
انتفاضات غير عربية
– دوافع الثورات الملونة وأسباب انعدامها في العالم العربي
– الواقع العربي ومعوقات التحرك الشعبي
– دور الأيدي الخارجية ومخططات القوى العظمى
– دور المثقفين والإعلام وآفاق المقاومة والحركات الإصلاحية
![]() |
![]() |
![]() |
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. إلى متى يعمل الإنسان العربي بالمثل الشعبي امش الحيط الحيط وقل يا ربي السترة؟ متى يمشي في قلب الطريق مرفوع الرأس؟ ألا تخشى هذه الشعوب الجبانة أن تنهال عليها الحيطان التي تستظل بها؟ يتساءل أحدهم، ألم تسمع شعوبنا بالبيت القائل
"ومن يهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"
لماذا تنتفض الشعوب في الشرق والغرب وتغير حكوماتها وتطرد زعماءها بينما تغط الشعوب العربية في ثبات عميق؟ لماذا لا نتعلم من الشعب من الشعب القرغيزي الباسل الذي زلزل الأرض تحت قدمي زعيمه الفاسد والمستبد وطرده خارج البلاد؟ يضيف آخر، لماذا تتعلل شعوبنا دائما بالقمع الأمني الرهيب لتبرر جبنها واستكانتها؟ متى يتعلم العرب من الشعب التايلندي الذي جعل أجهزة الأمن في البلاد تهرب أمامه كالفئران المذعورة؟ يتساءل معارض عربي. لكن في المقابل هل ثار شعب في العقدين الماضيين إلا بدعم خارجي؟ ألم تدعم أميركا ما يسمى بالثورات الملونة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى؟ هل كان للشعب القرغيزي أن يثور لولا التحريض والدعم الروسيين؟ ألا تواجه الشعوب العربية عدوين لدودين الأول هو الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة والثاني هو أميركا وأوروبا وإسرائيل التي تحمي أنظمتنا العربية بأسنانها؟ ألا تحظى معظم الأنظمة العربية بحماية خارجية هائلة تحول دون سقوطها؟ هل يصمد أي نظام عربي لساعات لو رفع الغرب الغطاء عنه؟ ألم تتحرك أميركا بطائراتها الرهيبة قصفا وتدميرا لإخماد الانتفاضة اليمنية عندما بدأت تهدد رأس النظام الحاكم؟ ألم يقل أحد زعماء إسرائيل يوما إن إحدى مهمات إسرائيل في المنطقة هي حماية الأنظمة العربية الحاكمة بكافة أشكالها؟ أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في الأستوديو على مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت السيد رفيق نصر الله، وعبر الأقمار الصناعية من كوبنهاغن على مدير مركز الدراسات الأمنية الحديثة السيد محمد الخضري، نبدأ النقاش بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
دوافع الثورات الملونة وأسباب انعدامها في العالم العربي
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، لماذا لا تتغير الأنظمة العربية؟ أولا لأن الشعوب مستسلمة 55,6%، ثانيا لأن الأنظمة العربية محمية خارجيا 44,4%. محمد الخضري في كوبنهاغن كيف تعلق على هذه النتيجة؟ الغالبية العظمة أو الغالبية -إذا صح التعبير- من المصوتين يعتقدون أن الأنظمة العربية لا تتغير لأن الشعوب مستسلمة.
محمد الخضري: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}[فاطر: 19-22] صدق الله العظيم. "لقد أسمعت لو ناديت حيا" يا فيصل لكن لا حياة لمن تنادي، حقيقة أرى من الظلم والإجحاف أن نساوي بين شعوب جلها من الأحرار لا ترضى بالذل والهوان ولا تركع ولا تسجد لقائد مجنون أو قائد سارق أو قائد مطلوب للعدالة فاسد جاهل هذه شعوب الأحرار وبين شعوب -وأقصد هنا أغلب الشعوب العربية- جلها من القطعان والعبيد استمرأت العبودية والاستعباد وركنت وركعت لقائد ألقى بها في الحضيض وبئس المصير، لكن كما يقال "إذا ذكر الحر ذكر العبد وإذا ذكرت الحرية ذكرت العبودية" ولكن المضحك في هذه الشعوب أنها لم تستسغ العبودية ولا تريد التحرر فحسب بل ناصبت العداء للشعوب التي تحررت أو تريد التحرر وشاهدي على هذا موقع هذه الشعوب من شعبي وبلدي الجريح العراقي الذي يزف يوميا عشرات الشهداء على أيدي الكلاب الإرهابية الضالة التي تصدر من هذه الشعوب المنحطة، ماذا تقول هذه الشعوب للشعب الفلسطيني البطل الذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل الكرامة والعزة والمقدسات..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب سيد الخضري وصلت الفكرة. سيد رفيق نصر الله، يعني سؤال يتكرر في كل مناسبة تحدث فيها انتفاضة أو ثورة في إحدى البلدان، يعني بالأمس القريب قبل أسابيع فقط أو أسبوعين شاهدنا كيف خرج الشعب القرغيزي عن بكرة أبيه ليواجه دكتاتورا فاسدا ويكنسه خلال ساعات خارج البلاد أو داخل البلاد ثم يهرب، لاحظنا كيف تصرف الشعب التايلندي قبل أيام أيضا عندما اقتحم مقرات الأمن ومقرات الشرطة ومقرات الجيش وأخذهم رهائن وفرض إرادته، بينما تجد الشعوب العربية كما قال لك قطعان، قطعان كما يقول.
رفيق نصر الله: أولا هذه الثورات التي وصفتها في المقدمة بأنها ثورات ملونة هي فعلا ملونة وعندما تعد لوحة ملونة فأنت بحاجة إلى إعداد ألوان وشراء ألوان، هذه الثورات التي تابعناها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وحتى الساعة كانت ثورات معلبة معدة سلفا، وصحيح أنه يمكن يكون دكتاتور بقرغيزيا ولكن نحن نعرف خلفية هذا الأمر وما تقوم به روسيا الآن في محاولة لاستعادة بعض ما سقط منها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وهذا له علاقة بالبعد الإستراتيجي القادم من أجل إعادة ربط حزام إستراتيجي حزام اقتصادي ودفاعي بالنسبة لروسيا وسوف نجد بعد قليل مستقبل هذه الثورة تماما مثل مستقبل بعض الثورات التي اندلعت من أوكرانيا وصولا إلى حدود الدنمارك حيث يقيم الأخ، لذلك هذه الثورات الملونة مصيرها مثل مصير ما سمي لدينا بثورة الأرز التي كان جورج بوش قبل أن يتناول إفطاره يعني يشيد بها وانتهت بثورة خيار عندنا نحن..
فيصل القاسم (مقاطعا): وتبولة بيقولوا.
