الفرقة 36 الإسرائيلية.. لواءات انسحبت من غزة بعد 100 يوم من طوفان الأقصى

NAHAL OZ, ISRAEL - DECEMBER 13: Israeli soldiers, tanks, howitzers and armored vehicles are seen as Israeli military mobility continues on the Gaza border, in Nahal Oz, Israel on December 13, 2023. (Photo by Mostafa Alkharouf/Anadolu via Getty Images)
جنود إسرائيليون مع معداتهم أثناء الحرب على غزة عام 2023 (وكالة الأناضول)

الفرقة 36 هي أكبر فرقة مدرعة في الخدمة النظامية في سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي. تأسست عام 1954، وتتبع للقيادة الشمالية، تتكون من 4 ألوية هي لواء غولاني واللواء السابع واللواء 188 واللواء 282، ولكل لواء اختصاص معين.

شاركت الفرقة في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل منذ تأسيسها على الفلسطينيين والعرب، بدءا من حروب النكبة مرورا بالنكسة والحرب على جنوب لبنان ومن ثم الحروب على قطاع غزة.

وفي يوم الاثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي سحب الفرقة 36 بكافة ألويتها من قطاع غزة بعد أكثر من 100 يوم على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة والتي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

التأسيس

تأسست الفرقة 36 في سبتمبر/أيلول 1954، وترأس قيادتها في ذلك الحين الجنرال أبراهام يوفي، ولم تضم قوات دائمة، وإنما كان دورها استقبال القوات تحت القيادة الشمالية وفقا للمهمة المنوطة بها، وتتوزع المهام في مجالات متنوعة لوجستية واستخباراتية وعملياتية وعسكرية وغيرها.

منذ تأسيسها تتبع الفرقة للقيادة الشمالية، واستقرت في قاعدة نيفهام، وأوكلت إليها مسؤولية قطاع هضبة الجولان والحرمون، وفي يناير/كانون الثاني 2014 انتقلت إلى معسكر طابور أمام جبل طابور، وهو أعلى جبل في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر في فلسطين.

الأقسام

تضم الفرقة 4 ألوية نظامية كل لواء له شارة خاصة به:

اللواء غولاني (اللواء الأول)

وهو لواء المشاة النظامي الوحيد الذي يعمل في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه من دون انقطاع، وتأسس في  22 فبراير/شباط 1948 بعد انقسام لواء ليفانوني، ويتكون من كتائب هي: كتيبة باراك وكتيبة جدعون، وكتيبة الاستطلاع، ويرتدي مقاتلو اللواء قبعة بنية وأحذية سوداء.

اللواء السابع

أو تشكيل الجولان الهجومي، وهو أقدم لواء مدرع في الجيش الإسرائيلي، تأسس في 16 مايو/أيار 1948 بعد إعلان قيام إسرائيل، وهو أحد الألوية المدرعة النظامية الثلاثة في الجيش الإسرائيلي، ويضم 3 كتائب مدرعة هي الكتيبة 77، والكتيبة 82، وكتيبة الهندسة 603.

ويخضع مقاتلو اللواء كل بضعة أشهر لفترة تدريبة مكثفة يتدربون خلالها على حالات الطوارئ والأسلحة الجديدة. ومنذ عام 2014 جُهزت كتائب اللواء السابع بدبابات ميركافا سيمان 4.

Israeli soldiers from the Golani Brigade take part in a military exercise in the Israeli-annexed Golan Heights near the border with Syria on June 26, 2013. The Golan Heights was seized by Israel from Syria in the 1967 Six Day War. AFP PHOTO/JACK GUEZ (Photo by JACK GUEZ / AFP)
تأسست الفرقة 36 عام 1954 وخاضت حروبا مختلفة (الفرنسية)

اللواء 188

وهو لواء مدرع نظامي، تأسس قبل قيام دولة إسرائيل، وكان لواء مشاة تحت اسم كرملي، وبعد قيام دولة إسرائيل تحول إلى اللواء المدرع 45، وفي أبريل/نيسان 1969 تغير اسم اللواء إلى "لواء باراك"، وأصبح رقمه 188. ويضم 4 كتائب هي: كتيبة سعير 74 وكتيبة صوفا 53 وكتيبة رشيف 71 وكتيبة المهندسين الميدانيين 605، وهو آخر لواء استخدم دبابة سنتوريون قبل أن يتحول إلى دبابات ميركافا-3 عام 1992.

