
حجم وتأثير الأحزاب الإسلامية في الجزائر
شكّل الإسلاميون الجزائريون أحد أهم المكونات وأكثرها إثارة للجدل في الساحة السياسية الجزائرية، وآثر بعضهم القبول بقوانين اللعبة وشاركوا في الحياة السياسية، في وقت فضل آخرون القطيعة الكاملة بل المواجهة المسلحة مع النظام.
وطرحت حلقة الأحد 21/6/2015 من برنامج "الواقع العربي" أسئلة عن مسؤولية القيادات الإسلامية، وكيف للإسلاميين أن يستدركوا ضعف حجمهم ودورهم؟ وماذا أعدوا من برامج سياسية تعينهم على تحقيق الأفضل وتطوير مستقبل بلادهم؟
تحوّل الخطاب
وعن توجهات الحركات الإسلامية وحواضنها الشعبية، رأى الباحث في الشأن الجزائري الحواس تقية أن الجبهة الإسلامية كانت تعبر إلى حد ما عن مجتمع الهامش الذي انجذب وراء الخطاب الديني، أما حركة مجتمع السلم فقال إنها كانت تعبر عن البرجوازية الصغيرة المتمثلة في ذوي الوظائف المتوسطة.
وأشار تقية إلى تحول كبير طرأ على الخطاب الوطني عقب تحول المواجهة بعد الاستقلال إلى صدام بين السلطة والشعب، وأوضح أن الحركة الإسلامية نجحت في استبداله بخطاب يهاجم النظام ويشير إلى فساده، ويعزو ذلك إلى البعد عن طريق الله.
وأرجع تقية أسباب تشظي الحركات الإسلامية وضعفها إلى بنية الجزائر الاجتماعية باعتبارها عاملا حاسما، وأوضح أن القاعدة الشعبية لهذه الأحزاب هشة ولا يمكن الارتكاز عليها.
وقلل من قدرة القوى الإسلامية على مواجهة النظام، وعلل ذلك بأن قواها قد استنزفت، كما أن بعض قياداتها شاركت في تأهيل النظام وإعادة بنائه، وأصبحت تتقاسم معه المسؤولية عن الإخفاقات، الأمر الذي أحدث إرباكا في قواعد الحركة الإسلامية، حسب رأيه.
تشظي الأحزاب
وعن مدى مسؤولية القيادات الإسلامية عن تشظي الحركات الإسلامية، قال رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري إن جميع الحركات السياسية والأحزاب تعرضت لهذا التشظي نتيجة لانسداد الأفق السياسي، الأمر الذي جعل هذه الأحزاب في حالة حيرة وعجز عن تنفيذ مشاريعها السياسية.
وأضاف أن هذه الحركات أدركت استحالة الممارسة السياسية فاختارت بعض قياداتها الدخول في حوار مع السلطة من أجل ترتيب مشاركتهم في الحكم.
وبحسب مقري، فإن النظام أصبح يعاني حالة إرباك شديد، وأرجع هذا الإرباك إلى أن التيار الإسلامي صار له خطاب متجدد خال من الخوف والتخدير الذهني، وأكد أن الحركة الإسلامية ستكون في طليعة التغيير القادم.