مواجهات دامية بين المحاكم الإسلامية والقوات الإثيوبية
مهدي علي أحمد-مقديشو
اندلعت مواجهات دامية بين المحاكم الإسلامية والقوات الإثيوبية أمس السبت في مدينة بلدوين بولاية هيران وسط الصومال. وأفاد شهود عيان في المدينة في اتصال أجرته معهم الجزيرة نت بمقتل أربعة مدنيين وإصابة سبعة آخرين بجروح جراء طلق ناري.
ويقول الشهود إن المواجهات كانت الأعنف من نوعها التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة.
وقال صحفي يعمل لحساب إذاعة محلية رفض الكشف عن هويته للجزيرة نت إن الطرفين تبادلا في المواجهات إطلاق نار من الأسلحة الثقيلة والخفيفة بشكل مكثف استمر قرابة أربع ساعات متتالية، مشيرا إلى نزوح المئات من أهالي المدينة إلى ضواحيها هربا من جحيم الحرب.
وأشار الصحفي إلى أن القوات الإثيوبية استولت على عدد من السيارات المدنية، مضيفا أنها تستخدم هذه السيارات المدنية لنقل الجنود المصابين والقتلى في صفوفهم.
وتعقيبا على الحادث، صرح الناطق باسم قوات المحاكم الإسلامية شيخ عبد رحيم عيسى عدو للجزيرة نت بأن قواته قتلت أكثر من 30 عنصرا من القوات الإثيوبية في هذا الهجوم.
وأشار إلى أن المواجهات استهدفت الإدارة المركزية والسجن المركزي فى المدينة إضافة إلى جسر ليقليقاتو الواقع على الضاحية الشمالية للمدينة.
حرب العصابات
وهدد الناطق العسكري باسم قوات المحاكم بتدمير القوات الإثيوبية إذا عمدت للبقاء في الصومال مدة طويلة، محذرا من أن حرب العصابات التي تشنها المقاومة الصومالية ستكون لها عواقب وخيمة على هذه القوات.
وتعهد عيسى بـ"محاسبة المجرمين"، في إشارة إلى القوات الإثيوبية والحكومة الصومالية.
من جهة أخرى قام الجيش الإثيوبي أول أمس بقتل مدنيين صوماليين فى منطقة عربسكا. وخلفت مجزرة 45 قتيلا معظمهم نساء يعملن في تجارة الألبان كن في طريقهن للعمل بالعاصمة مقديشو حين أطلقت القوات الإثيوبية النار عليهن بشكل عشوائي عقب انفجار استهدف موكبا لقواتها.
وأفادت سيدة من بين الناجيات من المجزرة للجزيرة نت "كنا في سيارة نقل عام حينما هز الانفجار المكان، فررت إلى كوخ قريب من موقع الحادث لأختبئ ورأيت بعيني عددا من الجرحى سقطوا على الأرض والبعض الآخر يتم إنزالهم من السيارات ثم يذبحون على أيدي القوات الإثيوبية".
وقال شهود عيان فى منطقة عيلشا بيها إن ثلاث جثث عثر عليها صباح أمس قتل أصحابها على أيدي القوات الإثيوبية، وقتلت القوات سبعة مدنيين كانوا على متن سيارة مدنية في منطقة تريدشى أول أمس على بعد 13 كيلومترا غربي مقديشو العاصمة، ما يجعل حصيلة ضحايا المجزرة ترتفع إلى 55 شخصا.
مجازر وعمليات اغتصاب
من جهة ثانية صرح شيخ عبد رحيم عيسى عدو للجزيرة نت بأن "القوات الإثيوبية ارتكبت مجازر ضد الأبرياء في أماكن عدة في وقت سابق منها مسجد الهدايا، والمجازر التي ارتبكت بحق الأبرياء في سوق بكارا بمقديشو".
وأوضح أن هذه الأفعال ليست من قبيل الصدفة بل إنها تعكس رغبة السياسة الإثيوبية في إبادة الشعب الصومالي.
وأشار عيسى في تصريحات للجزيرة نت إلى قيام القوات الإثيوبية بارتكاب عمليات اغتصاب جماعية ضد نسوة صوماليات.
على صعيد آخر شنت قوات من المحاكم الإسلامية هجوما مباغتا على حواجز للقوات الإثيوبية في منطقة سينكا طير الواقعة على بعد 10 كلم غربي مقديشو, حسب تصريحات عيسى الذي أكد مقتل 20 إثيوبيا واثنين من قواته في هذه المعركة وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وشنت المحاكم هجوما آخر صباح أمس استخدمت فيه قذائف الهاون والصواريخ المحمولة على الأكتاف.