رفيق نصر الله: لا، لا، خيار، خيار أحسن بينبسطوا فيه أكثر اللي شو اسمه، لذلك هذه الثورات هذه يعني معروفة كيف تعدها. نحن كشعب عربي لسنا قطعانا، هذا الشعب العربي العظيم الذي لا يزال يقاتل الاستعمار بكل أساليبه، نحن الآن محكومون من قبل السفارات الأميركية في كل بلد عربي هناك سفارة أميركية ونحن يعني نوجه من قبل الملحق العسكري الأميركي ومع المحلق العسكري الأميركي مجموعات من المخابرات ومجموعات ميديا، الملحق العسكري الأميركي الآن في كل بلد عربي في معظم البلدان العربية هو الذي يأمر هؤلاء الحكام، نحن لسنا بمعركة مع الحكام وإلا كنا انتهينا، نحن ما زلنا منذ المسألة الشرقية حتى هذه الساعة ما زلنا في قتال مباشر مع الاستعمار سواء كان مع إسرائيل بعد الـ 48 أو مع الاستعمار، هذا الأمر..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب، خليني بس أقاطعك. ممتاز، طيب لكن السؤال المطروح لو أخذنا قرغيزيا مثالا، توجد في قرغيزيا قاعدتان عسكريتان إحداهما أميركية والأخرى روسية وقواتها الأمنية على درجة كبيرة من الكفاءة القمعية الرهيبة ومع ذلك لم تتمكن هذه القواعد الأميركية ولا قوات الأمن من حماية رئيسها ومن غضبة الشعب الذي نزل إلى الشوارع في مظاهرات صادقة.
رفيق نصر الله: أقول لك السبب ليش.
فيصل القاسم: طيب في قواعد عسكرية.
رفيق نصر الله: لا، لا.
فيصل القاسم: وفي أجهزة أمن رهيبة.
رفيق نصر الله: نعم، وفي لبنان كان هناك وجود مخابراتي أميركي ووجود مخابراتي عربي وهناك أموال متدفقة وإدارة أزمة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا أيضا ومع هذا في ثلاث ساعات حسمت خيارات كثيرة ووجدنا كل المخطط أينما ذهب، والآن لو لم يكن هناك نوع من تسوية معينة متفاهم عليها بين الأميركان والروس لما تجرأت هذه الثورة أن تصل، هناك نوع من تنظيم static هو الذي حصل في قرغيزيا وإلا كان الأميركان، الأميركان اليوم ما بدهم يتدخلوا بقرغيزيا ولكن أنا أذكرك وأذكر البعض أين ستفجر الآن أزمة سوف يرد فيها الأميركي بالتنسيق غير المباشر أو المباشر مع الروسي في مكان آخر، هذه الثورات الملونة لم تصل إلى أهدافها لم تحدث تغييرا ليست ثورات، هي تحريك من قبل ميديا ومن قبل استخبارات للشارع تصل إلى تغيير ما ومن ثم تصبح هذه إما هي مستتبعة إلى نظام ما أو غيرها.
فيصل القاسم: وانظر ماذا حدث للثورات الملونة في أوكرانيا وفي غيرها.
رفيق نصر الله: كل الثورات.
فيصل القاسم: الضبط very good. سيد الخضري سمعت هذا الكلام يعني أنت تعتبر الشعوب العربية مستسلمة وقطعان وما بأعرف شو وتقارنها بالشعوب الحية الأخرى، يقول لك كل هذه الانتفاضات في قرغيزيا وفي أكثر من مكان هي ثورات معلبة ثورات ملونة بالمعنى الحقيقي للكلمة..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): خلي يشيلوا القاعدة الأميركية أو الروسية مثلا.
فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.
محمد الخضري: يعني أنا لا أعرف لماذا يتم التبرير لهذه الشعوب الخانعة الخاضعة، السيد رفيق لا يقبل بثورة شعب الأحرار القرغيزي الذي ثار على باكييف الذي أتى بثورة التوليب أو ثورة الليمون عام 2005 وهرب عسكر آكاييف والآن لم تقف إرادة الشعب أمام القاعدة الأميركية وهذا باكييف هو عميل أميركي ومن أشد المساندين للإرادة الأميركية و 35 ألف جندي كل شهر من أفغانستان يستجمون في هذا البلد، لكن الشعب حي، لكن إذا لم يقبل بهذا، أنا أعود للمنطقة، ألم يكن شاه إيران فتى أميركا المدلل وشرطي المنطقة وهو أميركي 100%؟ ماذا فعلت أميركا عندما أراد الشعب الإيراني الإطاحة بهذا الشاه بثورة الإمام الخميني؟ وهناك تجارب كثيرة، لماذا التبرير لهذه الشعوب؟ ألم تكن هناك شعوب هزمت بالحروب وانتهكت أعراضها ووضع رجالها في السجون وانتهت مؤسساتها مثل الشعب الحي الياباني والشعب الحي الألماني ونهضت في غضون أربعين سنة وهناك شعب عربي من أربعين سنة يعمل هكذا للقائد بيد ويتلو بالكتاب الأخضر باليد الأخرى، ألا تستحي هذه الشعوب! ألم.. هناك شعب حي يفجر الماء في المريخ ويفكر كيف يصدره إلى شعوب الأرض وهناك شعب عربي منذ سنين يناقش هل المرأة تستطيع قيادة العجلة أم لا تستطيع قيادة السيارة! عن أي شعب يبررون؟ هذه الشعوب المريضة حتى التي لم تقبل انتصار أحرار لبنان على العدو الإسرائيلي في حرب تموز 2006 بدوافع طائفية قذرة، هذه الشعوب لا تستحق الحياة وهي بالفعل في القبور وأكثر من ميتة، هذه شعوب قطعان.
فيصل القاسم: تفضل يا سيدي.
رفيق نصر الله: أولا يعني من الظلم أن نطلق مثل هذه التوصيفات، لا، شعبنا العربي شعب عظيم..
فيصل القاسم (مقاطعا): وين وين هالشعب العربي العظيم؟ وينه الشعب العربي..
رفيق نصر الله: نحن منذ بداية القرن العشرين ومن قبل..
فيصل القاسم (متابعا): يا سيدي وينه هالشعب العربي العظيم؟
رفيق نصر الله: موجود.
فيصل القاسم: وين؟ وينه؟
رفيق نصر الله: هذه الثورات تراكمية، الثوراة مستمرة، الثورة الفلسطينية..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا سيدي أي تراكمية؟! الشعب العربي مداس من عشرات السنين دايسينه لاعنين أبوه.
رفيق نصر الله: معلش مداس ممن؟
فيصل القاسم: من الحكام.
رفيق نصر الله: مداس من الأميركي، مداس من الأميركي اللي عم بيسيطر على المنطقة ومعه الأوروبي ومن ثم الأنظمة لكن ماذا تقول للثورة الفلسطينية التي تقدم كل هذا الكم من الدماء دفاعا عن فلسطين؟..
فيصل القاسم (مقاطعا): يا سيدي نحن لا نتحدث عن الانتفاضات..
رفيق نصر الله: عن أي مكان، من المغرب إلى مضيق هرمز.
فيصل القاسم: دقيقة دقيقة سيد نصر الله نحن لا نتحدث عن الانتفاضات ضد المستعمر، العرب أقوياء وجسورون جدا في مواجهة المستعمر لكنهم كالقطط في مواجهة الحاكم المستبد.
رفيق نصر الله: مش صحيح.
فيصل القاسم: كيف مش صحيح؟
رفيق نصر الله: مش صحيح، يعني معلش الشارع العربي ما زال عمال يضخ وما زال عم يعطي، إذا كان خاضعا..
فيصل القاسم (مقاطعا): وين وين عم يعطي أين؟
رفيق نصر الله: بكل مكان.
فيصل القاسم: وين؟
رفيق نصر الله: حتى في مصر اليوم بدك تقول لي ما في شارع مصري عظيم، هل رغم كل اللي حصل من بعد كامب ديفد هل وقع الشعب المصري مع إسرائيل؟ هل طبع الشعب المصري مع إسرائيل؟
فيصل القاسم (مقاطعا): نحن لا نتحدث عن المواجهة مع المستعمر. مع الحاكم؟
رفيق نصر الله: حتى مع الحاكم اليوم، حتى لو كان هذا الحاكم اليوم مستقرا بفضل الحماية اللي تفضلت بها بالمقدمة وبفضل كمان خطة أنه طالما إسرائيل قوية هذه الأنظمة العربية قوية، هذا الشعب العربي مسكين، هذا الشعب العربي عم بيقدم تضحيات وعم بيقدم دماء في سبيل التغيير. اليوم الشعب المصري بدي أنا بس شغلة صغيرة، هذه المرأة المصرية أم الجلابية اللي اليوم سألت قالت شو هذا الاحتفال اللي موجود؟ مش عارفة هي شو في، قال لها بيرفعوا العلم الإسرائيلي، قالت له ليه؟ قال لها السفارة الإسرائيلية هنا، قالت له إزاي إسرائيل بالقاهرة؟! ما معهاش خبر، يا دهوتي! وراحت خزقت الجلبية تبعها ومزقت شعرها، هذه هي بهية المصرية الي حكى عنها أحمد فؤاد نجم هذه هي اللي بتمثل الشعب المصري العظيم، تماما مثلما شفنا حتى بحرب تموز وحتى بكل المحطات لا، شعبنا العربي وفي وشعبنا العربي..
الواقع العربي ومعوقات التحرك الشعبي
فيصل القاسم (مقاطعا): يا أخي وفي، بس حتى الآن تتحدث عن شعب، نحن لا نتحدث عن العرب في مواجهة المستعمر، أعود وأكرر السؤال، أنا يا سيدي المشكلة أن الحاكم العربي يدوس ينهب يسلب يقتل يبطش كل هذا وهناك استسلام كامل.
رفيق نصر الله: لأنه محمي، لأنه محمي، لأن أفق الثورة..
فيصل القاسم (مقاطعا): أي محمي؟ طيب ماشي في قرغيزيا محمي، في تايلند من يحمي النظام في تايلاند؟ في تايلند هل رأيت كيف..
رفيق نصر الله: خلينا نشوف التغيير بتايلند إلى أين سيصل.
فيصل القاسم: طيب تايلند هل شاهدت الشعب التايلندي وهو يحرق مراكز الأمن ومراكز الشرطة ويقتل..
رفيق نصر الله: هل واقع الشعب التايلندي مثل واقعنا؟
فيصل القاسم: طيب وين نحن من التايلنديين؟
رفيق نصر الله: نحن يا سيدي صار لنا من خمسمائة سنة بنقاتل الاستعمار بكل أشكاله، نحن ما زال مقبوضا علينا من هذا الاستعمار، معركتنا الأساسية مع الاستعمار، لما بنحدد خططنا الإستراتيجية، نحن خيارنا الإستراتيجي مواجهة الأميركي في هذه المنطقة، يسقط النظام الدكتاتوري ساعتها وبتتساقط، أما أن نقوم الآن بثورة ضد الحاكم بدون أفق وبدون رؤى وبدون يعني طروحات ذات طابع إستراتيجي بالتغيير الحقيقي ساعتها نحن.. من اللي عم بيخلي بلدنا دكتاتورية؟ اليوم الأميركي لما بيدعم بيمول الفتاوى القذرة، مش هيك؟ أنا مشكلتي صارت مش مع الحاكم لأنه سيسقط حكما مشكلتي مع هذا الأميركي، مشكلتي مع الإسرائيلي الآن الذي يعربد في المنطقة. لكن هذه الشعوب أعطت، نحن في لبنان اليوم في ثورة عظيمة حققت انتصارا على الإسرائيلي انتصارا تاريخيا، نحن من وين تابعين؟ نحن جايين من منطق النضال العربي ككل، الشعب السوري اللي ما زال رافضا كل الحصار اللي صار وما زال عند موقفه المبدئي لا تنازل عن أي شبر من الأرض حتى تحقيق السلام العادل، بالأردن سليمان خاطر اللي طلع من الجيش المصري وأطلق النار عملناه مجنونا صحيح ولكن هو جزء من ذاكرة، هذا الشعب عظيم حاج نظلمه، ما ضروري..
فيصل القاسم (مقاطعا): جميل، جميل جدا، سيد الخضري طيب أنت لماذا تضع كل الشعوب العربية في سلة واحدة؟ لماذا تتجاهل ما يحدث الآن في مصر من مظاهرات ومن اعتصامات ومن كذا مما حذا بأحد النواب المصريين إلى مطالبة أجهزة الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين وهذا إن دل على شيء يدل على أن النظام في ورطة وأن الشعب في حراك، انظر ماذا حدث في اليمن، لماذا تنسى ما الذي حدث في اليمن؟ ألم تر بطولات الحوثيين كما يقول الكثيرون، ألا تر ما يفعل اليمنيون في الجنوب ضد الفساد وضد الدكتاتورية؟ ألم تر ماذا فعل السودانيون في دارفور؟ لماذا تعتبر الشعوب العربية مستكينة؟ ليست مستكينة بأي حال من الأحوال.
محمد الخضري: يا دكتور فيصل ما هي نسبة الأحرار إلى نسبة العبيد؟ أنا أسأل الأستاذ رفيق ألم تقف الشعوب العربية ضد انتصار أحرار لبنان في تموز 2006 لدوافع قذرة..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): وقفت الأنظمة، وقفت الأنظمة..
محمد الخضري: أين الشعب السوري؟ أين الشعب..
رفيق نصر الله: خرجت الشعوب العربية في الشوارع..
محمد الخضري: لا، لا، لا، أستاذ رفيق، لا، لا أستاذ رفيق لا تقاطع، لا تقاطع أرجوك.
فيصل القاسم: تفضل تفضل شرف.
محمد الخضري: أين الشعب السوري من التوريث؟ أين الشعب السوري من أرض الجولان المحتلة وهو يجاهد أحرار العراق..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): الشعب السوري قدم تضحياته لحتى شبع وما زال عند موقفه السياسي..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس دقيقة.
محمد الخضري: لا، لا، لا يا أستاذ رفيق.
رفيق نصر الله: بلا ما نزايد على الشعب السوري، هذا منطق غلط.
