"المغازي" أحد أصغر مخيمات قطاع غزة
أحد المخيمات الصغرى في قطاع غزة، تأسس عام 1949 عقب نكبة عام 1948 في موقع قرية داثن التاريخية وسط القطاع، تنحدر أصول سكانه من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين، ويعاني المخيم من الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة وارتفاع معدلات البطالة والفقر ونقص المساكن.
النشأة والتأسيس
تأسس مخيم المغازي عام 1949 مباشرة بعد النكبة الفلسطينية، ويعد أحد أصغر المخيمات في قطاع غزة ورغم ذلك يعاني من ارتفاع كثافته السكانية.
أنشئ المخيم في موقع قرية داثن التاريخية التي تقع شرقي شارع صلاح الدين، وكان على أراضيه معسكر للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.
وتنحدر أصول سكانه من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين، منها بئر السبع وأسدود وبيت دراس وغيرها من الأراضي والقرى التي سيطر عليها الاحتلال وهجر مواطنيها الأصليين.
واضطر سكان المخيم لبناء طوابق إضافية تتسم بالعشوائية لاستيعاب عائلاتهم، في ظروف معيشية صعبة وغير مناسبة.
ويضم المخيم 5 مبان مدرسية، و9 منشآت تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومركزا صحيا واحدا.
الموقع
يقع مخيم المغازي وسط القطاع، ويحده مخيم البريج شمالا، وبلدة المصدر جنوبا، ومدينة دير البلح من الجنوب الشرقي، وبلدة الزوايدة غربا إلى الشمال الغربي.
ويتميز موقع مخيم المغازي بمروره بالخط الأخضر -الذي يفصل أراضي 48 وأراضي 67- على مسافة 1.5 كيلومتر من جهة الشمال الشرقي، ويقع منتصف المسافة بين الخط الأخضر وساحل البحر المتوسط.
المساحة والسكان
تقدر مساحة مخيم المغازي بحوالي 559 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) ولكن الاكتظاظ السكاني أدى لاتساع مساحته تدريجيا حتى وصلت 3 آلاف و50 دونما من الجوانب الغربية والشمالية الجنوبية، وذلك على حساب الأراضي الزراعية المجاورة.
ويشكل مخيم المغازي حوالي 6% من مساحة المحافظة الوسطى، ويعد من أعلى المخيمات كثافة سكانية نظرا لضيق مساحته، فقد بلغ عدد سكانه منتصف عام 2023 حوالي 31 ألفا و329 لاجئا، حسب موقع منظمة الأونروا.
وبلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 8 آلاف و167 نسمة، أما عام 1987 فقد بلغ 10آلاف و916 نسمة، وفق إحصائيات الأونروا.
النشاط الاقتصادي
يخصص سكان مخيم المغازي المساحة الأكبر منه للزراعة، وتعتبر من أهم الأعمال التي يمارسها السكان، خاصة التي تعتمد على الآبار والعيون والأمطار، ويشتهر المخيم بمحاصيل الحمضيات والزيتون والخضار وغيرها من المحاصيل.
ويضم المخيم أيضا مجموعة من المصانع ومزارع الدجاج وبعض الشركات الصغرى المختصة بتصنيع المواد الغذائية، ومع ذلك لا تتوفر فرص العمل الكافية لجميع المواطنين بالمخيم.
إدارة مخيم المغازي
يتبع المخيم إداريا للمحافظة الوسطى ويدير شؤونه مجلس بلدي تأسس بموجب التقسيم الإداري المعتمد من قبل وزارة الحكم المحلي عام 1996، إلى جانب منظمة الأونروا التي تقدم العديد من الخدمات الصحية والتعليمية.
مشكلات المخيم
يعاني مخيم المغازي من الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، مما اضطر أهاليه لبناء مساكنهم بالقرب من بعضها البعض، أو بناء طوابق إضافية بشكل عشوائي دون تصميم منظم، الأمر الذي يؤثر سلبا على الظروف الصحية.
وشوارع المخيم عبارة عن أزقة وممرات ملتوية، توسع بعضها عنوة على حساب بعض المنازل، كما أصبحت بمثابة قنوات لمجاري المياه العادمة، الأمر الذي أدي لتكون برك صغيرة تعشش فيها الحشرات ناقلات الأمراض والأوبئة.
ويعد وصول المياه النظيفة من أبرز المشكلات التي يواجهها سكان المخيم، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي الذي يؤثر سلبا على توافر الخدمات الأساسية خاصة الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي.
وقد أثر تراجع ميزانية وكالة الأونروا على الأوضاع الصحية بمخيم المغازي، إضافة إلى تقليص الخدمات الأخرى، فلم تعد الأونروا تلبي جميع احتياجات اللاجئين.
وقد أدت الحروب الإسرائيلية على القطاع المحاصر إلى خسائر كبيرة رغم إعادة الإعمار، فالحروب المتلاحقة تفسد الإصلاحات وتمنع الوصول لحالة التعافي، وتلحق أضرارا كبيرة بالمنازل والبنى التحتية.
ويعاني أهالي مخيم المغازي من ارتفاع معدلات البطالة والفقر ونقص المساكن.