لويزيانا الأميركية.. ولاية البجع والفيضانات
ولاية أميركية لها إرث ثقافي فرنسي، جعلها موقعها الجغرافي ومناخها عرضة لأعاصير استوائية مدمرة، لكنها لم تؤثر في جاذبيتها التي جعلتها تحمل لقب "ولاية البجع".
الموقع
تقع لويزيانا جنوب الولايات المتحدة، ويحدها من الشمال ولاية أركنساس، ومن الشرق المسيسيبي، وغربا تكساس إضافة إلى خليج المكسيك جنوبا، وتبلغ مساحتها 135 ألفا و382 كلم مربع، وعاصمتها هي "باتون روج"، وكبرى مدنها هي "نيو أورليانز"، وفيها من المدن أيضا: "لافايت" و"شيرفيبورت" و"كينر".
الجغرافيا
تتميز تضاريسها بطابعها المنبسط، وتمتد السهول الساحلية إلى غرب الخليج لتشمل جميع أراضي الولاية الواقعة غربي سهول المسيسيبي الخصبة، كما تضم موارد مائية كثيفة بسبب انتشار المستنقعات خصوصا في جنوبها.
ويتوزع غطاؤها النباتي بين الغابات والأراضي الزراعية، وتشكل مسطحاتها المائية الناجمة عن تراكمات ومستنقعات تعرف باسم "البايو" مجالا اقتصاديا مهما من خلال استغلال ثرواتها الطبيعية من الأسماك والخشب والنفط والزراعة.
التاريخ
بعد أن قطنها السكان الأصليون، اكتشفها الإسبانيان "ألفار نونيز" و"هيرناندو دي سوتو" ما بين عامي 1519 و1528، كما وصل المكتشف الفرنسي "روني روبير كفاليي سيور دو لاسال" المعروف باسم "كفاليي دو لاسال" إلى مصب نهر المسيسيبي عام 1682 وادعى حينها ملكية جميع أراضيها وفروع نهر المسيسيبي لملك فرنسا آنذاك لويس الرابع عشر، لتصبح مستعمرة فرنسية عام 1731.
وتنازلت فرنسا عن لويزيانا للإسبان بعد الحرب بين الفرنسيين وقبائل السكان الأصليين، ثم أصبح شرق نهر المسيسبي تحت سيطرة بريطانيا عام 1764، قبل أن تسترجع فرنسا لويزيانا عام 1800، ثم باعها نابليون بونبارت في صفقة أبرمتها فرنسا مع الولايات المتحدة عام 1803.
ويعود أصل تسميتها إلى الفرنسي "دو لاسال" الذي أطلق عليها في البداية اسم "لويزيان"، بمعنى "أرض لويس" نسبة إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، قبل أن يتغير اسمها إلى "لويزيانا"، وانضمت إلى الولايات المتحدة عام 1812، ثم انسحبت منها عام 1861 لكنها قبلت مرة أخرى في عضويتها عام 1868.
وظل تأثير التراث الاستعماري الفرنسي قائما في الولاية حيث أنه بعد حصر دستورها عام 1921 على استعمال الإنجليزية لغة رسمية، أُقرت عام 1968 قوانين تنص على إجبارية اللغة الفرنسية لغة ثانية في التعليم.
وتنفرد الولاية بتقسيمها الإداري الذي يطلق على الأقاليم والمناطق بها اسم "رعية أو أبرشية" بدل "المقاطعة" المعتمدة في باقي الولايات.
السكان
يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين نسمة، وتتميز بوجود أجناس عديدة، حيث يعيش في جنوبها "الكريول" سلالة المستوطنين الإسبان الفرنسيين و"الكاجون" سلالة المستوطنين الفرنسيين الذين قدموا من كندا، ويتوزع السكان بين أغلبية بيض ثم من أصول أفريقية وآسيوية، ومن أعراق أخرى.
المناخ
تتميز بمناخ رطب شبه استوائي، حيث يسودها فصل صيف طويل حار ورطب، مقابل فصل شتاء قصير ومعتدل، وتشهد المنطقة تساقطات مطرية مهمة طوال العام، خصوصا في المناطق الجنوبية. كما تواجه الولاية باستمرار خطر الأعاصير الاستوائية، خصوصا بين نهاية فصل الصيف وبداية الخريف، ومن أخطر تلك الأعاصير التي اجتاحتها إعصار "كاميل" عام 1969 و"أندرو" عام 1992، و"كاترينا" عام 2005.
الاقتصاد
يرتكز على التجارة، حيث يعتبر ميناء مدينة "نيو أورليانز" من بين أكثر الموانئ الأميركية ازدحاما، وتتوفر في الولاية صناعة التعدين وإنتاج المواد النفطية والكيميائية، ويستخرج النفط من جنوب الولاية والغاز الطبيعي من جزءها الشمالي، إضافة إلى إنتاجها الأملاح المعدنية مثل الملح والكبريت.
أما القطاع الزراعي فيعتمد على إنتاج اللحوم، وتعد لويزيانا إحدى أكبر الولايات إنتاجا للبطاطس والأرز وقصب السكر وزراعة القطن وفول الصويا، وتوجد فيها الأخشاب بوفرة بسبب تغطية الغابات نسبة 50 % من أراضيها، كما أنها تعتمد على قطاع صيد السمك.
وتشكل السياحة إحدى المداخيل الهامة للويزيانا حيث تستقطب مدينة "نيو أورليانز" عددا كبيرا من السياح وتشتهر خصوصا بـ "الحي الفرنسي" و"القبة الكبيرة" إضافة إلى "المنطقة الريفية" في دلتا نهر "ميسيسبي"، كما ازدهرت فيها صناعة الأفلام إلى درجة أنها تلقب ب"هوليوود الجنوب".
ولعبت أيضا دورا رئيسيا في برنامج الفضاء الأميركي، وتضم الولاية جامعات عدة أهمها "جامعة نيو أورليانز" وجامعة "ولاية لويزيانا".
الانتخابات
تمتلك تسعة أصوات من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي في البلاد البالغ عددهم 538 صوتا يصوتون على الرئيس ونائبه، ويمثلها في الكونغرس عضوان في مجلس الشيوخ وستة أعضاء في مجلس النواب.
وتميزت لويزيانا تاريخيا بتأييدها للديمقراطيين، لكنها اتجهت إلى دعم الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية.