بوتين لم يتلق أي مسودة لاتفاقية سلام مع أوكرانيا وخبراء الطاقة الذرية يقيسون مستوى الإشعاع بزاباروجيا

نفت موسكو أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلقى أي مسودة لاتفاقية سلام مع أوكرانيا، في حين دعا أعضاء أميركيون في مجلس الشيوخ إدارة الرئيس جو بايدن إلى تمكين كييف من خوض "مقاومة طويلة الأمد".

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن المتحدث باسم الكرملين نفيه تسلم الرئيس الروسي أي مسودة لاتفاقية سلام مع أوكرانيا.

في المقابل، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مفاوضات السلام يمكن أن تبدأ عندما تخرج روسيا من الأراضي الأوكرانية المحتلة.

واعتبر بودولياك في تصريحات للجزيرة أن بلاده هي وحدها من تتحدث عن مفاوضات سلام حقيقية.

وقال إنه لا بد أن تدخل روسيا في محادثات السلام حتى تخفف آثار الخسارة، وحتى لا تغرق في مشاكل داخلية كبيرة.

أضرار كبيرة في زاباروجيا

وقد أعلن فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسجيل أضرار كبيرة بمحطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا.

وأوضح الفريق أن مفاعلات المحطة مستقرة حاليا، وأنه بصدد تقصي مستويات الوقود والمواد المشعة.

وكان فريق خبراء الوكالة باشر تقييما للوضع في المحطة بعد ساعات من تعرضها لقصف تبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأنه.

من جانبها، قالت الرئاسة الروسية في بيان إن عدم تمتع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصلاحية الكشف عن الطرف المسؤول عن قصف محطة زاباروجيا النووية مدعاة للأسف.

وأضاف البيان أنه يجب مطالبة أوكرانيا بسحب أسلحتها الثقيلة من محيط محطة زاباروجيا ووقف القصف.

وأشار الكرملين إلى أن موسكو تعتبر بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التهديد بقصف محطة زاباروجيا النووية موقفا إيجابيا.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بمواصلة ما وصفتها بالاستفزازات لخلق كارثة نووية في محطة زاباروجيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن الجيش الأوكراني أطلق أمس الاثنين 8 قذائف على المحطة.

حماية المفاعلات

بدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا إلى الكف عن قصف محطة زاباروجيا، كما دعا الناتو إلى ضمان حماية المفاعلات النووية الأوكرانية من أي تخريب روسي، وفق تعبيره.

من جهتها، قالت الشركة المشغلة لمحطات الكهرباء في أوكرانيا إن القوات الروسية دمرت جميع محطات الطاقة الحرارية والطاقة الكهرومائية الكبيرة في البلاد.

وأضافت أنه ليس هناك أي محطات حرارية أو غيرها إلا لحق بها دمار هائل جراء الغارات الروسية.

وأشارت الشركة إلى أن وضع الطاقة في البلاد سيستقر إذا لم تشن روسيا المزيد من الهجمات، موضحة أن البلاد ستشهد حدوث موجة باردة قصيرة ابتداء من غد الأربعاء يتبعها ارتفاع في درجة الحرارة.

خسائر بشرية

وفي خيرسون، قال الجيش الأوكراني إن مدنيين اثنين قتلا وجرح 7 في قصف روسي.

ودعا الجيش الأوكراني سكان مدينة خيرسون إلى البقاء في الملاجئ بسبب استمرار القصف الروسي على المدينة، مشيرا إلى أن قواته تقوم بضرب تجمعات للقوات الروسية على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو.

أما مركز الدفاع الإقليمي التابع لقوات الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك فقد أعلن مقتل مدنيين اثنين وجرح 3 آخرين في قصف للقوات الأوكرانية على مناطقهم خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكر المركز أن القوات الأوكرانية قصفت المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك 65 مرة أمس الاثنين واليوم.

دعم مالي

في سياق مواز، حث أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس جو بايدن على إعادة النظر بقرارها عدم منح أوكرانيا طائرات مسيرة متطورة، ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) مضمون رسالة وجهوها إلى وزير الدفاع لويد أوستن طلبوا فيها تقديم توضيح عن سبب عدم تصدير هذه الطائرات لأوكرانيا، قائلين إنها تساعد كييف على مهاجمة السفن الروسية في البحر الأسود وكسر الحصار عن الاقتصاد الأوكراني.

وشدد المشرعون الأميركيون على أن تمكين أوكرانيا من خوض مقاومة طويلة الأمد أمر ملح، قائلين إن نية بوتين غزو أوكرانيا بأكملها لم تتغير، على حد تعبيرهم.

من جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين اليوم الثلاثاء إنه سيتم صرف 4.5 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة.

وأضافت يلين في بيان أن الأموال التي تمت الموافقة عليها في سبتمبر/أيلول الماضي في إطار مشروع قانون التمويل الحكومي المؤقت تهدف إلى "تعزيز الاستقرار الاقتصادي ودعم الخدمات الحكومية الأساسية".

وقالت إنه يتعين على المانحين الآخرين زيادة وتسريع مساعدتهم إلى أوكرانيا فيما تواجه "الغزو الروسي"، على حد تعبيرها.

وفي السياق ذاته، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين منح أوكرانيا تمويلا إضافيا قدره ملياران و500 مليون دولار.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يخطط لدعم أوكرانيا بـ18 مليار دولار في العام المقبل، على أن يصرف التمويل بشكل منتظم إلى الإصلاحات العاجلة، لافتة إلى أن الاتحاد سيستمر في دعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر.

من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يدرسان تحديد سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل.

وقال البيت الأبيض إن فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي سيقوض قدرة بوتين على تمويل الحرب على أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان