لاجئو الروهينغا ورحلة إلى المجهول
سامر علاوي-جزيرة لانكاوي
وقال بعض الناجين الذين وصلوا إلى هناك إنهم قضوا أسبوعين في ثلاثة قوارب مكتظة تلاطمتها الأمواج من كل جانب، كما تحدث اللاجئ محمد إكرام للجزيرة نت عن المعاناة التي شهدها في رحلته من ميانمار إلى أن وصل إلى الشواطئ الماليزية.
وقال إنه انتظر عدة أشهر إلى أن امتلأت السفينة بتسعمائة راكب تعرضوا على مدى أسبوعين في البحر لأنواع من الإهانات والضرب على أيدي تجار البشر، ورفضت الشرطة التايلندية إنزالهم على شواطئها لكنها زودتهم بطعام ووقود للقارب لاستكمال طريقهم.
ويختم حديثه قائلا "إن رحمة الله وحدها التي أنقذتنا".
أما اللاجئ رضاء الكريم فقال إن تجار البشر يتقاضون أكثر من ألفي دولار من كل لاجئ قبل السماح له بالصعود إلى القارب، ويتم الانتظار أشهرا عدة حتى يمتلئ القارب بالكامل "ثم تبدأ رحلة من العذاب والإهانات والحرمان من الطعام والشراب على أيدي تجار البشر".
ويبدو خيار اللاجئين الروهينغا محصورا بين الموت والهجرة، مما يبرر لجوءهم بالجملة من بلدهم ميانمار وتكبد رحلة خطرة في قوارب مكتظة، وقال اللاجئ علي حسين إنه كان عليه أن يختار بين الموت على أيدي متشددين بورميين والمخاطرة في رحلة مهينة أملا بالوصول إلى بر الأمان.
وأضاف أن "عصابات بورمية تقتل الناس وتقطعهم إربا إربا، وشرطة ميانمار تساعدها وتشاركها في قتل وتعذيب كل من تقابله من الروهينغا".
"أما محمد أكرم فيكشف عن آثار تعذيب في ساقه ورأسه، قائلا "إنه تعرض وشقيقه لتعذيب مبرح على أيدي قوات وعصابات ميانمارية، وإن عمليات قتل منظم تمارس بحق أقلية الروهينغا في ولاية أراكان".
من جانبها، وزعت السلطات الماليزية اللاجئين على مراكز احتجاز مؤقتة في جزيرة لانكاوي بعد إنقاذهم على الشواطئ الماليزية في التاسع من مايو/أيار الجاري، وفي مبنى دائرة الهجرة بالجزيرة شوهد مائتا لاجئ أغلبيتهم من النساء والأطفال، ونظرا لمشاكل اختلاف اللغة يصعب التفاهم معهم والتمييز بين اللاجئين لأسباب اقتصادية كالقادمين من بنغلاديش ومن هم من عرقية الروهينغا الذين يجبرون على الرحيل من إقليم راخين (أراكان) في ميانمار بسبب اضطهاد منظم يمارس بحق أبناء هذه الأقلية.
ورفض المشرفون على مركز احتجاز مؤقت في مبنى دائرة الهجرة بلانكاوي الحديث للجزيرة نت حول أي شيء يتعلق باللاجئين ومصيرهم، واكتفت المنظمات غير الحكومية بالتأكيد على تقديمها احتياجات أساسية للاجئين مثل طعام ومياه ومستلزمات صحية، لكن ما يتم تداوله بين اللاجئين ومسؤولي الهجرة ونشطاء المنظمات الأهلية هو ترحيل اللاجئين إلى مراكز احتجاز دائمة داخل الأراضي الماليزية، أما السلطات الماليزية فأكدت في بيان لها اعتقال 1018 شخصا لمحاولتهم دخول أراضيها بطريقة غير قانونية.
وقالت السلطات الماليزية إنها فككت سبع عصابات مافيا لتهريب البشر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي واعتقلت 38 شخصا، بينهم عناصر شرطة ومواطنون من ماليزيا وميانمار وإندونيسيا.