كيم جونغ أون.. أرستقراطي يحكم باسم الشيوعية
زعيم كوريا الشمالية، يمثل الجيل الثالث من أسرته التي حكمت البلاد وراثيا منذ تحريرها من الاحتلال الياباني. ورغم نقص المعلومات عن شخصيته وأفكاره فإنه يوصف بأنه "صورة طبق الأصل من والده".
المولد والنشأة
ولد كيم جونغ أون يوم 8 يناير/كانون الثاني 1983 في بيونغ يانغ، لعائلة تسلسل فيها حكم البلاد لثلاثة أجيال منذ عهد جدها المؤسس كيم إيل سونغ الذي حرر البلاد من اليابانيين. وهو الابن الثاني للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل.
وبحسب معطيات جمعتها أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية فإن جونغ أون يُرجح أن يكون ابن كيم جونغ إيل من زوجته الثالثة، وهي راقصة يابانية الأصل تدعى كو يونغ يُعتقد أنها ماتت بسبب سرطان الثدي عام 2004.
وتفيد تقارير إعلامية بأن جونغ أون من هواة كرة السلة ورياضة التزلج وأفلام الإثارة. وهو -كوالده الراحل- يعاني من مرض السكري، ومتزوج من ري سول جو.
الدراسة والتكوين
نشأ جونغ أون وترعرع في سويسرا عندما كان عمه -الشقيق الأكبر لوالده- سفيرا لبلاده فيها، وهناك درس في المدرسة الدولية (تحت اسم مستعار) حتى عام 1998، وأتقن عدة لغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، ثم عاد إلى البلاد بعد تخرجه فدرس العلوم السياسية في جامعة كيم إيل سونغ العسكرية وتخرج منها 2007.
الوظائف والمسؤوليات
تولى جونغ أون عام 2010 منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية برتبة جنرال، وهو المنصب الذي ترقى منه إلى مواقع أخرى أهلته لقيادة البلاد إثر وفاة والده نهاية السنة الموالية.
التجربة السياسية
لا يتوفر الكثير من التفاصيل عن شخصية جونغ أون التي توصف بأنها "غامضة"، لأنه لم يُسمح خلال فترة حكم والده بتسريب أي تفاصيل عنه أو عن أفكاره. كما لم تنشر له صورة في وسائل الإعلام إلا في سبتمبر/أيلول 2010، حين ظهر مع والده رفقة شخصيات بارزة في النظام، وهو ما اعتبره المراقبون آنذاك دليلا على تسارع وتيرة توريثه.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2010 عينه والده -بعد ترقيته إلى رتبة جنرال- نائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية التابعة للحزب الحاكم التي تتولى وضع سياسات البلاد، وكان ذلك التعيين أولى مراحل تهيئته لخلافة والده في الحكم.
وقد انتخبه الجيش في أغسطس/آب من نفس السنة مندوبا عنه إلى مؤتمر حزب العمال الشيوعي الحاكم، وهي خطوة اعتُبرت ترقية لعضويته في اللجنة المركزية المذكورة، كما وجه والده حينها تعليمات إلى المؤسسات الهامة في البلاد بحلف "يمين الولاء" له.
وبعد وفاة والده في 19 ديسمبر/كانون الأول 2011 وصفته وكالة الأنباء الكورية الشمالية بـ"الوريث الكبير"، وأشادت به باعتباره "الزعيم البارز لحزبنا وجيشنا وشعبنا"، مما عزز فرضية خلافته والده في حكم البلاد.
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2011 أُعلِن رسميا أن المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم -بناء على وصية الزعيم الراحل- عين جونغ أون قائدا أعلى للقوات المسلحة (التي تضم 1.2 مليون فرد) لكونه "ورث الذكاء والقدرة على القيادة والطبع والحس الأخلاقي والشجاعة عن كيم جونغ إيل".
وفي 11 أبريل/نيسان 2012 عُين في منصب الأمين الأول لحزب العمال الحاكم. وبعد يومين من ذلك ولاه البرلمان منصب الرئيس الأول للجنة الدفاع الوطني التي تعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في البلاد، فكانت تلك الخطوة الأخيرة في عملية نقل السلطة رسميا إليه ليشغل منصب "رئيس الدولة".
وبعد يومين من ذلك، ألقى جونغ أون أول خطاب متلفز له أمام الشعب الكوري فدعا إلى ما سماها "حملة من أجل النصر النهائي"، وأشاد بعقيدة "الجيش أولا" التي انتهجها جده ووالده والتي أدت إلى بناء رابع أكبر جيش بالعالم، مؤكدا أن "التفوق في التكنولوجيا العسكرية لم يعد حكرا على الإمبرياليين" في إشارة إلى الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية.
وفي 17 يوليو/تموز 2012 عزز سلطاته بنيله لقب "مارشال" وتوليه منصب قائد الجيش -الذي يعد أعلى منصب عسكري في البلاد- إثر عزله نائب المارشال ري يونغ هو الذي كان من المقربين لوالده الراحل كيم جونغ إيل.
تتركز معظم أنشطة كيم جونغ أون على الشؤون المحلية حيث تزدحم "صفحة أنشطة الزعيم" بالتدشينات والخطابات ذات الطابع المحلي، بينما صلته بالخارج لا تتجاوز بعث برقيات نادرة لقادة دول ليست فاعلة بقوة على مستوى العالم. ويظهر ملهما ومعلما في كل مناحي الحياة.
وبالرغم من شح المعلومات بشأن شخصيته، فإن خبراء بالشأن الكوري الشمالي يؤمنون بوجود عدة قواسم مشتركة بينه وبين والده تجعله "صورة منه طبق الأصل في وجهه وشكل جسمه وشخصيته"، مما يؤهله لأن يكون "زعيما قويا وقاسيا بعد أن نما لديه الإحساس المبكر بالسلطة والنفوذ".
وقد ذكرت وكالة أنباء شينخوا الصينية أن جونغ أون أبلغ مسؤولا صينيا أن "تنمية الاقتصاد وتحسين سبل العيش للشعب الكوري -بما يمكنه من بدء حياة سعيدة ومتحضرة- هو الهدف الذي يكافح حزب العمال الكوري لتحقيقه".