محمد الخضري: لا، لا، لا تقاطع، أرجوك لا تقاطع. دكتور فيصل، دكتور فيصل أنا أضرب مثلا واحدا، الشعب الفرنسي الحر الأبي وقف بوجه ابن ساركوزي جان ساركوزي الذي أراد أن يتولى مركزا للإعمار في أحد الأحياء الباريسية ولكن الآن ابن الرئيس في هذه الشعوب الميتة يدعس على رؤوس شعبه شاؤوا أم أبوا، هنا ابن رئيس صفع خادمة في بلد متحضر في سويسرا أقامت سويسرا الدنيا ولم تقعدها فقام هذا الرئيس وقطع العلاقات، هذا ابن الرئيس يعتبر يتصور هذه شعوب الأحرار كشعب بلده خاضع تحت نعال الرئيس، عيب هذا الكلام..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب يا سيدي لا نريد، رجاء، رجاء..
رفيق نصر الله: شو هذا الكلام! يا سيدي خلي سويسرا تحقق بالمال العربي اللي يوضع في بنوكها ساعتها وتقول شو مصدره إذا كان فعلا للحكام الفاسدين ما بتقبله، بس بتقبل بمكان وما بتقبلش بمكان.
فيصل القاسم: بس دقيقة نحن موضوعنا عربي عربي.
محمد الخضري: هذه أموال الشعوب أيضا، هذه أموال الشعوب، أموال رجال الأعمال هذه..
رفيق نصر الله: يا سيدي عال فلتقل لنا أموال الشعوب، فلتعدها إلى الشعوب، فليعدها الأميركاني هذه الأموال للشعوب.
فيصل القاسم: بس دقيقة. بس سيد الخضري أنا أسأل سؤالا، السيد رفيق يقول هنا نحن يجب ألا نندفع بهذه الطريقة العاطفية الثورجية لتغيير الحكام، نحن مشكلتنا ليست مع الحكام العرب ولا مع الأنظمة العربية، نحن مشكلتنا مع المستعمر مع الأميركي تحديدا مع الذي يدعم هؤلاء الحكام، مع إسرائيل..
رفيق نصر الله: اللي بيحميهم.
فيصل القاسم (متابعا): يعني هل نسيت أن أحد رؤساء وزراء إسرائيل قال بالحرف الواحد إن إسرائيل موجودة لحماية الحكام العرب كلياتهم، معظمهم، كيف ترد على هذا الكلام؟
محمد الخضري: يا دكتور فيصل أنا من هذا المنطلق أقول ألا تخجل هذه الشعوب الخانعة هذه الشعوب القطعان أن تقول إسرائيل تحمي الحكام العرب؟ مقارنة هذه الشعوب بإسرائيل من حيث الحجم والتاريخ والحضارة، لكن هذه الشعوب ألقت بحضارتها وألقت بتاريخها وهذه الشعوب حقا تستحق أكثر من هؤلاء الطغاة، وأنا أدعو في صلاتي ربي يوميا أن يسلط الطغاة أكثر على هذه الشعوب..
رفيق نصر الله: كثر خيرك!
محمد الخضري (متابعا): التي لا تستحق أن تستنشق الهواء وليس الحياة، لكن العتب على المثقفين الذين يغررون بهذه الشعوب، العتب..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): من وين عم تدعي لها؟ من كوبنهاغن؟!
فيصل القاسم: بس دقيقة.
رفيق نصر الله: لا معلش بس من وين عم تدعي لها؟ من كوبنغهاغن، تعال ادع لها هون.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
محمد الخضري: يا أستاذ رفيق كيف لهذه الشعوب أن تتعظ من مثقف يدعى مثقفا يقارن ويحث الشعوب العربية أن تحذو حذو الشعب البطل القرغيزي وهو كان عبدا للدكتاتورية ويقتات على أموال أيتام العراق؟ هؤلاء هم المنافقون الذين ألقوا بهذه الشعوب إلى الحضيض، من المعيب أن ندافع عن هذه الشعوب، هذه الأجيال ستلقي باللوم على المثقفين، يجب أن نكون موضوعيين ونقول لهذه الأجيال إنكم خرجتم من شعوب لا تستحق الحياة علهم ينهضون بالمستقبل.
رفيق نصر الله: هذه الشعوب شعوب حية وما زالت قادرة على العطاء وهي شعوب تناضل بكل الوسائل وسيأتي اليوم الذي ستستطيع فيه أن تحقق أهدافها، نحن كما قلت لك عندما نشأت المقاومة في لبنان..
محمد الخضري (مقاطعا): نعم نعم، بالمشمش، بالمشمش.
رفيق نصر الله: لا، عندما نشأت المقاومة في لبنان نشأت امتدادا لهذا المفهوم العربي النضالي منذ بداية القرن العشرين..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس بدي أسأل سيد رفيق..
رفيق نصر الله: معلش خليني شوية، هذا التعميم بهذه الطريقة، هذه الحالة الإحباطية، الأخ موجود في كوبنهاغن وبيقدر يخطب قد ما بده وبيقدر ينظر قد ما بده من هناك. هذه الشعوب اللي اليوم..
محمد الخضري (مقاطعا): لا، لا، أنا في سفرة، أنا في سفرة من العراق، أنا أتيت من العراق منذ أسبوع..
فيصل القاسم (مقاطعا): بدون مقاطعة.
رفيق نصر الله: هل في آلاف من المعتقلين ولا لا؟..
محمد الخضري: أنا أتيت إلى هنا منذ أسبوع.
فيصل القاسم (مقاطعا): بلا مقاطعة سيدي.
محمد الخضري: لا، لا، أنا من أحرار العراق، أنا من أحرار العراق لا أحد يزاود علي.
فيصل القاسم: بلا مقاطعة، بلا مقاطعة.
رفيق نصر الله: خليك في العراق، خليك في العراق.
محمد الخضري: أنا في العراق نعم موجود وفي سفترة وقتية.
فيصل القاسم: سيد الخضري اتفقنا بلا مقاطعة، اتفقنا بلا مقاطعة من الجانبين please.
رفيق نصر الله: الآن قديش عدد المعتقلين السياسيين في السجون العربية، بكل الوطن العربي هذا على شو بيدل؟ على أن هناك أحرارا، اليوم هلق بدك تقول لي بمصر مثلا ما في معارضة شجاعة، ما في صحافة للمعارضة شجاعة؟ والله عم بأقرأ مقالات أنه فعلا رجال أبطال اللي عمال..
فيصل القاسم (مقاطعا): مصر فقط، مصر.
رفيق نصر الله: ليش؟ بمعظم الدول العربية.
