التونسي محمد مصباح يحصل على جائزة البحث والابتكار من جامعة بورودو الفرنسية لعام 2021
بلغ رصيد الدكتور محمد مصباح من المقالات العلمية ما يزيد عن 280 ورقة علمية منشورة، وأشرف على عشرات رسائل الدكتوراه وطوّر العديد من الأدوات البرمجية.
حصل الدكتور محمد مصباح العالم التونسي وأستاذ علم الحاسوب بجامعة بوردو (Université de Bordeaux) على جائزة البحث والابتكار لعام 2021، تقديرا للنتائج الباهرة التي توصل إليها مع فريقه لتطوير النقل الذكي في إطار مشروع الكرسي الأكاديمي والصناعي الذي يشرف عليه.
واختير المشروع من بين 80 مشروعا علميا شارك في المسابقة لنيل الجائزة التي تشرف على تنظيمها سنويا مؤسسة جامعة بوردو، وأعلن عن نتائجها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبمشروع يسهم في حل أزمة المياه في غزة.. الباحث الغزاوي صلاح الصادي يفوز بجائزة عربية
بمساهمة باحث مصري.. أصبح الاعتماد على الجيل الرابع من الخلايا الشمسية الآن ممكنا
من سوريا إلى الولايات المتحدة.. تتويج مسيرة الدكتور علاء الدين السبيعي بأرفع الجوائز العالمية في مجال الكيمياء
وأشادت لجنة الجائزة بالمشروع بقولها "إنه يقدم استجابات ملموسة للتحديات التكنولوجية للتنقل الذكي من خلال الابتكار التعاوني والمرن والمفتوح".
من هو محمد مصباح؟
الدكتور محمد مصباح هو أستاذ علم الحاسوب في معهد "بوليتكنيك" ببوردو (Institut Polytechnique de Bordeaux) أرقى مدارس الهندسة في فرنسا، ويشغل كذلك منصب نائب رئيس المعهد المسؤول عن التحولات الرقمية.
ولد محمد مصباح في بلدة رأس الشامخ في ولاية المهدية وسط تونس، ونال شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) بتميز مكّنه من الحصول على منحة من الحكومة التونسية لاستكمال دراسته في فرنسا، حيث حصل على شهادة مهندس في الإعلامية ثم على الدكتوراه من جامعة بوردو عام 1993.
عمل أستاذا مساعدا في الجامعة نفسها إلى غاية 2004، وأصبح أستاذا في علم الحاسوب بعد أن حصل على التأهيل لإدارة البحوث. ويحمل حاليا درجة أستاذ جامعي استثنائي من الدرجة الثانية.
يجري مصباح أبحاثه في مختبر "بوردو لأبحاث علم الحاسوب"، وهو مختبر أبحاث مشترك بين جامعة بوردو والمركز الوطني الفرنسي للبحوث "سي إن آر إس" (CNRS). وتشمل مجالات هذه الأبحاث الأنظمة والخوارزميات الموزعة وأنظمة النقل الذكية والأمن السيبراني والشبكات اللاسلكية. وبلغ رصيده من المقالات العلمية ما يزيد عن 280 ورقة علمية منشورة، وأشرف على عشرات رسائل الدكتوراه، وطوّر العديد من الأدوات البرمجية.
الذكاء الاصطناعي في خدمة النقل الذكي
وفي عام 2019 تأسس تحت إشراف الدكتور مصباح كرسي أكاديمي وصناعي للبحث في حلول مبتكرة للتنقل والنقل الذكي في جامعة بوردو، وضم فريقا من الباحثين إلى جانب شركاء صناعيين واجتماعيين للبحث عن حلول لمشكلة التنقل في مدينة بوردو وكل المدن الكبرى التي تعاني من هذه المعضلة.
وفي حوار خاص أدلى به للجزيرة نت عبر تطبيق "زووم" (Zoom)، قال محمد مصباح إن "المشروع يهدف إلى إيجاد حلول ذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي لمشاكل الاكتظاظ المروري وتحسين السلامة على الطرقات مع خفض التلوث والحفاظ على البيئة". ويسعى الباحثون في هذا الإطار إلى تصميم ودراسة شبكات المركبات المتصلة، إضافة إلى التحقيق في قضايا الأمن والسلامة داخل هذه الشبكات.
وتوصل محمد مصباح وفريقه إلى تطوير أنظمة ذكية تعتمد على ربط العربات ذاتية القيادة وأجهزة استشعار وكاميرات مراقبة بشبكة تتم معالجة بياناتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وهي أنظمة قادرة "على توقع الاختناقات المرورية قبل حدوثها، مما يتيح إمكانية تجنب وقوعها أو تفاديها بالنسبة لمستخدمي الطرقات"، كما يقول مصباح الذي يضيف أن "الأبحاث التي أجراها الفريق أثبتت كذلك نجاعة الأنظمة الذكية في توقع الاختناقات المرورية بنسبة تصل 95%، وفي خفض الحوادث المرورية بما يزيد عن 80%، إضافة إلى الحد من التلوث الناتج عن الازدحام المروري بحوالي 30%".
ويعمل الباحث التونسي وفريقه في إطار هذا المشروع الفائز بجائزة البحث والابتكار للعام الماضي على اختبار حلول واعدة جديدة لمشكلة التنقل والازدحام المروري باستخدام أنظمة النقل الذكية، من بينها القطارات ذاتية القيادة والمتصلة ببعضها، وإشارات المرور المتصلة، بالإضافة إلى تعزيز السلامة المعلوماتية للعربات.