شعار قسم مدونات

مراجعة الأداء وأهميتها في تحسين بيئة العمل

أهدافنا وهواياتنا و أوقات الفراغ أيضا يجب التخطيط لها
تُعتبر مراجعات الأداء عملية حيوية وذات قيمة إستراتيجية لمديري الموارد البشرية (شترستوك)

في مجال إدارة الموارد البشرية، تُعد مراجعات الأداء أداة محورية وفعّالة لقياس الإنتاجية، ورضا الموظفين، وكفاءتهم العامة في أداء مهامهم.

تمثل هذه المراجعات خطوة حاسمة في فهم نقاط القوة والفرص التحسينية لدى الموظفين، وبالتالي تسهم في توجيه القرارات الإستراتيجية المتعلقة بالتعويضات، والترقيات، والتدريب.

بالإضافة إلى ذلك، ترتبط مراجعات الأداء بشكل وثيق بإدارة المواهب وتطوير رأس المال البشري، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في إستراتيجيات بناء بيئة عمل قادرة على تحفيز الأداء المتفوق، وتعزيز النمو المهني المستدام.

تُعتبر مراجعات الأداء عملية حيوية وذات قيمة إستراتيجية لمديري الموارد البشرية، إذ تمنحهم الفرصة لتقييم إدارة الأداء، وتقديم ملاحظات بنّاءة، ومواءمة أهداف الموظفين الفردية مع أهداف المنظمة.

كما تتيح عملية مراجعات الأداء للإدارة تمييز الموظفين المتميزين وتقدير إنجازاتهم، فضلًا عن معالجة أية مشكلات تتعلق بالأداء بشكل مبكر وفعّال.

من خلال هذه العملية، يمكن تحديد الفجوات بين المهارات الحالية للعاملين واحتياجات العمل المتجددة، ما يساعد على ضمان التوافق المستمر بين القدرات الفردية، ومتطلبات العمل المتطورة. هذا التفاعل المستمر يسهم في تحسين الأداء العام للمنظمة، ويعزز قدرتها على التكيف مع التحديات المستقبلية.

لمراجعات الأداء دور حاسم في إدارة المواهب وتخطيط الانتقال القيادي من خلال التقييم المستمر لأداء الموظفين، إذ يمكن لمديري الموارد البشرية تحديد الأفراد ذوي الإمكانات العالية، ومعالجة مشكلات الأداء

لماذا تعتبر مراجعات الأداء مهمة؟

مراجعات الأداء تعد عنصرًا أساسيًّا في أي إستراتيجية ناجحة لإدارة الموارد البشرية؛ فهي توفر للمحترفين في الموارد البشرية رؤى قيّمة حول أداء الموظفين، ونقاط قوتهم ومجالات تطورهم.

إعلان

تساعد هذه المراجعاتُ الشركات في تحديد التوقعات الواضحة لموظفيها، ومتابعة تقدمهم وفقًا لهذه التوقعات، وتوفير الفرص للتحسين والأداء المهني. كما تُعد مراجعات الأداء أيضًا وسيلة تواصل بين الموظفين ومديريهم؛ فهي تتيح الحوار المفتوح والصادق حول الأداء والتوقعات والأهداف المهنية.

من دون إجراء مراجعات أداء منتظمة وفعّالة، قد تواجه المؤسسات خطر فقدان المواهب المتميزة، فضلًا عن تزايد الفجوة بين التوقعات الفردية والتنظيمية، ما قد يؤدي إلى ضياع الفرص الحيوية للنمو والنجاح الدائم والرؤية المستقبلية للمنظمة.

تعد هذه الدورة من التغذية الراجعة أساسية لتعزيز بيئة عمل إيجابية ومنتجة، حيث توفر للموظفين فرصة للتعبير عن مخاوفهم وتقديم آرائهم بحرية، مع ضمان الحصول على ملاحظات بنّاءة تهدف إلى تحسين أدائهم. كما تتيح لهم العمل جنبًا إلى جنب مع مديريهم لتحديد الأهداف المرجوة، وتطوير خطط عمل ملموسة لتحقيقها.

علاوة على ذلك، لمراجعات الأداء دور حاسم في إدارة المواهب وتخطيط الانتقال القيادي من خلال التقييم المستمر لأداء الموظفين، إذ يمكن لمديري الموارد البشرية تحديد الأفراد ذوي الإمكانات العالية، ومعالجة مشكلات الأداء، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مسارات التقدم المهني، وتعزيز القيادة المستقبلية.