فيصل القاسم: أين بالبلدان العربية الأخرى؟
رفيق نصر الله: يا سيدي اليوم بالجزائر ما في شعب حي أيضا عمال يعبر عن حالات رفضه لكثير من الأشكال؟ لكن شو بتعمل بالأميركي اللي ملقي القبض علينا برغيف الخبز وبالأكل وبتعميم التخلف وبدعم الخيارات الدينية والمذهبية وبوضع المخططات لتفتيت الشرق الأوسط وتعميم ثقافة الأقليات وبمحاولة قمعنا وقتلنا واغتيالنا! أنا مثلما قلت لك في بداية الحديث أنا مستعد أن أجزم وأن أعطي مثالا في إحدى الدول العربية الملحق العسكري الأميركي هو الذي يعطي الأوامر للحاكم وهو اللي يعطي الأوامر مباشرة لرئيس جهاز الأمن وهو الذي يعطي الأوامر حتى للوسائل الإعلامية وهذا معمم في 70% أو 80% من عالمنا العربي، مشكلتي مع الأميركي اللي قابض على روح الشرق الأوسط اللي أخذ ثرواتنا اللي شفناه شو عمل بالعراق اللي شفناه حتى شو بده كان يعمل بلبنان وشفناه بقنابله الذكية..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب بس أسألك ألا تعتقد أن هناك بعض التناقض في هذا الخطاب يا سيد رفيق؟
رفيق نصر الله: ليش، ليش التناقض؟
فيصل القاسم: من جهة تقول لي إن الشعب العربي يزلزل الأرض تحت أقدام المستعمرين والغزاة منذ مطلع القرن.
رفيق نصر الله: نعم.
فيصل القاسم: طيب لماذا لا يزلزل الأرض تحت الأميركي؟
رفيق نصر الله: كم من ثورة صار، وكم حالة تغيير صارت، قديش دفعنا من دماء، قديش دفعت الشعوب العربية من الدماء هذه، ما في محطات تاريخية لسنة 1952 لما قام جمال عبد الناصر ما قام ردت فعل ومن ثم ستأتي ولا بد أن تأتي، عندما نشأت الثورة الفلسطينية في 1965، عندما قامت المقاومة في لبنان، والآن الصمود السوري أمام كل هذا المخطط، وحتى جماهيريا، يا أخي اعملوا استفتاء، استفتاء حقيقي اليوم في مصر في الأردن في سوريا بلبنان بالمغرب بالجزائر استفتاء حقيقي بتشوف إرادة الشعوب شو بدها كانت وشو ممكن هي وشو خياراتها..
فيصل القاسم (مقاطعا): وين هذه الإرادة؟ وين هذه الإرادة؟
رفيق نصر الله: ما بتقدر تعبر بواسطة القمع، يا أخي وصلنا لمرحلة يستخدم الأميركي.. هلق بدك تقول لي وضع تايلند مثل الوضع العربي! مثلنا نحن اللي نحن عم نقاتل الإسرائيلي واللي بسبب إسرائيل هالحكام هم اللي عم بيقمعونا.
فيصل القاسم: يعني لو لم يكن لدينا إسرائيل والنفط لكان الوضع مختلفا تماما.
رفيق نصر الله: شو في بتايلند؟ في شوية سياحة، الأميركي ما بقى بده سياحة إستراتيجية من تايلند شيء، يا عمي حاج نضحك على بعضنا، والأهم من الثورات كلها أين ستصل هذه الثورات؟ أنا فيي أعمل طيب ثورة ولكن شو أهدافها هذه؟ شو أفقها هذه الثورة؟ هلق رح نشوف بكره بقرغيزيا كمان بكره بيطلعوا ضد رئيسة الحكومة المؤقتة وبنشوف تغييرات لما الروسي بده يركب السلطة، وحتى بتايلند..
فيصل القاسم: يعني الشعوب تحرك بالريموت كونترول؟
رفيق نصر الله: هيدا طبعا، هيدي نحن شفناها الثورات الملونة وعايشناها في لبنان وعم بنشوف الأميركي، أنا مشكلتي مع الأميركي إستراتيجيا، مشكلتي مع الأميركي اللي حامي إسرائيل.
دور الأيدي الخارجية ومخططات القوى العظمى
فيصل القاسم: جميل جدا، طيب أنا أنقل هذا السؤال، سيد الخضري لماذا أنت يعني تكابر في هذاالموضوع؟ يعني حتى الآن ترفض رفضا قاطعا بأن تحمل المسؤولية للأميركي بأن تحمل المسؤولية للغرب بأن تحمل المسؤولية لإسرائيل التي تحمي الحكام بأسنانها من المحيط إلى الخليج، آه؟ السؤال المطروح لاحظت قبل فترة ما الذي حدث في اليمن، هب الحوثيون وهب الجنوبيون وهب كذا، ماذا فعلت أميركا؟ خرجت أميركا بطائراتها المقاتلة بعشرات الطائرات ودكت المعارضين اليمنيين في صعدة في الجنوب في كل مكان بحجة الإرهاب وبحجة كذا والهدف من ذلك كان لحماية النظام، هذه الأنظمة محمية بقوة الحديد الأميركية في كل مكان، لماذا تتجاهل هذا؟
محمد الخضري: يعني أنا بس ألفت الانتباه إلى مسألة مهمة، عندما قام أحرار اليمن الجنوبي ألم يضربهم الجيش اليمني وأبناء اليمن الذين استمرؤوا العبودية وعاونهم بهذا السعودية والجيش السعودي قبل أن تضربهم طائرات الأميركان؟ من لا يعرف أن أميركا تسعى وراء مصالحها؟ لكن ماذا تقول الشعوب العربية لتجربة الشعب الإيراني؟ ماذا تقول الشعوب العربية لتجربة أحرار جنوب لبنان؟ وهناك تجارب عديدة، ماذا تقول الشعوب العربية لتجربة الشعب الجورجي في ثورة الورود؟ ماذا تقول للثورة البرتقالية والعديد من الثورات الحقيقة؟ لماذا نكابر..
فيصل القاسم (مقاطعا): بس يا سيدي حتى الثورات البرتقالية التي تتغزل بها وثورات الورود والبنفسج والجوري والورد البلدي وسم اللي بدك إياه، يا سيدي أنت تعلم أن أميركا خططت لتلك الثورات ومولتها من رأسها حتى أخمص قدميها حتى أنها وزعت الورود ووزعت الأعلام ووزعت الخيم وكل ذلك وحدث ذلك في وقت يلتسين في وقت الرئيس الروسي يلتسين الذي كان يسهل للأميركيين، الآن الوضع تغير في المنطقة أين هي هذه الثورات؟ أين هي الثورة الأوكرانية أين هي الثورة في آسيا الوسطى أين هي الثورات؟ كلها تبخرت لأنها لم تكن ثورات، كانت ثورات معلبة بدعم من الخارج ونحن للأسف الشديد..
محمد الخضري: (مقاطعا): ok، يا أستاذ فيصل..
فيصل القاسم (متابعا): بس دقيقة، نحن للأسف الشديد الخارج لا يريد لأوطاننا أن تتحرك يريد أن يحافظ على الوضع الراهن، أنت تعلم أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل أن يستقيل جال على المنطقة كلها وطمأن الحكام العرب طمأنهم قال لهم لا تخافوا من الديمقراطية لقد قررنا أن نبقيكم على كراسيكم. القرار قرار التغيير في العالم العربي ليس قرارا داخليا يعني الدوائر الانتخابية بتاع حكامنا ليست في العالم العربي هي في البيت الأبيض والشانزيليزيه وتل أبيب..
رفيق نصر الله: يا سيدي الحكام العرب صور، صور.
فيصل القاسم: كيف ترد؟ صور..
رفيق نصر الله: (متابعا): صور أمام الحاكم العسكري الأميركي صور أمام السفارات الأميركية.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
محمد الخضري: اسمح لي يا دكتور يا فيصل.
فيصل القاسم: تفضل.
محمد الخضري: هل من أحد هل يستطيع الأستاذ رفيق أن ينكر العداء بين الحكومة السورية وأميركا؟ هل يستطيع أن ينكر هذا؟ إذاً لماذا لا يثور الشعب السوري على القائد المورث وعلى الحزب الواحد؟ لماذا؟ أيستطيع الأستاذ رفيق الذي صب جام غضبه على الوضع المصري وتناسى الوضع السوري القريب؟ هذه هي العلة في المثقفين العرب!
رفيق نصر الله: لحظة خليني أرد عليك..
محمد الخضري: لماذا التبريرات؟
رفيق نصر الله: لا، لا، طول بالك علي.
فيصل القاسم: بس دقيقة، بلا مقاطعة..
رفيق نصر الله: طول بالك علي..
محمد الخضري: لا، لا، لا تقاطع..
رفيق نصر الله: لا، أنت كمان طول بالك.
محمد الخضري: جاوب يا أستاذ رفيق.
رفيق نصر الله: أولا، اسمح لي، أولا أنا ما صبيت جام غضبي على مصر، هذه مصر الشعب العظيم اللي نحن تربينا العروبة على يديه وعلى يدي جمال عبد الناصر، أنا أقول أين هو أفق إمكانية إحداث أي تغيير الآن في العالم العربي والأميركي صار أمامك بالشارع العربي، لم يعد..
محمد الخضري: (مقاطعا): لا يمكن، ليس هناك أفق، يا أستاذ رفيق ليس هناك أفق للتغيير.
رفيق نصر الله: برأيك أنت ما في أفق، نحن حاسين بهيدا الانتصار وبقيمة هذا الانتصار..
محمد الخضري: ليس هناك أفق، لسبب وحيد..
فيصل القاسم: بس دقيقة ، بلا مقاطعة..
رفيق نصر الله: خليني أكمل، أما هيدي كلمة السوري أو غير السوري، السوري عندما كان وما زال وحتى الساعة في موقفه النضالي وفي موقفه المواجهاتي وفي موقفه العروبي الصافي هو الذي حمى المقاومة في لبنان وهو الذي الآن يحمي هذه المقاومة وهو الذي وقف أمام مشروع تفتيت الشرق الأوسط وهو الذي ساهم في إسقاط هذا المشروع، أنت تتحدث الآن بنظرة فوقية عن شعوب..
محمد الخضري: لا، لا، لا..
رفيق نصر الله: قطعانية وعن شعوب، هذه الشعوب قدمت دماء، أين هي دماء الأحرار في العالم العربي؟ وين الناس اللي ماتت بالـ 1973 على أطراف قناة السويس من الجزائريين والمغربيين وعند أطراف الجولان؟..
محمد الخضري: أستاذ رفيق، لا، لا..
رفيق نصر الله: أين هي دماء الفلسطينيين وأين هي دماء اللبنانيين؟
محمد الخضري: لا، لا، لا..
فيصل القاسم: بس دقيقة.
رفيق نصر الله: المقاومة اليوم في لبنان ألا تعبر عن حقيقة مشاعر الشعب العربي؟ نحن في زمن حسن نصر الله هذا الزمن المنتصر اللي من المغرب لهرمز هو اللي بيعبر عن حقيقة الشعوب..
محمد الخضري: لا، لا، لا.. أستاذ..
فيصل القاسم: بس دقيقة، ماشي بس سيد..
رفيق نصر الله: عيب نقول نحن هيدي قطعان.
محمد الخضري: أستاذ رفيق..
فيصل القاسم: دقيقة واحدة سيد الخضري. سيد رفيق طيب هل تستطيع أن تنكر أن شعار الشعب العربي في معظمه امش الحيط الحيط وقل يا رب السترة؟
رفيق نصر الله: لا، لا..
فيصل القاسم: يا سيدي ما بتسأل واحد.. إن شاء الله هالحيط بينهال عليهم!
رفيق نصر الله: يا خيي في، لا، لا، في وضع اقتصادي صعب، في الأميركي خلانا.. يا أخي خلى مصر مربوطة بالمساعدة تبعيت القمح، خلانا نحن في لبنان اليوم مزلطين بـ 53 مليار، خلى السوري محاصر صار له من إمتى، فتت العراق وشوف شو عمل فيه وعمم ثقافة أقليات، الإنسان العربي إنسان مسكين الإنسان العربي مربوط بالاقتصاد، اليوم دكتور الجامعة إذا ما راح باس يد الحاكم صح وإذا ما تزلف للسفارة الأميركية ما بيتعين، اليوم الإنسان العربي..
فيصل القاسم (مقاطعا): ليش ليتزلف؟ ليش ليتزلف؟
"وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق"
ليش ليتزلف؟
رفيق نصر الله: يا سيدي على رأسي، بدها ظروفها بدها مناخاتها، اليوم الأميركي بدباباته وبآلياته شفنا شو عم يعمل، نحن بكل لحظة، بكل لحظة.. مين اللي قتلنا نحن بحرب تموز؟ ما الإسرائيلي بس، القنابل الذكية اللي ألقيت علينا إجت مباشرة من عند الأميركي، عندما وجد أن إسرائيل لن تتمكن من ضرب المقاومة دخل بأبدع وأجدد قنابله، مين اللي عم يتدخل مباشرة اليوم؟ حتى يا سيدي مين بيحدد السياسات الدفاعية؟ مين بيقول لهذا النظام اشتر هذا السلاح؟ حتى على مستوى تنظيم السير، ياسيدي في صحف عربية اليوم مدراء تحريرها أميركان، وصلنا لهذه الدرجة!
فيصل القاسم: جميل جدا، طيب سيد الخضري تفضل.
محمد الخضري: يا دكتور فيصل أرجوك بدون مقاطعة. أولا أبطال حزب الله اللي يتحدث عنهم السيد رفيق أحب أقول له إن الشعوب العربية ضد الانتصار التاريخي لحزب الله..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): مش صحيح، مش صحيح..
محمد الخضري: بدوافع قبيحة..
رفيق نصر الله: مش صحيح، منعمل استفتاء..
فيصل القاسم: بدون مقاطعة.
محمد الخضري: لا، لا، أرجوك..
رفيق نصر الله: (متابعا): منعمل استفتاء، الميديا العربية هي ضدها، الإعلام العربي..
محمد الخضري: لا، لا، أنا أستغرب..
رفيق نصر الله: بالظاهري بتحريض أميركي..
محمد الخضري: لا، لا..
رفيق نصر الله: لا، مش صحيح..
فيصل القاسم: سيد رفيق رجاء..
محمد الخضري: أستاذ رفيق أنت تدافع عن الحكومات للأسف، أنت لم تدافع عن الشعوب، حجتك واهية. حقيقة أنا آسف أن مثقفا مثل حضرتك يأتي ويدافع عن الحكومات!..
رفيق نصر الله: أنا ما عم أدافع عن الحكومات، أنا عم أحدد من هو العدو الحقيقي..
محمد الخضري: أنت لم تذكر الشعوب وأنت تبرر للحكام..
