شعار قسم ميدان

الموت الأسود.. ماذا رأى ابن بطوطة في الطاعون العظيم؟ وكيف نجا منه؟

"ثم سافرتُ إلى القاهرة، وبلغني أن عدد الموتى أيام الوباء انتهى فيها إلى أحد وعشرين ألفا في اليوم، ووجدتُ جميع مَن كان بها من المشايخ الذين أعرفهم قد ماتوا رحمهم الله"

– ابن بطوطة في وصفه آثار الطاعون على القاهرة وسكانها سنة 749هـ/1348م

قبل تطور الطب والعلاج في العصور الحديثة، كان تاريخ العالم القديم كأنه دورات لا تتوقف من الأوبئة والطواعين، فلا تكاد دورة تنتهي حتى تأتي أخرى لتحصد أرواح مئات الآلاف أو الملايين من البشر، ولقد احتل الطاعون مكانة لافتة وبارزة في التراث العربي بكل فروعه المعرفية، إذ استدعى بوصفه كارثة إنسانية كبرى الكثير من التساؤلات الدينية والفلسفية.

 

فلا تكاد مصنفات السُّنة النبوية تخلو من باب يتناول الطاعون وأسبابه وكيفية مواجهته، وقد عدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- المتوفى بسببه شهيدا من جملة الشهداء الذين أخبر عنهم في أحاديثه، وألقت المصادر العربية على اختلاف مشاربها ما يعرضُ للمريض المصاب بالطاعون منذ الإصابة حتى الوفاة، إذ وصف الطبيب أبو بكر الرازي الطاعون بقوله: "ورم حارّ يعرض في الأربيات والإبط ويقتُل في أربعة أيام أو خمسة"[1]، وقد حدد مواصفات هذا المرض بقوله: "يعرض مع الطاعون الوبائي اختلاط العقل وبرد الأطراف، واختلاف المرار ونزفه، ووجع البطن وتمدده، وبراز مرّي، ونفخ وأبوال مائية رقيقة ومرارية، وسدد ورعاف حرارة في الصدر، وكرب وسواد اللسان، وعطش وسقوط الشهوة وأشياء أخرى رديئة"[2].

 

وقد وصف الطبيب الشهير ابن سينا الطاعون بأنه مادة سُمّية تُحدث ورما قتّالا يحدثُ في المواضع الرخوة والمغابن من البدن، وأغلب ما يكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة، وقد بحث ابن سينا من دون جدوى عن الطاعون في كتب الأطباء الإغريق القدامى، وذكر أنهم اصطلحوا على أمراض وبائية عدّة تُشبه الطاعون، بيد أنه ذكر أنه ليس على يقين في الربط بين هذه المسميات وعلاقتها بالطاعون[3].

وإذا كان المسلمون قد عرفوا الحجر الصحي بمعناه العام، أي عدم القدوم على مواطن الطاعون، والوقاية من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تحذّر من الخروج من أرض الطاعون إذا وقع أو الدخول فيها، والحثّ على الصبر مصداق قوله -صلى الله عليه وسلم-: " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَدْخُلُوهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا دَخَلَهَا عَلَيْكُمْ، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارا"[4]، وقوله: "الميت فيه شهيد، والقائم المحتسِبُ فيه كالمرابط في سبيل الله، والفارُّ منه كالفارِّ من الزحف"[5]، فإنهم دوّنوا مشاهداتهم عن الطواعين التي تعرّضوا لها منذ عصر الخلفاء الراشدين، وأشهرها طاعون الشام أو طاعون عمواس سنة 18هـ الذي مات فيه الكثير من الصحابة رضي الله عنهم، واضطر الخليفة عمر بن الخطاب أن يعود أدراجه إلى المدينة المنورة حين اقترب منه.

 

بيد أن أعظم طاعون ضرب العالم في عصوره الوسطى هو طاعون سنة 1347م وما تلاه من أعوام، أو طاعون سنة 749هـ كما يُعرف في المصادر العربية، ويُعرف على نطاق واسع بـ"الطاعون الأسود"، حيث ضرب قارات العالم القديم، وأفنى من أوروبا وحدها ثلث سُكانها، وقيل نصفهم. وقد اختلف المؤرخون في المكان الذي ظهر منه، فقيل الصين، وقيل البحر الأسود ومنه انتقل إلى إيران والقوقاز ثم إيطاليا وأوروبا الشرقية ومصر ثم الشام وشمال أفريقيا، ولحسن حظّنا أن شهده الرحالة الأشهر في التاريخ العربي ابن بطوطة خلال رحلة عودته من الصين حين كان في بلاد الشام متوجّها صوب مصر عبر فلسطين، فكتب في رحلته الشهيرة أبرز مشاهداته عن ذلك الطاعون العظيم الذي أفنى أُمما ومدنا بكاملها.