المشرفون أيضًا لهم دور كبير في إجراء مراجعات الأداء، نظرًا لأنهم يعملون بشكل وثيق مع فرقهم؛ فهم في أفضل وضع لتقييم الأداء اليومي للموظفين، وتقدّمهم، ومجالات التحسين

من يقيّم أداء الموظف؟

في معظم المنظمات، تقع على عاتق قسم الموارد البشرية أو المشرف المباشر للموظف المسؤولية الرئيسية في تقييم أدائه. يمارس مسؤولو الموارد البشرية دورًا حيويًّا في تصميم وتنفيذ وإدارة عملية مراجعة الأداء، حيث يتأكدون من أن العملية تتم بشكل منظم وعادل. كما يساهمون في تدريب المشرفين على كيفية إجراء التقييمات بطريقة موضوعية وغير متحيزة، بالإضافة إلى تقديم التوجيه والدعم للموظفين لتحقيق أهدافهم المهنية.

يتولى مسؤولو الموارد البشرية جمع وتحليل بيانات الأداء بشكل مستمر، حيث يساهمون في استخلاص الاتجاهات والأنماط التي تظهر من خلال مراجعات الأداء والتقارير الدورية، وهذه التحليلات توفر رؤى إستراتيجية للإدارة، تساعد في تحديد المجالات التي يمكن تحسينها في أداء الموظفين.

إعلان

كما يقدم المسؤولون توصيات حول كيفية تعزيز مستوى مشاركتهم ورضاهم، ما يساهم في تحسين بيئة العمل العامة وزيادة إنتاجية الموظفين.

المشرفون أيضًا لهم دور كبير في إجراء مراجعات الأداء، نظرًا لأنهم يعملون بشكل وثيق مع فرقهم؛ فهم في أفضل وضع لتقييم الأداء اليومي للموظفين، وتقدّمهم، ومجالات التحسين.. المشرفون مسؤولون عن تحديد التوقعات الواضحة للأداء، وتقديم الملاحظات المنتظمة، وتوجيه أعضاء فرقهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. وأثناء عملية مراجعة الأداء، يقوم المشرفون بإجراء الاجتماعات الفعلية مع الموظفين، حيث يناقشون أداءهم، ويضعون أهدافًا وخططًا للتطوير المستقبلي.

من خلال التحضير الدقيق لمراجعة الأداء، يمكن لإداريي الموارد البشرية أن يجعلوا العملية فعّالة وذات مغزى، وأن تكون تجربة إيجابية تعزز النمو، وتقوي مشاركة الموظف في المنظمة

كيفية التحضير لإجراء مراجعة الأداء

للبدء، من الضروري جمع كافة المعلومات المتعلقة بأداء الموظف، بما في ذلك الملاحظات من المشرفين ، فضلًا عن أي أمثلة محددة على إنجازات الموظف، والمجالات التي تتطلب التحسين والتطوير.

عند تحديد أهداف واضحة لمراجعة الأداء، من المهم تحديد المجالات التي سيتم التركيز عليها، مثل الواجبات الوظيفية، ومؤشرات الأداء الرئيسية، وأهداف تطوير الموظف الشخصي. كما أن إعداد جدول أعمال منظم للمراجعة أمر حاسم لضمان مناقشة جميع المواضيع الهامة بشكل فعال.

بصفتك محترفًا في الموارد البشرية، من المهم أن تتبنى نهجًا داعمًا ومتفهمًا أثناء إجراء مراجعة الأداء، وهذا يعني تقديم ملاحظات دقيقة وبنّاءة، والاستماع بنشاط إلى آراء الموظف، ووضع إستراتيجية مشتركة للنمو والنجاح في المستقبل. كما يمكن أن يكون من المفيد تقديم أمثلة من الممارسات الجيدة أو قصص النجاح داخل المنظمة، ما يبرز الأهداف والنتائج القابلة للتحقيق.

من خلال التحضير الدقيق لمراجعة الأداء، يمكن لإداريي الموارد البشرية أن يجعلوا العملية فعّالة وذات مغزى، وأن تكون تجربة إيجابية تعزز النمو، وتقوي مشاركة الموظف في المنظمة.

