القامشلي
واحدة من أهم مدن محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. سميت بالسريانية بـ"بيث زالين"، وتعني مكان القصب نسبة إلى القصب المنتشر حول نهر الجقجق الذي يتخللها، ثم سميت لاحقا باسمها الحالي "القامشلي"، وهو الاسم التركي لمعنى الكلمة السريانية، حيث تعني "قامش" (kamış) باللغة التركية: القصب.
الموقع
تقع شمال شرق سوريا على مجرى نهر جقجق، عند الحدود مع تركيا على مقربة من سفح جبال طوروس، بمحاذاة مدينة نصيبين التركية.
والقامشلي مركز منطقة تتبعها نواحي تل حميس، وعامودا، والقحطانية. وتعرف بمناخ متوسطي شبه جاف.
السكان
تمثل المدينة نموذجا للتنوع السكاني، حيث يسكنها -وفقا لإحصاء عام 2003- أكثر من مائتي ألف نسمة من الأكراد والعرب والسريان والأرمن والآراميين والكلدان والآشوريين وغيرهم.
ويسكن المدينة دون محيطها حوالي 88 ألف نسمة بحسب إحصاء 2007. وتنتشر على مساحات واسعة من أراضي المدينة مزارع القمح والقطن المعتمدة على وفرة الأمطار شتاء وعلى نظام الري الصناعي صيفا.
يعتمد اقتصادها على الزراعة، خاصة أنها تتميز بوفرة المحاصيل الزراعية من قمح وعدس وشعير وغيره، فقد وصل مخزون فرع الحبوب في القامشلي عام 2012 إلى 957 ألف طن من القمح.
يعمل قسم من السكان في التجارة. وفيها مطار دولي، وأسهم استخراج البترول من الحقول المجاورة للقامشلي -منذ منتصف السبعينيات- في إحداث طفرة اقتصادية في المدينة.
التاريخ
تزامن تأسيس القامشلي في منتصف عشرينيات القرن الماضي مع تأسيس قوات الاحتلال الفرنسية قاعدة فيها، وتوافد جماعات كبيرة من الأرمن إليها، وشهدت الأعوام التالية هجرة ثلثي سكان مدينة نصيبين التركية المجاورة إلى القامشلي.
وفي عام 1928 أقيمت بالقامشلي محطة للسكة الحديدية ربطت بين مدينتي حلب السورية والموصل العراقية ضمن مشروع خط سكة حديد بغداد، وفي عام 1932 بلغ عدد سكان القامشلي ثمانية آلاف نسمة، وخلال العقود التالية وفدت إلى المدينة جماعات من الأكراد والأرمن والآراميين مما أكسبها شهرة بوصفها مدينة للاجئين.
وبعد انفصال سوريا عن الدولة العثمانية مع بدء مرحلة الانتداب الفرنسي، أصبحت القامشلي على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع تركيا، وفصل خط للسكة الحديدية بين المدينة وجارتها التركية نصيبين في الجهة المقابلة.
ثورة 2011
عرفت المدينة حراكا شبابيا وشاركت في الثورة عام 2011 على النظام السوري الذي سعى في البداية إلى تحييد أغلبية سكانها باعتبارهم أكرادا، وتسليم أمور إدارة المدينة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
لكن وصول المعارك إلى المدينة قسم رأي الشارع الكردي داخلها بين مؤيد للجيش الحر ومعارض له، خاصة في ظل تذمر الأهالي من طريقة إدارة الحزب المذكور وقمعه المظاهرات بقوة السلاح.