 

فكيف رأى ابن بطوطة طاعون عام 749هـ؟ وكيف نجا منه؟ وإلى أي مدى عانت مصر وبلاد الشام منه آنذاك؟

 

حين نُطالع مؤرخي ذلك العصر نجدُهم يقولون عن تلك السنة: "كان فيها الوباء الذي لم يقع مثله فى سالف الأعصار.. ما أهلّ المحرّم سنة تسع وأربعين وسبعمائة (1348م) حتى اشتُهر، في حين أنه اشتدّ بديار مصر فى شعبان ورمضان وشوّال، وارتفع في نصف ذي القعدة، فكان يموت بالقاهرة ومصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف نفس إلى عشرين ألف نفس في كلّ يوم، وصَنع الناس التوابيت والدّكك لتغسيل الموتى للسبيل بغير أُجرة، وحُمل أكثر الموتى على ألواح الخشب وعلى السلالم والأبواب، وحُفِرت الحفائر وأُلقِيت فيها الموتى، فكانت الحفيرة يُدفن فيها الثلاثون والأربعون وأكثر، وكان الميت بالطاعون يبصق دما ثمّ يصيح ويموت، ومع هذا عمّ الغلاء الدنيا جميعها، ولم يكن هذا الوباء كما عُهد في إقليم دون إقليم، بل عم أقاليم الأرض"، كما يصف المقريزي وابن تغري بردي في تاريخيهما[6].

 

لقد غصّت القاهرة ومصر -عموما- بموتى الطاعون، حتى رأينا العلامة والمؤرخ المقريزي يصف مشاهد المقابر الجماعية التي كانوا يحفرونها آنذاك لدفن الموتى جماعات تلو أخرى، وإذا عرفنا أن عدد سكان مصر آنذاك بلغ على أقصى تقدير ثلاثة ملايين نسمة، فإن مدة الطاعون التي قُدّرت بعدة أشهر قد قضت على ما يقارب ثلث هذا العدد.

 

وقد سبَّب الطاعون الأسود مرض الطاعون "الدملي"، نسبة إلى اسم الورم الذي يسببه في غدد الإنسان الليمفاوية، بداية من الفخذين وتحت الإبط وفي أعلى الرقبة تحت الأذن. وقد أظهر فحص الصفة التشريحية في نهاية القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي وجود أورام في حجم البيضة أو أقل. واتضح أن بعض المرضى الذين ماتوا دون أن تظهر عليهم هذه العلامات ماتوا بسبب الأورام الداخلية للأنسجة التي تجاور الأعضاء الحيوية مثل الكبد. وتصل نسبة الوفاة في الطاعون الدملي من 30% إلى 80% اعتمادا على وقت حدوث العدوى، التي كانت تشتد في فصل الصيف خصوصا[7].

 

ومع عجز الطب والدواء عن مجابهة هذه الجوائح مات الناس أفواجا، وقد شاهد الرحالة الشهير ابن بطوطة هذا الوباء العظيم أثناء عودته من رحلته الشهيرة من الصين وإندونيسيا وإيران، مستقرا لفترة من الزمن بدمشق في ربيع الآخر سنة 749هـ/يوليو 1348م، حيث رصد ظواهر المرض والإجراءات التي اتُخذت بيأس لاحتوائه والتخفيف من حدته.

 

يقول ابن بطوطة: "شاهدتُ أيام الطاعون الأعظم بدمشق في أواخر شهر ربيع الثاني سنة تسع وأربعين وسبعمائة أن ملك الأمراء نائب السُّلطان (المملوكي في الشام) أرغون شاه أمر مناديا ينادي بدمشق أن يصوم الناس ثلاثة أيام ولا يطبخ أحد بالسوق ما يُؤكل نهارا، فصام الناسُ ثلاثة أيام متوالية كان آخرها يوم الخميس، ثم اجتمع الأمراء والشرفاء والقضاة وسائر الطبقات على اختلافها في الجامع حتى غصّ بهم، وباتوا ليلة الجمعة ما بين مُصلّ وذاكر وداع، ثم صلوا الصبح وخرجوا جميعا على أقدامهم وبأيديهم المصاحف والأمراء حفاة، وخرج جميع أهل البلد ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا، وخرج اليهود بتوراتهم، والنصارى بإنجيلهم، ومعهم النساء والولدان، وجميعهم باكون متضرعون متوسلون إلى الله بكتبه وأنبيائه، وقصدوا مسجد الأقدام وأقاموا به في تضرعهم إلى قرب الزوال، وعادوا إلى البلد فصلوا الجمعة، وخفف الله تعالى عنهم، فانتهى عدد الموتى إلى ألفين في اليوم الواحد، في وقت وصلت فيه أعدادهم بالقاهرة ومصر إلى أربعة وعشرين ألفا في يوم واحد"[8].

 

ونلحظ من وصف ابن بطوطة أهمية الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات الإدارية في دمشق، حيث إنها أمرت بإغلاق المطاعم والمطابخ التي اعتمد عليها أهل البلد في طعامهم اليومي لمدة ثلاثة أيام متوالية، وإعلان الصيام الجماعي بالتوازي مع ذلك. وقد أدت هذه الاجراءات إلى ما يشبه الحجر الصحي الجماعي، ومنع الاختلاط في شوارع دمشق وأزقتها طوال هذه الأيام الثلاثة، ومن ثمَّ انخفض عدد الوفيات إلى ألفي متوفى يوميا مقارنة بالقاهرة التي سقط فيها أربعة وعشرون ألف ميت يوميا لأن السُّلطات هناك لم تتخذ الإجراءات ذاتها.

 

وإذا عرفنا أن بلاد الشام، لا سيما دمشق، كانت مركز الدراسات الطبية الأول في عصر الزنكيين والأيوبيين، وفيها وُجد أشهر الأطباء في العالم كله مثل ابن النفيس والأسرة الدخوارية وبني النفّاخ وغيرهم، وفيها أنشأ الزنكيون والأيوبيون من قبل عصر المماليك المجمعات الطبية الكبرى مثل البيمارستان النوري والصلاحي وغيرها، أدركنا أن هذا الإجراء الذي اتخذه أمير دمشق المملوكي أرغون شاه أتى -على الأرجح- من نصيحة لأحد كبار الأطباء الذين تخرجوا في هذه الصروح العلمية، إذ انخفضت نسبة الوفيات إلى 1/12 مقارنة بنظيرتها في القاهرة.

 

وإذا تأملنا فيما قام به الناس في المدن التي ضربها الوباء، نراهم قد اعتمدوا على طب القدماء أو الاهتمام بأنواع معينة من الطعام وترك أخرى. فقد كان المؤرخ والأديب الحلبي الشهير زين الدين بن عُمر، المعروف بابن الوردي، ممن قضوا في هذا الوباء (ت 749هـ)، وكتب قُبيل وفاته رسالته المعروفة بـ"النبا عن الوبا" يصف فيها الأوضاع الاجتماعية والسياسية وأحوال الناس وما دهاهم في مدينته حلب وغيرها أثناء هذا الوباء العظيم، وعما اتخذوه آنذاك من وسائل مما يمكن أن نسميه اليوم بـ"الطب البديل" في مواجهة الموت.

 

يقول: "فلو رأيتَ الأعيان بحلب وهم يُطالعون من كُتب الطب الغوامض، ويكثرون من أكل النواشف والحوامض… وقد لاطفَ منهم مزاجه وعدّل، وبخّروا بيوتهم بالعنبر والكافور والسَّعد والصندل، وتختّموا بالياقوت، وجعلوا البصل والخلَّ من جملة القوت، وأقلّوا من الأمراق والفاكهة، وقرّبوا إليهم الأُترُج (الليمون الطبي) وما شابهه"، وهي أطعمة وأغذية عملت على تقوية الجهاز المناعي، ولعل اهتمام أهل حلب بهذه الأغذية جعل الوباء في حلب "أخفّ وطأة". ورغم هذا، فقد خلّف آثارا كارثية بين الآلاف من سكانها، وكان ابن الوردي من جملة من تُوفوا فيه[9].

 

على أية حال، انتقل ابن بطوطة بعدما خفّت حدّة الموت في دمشق يُريد فلسطين وفي القلب منها بيت المقدس، وحين وصل القدس، قال: "وجدتُ الوباء قد ارتفع عنه، ولقيتُ خطيبه عز الدين بن جماعة ابن عم عز الدّين قاضي القضاة بمصر وهو من الفضلاء الكرماء… وصنع الخطيب عز الدين يوما دعوة ودعاني فيمن دعاه إليها، فسألته عن سببها، فأخبرني أنه نذَر أيام الوباء أنه إن ارتفع ذلك ومرّ عليه يوم لا يُصلي فيه على ميّت صنع الدعوة. ثم قال لي: ولما كان بالأمس لم أصلّ على ميّت فصنعتُ الدعوة التي نذرتُ. ووجدت من كنتُ أعهده من جميع الأشياخ بالقدس قد انتقلوا إلى جوار الله تعالى رحمهم الله، فلم يبق منهم إلا القليل"[10].

 

قضى الطاعون على معظم أشياخ بيت المقدس وعلمائه ممن لقيهم ابن بطوطة قبل عشرين سنة في رحلة الذهاب، واليوم لا يكاد يجد فيهم أحدا، حتى إن خطيب بيت المقدس وفقيهها يصنع طعاما نذره لله لأنه لم يصلِّ على ميت في ذلك اليوم.

 

على أية حال، لم تتوقف رحلة ابن بطوطة عند بيت المقدس، فقد اتجه إلى مدينة الخليل ومنها إلى غزة، وقد رأى المشاهد فيها أكثر فداحة، حتى قال: "ثم سرنا إلى غزّة فوجدنا مُعظمها خاليا مِن كثرة مَن مات بها في الوباء، وأخبرنا قاضيها أن العُدُول بها كانوا ثمانين فبقي منهم الرّبع، وأن عدد الموتى بها انتهى إلى ألف ومائة في اليوم"[11].

 

والعدول هم الشهود والموقّعون الثقات الذين عملوا ضمن الهيئة المساعدة للقضاء والقُضاة في مدينة غزة آنذاك، وكون الطاعون قد قضى على ثلاثة أرباعهم، فهو انعكاس واضح، وقياس جلي للكارثة التي أُصيبت بها المدينة في هذا الوباء، فقد كانت كما ذكر ابن بطوطة وغيره من المؤرخين المعاصرين من أكثر البلدان استنزافا لعدد السكان، ولعلها فقدت أكثر من نصف أهلها في هذا الوباء.

انتقل ابن بطوطة من غزة إلى أرض مصر برا قاطعا شمال سيناء ثم جنوب بحيرة المنزلة حتى بلغ دمياط، وانتقل منها عبر الدلتا إلى الإسكندرية التي رأى أن "الوباء قد خف بها بعد أن بلغ عدد الموتى ألفا وثمانين في اليوم"، ثم قرر السفر إلى القاهرة التي أذهلته كثرة عمرانها وعظم حضارتها وما فيها من المدارس والجامعات والبيمارستانات وزوايا الصوفية في زيارته الأولى لها قبل أكثر من عشرين سنة، فضلا عن عدد علمائها الذين لم يُحصهم لكثرتهم، لكنه في هذه المرة، في شهر رجب سنة 749هـ/أكتوبر 1348م، قال أسيفا: "ثم سافرتُ إلى القاهرة، وبلغني أن عدد الموتى أيام الوباء انتهى فيها إلى أحد وعشرين ألفا في اليوم، ووجدتُ جميع مَن كان بها من المشايخ الذين أعرفهم قد ماتوا رحمهم الله"[12].

 

وحين عاد ابن بطوطة إلى بلده المغرب في العام التالي سنة 750هـ بعد ربع قرن قضاها سائحا في أرض الله، قال: "بها تعرفتُ خبر موت والدتي بالوباء، رحمها الله تعالى"، وهكذا نجا ابن بطوطة من الوباء كما نجا من أوبئة ومصائب ومواقف تعرض لها طوال سنوات رحلته، ولعل السبب في ذلك مع قضاء الله وقدره أنه كان كما يقول المؤرخ حسين مؤنس "صاحب بدن قوي يتحمل المتاعب، ويقاوم الأمراض بصورة تدعو إلى العجب… وقد مرض أكثر من مرة في أثناء رحلاته، وأصابته الحمى مرة بعد مرة، ولكنه كان يخرج من هذه المتاعب سليما بفضل ما آتاه الله من صحة وقوة بنيان، وهو يحدّثنا عن كثير من أصحابه ماتوا من الأمراض أو الطعام الفاسد، ونجا هو من الموت برغم مشاركتهم في أكل هذا الطعام"[13].

 

وهكذا قُدّر لابن بطوطة أن يعاصر ويُشاهد الوباء العظيم الذي أفنى مئات الآلاف وربما الملايين. وقد أثرت هذه الجائحة الوبائية على الأوضاع الحضارية والاقتصادية، ولم تتعافَ بلاد الشام أو مصر منها -كما تخبرنا مصادر التاريخ المعاصرة- إلا بعد عقود على مرور هذا الطاعون العظيم.

—————————————————————————————

المصادر

  1. الرازي: الحاوي في الطب 5/8.
  2. السابق 4/431.
  3.  أحمد العدوي: الطاعون في العصر الأموي ص39.
  4.  صحيح مسلم ح 2218
  5. مسند إسحاق بن راهويه ح 1376.
  6. المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك 4/81.
  7. الأوبئة والتاريخ ص73.
  8. رحلة ابن بطوطة 1/326.
  9. ديوان ابن الوردي ص90.
  10. رحلة ابن بطوطة 4/180.
  11. السابق.
  12. رحلة ابن بطوطة 4/181.
  13.  حسين مؤنس: رحلات ابن بطوطة ص19.
المصدر : الجزيرة