لواء المدفعية 282

أنشئ اللواء بصفته لواء مدفعيا قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بوقت قصير، وشارك في احتلال هضبة الجولان إلى جانب اللواء السابع ولواء غولاني، ويتكون اللواء من 6 كتائب، 4 نظامية وكتيبتي احتياط.

الكتائب النظامية هي: الكتيبة 411، والكتيبة النمر 405 والكتيبة رام 334، وهي كتيبة الصواريخ الوحيدة في الجيش الإسرائيلي التي تشغل منصات الإطلاق، بالإضافة إلى الكتيبة 611، وهي كتيبة إيتام المسؤولة عن تشغيل نظام التتبع والأرصاد الجوية.

الشعار

صمم أحد قوّاد الفرقة الشعار، وهو المقدم رافائيل إيتان، وتتوسطه دبابة بأجنحة، وفي أعلاها سيف يرمز إلى "القدرة القتالية" للفرقة، كما أن السيف عموما جزء أساسي من شعار الجيش الإسرائيلي.

وتشير الدبابة المجنحة إلى أنها فرقة مدرعة وبها ألوية مدرعة، أما الأجنحة فإشارة إلى الحركة السريعة والسهلة للفرقة، على الرغم من كونها فرقة مدرعة.

36th Armor Division "Ga'ash" ("Rage") Israel Defense Forces logo (worldmilitary.org)
شعار الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي (موقع وورلد ميليتري)

أما الألوان في الشعار، فهي كما يفسرها الجيش الإسرائيلي:

  • اللون الأحمر، ويرمز إلى دماء جنود الفرقة الذين سقطوا في معارك مختلفة.
  • اللونان الأزرق الفاتح مع الأبيض على الجناح، إشارة إلى العلم الإسرائيلي.
  • اللونان الأخضر والأسود، لونا سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي.

التاريخ

تأسست الفرقة 36 عام 1954، وخاض بعض ألويتها حروبا متنوعة، فاشتركت في حرب 1967 تحت قيادة اللواء إيلاد بيليد، وخاضت الفرقة معارك في شمال السامرة، وسيطرت على جنين ونابلس والجولان.

وكان تحت قيادة الفرقة 36 في تلك الحرب لواء المشاة الثالث والتاسع، واللواء المدرع 37 واللواء الميكانيكي 45 وكتيبة القيادة المدرعة 181، إضافة إلى ألوية أخرى.

وأوكلت في تلك المعركة مهمة القتال على الحدود السورية والأردنية إلى لواء غولاني من الفرقة، ونفذ مع اللواء السابع واللواء 282 حينها عدة عمليات منها عملية تل العزيزات التي سقط على إثرها الجولان بيد إسرائيل.

وأسهم اللواء السابع من الفرقة 36 في وقف هجوم الجيش السوري عند مرتفعات الجولان، وخاضت الكتيبة 82 معركة في القطاع الجنوبي من الهضبة.

بقيت الفرقة 36 منذ تأسيسها وحتى عام 1971 تتولى إدارة القوات المؤقتة التي توكل إليها مهمة قيادتها في المهمات المختلفة، من دون أن تكون لديها قوات نظامية ثابتة.

وفي عام 1971 بدأ تنظيم الفرقة بصفتها فرقة دائمة في الجيش بقوات وألوية دائمة تحت إمرتها. وتسلمت حينها مسؤولية قطاع هضبة الجولان بشكل دائم.

ثم خاضت الفرقة حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 بقوات نظامية دائمة، فاحتل لواء غولاني جبل الشيخ والمرتفعات المحيطة به، وواجه اللواء 188 القوات السورية في هضبة الجولان.

