بالفيديو: الكنافة النابلسية.. أصل الحكاية

عاطف دغلس-نابلس

إن اختلف في تاريخ نشأتها وظهورها، لا يمكن بحال أن يختلف على أنها نابلسية الأصل والمنبع، فالكنافة عروس مدينة نابلس التي لا تنضب ولا يجف عرقها، وطعمها لا يتغير مهما تعاقبت الأجيال على صناعتها، وهي بداخل المدينة أطيب وألذ عن غيرها من الأماكن وإن كانت المقادير والمكونات ذاتها.

يقال إن الكنافة أعدت في وقت سابق لزمن مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان في دمشق، وكان يعرف بأنه أكول (كثير الأكل) وعندما كان يتناول سحوره في رمضان لم يكن شيئا ليسد جوعه غير الكنافة، حيث أعد له الطبق عندما زار نابلس.

تعاقبت الأجيال النابلسية على صناعتها، فنقلتها بعض العائلات كعائلة أباظة إلى خارج فلسطين في دمشق، وسميت -حسب حكواتي مدينة نابلس والعارف بتاريخها طاهر باكير- بالكنافة الأباظية بدمشق، ثم نقلت لمدينة إسطنبول التركية وصارت تعرف هناك بالكنافة الإسطنبولية "غير أنها كنافة نابلسية وموطنها الأصلي نابلس"، يؤكد باكير.

وتعد عجينة الكنافة من الطحين والسمن والماء بشكل أساسي، وعند صناعتها يتم فركها وتفتيتها لقطع صغيرة، ثم توضع فوق إناء نحاسي كبير (سدر) موضوع فوق النار ليتم شويها ومن ثم وضع الجبن البلدي فوقها لتحمى على النار قليلا، ثم تقلب بإناء آخر ليرى وجهها الأحمر ويسكب فوقها السكر المعقود (القطر) وتقدم بشكل لائق للزبائن.

ويعرف أهالي نابلس تحديدا بحبهم وولعهم بالكنافة لدرجة كبيرة، إلى درجة أنهم يعدونها في بيوتهم بشكل اعتيادي لا سيما إذا ما قصدهم الضيوف، كما يقدمونها في المناسبات كالفرح بقدوم مولود أو ما شابه وفي المناسبات الدينية المختلفة، وتقدم أيضا في الأتراح لسبب يجهله كثيرون، ويشار إلى أنه لم يكن سوى عمل نفذه أحدهم في الزمن القديم وأتبع جيلا بعد آخر.

ورغم أن الكنافة تعرف بنوعين لا ثالث لهما هما الخشن والناعم، فإن الناعم هو الأكثر تداولا والألذ طعما كما يصفه الكثيرون، إلا أن أشكالها تتنوع بين المحير والأقراص (القطع الدائرية) والأصابع الطولية، وهي تؤكل بمعظم أيام السنة ولكن الطلب عليها يزداد في فصل الشتاء نظرا لحاجة الإنسان للطاقة.

المصدر : الجزيرة