فوق السلطة

وعد ترمب وحكام العرب

قمة الخليج تنأى عن الخليج، وحكومة حزب الله تنأى عن حزب الله. صالح من مخلوع إلى مخدوع.

فعلها ترمب وأعلن القدس عاصمة لإسرائيل فهل تتوجه إيران إلى القدس بدل صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت؟ وهل تسحب السعودية ملياراتها من واشنطن ومراسلاتها مع تل أبيب وتدفع لتحرير فلسطين؟ وهل توقف الإمارات مناوراتها العسكرية مع جيش الاحتلال وتنسحب من شواطئ اليمن؟ وهل تطلب قطر من أميركا تفكيك قاعة العديد الآثمة؟

هل تلغي مصر والأردن معاهدات السلام المشبوهة؟ وهل ترد سوريا على إسرائيل لمرة واحدة ولو بالأسهم النارية؟ وهل تقطع تركيا علاقاتها المزمنة مع تل أبيب؟ وهل توقف قصور العرب التطبيع؟ وهل يعلن التكفيريون حربا على إسرائيل بدل الحرب على مجتمعاتهم؟ لن يحدث شيء من هذا فالعسل لا يطلب إلا من النحل.

صحيفة نيويورك تايمز قالت إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عرض على الرئيس محمود عباس أن تكون بلدة أبو ديس شرقي القدس عاصمة لدولة فلسطين مقابل مساعدات مالية للسلطة وإلا فعلى عباس أن يستقيل، رفض عباس ونشر ناشطون من حركة التحرير الفلسطينية (فتح) موقفه بشأن أبو ديس.

وبعد قرار ترمب تنتظر الأمة أكثر من قمة عربية وإسلامية، فهل تكون على مستوى الحدث؟ أم تلحق بالقمة الخليجية أسرع قمة في التاريخ، قمة إكسبرس نأت بنفسها عن الأزمة الخليجية، فبربكم يا معشر الخليج: أين تبحث هذه الأزمة، في قمة الأمم الأفريقية أم الأميركية اللاتينية؟

في كل الأحوال وفيما يشبه استعجال نعي مجلس التعاون الخليجي أعلنت دولة الإمارات في نفس يوم القمة عن تشكيل لجنة عليا مشتركة مع السعودية برئاسة الشيخ محمد بن زايد وبشكل منفصل عن مجلس التعاون، وقد آلم بعض المحبين استبعاد البحرين عن اللجنة.

مقتل صالح
قتل الرئيس اليمني المخلوع والمخدوع علي عبد الله صالح، هكذا إذن تقتل المليشيات الحوثية المتمردة على الشرعية شريكها عند أول مفترق بعد انقلابه عليها، انقلاب تم بخطة إماراتية عبقرية أدت في النهاية إلى سيطرة الحوثي على صنعاء بمفرده لتسقط العاصمة العربية الرابعة بالكامل بيد إيران ولتستحق أبو ظبي وسام الخميني من الدرجة الممتازة.

ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد زار نجل الرئيس الراحل أحمد علي صالح في منزله بأبو ظبي وقدم له التعازي، أما الوزير الإماراتي أنور قرقاش وقبيل مقتل صالح فقد كان يتحضر لعرض أدلته التي تثبت محاولة قطر إنقاذ الحوثيين من قبضة الرئيس المخدوع الذي كان يطلب وساطة حزب الله والإيرانيين.

أخيرا تراجع الحريري رسميا عن استقالته بعدما نأت الحكومة اللبنانية بنفسها في بيان عن أي صراعات أو حروب، يعني عمليا نأت بنفسها عن شريكها حزب الله وعن حروبه الخارجية.