سرت

A general view shows the conference hall where the Arab summit is due to be held in the Libyan coastal city of Sirte on March 24, 2010. Arab leaders gather for an annual summit in Libya at the weekend determined to 'rescue' Jerusalem as Israel defies international calls for a settlement freeze in the Holy City. سرت
قصر المؤتمرات بسرت (غيتي)

مدينة ليبية تقع في الشمال على الساحل بين أكبر مدينتين في البلاد طرابلس وبنغازي، وتعد من أكثر المدن امتدادا على السواحل الجنوبية للبحر المتوسط. منحها موقعها بعدا إستراتيجيا خاصا، فأصبحت الصلة بين شرق ليبيا وغربها، وبين شمالها وجنوبها.

الموقع
تقع مدينة سرت في شمال ليبيا، على السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن العاصمة 450 كيلومترا إلى الشرق.

يجمع جوها بين الاعتدال البحري والمناخ الصحراوي، وتطل على الخليج المتفرع من البحر الأبيض المتوسط المعروف باسمها (خليج سرت)، الذي كان يعرف بخليج السدرة وشهد إبان الحرب الباردة مواجهات بين ليبيا وأميركا.

أطلق على المدينة اسم الرباط الأمامي بعد هذه المواجهات، وسمّي خليجها للسبب ذاته باسم خليج التحدّي. وكانت من المدن المهمة قديما، ومحطة مهمة على طريق القوافل بين برقة وطرابلس.

السكان
يتجاوز عدد سكان مدينة سرت ومحيطها نحو 230 ألف نسمة، وهي مسقط رأس الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

الاقتصاد
يمتهن بعض سكان سرت تربية الإبل والضأن والماعز، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الزراعية الأخرى وبعض المهن الحرفية.

التاريخ
تشير بعض الروايات إلى أن مدينة سرت بنيت في القرن العاشر الميلادي على يد الفاطميين على أنقاض مدن فينيقية تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وبنيت سرت الحديثة غرب مدينة سرت التاريخية.

ويتوزع سكان المدينة على سبع قبائل عربية، من بينها قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، إلى جانب قبائل أولاد سليمان والفرجان والمحاميد والجماعات والعمامرة، وبعض قبائل البربر الصغيرة الأخرى.

وجاء ذكر مدينة سرت على لسان بعض الرحالة والجغرافيين، كابن حوقل الذي قال عنها في القرن العاشر الميلادي: "وسرت مدينة ذات سور صالح كالمنيع من طين وطابية، وبها قبائل من البربر، ولهم مزارع في نفس البرّ تُقصد نواحيها إذا مُطرت وتنتجع مراعيها".

وتحدث عنها البكري عام 1068 فقال "مدينة كبيرة على سِيف البحر، عليها سور طوب وبها جامع وحمام وأسواق، ولها ثلاثة أبواب، قبلي وجوفي وباب صغير إلى البحر، ليس حولها أرباض، ولهم نخل وبساتين وآبار عذبة وجباب كثيرة، ذبائحهم المعز ولحمانها عذبة طيبة".

أنشئت مدينة سرت الحالية خلال ولاية الوالي أحمد راسم باشا على طرابلس الغرب (1885-1886)، وكانت المنشآت الأولى دائرة حكومية ودائرة أخرى لعائلات المأمورين فيها، وفندقا وعدة دكاكين، وفرنا وطاحونة.

وتولى إنشاءها "قائم مقام" قضاء سرت عمر باشا المنتصر الذي تولى منصبه عام 1879 واستمر فيه أكثر من ثلاثين عاما، ووطن بها عائلات من مصراتة ومن قبائل البادية كالهماملة والفرجان ومعدان والمزاوغة وغيرهم.

ومع وصول معمر القذافي إلى السلطة عام 1969 سعى إلى تحويل المدينة إلى مقر لعدد من الدوائر الحكومية والوزارات المهمة في فترة الثمانينيات والتسعينيات، فتطورت فيها حركة العمران، وأنشأ فيها قاعة "وغادوغو" الضخمة للمؤتمرات التي احتضنت مؤتمرات وقمما أفريقية وعربية، بالإضافة إلى المقر الرئيسي لمؤتمر الشعب العام (البرلمان) وقاعدة جوية، وغير ذلك.

ثورة 17 فبراير
بسبب موقعها الإستراتيجي، وكونها رابطا رئيسا لخطوط المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، وطبيعة الثورة الليبية وظروفها، حظيت مدينة سرت باهتمام خاص في الصراع بين الثوار وقوات القذافي الذي أعلن المدينة عاصمة له في 1 سبتمبر/أيلول 2011 بعد فقدانه السيطرة على طرابلس.

دخل الثوار سرت في 15 سبتمبر/أيلول 2011، وقامت معركة شرسة مع كتائب القذافي التي قامت بتطويقها بالدبابات واحتجزت من بقي بها من السكان دروعا بشرية، لكن الكتائب انهارت بعد أيام وأصاب المدينة خراب ودمار كبير.

وكما كانت سرت مسقط رأس القذافي، كانت أيضا نهاية حكمه، ومكان قتله يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

المصدر : الجزيرة