شاركت بعض ألوية الفرقة وكتائبها في حرب لبنان الأولى التي بدأت في السادس من يونيو/حزيران 1982، وقاتلت على الجبهة المركزية، وعلى الطريق الساحلي المؤدي إلى بيروت، ووصلت قوات اللواء 188 إلى مشارف بيروت، وشاركت في المعارك مع القوات السورية.

في حين قاتلت كتيبة من اللواء 188 إلى جانب اللواء غولاني في القطاع الأوسط والغربي من جنوب لبنان، وفي معارك مخيم عين الحلوة. وشارك اللواء 282 في قصف مواقع المقاتلين، كما خاض جنود الفرقة مواجهات ضد المقاتلين في محيط مدينة صيدا.

كما شاركت ألوية وكتائب من الفرقة 36 في الحرب الثانية على لبنان عام 2006، وتكبد مقاتلوها خسائر كثيرة، كما كان للفرقة دور في الانتفاضة الثانية، إذ أسهمت في قتل الفلسطينيين وقمعهم واعتقال عدد منهم، لا سيما في الضفة الغربية. ونفذت عمليات في مناطق مختلفة من فلسطين وجنوب لبنان.

تكبدت الفرقة 36 خسائر مختلفة في الأرواح والمعدات في حربها على غزة عام 2023 (الفرنسية)

حروب غزة

شاركت الفرقة 36 في الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة:

حرب 2008-2009

شاركت بعض ألوية الفرقة 36 في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، وبدأتها بقصف جوي، وفي مرحلة الاجتياح البري ساهمت الفرقة في الاجتياح بألويتها، فقصفت غزة بقصف مدفعي كثيف، وشاركت في الاقتحامات، لا سيما لواء غولاني إلى جانب ألوية أخرى من فرق أخرى.

حرب 2014

شاركت الفرقة 36 بالمرحلة الثانية من الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز 2014، وسمتها "الجرف الصامد" في حين سمتها المقاومة باسم "العصف المأكول".

وتركز دور الفرقة 36 في المشاركة في مرحلة الاجتياح البري الذي بدأ ليلة 17 يوليو/تموز، فاشتركت جميع ألوية الفرقة في الاجتياح، وتعرض لواء غولاني في حي الشجاعية إلى كمين وخسارات كبيرة بعد محاولته البحث عن الأنفاق في الحي، لكن جنوده فوجئوا بهجوم من المقاومين الفلسطينيين، وسقط منهم 7 جنود وفق اعترافات الاحتلال، كما أسرت المقاومة جنديا منهم.

وانتشر اللواءان السابع و188 وسط قطاع غزة، وواجه اللواء 188 مشاكل كبيرة نتيجة أعطال في عدد من دباباته.

حرب 2023- 2024

بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب معركة طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب عز الدين القسام على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتركزت مشاركة الفرقة 36 في المرحلة الثانية من الحرب، وهي مرحلة الاجتياح البري، والتي بدأت أواخر الشهر نفسه.

فانضم لواء غولاني بداية إلى القوات المشتركة في الاقتحام، ومن ثم تبعته بقية ألوية الفرقة، وتوزعت الفرقة بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه، فشاركت في معارك مخيمات وسط قطاع غزة ومنطقة بني سهيلا وحي الشجاعية.

كما شاركت الفرقة 36 مع وحدة ياهالوم في اقتحام مستشفى الشفاء ومحاولة الكشف عن أنفاق أسفله على حد اعتراف الجيش الإسرائيلي.

وتكبدت الفرقة خسائر مختلفة في الأرواح والمعدات، لا سيما لواء غولاني الذي انسحب بعد 60 يوما من المعركة على غزة في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، ووفقا لما قاله القائد الأسبق في اللواء، فإنه خسر ربع قواته في هذه الحرب بين قتيل وجريح.

وفي 15 يناير/كانون الثاني 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي سحب كل ألوية الفرقة 36 من قطاع غزة، فيما أعلن بعد ذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العملية البرية المكثفة في شمالي قطاع غزة انتهت تقريبا، وأن الجنوب أوشك على الانتهاء كذلك، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية