علي محسن الأحمر زعيم قبلي وقائد عسكري يمني

أحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين في اليمن، ولد في 20 يونيو/حزيران 1945 بقرية بيت الأحمر، ضواحي العاصمة صنعاء. التحق بالجيش اليمني عام 1961 وشارك في ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 التي أطاحت بالنظام الملكي وأعلنت قيام الجمهورية.
تدرج في المناصب العسكرية في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح حتى أصبح الرجل الثاني في الدولة. وفي عام 2011، أعلن انشقاقه عن النظام إثر اندلاع الثورة اليمنية الشبابية وتفاقم الخلافات بينه وبين الرئيس.
عينه الرئيس عبد ربه هادي منصور هادي نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم نائبا للرئيس عام 2016، قبل أن يعفيه من منصبه عام 2022.
علي محسن الأحمر شخصية مثيرة للجدل في اليمن، فبينما ينظر إليه بوصفه أحد أعمدة النظام الجمهوري، يوجه إليه البعض اتهامات بالتورط في قضايا فساد واستغلال نفوذ، كما يعرف بميوله السلفية وعلاقاته القوية مع القبائل الشمالية، مما جعله فاعلا مؤثرا في التوازنات العسكرية والسياسية في اليمن.
الولادة والنشأة
ولد علي محسن صالح الأحمر في 20 يونيو/حزيران 1945، في قرية بيت الأحمر، بمديرية سنحان في محافظة صنعاء.
كان مقربا من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إذ ينحدران من القرية والقبيلة نفسها، فيما تقول مصادر إعلامية إنهما من عائلة واحدة هي عائلة الأحمر.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في سنحان، وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية اليمنية عام 1974.
التحق بعدها بمعهد "الثلايا" لتأهيل القادة في تعز ونال شهادة قائد كتيبة، وفي عام 1986 حصل على زمالة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة.
المسار السياسي
يعد من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1982 برئاسة علي عبد الله صالح، واحتفظ بعضوية لجنته الدائمة ثلاث دورات متتالية.
كما شارك في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني اليمني التي أنشأها عبد ربه منصور هادي في يوليو/تموز 2012 للتحضير للحوار الوطني الشامل وفقا للمبادرة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
المسار العسكري
التحق بالجيش اليمني عام 1961 ضمن السرية الرابعة، وانضم إلى ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 التي أنهت الحكم الإمامي في اليمن تحت اسم "المملكة المتوكلية" وأعلنت قيام النظام الجمهوري.
ترقى إلى رتبة ملازم أول عام 1968 ثم عين قائدا لسرية مشاة عام 1970. وبعد تخرجه من الكلية الحربية، رُقي إلى رتبة نقيب، ثم إلى رتبة عميد بعد استكمال دراسته في أكاديمية ناصر العسكرية في القاهرة.
كان من أبرز المساهمين في إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية، التي كانت منقسمة بين جيش الجنوب وجيش الشمال، وتولى منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية اليمنية المشتركة لمعالجة الاختلالات العسكرية والأمنية بين البلدين وتسوية قضايا الحدود.
أسهم في تأسيس الفرقة الأولى مدرع عام 1983، وهي أعلى تشكيل عسكري آنذاك، وضمت قوات من سلاح المدرعات والمشاة.
تولى منصب أركان حرب في الفرقة، ثم قيادة اللواء الأول المدرع فقيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وقيادة الفرقة الأولى مدرع.
ظل مسؤولا عن الفرقة حتى إلغائها عام 2012 وإدماج وحداتها في الجيش الوطني.

حروب شارك فيها
شارك علي محسن الأحمر في عدد من الحروب اليمنية أبرزها:
حصار السبعين: في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 1967 و7 فبراير/شباط 1968 وأثناءها شارك في الدفاع عن العاصمة صنعاء، التي كانت تحت سيطرة القوات الجمهورية ضد القوات الملكية.
حرب 1979: خاضها ضد الجبهة الوطنية المدعومة من جنوب اليمن، وكانت أول حروب نظام علي عبد الله صالح، وذلك بعد 3 أشهر من توليه الحكم، وعرفت أيضا بحرب المناطق الوسطى في اليمن الشمالي.
حرب 1994: التي عرفت بحرب الانفصال أو الحرب الأهلية اليمنية، وكانت بين حكومة الوحدة اليمنية وبين القوات الجنوبية الموالية للحزب الاشتراكي اليمني بزعامة علي سالم البيض الذي شغل منصب نائب الرئيس بعد إعلان الوحدة بين جنوب اليمن وشماله، وبعدها تعزز نفوذه وأصبح الرجل الثاني في الدولة.
وفي عام 2004 كلفه صالح بقيادة العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثيين فيما عرف بـ"حروب صعدة الستة"، التي استمرت حتى عام 2009، وكان الحوثيون حينها بقيادة عبد الملك الحوثي قد فرضوا سيطرتهم على محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها.
الخلاف مع صالح
بدأت التوترات بينه وبين صالح أثناء حروب صعدة، إذ تضايق الرئيس من تزايد نفوذ علي محسن الأحمر، فأنشأ الحرس الجمهوري بقيادة ابنه أحمد علي عبد الله صالح للحد من سلطات علي محسن الأحمر، بينما رأى هذا الأخير أن صالح يمهد الطريق لابنه لخلافته مستغلا انشغاله بالحرب ضد الحوثيين.
تفاقم الخلاف عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، وخاصة بعد مجزرة "جمعة الكرامة" في 18 مارس/آذار، والتي قتل فيها أكثر من 45 متظاهرا.
أعلن الأحمر بعدها انشقاقه عن النظام في 21 مارس/آذار، وترأس "الهيئة العليا لقيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية "، ونشر عناصر الفرقة الأولى مدرع لحماية المتظاهرين في ميدان التغيير من أي هجوم مسلح من قبل نظام صالح.
خاضت قواته اشتباكات متعددة مع الحرس الجمهوري، وانتهت الأزمة بتوقيع المبادرة الخليجية في السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، والتي قضت بتنحي علي عبد الله صالح عن السلطة وأعقبها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا انتقاليا.
مناصب جديدة
في 10 أبريل/نيسان 2013، صدر قرار بإقالته من قيادة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية، وتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع، ضمن مساعي الرئيس لإعادة هيكلة الجيش اليمني.
وبعد اعتزاله العمل العسكري عاما ونصف العام، عاد لجمع من تبقى من الفرقة الأولى مدرع لمواجهة تقدم الحوثيين نحو العاصمة عام 2014.
غادر اليمن إلى السعودية في سبتمبر/أيلول 2014 بعد فشل مهمته وسيطرة الحوثيين على صنعاء، وصرح حينها أن مغادرته جاءت بتنسيق مع الرئيس هادي لتجنب حرب أهلية.
وكان السفير السعودي لدى اليمن قد تحدث عن تفاصيل خروج الأحمر من صنعاء بمساعدة السفارة السعودية، وقال إنه أرسل مروحية عسكرية يقودها أحد قادة القوات الجوية اليمنية انطلقت من قاعدة العند إلى دار الرئاسة في صنعاء، ومنها تم نقله إلى جازان.
ظل بعيدا عن الأنظار منذ مغادرته صنعاء ولم يعين في أي منصب تنفيذي، ورغم خبرته العسكرية لم تتم الاستعانة به عند إطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عاصفة الحزم في 26 مارس/آذار 2015 ضد الحوثيين.
وعزت التحليلات السياسية تهميشه إلى تحفظات بعض دول التحالف بسبب علاقته بحزب الإصلاح، الذي تعتبره هذه الدول فرعا يمنيا لجماعة الإخوان المسلمين.
لكن تطورات الحرب فرضت تجاوز هذه التحفظات، وفي 22 فبراير/شباط 2016 أصدر الرئيس قرارا بتعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما جعله الرجل الثاني في صناعة القرار العسكري.
وكان هادي يراهن على قدرة الأحمر على توحيد القوات القبلية والجنوبية المناهضة للحوثيين لخوض معركة حاسمة لاستعادة العاصمة صنعاء.
وفي أبريل/ نيسان من العام نفسه، عُين نائبا لرئيس الجمهورية خلفا لخالد محفوظ بحاح.
الإقالة
في 7 أبريل/نيسان 2022، أعفي من منصب نائب الرئيس بعد اتهامات بالتسبب في الانتكاسات التي تعرض لها الجيش اليمني في حربه ضد الحوثيين.
وأصدر حينها بيانا قال فيه "إنني أودع مرحلة حياة من الالتزام والجندية في مؤسسة القوات المسلحة وفي رئاسة الجمهورية، بدأت مع بدايات ثورة سبتمبر المجيدة 1962م، وامتدت إلى اليوم".
وأضاف "حاولت ما استطعت أن أُعطي وأُنجز لليمن وشعبه ونظامه الجمهوري ما استطعت، مستسمحا جماهير الشعب عن كل تقصير".
وفي عام أبريل/نيسان 2025، نشرت مواقع يمنية أنباء عن منعه من مغادرة المملكة السعودية نحو تركيا التي كان ينوي السفر إليها لإجراء فحوصات طبية.