رفيق نصر الله: العدو الحقيقي هو الأميركي، هو الأميركي.
محمد الخضري: لا، لا، أستاذ فيصل مو مقبول، هذا مو مقبول.
دور المثقفين والإعلام وآفاق المقاومة والحركات الإصلاحية
فيصل القاسم: رجاء سيد رفيق، سيد خضري بلا مقاطعة والدور لك تفضل يا سيدي.
محمد الخضري: يا أخي أنا أستغرب الحوار كله جرى دفاعا عن الحكومات وهذا ليس بغريب وهي علة المشكلة أننا لا نقول الحقيقة، والشجعان من أمثالي وباقي الأحرار قليلون جدا للأسف والإعلام العربي إعلام منافق والمثقفون العرب جلهم 99% منافقون ولا يقولون الحقيقة، إن هذه الشعوب غارت في بحور العبودية ومن المعيب جدا أن يقول الأستاذ رفيق إنهم شعوب تأتمر بأمر الملحق العسكري، من المعيب جدا أن يقول إن..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): أنا ما قلت الشعوب، أنا قلت الحكام..
محمد الخضري: (متابعا): الطغاة يأتمرون بالملحق العسكري..
رفيق نصر الله: أنا قلت الحكام يأتمرون.
فيصل القاسم: بس دقيقة.
محمد الخضري: أين دور الشعوب؟ أين دور الشعوب العربية؟ أين النهضة التي نهض بها الشعب الياباني أو الألماني أو الأوكراني أو الجورجي أو حتى أين الشعوب الخاضعة من الشعب الإيراني وحركات الإصلاح؟ أين الشعب العربي، الشعوب الخاضعة من العرب من الشعب التايلندي؟ أين الشعوب من الشعوب حتى بعض الشعوب الإفريقية؟ معيب هذا الكلام حقيقة. لكن رغم أنوف الشعوب سيبقى الطغاة يقولون نأخذ منكم كل ما هب ودب ولا نخاف أحدا ولا نخشى رغم أنوفكم، إننا الزعماء المنتخبون الذين أتينا باستفتاء رغما عن أنوفكم ، 99,9%. الأجدر بالشعوب العربية أن تتعلم من مدارس الأحرار ليس في أوروبا بل من مدرسة الأحرار الفلسطينية أم من مدرسة أحرار العراق أو من مدرسة أحرار جنوب لبنان.
رفيق نصر الله: الشعب العربي منين؟ من جنوب إفريقيا! شو هالحكي!
فيصل القاسم: طيب يا سيدي دقيقة..
رفيق نصر الله: هناك آلاف الشهداء العرب..
فيصل القاسم: بس دقيقة، سيد الخضري أحرار العراق يا رجل! هل أنت أحرار العراق.. بس بسرعة، يعني أنت هلق يعني بعضلاتك حررت لي العراق؟ بعضلاتك روحت صدام حسين ونظام البعث؟! أنتم لولا الأميركيين لما.. لكنتم الآن في نفس الوضع العربي. يعني أنا أسألك سؤالا، يعني لو رفعت أميركا الغطاء عن الأنظمة العربية بأكملها بالمناسبة لأنه كله مثل بعضه يعني واحد بيعمل لك ثورجي وواحد بيعمل لك.. والثورجي صار أكثر رجعية بألف مرة من الرجعي القديم، سقى الله على أيام الرجعية، سقى الله! بيقول لك البعض، فالقصة وما فيها أن أميركا يعني لو رفعت الغطاء عنهم لسقطوا خلال ساعات، أنت تحارب أقوى قوة، أميركا لا تريد التغيير يا سيدي. ثانيا، أنا أسألك سؤالا، في ثورة 1968 في أوروبا خرج الطلاب لأشهر وهم يعارضون الأنظمة والحكومات، لم يمت من الطلاب إلا واحدا أو اثنين خلال أشهر، أنت تخرج أي مظاهرة الآن في العالم العربي، يقتلون المظاهرة عن بكرة أبيها بمسدساتهم وبدباباتهم، ينزلون الدبابات إلى الشوارع من أجل ملاحقة طفل!
رفيق نصر الله: وهل الأميركي بيسأل؟
محمد الخضري: اسمعني دكتور، أرجوك اسمعني. أولا بالنسبة للعراق رغم أنوف الحاقدين من العرب دسنا رؤوس الدكتاتور والطغيان ونستعين بالشيطان من أجل هذا. المسألة الأخرى عندما أين العرب من ثورة الطلاب في اليونان أو ثورة الطلاب الفرنسيين والآن الاتحاد العام لطلبة العرب يقوده صعلوك خاضع من دولة دكتاتورية لا يجرؤ حتى بذكر اسم طاغيته، أين نقابات العمال العربية تجاه نقابات العمال البولونية التي قام عامل، ليخ فاليسيا، وسحق المؤسسة العسكرية البولونية؟ أين النقابات؟ أين المعارضة؟ أين المعارضة التي جلها من المخابرات؟
رفيق نصر الله: (مقاطعا): لا، لا، وين انتهت بولونيا؟ أين انتهت بولونيا؟ شو هالحكي..
فيصل القاسم: بس دقيقة، بس يكمل، بس دقيقة.
رفيق نصر الله: وين انتهت بولونيا؟ معلش أخذ وقته.
فيصل القاسم: دقيقة وصلت الفكرة سيد الخضري..
محمد الخضري: نعم، نعم..
فيصل القاسم: وصلت الفكرة. بس أنا أسألك، هو ذكر إيران، طيب يعني أنت رأيت في إيران في الأشهر الماضية كيف انتفض الشعب الإيراني عن بكرة أبيه لأنه حدث تزوير 2% أو 3%؟
رفيق نصر الله: ما كان عن.. مش عن بكرة أبيه.
فيصل القاسم: دقيقة، دقيقة، تزوير، 2%، 3%. حتى يا رجل عند قرضاي في أفغانستان الأفغان الذين يموتون جوعا ويعانون الأمرين لم يقبلوا بالتزوير، حتى عبد الله عبد الله هذا منافس كرزاي ثار ضد التزوير..
رفيق نصر الله: ثار إعلاميا..
فيصل القاسم: نحن، بس دقيقة، طيب نحن في العالم العربي تزور الانتخابات 100%، مش 99%..
رفيق نصر الله: بإرادة من؟
فيصل القاسم: بالاستفتاءات بيزوروها بيحطوا الانتخابات..
