ما قصة إلغاء ولي عهد الأردن زيارته للأقصى وعلاقته بمنع طائرة نتنياهو من العبور للإمارات؟
أقر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيانه أن الموقف الأردني الذي أجبر نتنياهو على إلغاء زيارته للإمارات نبع كما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي الشريف جراء خلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي يتم اتخاذها بالأقصى.

في مشهد كشف عمق الأزمة الدبلوماسية بين الديوان الملكي الأردني ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اضطر بنيامين نتنياهو لتأجيل زيارته إلى الإمارات التي كانت ستجري اليوم الخميس، وذلك بعد رفض عمّان مرور طائرته عبر الأجواء الأردنية.
ويأتي الرفض الأردني الذي أجبر نتنياهو لتأجيل زيارته للإمارات، للمرة الرابعة، ردا على الترتيبات الأمنية والشروط التي وضعتها تل أبيب للزيارة التي كانت مقررة مساء الأربعاء لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله إلى القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.
ووصل ولي العهد الأردني بالفعل ومرافقوه والفريق الأمني مساء الأربعاء إلى معبر جسر الملك حسين، لكنه ألغى الزيارة التي نسقت بكافة تفاصيلها مع الجانب الإسرائيلي.
بين القدس وأبو ظبي
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الأردن قد ألغى الزيارة بسبب الشروط التي وضعتها تل أبيب والخلافات مع عمّان حول التدابير الأمنية التي سيتم اعتمادها في ساحات الحرم القدسي الشريف، والتي تكرس السيادة الاحتلالية خلال زيارة ولي العهد، وذلك خلافا لبنود اتفاقية وادي عرابة التي تقر بالسيادة الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس.
وزعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجانب الأردني لم يستوف شروط الترتيبات المسبقة، وجلب عددا أكبر من حراس الأمن، مؤكدة أنه عندما أصر الجانب الإسرائيلي على تنفيذ الشروط ومنع دخول المرافقة الأمنية لولي العهد، قرر الأخير إلغاء الزيارة.
وقبل الإعلان الرسمي من قبل تل أبيب عن إلغاء زيارة نتنياهو إلى الإمارات بسبب الموقف الأردني، أفادت وسائل الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" صباح اليوم الخميس أن نتنياهو يدرس إلغاء زيارته إلى الإمارات بسبب دخول عقيلته سارة مستشفى هداسا عين كارم بالقدس، إثر التهاب الزائدة الدودية، حيث سيتم إخضاعها للجراحة ومن المتوقع أن ترقد بالمستشفى عدة أيام.
وفي محاولة لتبديد وتقليل التوتر السائد بين مكتب نتنياهو والديوان الملكي نقل موقع "والا" الإلكتروني عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية رفيعة أن الأردن بلغ في وقت لاحق تل أبيب أنه يسمح لطائرة نتنياهو عبور الأجواء الأردنية.
لكن المراسل السياسي للموقع براك رافيد أوضح أن "تل أبيب أمتنعت عن الزيارة كون البلاغ جاء متأخرا، حيث تم الاتفاق بين مكتب نتنياهو وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، أن ينسقا موعدا آخر لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي".
اعتراف بالخلافات
من جهته، اعترف ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تأجيل زيارة نتنياهو للإمارات أتى بسبب الموقف الأردني الرافض لعبور طائرة نتنياهو، وذلك في أول تصريح رسمي إسرائيلي عن الفتور والتوتر المتواصل من وراء الكواليس بالعلاقات بين تل أبيب وعمّان.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو تلقت الجزيرة نت نسخة منه "كان من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء نتنياهو، اليوم الخميس، بزيارة إلى الإمارات، ولكن بسبب صعوبات طرأت على تنسيق مرور رحلته عبر الأجواء الأردنية تم تأجيلها".
وأقر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية في بيانه أن الموقف الأردني الذي أجبر نتنياهو على إلغاء زيارته إلى الإمارات نبع كما يبدو من إلغاء زيارة ولي العهد الأردني إلى الحرم القدسي الشريف، جراء خلاف طرأ حول التدابير الأمنية التي يتم اتخاذها في الأقصى.

مساس صارخ بالأقصى
من جانبه، أوضح إيتمار آيخنر المراسل السياسي للموقع الإلكتروني "واينت" بأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الأردن اعتبر شروط تل أبيب والترتيبات الأمنية لزيارة ولي العهد للقدس والأقصى مساسا صارخا بالمسجد المبارك، وعليه لم يسمح الأردن لطائرة نتنياهو بالعبور فوق أجوائه.
وكشف المراسل السياسي النقاب عن أن الإمارات خططت لإرسال طائرة تقل نتنياهو من إسرائيل، حيث كان من المقرر أن تصل طائرة رجال أعمال خاصة تابعة لشركة تديرها العائلة الحاكمة بأبو ظبي، صباح اليوم الخميس، إلى مطار بن غوريون لتقلع مع حاشية نتنياهو إلى مطار أبو ظبي.
ولكن، وفقا للمراسل الإسرائيلي آيخنر، فإن الطائرة الإماراتية توقفت للانتظار، مساء الأربعاء، لعدة ساعات في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة عمان، والخميس ظهرا، وتم تحديث رحلة الطائرة الإماراتية الخاصة في نظام تشغيل مطار بن غوريون على أنها "ملغاة" وبعد إلغاء الرحلة أقلعت الطائرة من مطار عمان وعادت إلى الإمارات.
غانتس وأشكنازي
وقبل نحو أسبوعين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عقب لقاء غير معلن جمعه بالملك عبد الله الثاني بالعاصمة عمان "العلاقات مع الأردن بمثابة رصيد هائل، ويمكن أن تكون العلاقات أفضل ألف مرة" بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأضاف غانتس "نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها بالأردن ووجوده يتعارض مع تعزيز العلاقات بين البلدين" مؤكدا بأن لديه اتصالات مستمرة ووطيدة مع الملك ومسؤولين أردنيين آخرين، معتقدا أنه "من الممكن الوصول إلى عشرات اتفاقيات التعاون بالمشاريع المدنية المشتركة التي من شأنها أن تعزز العلاقة بشكل كبير".