تقييمات الأداء الشهرية تركز على الأهداف قصيرة المدى، وأداء العمل الفوري، ما يوفر منصة منتظمة للملاحظات البناءة، والاعتراف بالإنجازات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الطارئة

أنواع مراجعات الأداء

تُعد مراجعات الأداء جانبًا أساسيًا في إدارة الموظفين، حيث تقدم نهجًا منظمًا لقياس وتوجيه وتعزيز إسهامات الموظف في المنظمة.. هذه المراجعات لا تسهم فقط في تقديم الملاحظات وتحديد الأهداف، بل أيضًا في مواءمة أداء الموظفين مع الأهداف العامة للمنظمة.

إعلان

هناك أنواع مختلفة من مراجعات الأداء التي تلبي الاحتياجات وبتواتر مختلف، كل منها يقدم مزايا ورؤى فريدة. منها:

  • المراجعات السنوية:

هي تقييمات شاملة تُجرى سنويًا، تقدم رؤية واسعة حول إسهامات الموظف وإنجازاته ومجالات تحسينه على مدى فترة زمنية طويلة.. تتضمن هذه الجلسات مناقشات معمقة حول الأداء الماضي، والأهداف المستقبلية، وخطط التطوير المهني.

  • التقييمات الربعية:

تتم هذه التقييمات كل ثلاثة أشهر، ما يتيح تقديم ملاحظات فورية، وإجراء التعديلات اللازمة على خطط العمل أو الأهداف، وبالتالي ضمان التكيف المستمر مع التحديات والمتغيرات. وتعتبر هذه التقييمات فعّالة بشكل خاص في بيئات العمل الديناميكية، حيث تتغير الأدوار والأهداف بشكل سريع، ما يستدعي تعديلات مستمرة، لضمان توافق الأداء مع التوجهات الجديدة والاحتياجات المتطورة.

  • تقييمات الأداء الشهرية:

تركز هذه التقييمات على الأهداف قصيرة المدى، وأداء العمل الفوري، ما يوفر منصة منتظمة للملاحظات البناءة، والاعتراف بالإنجازات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الطارئة التي قد تؤثر على سير العمل.

  • مراجعات 360 درجة:

مراجعات 360 درجة هي عملية تقييم: يتم فيها جمع ردود فعل شاملة من مختلف الأشخاص الذين يعملون مع الموظف، مثل المديرين والزملاء والمرؤوسين وحتى العملاء. ويهدف هذا النوع من المراجعة إلى توفير رؤية متعددة الأبعاد حول أداء الموظف، مع التركيز على الجوانب الشخصية والمهارية والسلوكية.

  • مراجعات التقييم الذاتي:

تشجع هذه العملية الموظفين على تقييم أدائهم بأنفسهم، ما يعزز الوعي الذاتي والمساءلة الشخصية. يمكن دمج التقييم الذاتي مع أنواع المراجعات الأخرى، ليُقدّم بذلك وجهة نظر فريدة، تكمل الملاحظات الإدارية، وتساهم في تعزيز صورة شاملة ودقيقة لأداء الموظف.

كل نوع من هذه الأنواع له دور مميز في تعزيز نمو الموظفين، والحفاظ على المساءلة، وتعزيز ثقافة التميز المستمر داخل المنظمة. ومن خلال تطبيق هذه الأساليب المتنوعة، يمكن لمسؤولي الموارد البشرية دعم الموظفين بشكل فعال، وتحقيق التوافق بين إنجازاتهم الفردية وأهداف الشركة.

يمكن للموارد البشرية ضمان أن تكون عملية مراجعة الأداء عادلة، وموضوعية، وفعالة. ويؤدي ذلك إلى تحسين معنويات الموظفين، وتعزيز التعاون، وتحقيق نتائج أفضل على مستوى الأفراد والمنظمات

كيف يمكن للموارد البشرية ضمان أن تكون مراجعات الأداء عادلة؟

تعتبر العدالة والحياد من العناصر الأساسية لضمان فاعلية مراجعات الأداء.. لضمان ذلك، يجب على مسؤولي الموارد البشرية اتباع ممارسات مدروسة ومعايير دقيقة في عملية التقييم. ويشمل ذلك:

إعلان
  • استخدام معايير واضحة وقابلة للقياس

يجب أن تكون معايير التقييم محددة بوضوح ومبنية على أسس موضوعية.. ومن المهم أن يكون لدى الموظفين فهم واضح لما يُتوقع منهم، وكيفية قياس أدائهم، ويجب أن تكون المعايير قابلة للقياس وموضوعية، ومبنية على الأهداف المحددة مسبقًا.

هذا الوضوح في التوقعات يساعد الموظفين على التركيز على تحقيق الأهداف، ويعزز من شعورهم بالمسؤولية تجاه أدائهم. كما أن تحديد معايير قابلة للقياس يساعد في تقديم تقييم دقيق وعادل، ما يسهم في تحسين الأداء الفردي والجماعي داخل المنظمة.

  • تدريب المشرفين

لتفادي التحيز الشخصي في تقييم الأداء، يُعتبر تدريب المشرفين على كيفية إجراء تقييمات عادلة وغير متحيزة أمرًا بالغ الأهمية. ويشمل هذا التدريب تعليم المشرفين كيفية تقديم الملاحظات بشكل بناء وموضوعي، مع التأكيد على أهمية التركيز على الأداء الفعلي بدلًا من التقييمات الشخصية.

كما يجب أن يتعلم المشرفون كيفية التعامل مع المواقف العاطفية أو الضغوط التي قد تنشأ أثناء عملية التقييم، ما يساهم في ضمان تقييمات دقيقة ومنصفة.

  • إجراء تقييمات مستمرة

بدلًا من الاكتفاء بتقييم الموظف مرة واحدة في السنة، يمكن أن تكون المراجعات المنتظمة أكثر فاعلية في التعرف على المشكلات في وقت مبكر، وتقديم التوجيه المستمر.. هذا النهج يساهم في تعزيز التحسين المستمر، والتأكد من أن الملاحظات تعكس الأداء الفعلي.

  • توثيق كل الملاحظات

لضمان الشفافية والعدالة في تقييم الأداء، يجب توثيق جميع الملاحظات وأداء الموظف بشكل دوري على مدار العام.. يمكن أن يشمل هذا التوثيق تقارير دورية أو ملاحظات مكتوبة من المشرفين حول أداء الموظف، بحيث تكون هذه الوثائق مرجعًا موثوقًا يدعم التقييم النهائي. يساعد هذا التوثيق في ضمان أن التقييم مبني على معطيات دقيقة وواقعية، ما يقلل من احتمالية حدوث نزاعات أو اعتراضات حول التقييم، ويعزز الثقة بين الموظفين والإدارة.

إعلان
  • توفير فرص للمراجعة والمناقشة

يجب أن تكون هناك جلسات مناقشة مفتوحة مع الموظف حول أدائه، حيث يمكنه التعبير عن رأيه، أو الاعتراض على الملاحظات المقدمة. وهذا يساعد في تعزيز شعور الموظف بالعدالة، ويتيح له فرصة لإيضاح وجهة نظره، أو تقديم سياق يمكن أن يؤثر في التقييم النهائي.

من خلال تطبيق هذه الممارسات، يمكن للموارد البشرية ضمان أن تكون عملية مراجعة الأداء عادلة، وموضوعية، وفعالة. وفي النهاية، يؤدي ذلك إلى تحسين معنويات الموظفين، وتعزيز التعاون، وتحقيق نتائج أفضل على مستوى الأفراد والمنظمات.

من الضروري أن تتبنى المنظمات منهجًا متكاملًا في مراجعات الأداء، يضمن تقييمًا عادلًا ودقيقًا، ويوفر الفرص اللازمة للنمو الشخصي والمهني لجميع الموظفين

مراجعات الأداء هي جزء لا يتجزأ من إستراتيجيات تطوير الموظفين، وإدارة الموارد البشرية. من خلال تقديم ملاحظات بناءً على معايير موضوعية، يمكن للمؤسسات ضمان تحسين الأداء الفردي والجماعي وتحقيق الأهداف التنظيمية..  يساهم تقييم الأداء المنتظم والمتوازن في تعزيز بيئة عمل إيجابية، ويساعد الموظفين على تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم باستمرار.

يجب أن تكون مراجعات الأداء عملية شاملة وشفافة، تعزز التعاون والتواصل الفعّال بين الموظفين والإدارة، وتدعم النمو المستمر والابتكار داخل المنظمة. ومن خلال تنفيذ مراجعات أداء فعّالة، لا يتم تحسين الأداء الفردي فحسب، بل يتم أيضًا بناء علاقات قائمة على الثقة بين الموظفين وأصحاب العمل، ما يسهم في خلق بيئة عمل تحفيزية ومنتجة.

وبالتالي، من الضروري أن تتبنى المنظمات منهجًا متكاملًا في مراجعات الأداء، يضمن تقييمًا عادلًا ودقيقًا، ويوفر الفرص اللازمة للنمو الشخصي والمهني لجميع الموظفين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان