ما وراء الخبر

هل أصبح حفتر عبئا على الغرب؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” التقارير الغربية بشأن تحول اللواء المتقاعد خليفة حفتر لعقبة بوجه جهود الغرب للحل في ليبيا، ومدى إمكانية استمرار دعمه مع موقفه المعوق للعملية السياسية الشرعية.

بدأت دوائر صنع قرار ووسائل إعلام أميركية الحديث عن عبء بات يمثله اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمبادرات الحل السلمي وإعادة الاستقرار في ليبيا.

بعد يوم من رسالة أميركية غير رسمية لمصر بضرورة فك الارتباط مع حفتر خرجت صحيفة الواشنطن بوست بمقال دعمته بآراء باحثين ومسؤولين سابقين أعربوا فيه عما سمته الصحيفة الصداع الذي يمثله حفتر لواشنطنعبر تهديده المستمر لجهود الحل السياسي في ليبيا.

الخبير السياسي الليبي صلاح البكوش يقول لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (18/8/2016) إن وقوف قوات البنيان المرصوص الموالية لحكومة الوفاق قاب قوسين من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية قابله تضييق غربي على حفتر.

محاولة يائسة
ووفقا له، فإن حفتر يحاول يائسا البروز إعلاميا وتلميع نفسه ليعود إلى المشهد السياسي عبر التهديد بمهاجمة الهلال النفطي وتعيين حاكم عسكري للمنطقة الشرقية، وتعيين عسكري رئيسا لبلدية بنغازي.

أما الخبير العسكري والإستراتيجي الفرنسي آلان كورفيز فقال إن حفتر واحد من مكونات المجتمع الليبي، وما زال يحصل على دعم مصري وغربي ممثلا في أميركا وفرنسا وإيطاليا.

واستبعد أن يكون هناك تغير في الموقف الغربي من حفتر، لافتا إلى أن المروحية التي أسقطت الشهر الماضي كان على متنها جنود فرنسيون في مهمة استطلاعية لصالح حفتر.

لكن الأمر بالنسبة إليه هو تدخل غربي كارثي لا يستهدف سوى تقسيم ليبيا إلى مقاطعات بهدف السيطرة على ثرواتها واستغلالها بشكل أفضل.

من ناحيته، رأى البكوش أن الغرب لم يدعم طرفا في الأزمة الليبية على نحو حاسم حتى يجبر الجميع على الذهاب لطاولة المفاوضات.

الاستعانة بروسيا
أضاف أن تقدم العملية السياسية في ليبيا أبرز ملامح خلاف بين فرنسا التي -تحت الضغط الأميركي – ترفض الانجرار وراء حفتر الذي بدوره يحاول الاستعانة بروسيا.

يذكر أن اللواء المتقاعد حفتر يرفض الاعتراف بالحكومة الشرعية في ليبيا برئاسة فايز السراج، وهي الحكومة التي ولدت بعد مخاض عسير من المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة.

غير أنه يتعرض لمواجهة سياسية ومجتمعية في ليبيا ستجعل نجمه يأفل بانتظام، وفقا لما قال البكوش، مبينا أن قبائل الهلال النفطي وقفت في وجهه، أما مهدي البرغثي -وهو ضابط في عملية الكرامة– فقد انسحب منها ليصبح وزير الدفاع في حكومة الوفاق.

أخيرا قال آلان كورفيز إن أي قطع مفترض للدعم الغربي عن حفتر إنما يهدف لإجباره على قبول حكومة الوفاق، لكنه أكد غير مرة أن السياسة الغربية كانت وما زالت ضبابية في ليبيا.