ألمانيا وبريطانيا تبدآن تجارب سريرية لعلاج كورونا.. وأستراليا تدعو لتحقيق حول انتشار الفيروس
بينما تبدأ دول أوروبية إجراء تجارب سريرية لاختبار لقاحات تواجه فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، تطالب أستراليا بدعم دولي لإجراء تحقيق شامل حول الفيروس وأسباب انتشاره.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 175 ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين تجاوز عدد الإصابات مليونين ونصف المليون.
من جهتها، أعلنت السلطات الصحية الفدرالية في ألمانيا اليوم الأربعاء أن شركة "بيونتيك" -التي مقرها ماينز والمرتبطة بمختبر فايزر الأميركي- ستباشر تجارب سريرية أولى على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وأوضحت السلطات المعنية أن هذه التجارب تشكل "الاختبار الرابع على الإنسان" في العالم، في سياق البحث عن لقاح ضد مرض كوفيد-19.
وقال معهد بول إيرليخ على موقعه الإلكتروني إن هذه التجارب ستشمل في مرحلة أولى مئتين من المتطوعين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، موضحا أن مراحل أخرى من الاختبارات ستجرى على متطوعين آخرين في الأشهر المقبلة.
واعتبر المعهد أن "الاختبار على الإنسان يشكل مرحلة مهمة على طريق تطوير لقاحات آمنة وفاعلة ضد كوفيد-19، سواء لسكان ألمانيا أو خارجها".
ويتوقع أن تجري فايزر بدورها تجارب سريرية في الولايات المتحدة، حين توافق السلطات الصحية على ذلك، وفق ما أفادت به بيونتيك، التي كانت متخصصة حتى الآن في السعي لإيجاد علاجات للسرطان.
وأورد معهد بول إيرليخ أن هذه التجارب الأولى في ألمانيا تهدف إلى "تحديد مدى القابلية العامة للقاح الذي يتم اختباره وقدرته على توفير رد مناعي" على الفيروس.
وثمة 150 برنامجا حاليا في العالم تهدف إلى تطوير لقاحات للتصدي لفيروس كورونا.
وفي السياق نفسه، تبدأ جامعة أكسفورد البريطانية غدا الخميس اختبار لقاح على البشر كانت طورته مؤخرا ضد فيروس كورونا التاجي.
وتعتمد التجربة البريطانية على متطوعين تدفع لهم الحكومة مقابلا يبلغ 650 جنيها إسترلينيا (نحو ثمانمئة دولار) وفقا لبعض التقارير الصحفية.
وأعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك تخصيص 42.5 مليون جنيه إسترليني (نحو 52 مليون دولار) لصالح تجارب للقاحين طورتهما جامعتا أكسفورد وإمبريال كوليدج لندن.
تحقيق دولي
من ناحية أخرى، قالت الحكومة الأسترالية اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء سكوت موريسون طلب الدعم لفتح تحقيق دولي بشأن جائحة فيروس كورونا المستجد، في اتصالات هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأثار مسعى أستراليا لبدء مراجعة مستقلة بشأن منشأ الفيروس وتفشيه واستجابة منظمة الصحة العالمية له؛ انتقادات حادة من الصين التي اتهمت المشرعين الأستراليين بتلقي التوجيهات من الولايات المتحدة.
وأبلغت الصين منظمة الصحة العالمية لأول مرة بانتشار فيروس كورونا المستجد -الذي يعتقد أنه نشأ في سوق بمدينة ووهان (وسط الصين)- يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ووصل مسؤولو المنظمة إلى ووهان يوم 20 يناير/كانون الثاني بعد انتشار الفيروس في ثلاث دول أخرى.
وقال موريسون على تويتر اليوم الأربعاء إنه أجرى "نقاشا بنّاء للغاية" مع ترامب عن استجابة البلدين لمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد والحاجة لعودة النشاط الاقتصادي.
وكتب على تويتر "تحدثنا كذلك عن منظمة الصحة العالمية والعمل معا من أجل تحسين شفافية وكفاءة الاستجابة الدولية للجوائح".
وقال مكتب موريسون إن رئيس الوزراء تحدث كذلك مع المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون بشأن دور منظمة الصحة العالمية.
وأفاد مصدر حكومي لرويترز بأن أستراليا تبحث ما إذا كان يتعين منح منظمة الصحة العالمية سلطات تشبه تلك الممنوحة للمفتشين الدوليين في مجال السلاح لدخول الدول والتحقيق فيها من دون انتظار موافقة.
وانتقد البيت الأبيض بشدة الصين ومنظمة الصحة العالمية، وسحب تمويل الولايات المتحدة للمنظمة. وشكك مشرعون أستراليون بارزون كذلك في شفافية الصين بشأن تفشي الفيروس.
من جهتها، قالت السفارة الصينية في كانبيرا -في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء- إن المشرعين يتصرفون بناء على توجيهات من ترامب، وإن "ساسة أستراليين بعينهم يحرصون على ترديد ما أكده هؤلاء الأميركيون، وببساطة اتباع خطاهم في شن هجمات سياسية على الصين".
لكن ماريز باين وزيرة الشؤون الخارجية أكدت أن أستراليا قامت بدور رائد من أجل فتح التحقيق لأنها "ديمقراطية ليبرالية ولها تاريخ مثبت في صياغة عمليات دولية بناءة".