مات حسن وزوجته وطفلته مختنقين تحت الأنقاض، هل تخيلنا يوما هذا المشهد، ربما لم نكن نعتقد حصوله إلا في الأفلام، ولكنه يحصل الNن في بلاد الموت.
يجب أن نعترف أننا فشلنا في المواجهة العسكرية المباشرة مع النظام الدموي وحلفائه الكثر، يجب أن نتحرك، فنحن نملك أصواتنا وأقلامنا ونتكئ على قضية عظيمة لشعب صمد أكثر من سبع سنوات وما زال |
يمكن أن أتفهم ألا ينتفض السوري المقيم في دمشق على بعد عدة كيلومترات من الغوطة لأنه بالأساس هو شخص فاقد للكرامة وفاقد لأدنى درجات الإنسانية، ولكن من الصعب جدا أن أتفهم أن يركن أبناء الثورة لما يحصل، ما الذي حصل لنا؟! ينتفض أكثرية مناصري الثورة لفيديو سرب لجثة مقاتلة كردية قتلت في المعارك الدائرة حول عفرين ونفسهم يصمتون لموت مدنيين لا يحملون سلاحا ولا ذنب لهم إلا أن القدر جاء بهم إلى بقعة جغرافية لا تنتمي إلى أقلية عرقية أو دينية.
لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن يكون دم أهلي رخيصا إلى هذه الدرجة، ما بالكم يا قوم، ألا نستطيع أن نخرج إلى الشوارع الحيوية في المدن الغريبة ونرفع صورا لضحايا الموت اليومي في الغوطة وإدلب ونقف لساعات أمام سفارات الدول المسؤولة بشكل مباشر عن هذا الموت -وهنا أقصد روسيا وإيران-؟ نحن منتشرون في أصقاع الأرض كافة نستطيع أن نفعل شيئا.
نستطيع أن نطبع صورا وبروشورات عن حياة أهلنا داخل الغوطة المحاصرة ونوزعها في شوارع المدن الأنيقة ونعلقها على معالمها الحيوية، نستطيع أن نشرح للأتراك أو الألمان أو الإنكليز أو الفرنسيين كيف يقضي أهل الغوطة أيامهم في بقعة محاصرة لا تدخل إليها أي وسيلة للحياة ولا يخرج منها أحد، نستطيع أن نشكل مجموعات ضغط على المقاتلين ضمن الفصائل الثورية ندعوهم بها إلى الانشقاق عن أمراء الحرب الذين يقتاتون على دماء أهلنا.
نستطيع أن نحرك الرأي العام العالمي ونشرح له أن ما يحدث في سوريا ليس حربا بين النظام وداعش أو النصرة، بل إنها ثورة شعب تحولت لحرب إبادة ضده، يجب أن نفهمهم أن سوريا ليست عفرين فقط، وأن لا فرق عندنا نحن أبناء الثورة بين مدني يسقط في عفرين أو إدلب أو الغوطة.
يجب أن نعترف أننا فشلنا في المواجهة العسكرية المباشرة مع النظام الدموي وحلفائه الكثر، يجب أن نتحرك ونفعل أي شيء، نملك أصواتنا وأقلامنا ونتكئ على قضية عظيمة لشعب صمد أكثر من سبع سنوات وما زال، نحمل في ذاكرتنا المتعبة آلاف الصور لشهداء ومعتقلين كثر، نتصفح صورهم الضاحكة ولسان حالهم يقول: لا تسامحوا ولا تصالحوا، أعيدوا حساباتكم وابدأوا من جديد. نحن أبناء آذار 2011، من المعيب حقيقة أن نصبح مفعولا به بعد أن كنا الفعل والفاعل.
رفعت الأقلام ولم تجف دماء السوريين بعد!