بالصور.. مظاهرات البصرة تعود من جديد

مظاهرات البصرة.
المتظاهرون في البصرة طالبوا بمحاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه (الجزيرة نت)
عمار الصالح-البصرة
 
مرة أخرى تجددت المظاهرات في البصرة (جنوبي العراق)، لكنها حملت معها صبغة مختلفة عن مظاهرات العام الماضي، بتركيزها على المطالبة بإقالة محافظ البصرة مع شعارات تطالب بتحسين واقع المدينة.
 
المظاهرات التي انطلقت مؤخرا في ظل تخصيصات مالية كبيرة لمشاريع تطويرية في البصرة، تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، غاب عن المشاركة فيها نشطاء مدنيون كان لهم حضورهم في ساحات التظاهر في الشهور السابقة.
جانب من المظاهرة التي شهدتها البصرة أمس (الجزيرة نت)
جانب من المظاهرة التي شهدتها البصرة أمس (الجزيرة نت)
يقول المشارك في المظاهرات أبو كرار الإبراهيمي -في حديث للجزيرة نت- إن المطلب الرئيسي الذي نسعى لتحقيقه من خلال المظاهرات هو إقالة المحافظ أسعد العيداني، لفشله في إدارة المدينة وتقصيره في تقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين الذين سقطوا خلال احتجاجات العام الماضي.
 
ويرى أن إجراء التغييرات في رأس حكومة البصرة المحلية من شأنها المساعدة في توفير فرص عمل للعاطلين، وانتشال المدينة من واقعها الحالي المزري.
 
وفيما يلوح الإبراهيمي بتواصل المظاهرات حتى تحقق مساعيها، شهدت الاحتجاجات الجديدة غياب الكثير من النشطاء المدنيين الذين شكلوا جزءا أساسيا في الحراك الشعبي بالبصرة في الاحتجاجات السابقة.
المتظاهرون اتهموا المحافظ بالفشل في إدارة المدينة وطالبوا بإقالته (الجزيرة نت)
المتظاهرون اتهموا المحافظ بالفشل في إدارة المدينة وطالبوا بإقالته (الجزيرة نت)
تشكيك
يقول الناشط المدني فلاح حسن إن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة لا تخلو من النشطاء الجيدين الذين يحملون أهدافا وطنية، لكنهم يشكلون قلة مع آخرين انتفاعيين موجهين من أحزاب أو مسؤولين في الحكومة المحلية.
 
وأضاف أن الأحزاب الموجودة وبعض المسؤولين المحليين تدخلوا في موضوع الحراك المدني في البصرة، وأخذوا على عاتقهم استدراج بعض المتظاهرين لتوجيههم حسب مصالح سياسية أو شخصية، حيث أصبح لكل مسؤول سياسي في الحكومة المحلية مجموعة من المتظاهرين، وبالتالي تكونت حركة احتجاجية ملوثة وغير واضحة المعالم.
الصراع على منصب المحافظ يعتبره البعض محركا للمظاهرات في البصرة (الجزيرة)
الصراع على منصب المحافظ يعتبره البعض محركا للمظاهرات في البصرة (الجزيرة)
صراع المناصب
ويعتبر الصراع على منصب المحافظ أحد محركات موجة المظاهرات، ولا سيما بعد خسارة قوى سياسية لنفوذها على هذه المدينة التي تعد شريان الحياة في الاقتصاد العراقي، وهذا ما تجلى في تعليق محافظ البصرة أسعد العيداني على الأحداث الجديدة والذي نشره في صفحته الشخصية على الفيسبوك وكتب فيه "هناك جهة سياسية هدفها الاستحواذ على منصب المحافظ، وليس حرصا على محافظة البصرة".
 
في المقابل، ينفي عضو مجلس محافظة البصرة عن منظمة "بدر" ناظم نمر وجود صراع بين القوى السياسية في المحافظة، وذكر أن "ما يحصل في البصرة هي احتجاجات تأتي لوجود مشاكل يتعلق جزء كبير منها بسياسية الحكومة المركزية".
 
ويعد تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم الكيان السياسي الذي هُمّش دوره في البصرة، بعد ترشيحه للمحافظ الحالي أسعد العيداني لهذا المنصب، قبل أن يعلن الأخير استقالته من الحكمة والانتقال إلى قائمة النصر الذي فاز معها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ليعلن انشقاقه من النصر والاحتفاظ بمنصب المحافظ وتأجيل عضويته في مجلس النواب لعدم تأديته اليمين الدستورية.
المتظاهرون طالبوا بتوفير فرص عمل وانتشال البصرة من 
المتظاهرون طالبوا بتوفير فرص عمل وانتشال البصرة من "واقعها المرير" (الجزيرة نت)
ومع ارتفاع حجم التخصيصات المالية لمشاريع الإعمار في البصرة والتي تجاوزت ثلاثة مليارات دولار لعام 2019، ازداد التوترات السياسية بين القوى الحزبية، وهو ما دعا أعضاء تيار الحكمة في حكومة البصرة المحلية لتجديد مطالبتهم بتحديد موقف محافظ البصرة من البقاء في منصبه أو اختيار عضوية مجلس النواب، مع توجيه اتهامات له بالفساد واستغلال المنصب.
 
ويعتقد المحلل السياسي عباس الجوراني أن الأحزاب السياسية أخذت تطل من خلال المظاهرات، وتحاول أن تستثمر الجماهير لمصالحها الخاصة.
 
وذكر أن هذا التنافس السياسي يسعى إلى توجيه التظاهرات -أو جزء منها- نحو أهدافه الخاصة، ولا سيما مع وجود أزمات يعاني منها المواطنون الذين لم يجدوا على طول فترة حراكهم المدني آذانا صاغية تلبي "مطالبهم المشروعة".
المصدر : الجزيرة