النووي الإيراني.. رئيسي يتمسك بالضمانات ومسؤول أميركي يرى الاتفاق بعيد المنال
أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تمسك بلاده بالضمانات التي تطلبها للعودة للاتفاق النووي لعام 2015، في حين قال مسؤول أميركي إن التوصل لاتفاق مع طهران يبدو بعيد المنال.
فخلال مؤتمر صحفي بنيويورك اليوم الخميس، قال رئيسي إن إيران ستواجه التحديات التي تقابلها الآن ما لم تحصل على الضمانات التي تريدها.
وأضاف أن هذه الضمانات سببها تصرفات سابقة لواشنطن والإجراءات أحادية الجانب التي قد تتخذها، قائلا إن تصرفات الإدارة الأميركية الحالية ليست مختلفة عن سابقتها، وإن رفع العقوبات لم يحصل حتى الآن.
وتابع الرئيس الإيراني "ما يهمنا هو رفع العقوبات، وإذا وافقنا على الاتفاق الذي يتحدثون عنه فإننا سنكون عرضة للتهديد".
وتحدث رئيسي في المؤتمر الصحفي عن قضايا داخلية وخارجية، قائلا إن سياسة إيران هي ألا تعيش تحت هيمنة أي قوة، وإنها مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى.
وأبدى استعداد طهران للعب دور الوساطة من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لتعزيز علاقاتها مع روسيا.
وكان الرئيس الإيراني قال أمس الأربعاء -في كلمة أمام عدد من الخبراء والمختصين في السياسة الخارجية بنيويورك- إن بلاده وافقت على التفاوض بشأن برنامجها النووي من أجل التوصل إلى اتفاق منطقي وعادل، وليس التفاوض من أجل التفاوض.
وأضاف رئيسي أن عقدة المفاوضات يجب حلها من قبل الأطراف التي عقّدتها، مشيرا إلى أن إيران تسعى للحصول على ضمانات حقيقية كي لا يتكرر سيناريو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مرة أخرى.
اتفاق بعيد
في هذه الأثناء، قال منسق الاتصالات الخارجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي -في لقاء خاص مع الجزيرة- إن الإدارة الأميركية بعيدة عن العودة للاتفاق النووي مع إيران. وجدد كيربي عزم بلاده على منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقبل ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الرد الذي قدمته إيران على مسوّدة الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي لم يكن بناء.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن واشنطن تعتقد أن الامتثال المتبادل للاتفاق النووي لا يزال ممكنا، مشيرا إلى أنها ستواصل التشاور مع شركائها الأوروبيين، واتخاذ إجراءات ردا على ما تفعله طهران في المنطقة، وفق تعبيره.
وفي حين قال منسق العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بلغت طريقا مسدودا، أوضحت واشنطن أن الباب لم يغلق بعد أمام التوصل لاتفاق.
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه ليست لدى الوكالة أي معلومات تفيد بأنه سيكون لدى إيران برنامج أسلحة نووية.
وأضاف غروسي أنه من الضروري أن يتعاون الجانب الإيراني حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التفتيش على المستوى المطلوب.