الحزب المسيحي الديمقراطي

شعار الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني

أكبر حزب سياسي من حيث عدد الأعضاء في ألمانيا. سعى لتجميع القوى المسيحية الخارجة من الحرب العالمية الثانية، وعين كونراد أديناور كأول مستشار ألماني للجمهورية الاتحادية.

ساهم بشكل كبير في رسم المنهج السياسي لألمانيا منذ عام 1945، وكان خمسة من مستشاري ألمانيا الثمانية ينتمون إليه، وعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

النشأة والتأسيس: تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي كأكبر حزب محافظ في ألمانيا عام 1945، واتحد مع نظيره في ألمانيا الشرقية عام 1990، ويسمى الحزب كذلك بالاتحاد المسيحي الديمقراطي لاشتراكه  وائتلافه مع شقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي بكتلة واحدة في البرلمان (بوندستاغ).

الفكر والأيديولوجيا: حزب يميني عضو في الحزب الديمقراطي الدولي، غالبية أنصاره  من الكاثوليك والبروتستانت وسكان الأرياف وأعضاء من جميع الطبقات الاقتصادية، وله برنامج سياسي يقوم على ثلاث ركائز: أولها القيم المسيحية، وثانيها الديمقراطية، وثالثها الليبرالية.

يستحضر الحزب تصورات الكنائس في عمله السياسي، فيستمد التعاليم الاجتماعية من الكاثوليكية، والأفكار السياسية من البروتستانت، ويجسد بوضوح تأثير الدين على السياسة في ألمانيا حيث للمذهبين البروتستانتي والكاثوليكي دور في المرجعية القيمية والأخلاقية.

لذلك عارض كثيرا من الأمور التي تصطدم بتلك المرجعية، مثل استخدام تقنيات استنساخ الأجنة، لأن فيها مس بكرامة الإنسان.

لا يذهب بعيدا في التزامه بتلك القيم وخاصة في العقود الأخيرة، كما هو الحال في برنامجه الاقتصادي وموقفه من الغزو الأميركي البريطاني للعراق، مما جعل الكثير من المتدينين البروتستانت والكاثوليك يطالبونه بالتخلي عن صفة المسيحية في اسمه.

لكن تبقى عموم سياساته الاقتصادية والاجتماعية محافظة، ولوحظ تراجع قوة حضور القيم المسيحية أو الأيديولوجية عنده بشكل عام، والاتجاه أكثر للبراغماتية.

المسار السياسي: حكم الحزب المسيحي الديمقراطي ألمانيا أكثر من 39 عاما، بدأت مع  كونراد أديناور أول مستشار في الدولة الألمانية الحديثة عام 1949 لغاية 1963، ثم المستشار هلموت كول خلال الفترة 1982-1998.

قضى 23 عاما في المعارضة، وقام بدور سياسي مهم ومؤثر على الساحة الأوروبية لعضويته في اتحاد الأحزاب الشعبية الأوروبية، ثم عاد إلى الحكم عام 2009 من خلال ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر.

فازت زعيمته أنجيلا ميركل في 17 ديسمبر/كانون الأول 2013  للمرة الثالثة على التوالي بمنصب المستشارة، فقد قادت الحكومة الألمانية منذ 2005 حتى باتت القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا.

حافظ الحزب على صدارة الأحزاب الألمانية في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2014 بـ35 مقعدا من 96 مقعدا مخصصة لألمانيا.

يحسب للحزب المسيحي الديمقراطي أنه نهض بألمانيا وأعاد بناءها اقتصاديا بعد الدمار الذي عرفته عقب الحربين العالميتين الأولى والثانية، وساهم في توحيد شطريها عام 1990 بعد سقوط جدار برلين، وقام بدور كبير في تحقيق حلم الوحدة الأوروبية وتأسيس الاتحاد الأوروبي.

المصدر : الجزيرة

إعلان