيو/حزيران 2016: أعلن القضاء الفرنسي رسميا فتح قاضٍ مالي فرنسي تحقيقا في اتهامات لرفعت الأسد بسبب الاشتباه في ضلوعه بقضايا تهرب ضريبي وغسيل أموال.

ـ عام 2017: نفذت السلطات الإسبانية عملية قضائية تستهدف الأصول التي تعود لعم الرئيس السوري في إسبانيا بتهم بينها غسيل الأموال.

السجن 4 سنوات

ـ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2019: اقترح قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، خوسيه ديلاماتا، محاكمة رفعت الأسد، إلى جانب 13 شخصا آخرين من بينهم 8 من أبنائه واثنتان من زوجاته بتهمة الانتماء إلى تنظيم قام بغسيل أكثر من 600 مليون يورو في إسبانيا.

ـ 17 يونيو/حزيران 2020: قضت محكمة فرنسية بباريس بسجن رفعت الأسد لـ4 سنوات بعد إدانته بتهم تشمل غسيل الأموال ضمن عصابة منظمة، واختلاس أموال عامة في سوريا.

ـ أمرت المحكمة بمصادرة العقارات التي يملكها رفعت في فرنسا وتقدر قيمتها بـ100 مليون دولار (90 مليون يورو).

ـ 17 يوليو/تموز 2020: قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن سياسيين ورجال أعمال ومحامين إسرائيليين قدموا المشورة القانونية لرفعت الأسد، من بينهم: بلاتو شارون العضو السابق في الكنيست عن حزب الليكود، والمحامي المختص بالشؤون الدولية تسفيون مردخاي، ورجل الأعمال الملياردير أركادي كايدماك.

ـ ديسمبر/كانون الأول 2020: لم يمثل رفعت الأسد أمام المحكمة ونقل إلى المستشفى لإصابته بنزيف داخلي.

ـ أغسطس/آب 2021: أيدت محكمة الاستئناف في باريس الحكم الصادر ضده بالسجن 4 سنوات.

ـ قد يحاكم رفعت الأسد في إسبانيا للاشتباه في تحقيقه مكاسب غير مشروعة تتعلق بأكثر من 500 عقار تم شراؤها مقابل 691 مليون يورو.

زوجاته

تزوج رفعت الأسد من أكثر من امرأة، أبرزهن أميرة الأسد وسناء مخلوف، وابنة طراد الشعلان (شقيقة حصة الشعلان زوجة الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود).

المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا