انتهاء جولة مفاوضات الدوحة وبيان للوسطاء بشأن الخطوات القادمة
اختتمت مساء اليوم الجمعة بالعاصمة القطرية الدوحة الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء عن تقديم مقترح جديد، وعن اجتماع وشيك في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار.
وقال بيان مشترك لقطر وأميركا ومصر، في ختام مفاوضات الدوحة، إن المحادثات التي جرت على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة "كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".
وكشف بيان الوسطاء أن الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر قدمت اليوم الجمعة لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 31 مايو/أيار الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وأن هذا الاقتراح يبنى على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.
وقال بيان الوسطاء إن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين.
وأضاف "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم".
بيان مشترك بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية #الخارجية_القطرية pic.twitter.com/moTgDHXJWb
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 16, 2024
وأشار البيان المشترك إلى أنه وكما ذكر قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي "لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيدا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق".
وأكد البيان أن الطريق الآن "أصبح ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".
وفي أول تعليق لها على التطورات الجديدة، قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة إن "ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في 2 يوليو"/تموز الماضي.
كما نقلت قناة الأقصى عن مصدر في حركة حماس قوله إن "الحركة متمسكة بمقترح 2 يوليو/تموز، وما يصل إلينا بطرق غير مباشرة أقل من السقف المقدم، وحماس لن تقبل به".
وبدورها، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن المقترح الجديد الذي تمت مشاركته في الدوحة لا يتطرق لوضعية ممر نيتساريم (وسط غزة) ومحور فيلادلفيا (بين القطاع ومصر).
وأضاف المصدر، مفضلا عند الكشف عن اسمه "حتى الآن لا يوجد سوى تعهد شفوي أميركي بالضغط على إسرائيل بخصوص نتساريم، فيما سيخضع ملف محور فيلادلفيا للبحث خلال الأسبوع المقبل بالقاهرة".
محادثات بين أمير قطر وبايدن
وعقب ساعات من اختتام مفاوضات الدوحة؛ قال الديوان الأميري القطري، إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي جو بايدن بحثا فيه جهود الوساطة لإنهاء الحرب على غزة، إلى جانب مناقشة آخر تطورات الأوضاع في القطاع والتطورات الإقليمية والدولية.
ومن جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أجرى اتصالين منفصلين مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن محادثات الدوحة.
سمو الأمير المفدى يتلقى اتصالاً هاتفياً من فخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة. https://t.co/5CfOAfNlVN
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) August 16, 2024
وكان موقع أكسيوس قال إنه يتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة محادثات هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقبيل ذلك، قال بايدن تعليقا على نتائج أحدث جولة من المفاوضات "لم نصل بعد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لكننا أقرب مما كنا عليه قبل 3 أيام".
وأضاف بايدن، للصحفيين في المكتب البيضاوي، "لا أريد أن أجلب الحظ السيء، لكن قد نتوصل إلى شيء، إلا أننا لم نصل إليه بعد، إنه أقرب بكثير مما كان عليه الوضع قبل 3 أيام".
ومن جهته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن مفاوضات الدوحة خطوة إيجابية لكن هناك الكثير من العمل يجب القيام به.
وأضاف نعتقد أننا قادرون على تحقيق اتفاق لكن ذلك سيتطلب بعض التنازلات الإضافية، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق سيتطلب من الجانبين الاستعداد للعمل معا وتوضيح التفاصيل النهائية المهمة للغاية.
وقال إن الرئيس بايدن منخرط شخصيا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مضيفا "لم نكن لنكرس طاقتنا والانخراط الشخصي لبايدن لو لم يكن هناك أمل في التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل".
نتنياهو يتحدث عن مقترح مايو
وفي أول تعليق له بعد اختتام مفاوضات الدوحة، قال مكتب نتنياهو إنه يقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع حماس بالتخلي عن رفضها صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وأعرب عن أمله في أن تؤدي الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 مايو/أيار الماضي ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق، مشيرا إلى أن "مبادئنا الأساسية معروفة للوسطاء والولايات المتحدة".
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل تسلمت المقترح الأميركي وهو غير مقبول تماما بالنسبة لنتنياهو، حسب قوله.
وأكد هذا المسؤول أن الجميع لديه مصلحة في بث شعور بأن الأمور تسير على ما يرام.
هذا، وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن مدير الموساد قدم بمحادثات الدوحة خريطة تظهر تقليصا كبيرا لوجود الجيش في محور فيلادلفيا. وأكدت أن إسرائيل أبدت مرونة إزاء محور فيلادلفيا لكن القاهرة أوضحت أن حماس تطلب انسحابا كاملا منه.
كما نقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أنه من المتوقع تحقيق تقدم هذا الأسبوع في المفاوضات التي ستشارك فيها الفرق الفنية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الولايات المتحدة وضعت مقترحا ينص على البنود التي تم الاتفاق عليها، لكن لم يتم التطرق -بحسب المسؤول الإسرائيلي- إلى محوري نتساريم وفيلادلفيا، إذ لا تزال هناك فجوات في هذا الشأن.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إن محادثات الدوحة كانت إيجابية لكن لا يوجد اختراق حاليا. وقال مسؤولون للهيئة إن إسرائيل قدمت مقترحات بشأن محور فيلادلفيا وعودة سكان غزة للشمال ولكن دون تحقيق اختراق.
وأضافت أن نتنياهو أجرى مشاورات سياسية بشأن كيفية تمرير صفقة الرهائن داخل الائتلاف الحاكم.
بلينكن في إسرائيل
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان اليوم الجمعة إن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل غدا السبت لمواصلة الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.
وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مصادر مطلعة أن زيارة بلينكن للمنطقة تهدف إلى مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بغزة.
وذكر أن بلينكن سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين القادم، وأنه ربما يزور القاهرة والدوحة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي المفاوض سيعود من الدوحة إلى تل أبيب مساء اليوم بعد اختتام جولة المفاوضات التي شهدتها الدوحة يومي الخميس والجمعة.
وبدورها نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك فجوات لأن المقترح الأميركي لم يتطرق لمحوري نتساريم وفيلادلفيا (محور صلاح الدين).
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أوفد فريق التفاوض بكامل هيئته مع التمسك بشرطين، وهما بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وتفتيش النازحين لدى عودتهم إلى شمال قطاع غزة، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.
ويضم الوفد الإسرائيلي رئيس الاستخبارات الخارجية (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف الرهائن في الجيش اللواء احتياط نيتسان ألون، وأوفير بيلك مستشار رئيس الوزراء.
وتأتي اجتماعات الدوحة في ظل استمرار حالة التأهب في إسرائيل ترقبا لرد من إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.