الكاتب لا يكون هو نفسه، عندما يعود إلى مكتوباته بعد فترة، مسألة فنية تقنية، ولا يعلم إذا ما كان الكاتب وهو يضطلع بها، يستحضر ما نكتبه الآن، أم إنه يفعل ذلك بدافع العادة ليس غير
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تبدو الرواية عند الوهلة الأولى وكأنها تعرض لنا متوسلة بتقنية السرد حكاية “أوخيد” هذا الفتى البدوي المفتون بمهريه الأبلق، يجلي ذلك منذ بداية السرد أسلوب استفهامي مفعم بعاطفة ساذجة.
تُحدثنا ألف ليلة وليلة عن كتاب قاتل، يموت كل القراء الذين يجازفون بقراءته، يعتبر كيليطو كتاب ألف ليلة وليلة نفسه كتابا قاتلا، وبمجرد أن ينتهيَ الإنسان من قراءته يلقي حتفه.
الرواية ذات طابع بوليسي، يتمثل في شخصيتي المحقق غوليالمو ومساعده الراهب المبتدئ أدسو وهما يمعنان البحث تحريا عن قاتل غامض يودي بأرواح الرهبان بدير يقع على مرتفع من مرتفعات إيطاليا.
سأحاول تلخيص المشهد لتتضح الرؤية، ولكن فلتطمئنوا، لن أحرق أحداث الرواية، أي أنها ستظل حبلى بروعتها الأدبية، حتى وإن لخصنا مشهدنا موضوع الحديث.
هل من المحتمل أن يكون الروائي البرازيلي باولو كويلو قد اطلع على “ألف ليلة وليلة”؟ أو بالأحرى، هل اطلع عليها قبل أن يخطر باله تأليف رواية بوسم “الخيميائي”؟
صحيح أن الهشاشة تشمل مختلف القطاعات الحيوية في المجتمع، اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الخلل يكمن بالأساس في غياب المعرفة، فهو أصل الداء ومصدر الوباء.
اقرأ التاريخ وسافر، اقرأه لتتحرر من قوقعتك، لترى العالم من زاوية مختلفة، لتبتعد عن محور ذاتك هذا المهلك، أعدك أنك ستخلع عنك شرنقة الفكر الضيق.
يروح ضحية “ذنب ما بعد الكتابة” في الغالب أولئك الذين دأبوا على نشر مكتوباتهم في الفضاءات العامة، والحسابات الشخصية؛ لذلك فإنك تراهم في أحايين كثيرة يعتذرون عن أشياء وهمية.
القراءة والكتابة نشاطان متوازيان، يسيران جنبا إلى جنب وفق خط زمني موحد، ولا يمكن فصلهما، لذلك فإن غالب الكُتاب الذين عانقوا المجد، استهلوا مسيرتهم مع القلم في سن مبكر.