إسرائيل تستعد لاجتياح لبنان وتشن موجة جديدة من الغارات

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لاجتياح لبنان، وشن موجة جديدة من الغارات الليلة مما أسفر عن عشرات الضحايا، في حين قال حزب الله إنه قصف مواقع حساسة -بينها مقر الموساد في ضواحي تل أبيب- ومصنعا لمواد متفجرة جنوب حيفا.
وشملت الغارات الليلة عدة مناطق في جنوب لبنان والبقاع، وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أنها أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 73 آخرين.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال إن الطائرات تهاجم دون توقف في لبنان، وإن قواته تستعد لعملية برية، مضيفا أن الهدف واضح وهو إعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان.
وتابع هاليفي "نستعد لمناورة برية والدخول لأرض العدو والقرى التي حوّلها حزب الله إلى موقع عسكري كبير"، قائلا إن الحزب وسّع دائرة قصفه وسيحصل خلال هذا اليوم على رد قوي، بحسب تعبيره.
وفي السياق، قالت مصادر مطلعة إن أعضاء المجلس الوزاري المصغر سيبحثون تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وووزير الدفاع يوآف غالانت بالمصادقة على مناورات برية في لبنان.
وبالتوازي، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء لواءي احتياط إلى جبهة لبنان، وقال إن ذلك سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد حزب الله وتهيئة الظروف لعودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم.
وبذريعة إبعاد حزب الله عن الحدود، بدأت إسرائيل الاثنين عدوانا على لبنان هو الأوسع منذ حرب العام 2006، وتسبب القصف المكثف في مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف.
خطة الحزام الأمني
وتعليقا على قرار استدعاء لواءي احتياط، قال الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد للجزيرة نت إن ذلك يعني أن الجيش الإسرائيلي نقل ثقله العسكري بشكل فعلي من جبهة قطاع غزة إلى جبهة لبنان.
وأضاف خالد أن هذا يعني أن هناك إصرارا واضحا من المستوى السياسي وبتوافق مع المستوى العسكري على ضرورة تنفيذ خطة الحزام الأمني على الحدود مع لبنان، والذي يهدف إلى إرجاع قوات حزب الله خلف نهر الليطاني، وخلق واقع سياسي وأمني جديد هناك، مع الأخذ في الاعتبار أن الضربات الجوية لا تكفي لحسم المعركة.
وأشار إلى أن استدعاء الفرقة 98 المظلية وقوات احتياط أخرى إلى الجبهة سيجعل التوغل البري أمرا ممكنا في أي لحظة مع استمرار سياسة الأرض المحروقة من الجو.

غارات مكثفة وضحايا
في الأثناء، شن الجيش الإسرائيلي الأربعاء غارات مكثفة على جنوب لبنان والبقاع، كما أغارات طائراته لأول مرة على بلدة في جبل لبنان على الطريق بين بيروت وصيدا مما أسفر عن مقتل 22 شخصا
وقال جيش الاحتلال إنه قصف 280 هدفا لحزب الله في لبنان منذ صباح الأربعاء ، مضيفا أن من بين الأهداف منصات لصواريخ استخدمت لقصف صفد ونهاريا.
وتحدث عن استهداف مسلحين ومستودعات أسلحة وبنى تحتية عسكرية لحزب الله في منطقة النبطية ومناطق أخرى في لبنان، مشيرا إلى أنه هاجم أكثر من ألفي هدف خلال ما أطلق عليها "عملية سهام الشمال".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المستوى السياسي وضع قيودا للجيش بأن بيروت والبنية التحتية للدولة اللبنانية خارج الاستهداف حاليا.
وعلى الرغم من القصف العنيف، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن حزب الله لا يزال يتمتع بقدرات القيادة والسيطرة، بحسب ما نقلت عنه القناة الـ13 الإسرائيلية.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يدرس رفع مستوى شدة الهجمات في لبنان.
ووفق حصيلة أعلنها وزير الصحة اللبناني، أسفر القصف الإسرائيلي على جنوب وشرق البلاد حتى عصر الأربعاء عن مقتل ما لا يقل عن 51 شخصا وجرح 223 آخرين.
وبين القتلى الذين سقطوا الأربعاء في لبنان 4 نعاهم حزب الله في بيانين منفصلين.
وبذلك، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي الواسع المستمر لليوم الثالث إلى أكثر من 600 قتيل وما يزيد على ألفي جريح، معظمهم من المدنيين.
مواقع حساسة
وفي مقابل الغارات الإسرائيلية المكثفة نفذ حزب الله الأربعاء ضربات صاروخية استهدفت مقر الموساد شمال تل أبيب ومواقع عسكرية ومستوطنات في الجليل.
وقال الحزب إنه استهدف مقر الموساد بصاروخ باليستي من نوع "قادر 1″، وذلك لأول مرة منذ بدء القصف المتبادل على طرفي الحدود في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منظومة دفاع "مقلاع داود" اعترضت الصاروخ الباليستي.
وأضاف الحزب أنه قصف أيضا مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون جنوب حيفا بصلية من صواريخ "فادي 3″.
كما استهدف حزب الله قاعدة "دادو" بعشرات الصواريخ، ومستوطنات حتسور وكريات موتسكين وساعر بدفعات من صواريخ "فادي 1".
ولاحقا، أعلن الحزب أنه تصدى لطائرتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل، وأجبرهما على مغادرة أجواء لبنان، كما أكد قصف ثكنة برانيت وتحقيق إصابة فيها واستهداف التجهيزات التجسسية في موقع راميا وتدميرها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق عشرات الصواريخ من لبنان، وأدى سقوط بعضها إلى إصابة 3 إسرائيليين -أحدهم حالته خطيرة- في مستوطنة ساعر قرب نهاريا.
ومع تصاعد العدوان وإطلاق حزب الله صواريخ أبعد مدى يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو اجتماعا الليلة في قبو محصن داخل مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي تصريحات نقلت عنه مساء الأربعاء، قال نتنياهو إن إسرائيل تستخدم "القوة الكاملة"، وتوعد بالاستمرار في ضرب حزب الله حتى يعود سكان المستوطنات لمنازلهم.
وبدأ العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان بعد عمليات تفجير استهدفت أجهزة اتصال لآلاف عدة من عناصر حزب الله، تلتها عمليات اغتيال لقادة في قوة الرضوان بالضاحية الجنوبية لبيروت.