سكوت بيسنت من داعم للديمقراطيين إلى وزير للخزانة بإدارة ترامب

سكوت بيسنت، اقتصادي ومستثمر أميركي ولد عام 1963 في ولاية كارولينا الجنوبية، وعمل على مدى عقود في شركة الملياردير جورج سوروس الاستثمارية، وشغل منصب كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق "كوانتوم" التابع لسوروس، وحقق أرباحا كبيرة وأدار مليارات الدولارات، كما أسس صندوقي "بيسنت كابيتال" و"كي سكوير" الاستثماريين.
عرف طوال مسيرته بدعمه السياسيين الديمقراطيين ومن بينهم باراك أوباما، لكنه أيّد بعض السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الأولى، ومنها خفض الضرائب وفرض الرسوم الجمركية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، رشحه ترامب لمنصب وزير الخزانة الأميركي، وصادق عليه الكونغرس فتولى منصبه في 27 يناير/كانون الثاني 2025.
المولد والنشأة
ولد سكوت بيسنت في مايو/أيار 1963، في بلدة صغيرة بولاية كارولينا الجنوبية شرقي الولايات المتحدة الأميركية. وفي طفولته تعرض والده للإفلاس بعد خسارته استثمارات عقارية، وأثر ذلك على الأسرة كثيرا، ودفع بيسنت إلى العمل أثناء الصيف وهو في التاسعة من عمره.
الدراسة والتكوين العلمي
التحق بيسنت بجامعة ييل في ولاية كونيتيكت الأميركية، وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد عام 1985، وفي أثناء دراسته عُرف بتميزه الأكاديمي وفهمه العميق للأسواق المالية والاقتصاد العالمي، وأتيحت له فرصة التواصل مع بعض رجال الأعمال الكبار، وعزز ذلك شغفه في السياسات الاقتصادية.

المهام والمسؤوليات
- موظف بشركة جورج سوروس الاستثمارية عام 1991.
- مؤسس صندوق بيسنت كابيتال الاستثماري عام 2000.
- كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق كوانتوم الاستثماري عام 2011.
- مؤسس صندوق كي سكوير الاستثماري عام 2015.
- وزيرا للخزانة الأميركية عام 2025.
التجربة العملية
بدأ بيسنت مسيرته المهنية مع شركة مورغان ستانلي للخدمات المالية واكتسب خبرة في التداول وإدارة المخاطر، فترقّى في الرتب حتى أصبح خبيرا إستراتيجيا لديه القدرة على تحديد اتجاهات السوق.
وعمل بيسنت لاحقا في بنك "براون براذرز هاريمان" الاستثماري قبل أن ينضم عام 1991 إلى شركة الملياردير الأميركي جورج سوروس الاستثمارية.
أوفده صندوق "كوانتوم" التابع لجورج سوروس إلى العاصمة البريطانية لندن للعمل هناك، واشتهر بدوره البارز في قيادة الرهان الكبير للشركة على انهيار الجنيه الإسترليني عام 1992، عقب ملاحظته ضعفا في سوق العقارات بالمملكة المتحدة، واستطاعت شركته تحقيق أرباح تزيد على مليار دولار في ظرف أسابيع فقط، فلقب حينئذ "بالرجل الذي أفلس بسببه بنك إنجلترا".
ترك بيسنت شركة سوروس عام 2000 وأسس صندوق تحوط استثماريا خاصا به باسم "بيسنت كابيتال"، وركز في البداية على تداول الأسهم وحقق نتائج متباينة، وأدار مليارات الدولارات من الأصول وجذب مستثمرين بارزين. وبعد 5 سنوات أغلق بيسنت صندوقه الاستثماري وتوقف عن العمل مؤقتا.

عاد بيسنت للعمل عام 2011 وانضم إلى شركة سوروس، وشغل فيها منصب كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق "كوانتوم" في الفترة من عام 2011 إلى 2015، وأشرف على مليارات الدولارات من الأصول وحقق عوائد عالية للعملاء.
وفي فترة عمله في صندوق "كوانتوم"، راهن بيسنت ضد الين الياباني عام 2013، وقال إن خطط رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي لإخراج البلاد من حالة الركود الانكماشي سوف تضعف العملة وترفع الأسهم في البلاد، ونجح رهانه وربح أكثر من مليار دولار أميركي.
غادر بيسنت شركة سوروس مرة أخرى عام 2015 لإطلاق صندوق "كي سكوير" الاستثماري، لكنه خسر أموالا بين عامي 2018 و2021، حسب أحد المستثمرين فيه.
ورغم دعمه لبعض المرشحين الديمقراطيين في حملاتهم الانتخابية، ومن بينهم باراك أوباما وألبرت آل غور، أيّد تمديد أحكام قانون خفض الضرائب، الذي وقع عليه ترامب في ولايته الأولى عام 2017.
وفي أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2024، قدّم المشورة لترامب بشأن السياسات الاقتصادية، وأيّد أجندته في فرض الرسوم الجمركية وتقليص الضرائب، وتقليل اللوائح التي تصدرها الحكومة الفدرالية.
وعقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، رشح بيسنت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 لتولي منصب وزير الخزانة.
وقال ترامب في بيان له إن بيسنت "سيساعدني على إطلاق عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترسيخ دورنا بصفتنا أكبر اقتصاد في العالم ومركزا للابتكار وريادة الأعمال ووجهة لرؤوس الأموال، مع ضمان بقاء الدولار بلا أدنى شك العملة الاحتياطية في العالم".
وقد وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه وزيرا للخزانة في 27 يناير/كانون الثاني 2025، بعدما حصل على 68 صوتا مقابل 29، من بينهم 16 صوتا مؤيدا من أعضاء الحزب الديمقراطي، وأصبح المسؤول الـ79 الذي يتولى هذا المنصب.