رفيق نصر الله: بإرادة من؟
فيصل القاسم: طيب، متى سمعت شعبا عربيا انتفض ضد الاستفتاءات المفبركة ضد الانتخابات المفبركة؟
رفيق نصر الله: يا سيدي نحن بدنا نأخذ بعين الاعتبار نقرأ جيدا ظروفنا في العالم العربي، بدنا نعرف أنه نحن -قلت لك- تحت القبضة الإستراتيجية للأميركي والأوروبي وحتى بعض الدول الكبيرة من أجل منع أي تغيير في هذا العالم العربي أولا حفاظا على الأمن الإستراتيجي الإسرائيلي وثانيا لإبقاء كل روح الشرق الأوسط اللي هو النفط في قبضة هذه الدول، ممنوع علينا التغيير. من الذي أساسا يعطي أدوات القمع اللي عم نحكي عنها؟ وضع إيران مختلف، إيران ما خاضت من الـ 1948 هذا المخاض، يا سيدي لما الشعوب العربية تسنى لها مناخات وبيئة نضالية حقيقية قدمت ملايين الشهداء، شو عمل الشعب الجزائري من أجل معركة التحرير؟ شو عمل الشعب المصري لما قاتل بعدوان 1956 ولما عبر بالـ 1973 ولما قام بالثورات؟ شو عملت الشعوب بتونس حتى بأول الثورة ضد الفرنسيين؟ وفي المغرب من أيام الخطابي حتى الآن وماذا فعلنا نحن في لبنان وفي سوريا وفي كل الأنظمة؟ عندما تتوفر البيئة هناك ساعتها هذا النهر بيمشي بمجراه ولكن لما بتضع أنت سدودا كثيرة هذا النهر بده يروح إلى روافد أخرى، نحن ممسوكون برقابنا من الأميركي، إذا ظليتني أنا أقول قطعان والحكام وتعتير، أنا أمامي الدبابة الأميركية صارت مباشرة أمامي القبضة الأميركية صارت مباشرة، وكل هالثورات الملونة من حوالينا شفناها وين انتهت وكيف انتهت وقديش أفقها ولوين وصلت، حتى اللي عم يقول لي عن بولونيا، وين انتهت بولونيا؟ بحضن الحلف الأطلسي ولا وين انتهت؟ وكانت جزء مقدمة لسقوط الاتحاد السوفياتي وشفنا بقية الدول اللي انعملت وهلق حنشوف أن هذا التغيير حتى ضد منطق فاليشيا وغيره. نحن اللي عم نقوله هذه الشعوب العربية قدمت دماء وقدمت شهداء، نحن .. أنا ابن جنوب لبنان وبأعرف قديش مئات الشباب والمتطوعين السوريين ماتوا على تلالنا، أنا أقف من عند عز الدين القسام السوري اللي إجا لفلسطين مع المئات والآلاف واستشهدوا على أرض فلسطين، والأردني واليمنيون إجوا قاتلوا حتى.. عندما تتاح الفرصة بيقاتل وبيغير لكن يا سيدي نحن مقبوض..
فيصل القاسم (مقاطعا): ماشي بس أنا أسألك سؤالا، أنت تضع اللوم على الأميركيين، الأميركيون في الآونة الأخيرة انتقدوا مصر انتقادا هائلا لمنع..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): إعلاميا بالميديا.
فيصل القاسم: انتقدوها لأنها تقمع المظاهرات..
رفيق نصر الله: بالميديا، لا، لا، هيدا جزء من تخويف النظام من أجل إعادة تركيب النظام، نحن صرنا عرفانينه هذا، هلق دائما الأميركي شو بيحكي؟ عن حقوق الإنسان وكذا بس ما بيحكيك عن كل أحداث القمع وعن كل أحداث التخلف، هلق ما في أعمال قمع بغير مصر؟ بالأماكن التي تتواجد فيها قواعد أميركية مثلا، ليش ما بيحكوا عنها؟
فيصل القاسم: جميل جدا، إذاً سيد الخضري إذاً هذا الكلام إذا لم يكن هناك إرادة غربية لن يتحرك الشعب في أي مكان في العالم الثالث..
رفيق نصر الله: حتى في تايلند.
فيصل القاسم: في العالم الثالث، في زمبابوي قبل فترة ثاروا على موغابي، لماذا ثاروا على موغابي؟ ليس لأن الشعب يعني ضجر -إذا صح التعبير- من دكتاتورية موغابي بل لأن بريطانيا تريد أن تحرك الوضع ضد موغابي، العالم الثالث لا يتحرك إلا على الريموت كونترول من الغرب، وأنت تعلم الآن يعني هناك اتفاقيات وهناك معاهدات موضوعة من وقت البريطانيين الاستعمار البريطاني حتى جاء الأميركان، الاتفاقيات انتقلت من البريطانيين إلى الأميركيين، معاهدات تنص على أن الأميركان يحمون الحكام ويسمحون لهم بأن يدوسوا على الشعوب وينهبوا البلدان بشرط أن أميركا تأخذ كل ما تريد من هذه الدول من الخليج وغير الخليج، هل تستطيع أن تنكر؟
محمد الخضري: يا دكتور فيصل دعنا يعني نخض في صلب الموضوع، هناك داء العرب والمشكلة هي في تمجيد الماضي وهناك ثقافة عربية قامت من زمن الدولة العثمانية تقوم على ركيزتين، أيديولوجية السلطة الحاكمة وأيديولوجية طاعة الشعب، لكن هناك تبريرات الحقيقة واهية لن يستطيع الأستاذ رفيق ولا حتى المثقفين أن يردوها، وأنت ذكرت نموذج إيران إن لم يقبلوا بنموذج باكيف، هناك نماذج كثيرة في العالم لكن هذا تبرير الحقيقة لا يزيد يعني إلا الطين بلة للأسف هذا يؤثر على المستقبل. نحن نقول يجب أن نكون موضوعيين ومنصفين ونقول الحقيقة حتى نجنب الأجيال العربية ونفهم هذه الأجيال أن هناك أجيالا من القطعان أضاعت الحضارة وأضاعت التاريخ وصدقني إن أغلب الشعوب العربية ستقف يوم الموقف العظيم أمام الشهداء الذين ضحوا من أجل هذه الشعوب وحرية هذه الشعوب لكن هذه الشعوب أبت..
رفيق نصر الله: (مقاطعا): طيب ليش مش عم تعترف فيهم هؤلاء الشهداء؟
محمد الخضري: (متابعا): إلا أن تكون مستعبدة، يعني للأسف الأستاذ رفيق..
فيصل القاسم (مقاطعا): طيب أشكرك سيد الخضري الوقت انتهى. جملة واحدة لك، كيف تنظر إلى مستقبل الشعوب العربية هل تتحرك؟ بجملة.
رفيق نصر الله: هذه الشعوب حية وسيأتي اليوم الذي تعبر فيه عن حريتها، نحن عدونا هو الأميركي.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر، سيد الخضري الكلمة الأخيرة، ماذا تقول للشعوب العربية؟ ماذا تتوقع لها؟ بجملة.
محمد الخضري: هذه الشعوب ميتة خانعة خاضعة، انتهى زمنها.
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر.
رفيق نصر الله: إيه هلق منستسلم للأميركي وخليه يصنع لنا الثورات هو!
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر. مشاهدي الكرام لاقتراحات موضوعات وضيوف لبرنامج الاتجاه المعاكس يرجى التواصل على البريد الإلكتروني opp@aljazeera.net
لم يبق لنا إلا أن نشكر ضيفينا هنا في الأستوديو السيد رفيق نصر الله وعبر الأقمار الصناعية من كوبنهاغن السيد محمد الخضري، نلتقي مساء الثلاثاء المقبل فحتى ذلك الحين ها هو فيصل القاسم يحييكم من الدوحة، إلى اللقاء.