صلاح شحادة مؤسس اللبنة الأولى لكتائب القسام
أحد قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومؤسس وقائد جهازها العسكري الأول "المجاهدون الفلسطينيون" الذي أصبح فيما بعد يعرف باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام". ولد عام 1953 بمخيم الشاطئ للاجئين، ودرس في غزة ويافا والإسكندرية، وعمل مفتشا بالعريش وغزة وموظفا بدائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية. تعرض للاعتقال مرتين في سجون الاحتلال، دامت الثانية منهما 12 سنة، واغتيل عام 2002 في غارة جوية إسرائيلية استهدفته.
المولد والنشأة
ولد صلاح شحادة يوم 24 فبراير/شباط 1953 في مخيم الشاطئ للاجئين بقطاع غزة، بعد نحو 5 سنوات من نزوح عائلته من مدينة يافا شمال القطاع عقب نكبة عام 1948.
الدراسة والتكوين
التحق بالمدرسة الابتدائية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمخيم الشاطئ عام 1958، ثم درس المرحلة الإعدادية في بيت حانون، ونال شهادة الثانوية العامة بتفوق من يافا، وحصل على الموافقة من جامعات في تركيا وروسيا لدراسة الطب والهندسة، إلا أن ظروفه المادية لم تكن تسمح له بالسفر.
تابع تعليميه الجامعي في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالإسكندرية في مصر، وحصل على شهادة البكالوريوس.
الوظائف والمسؤوليات
بعد الحصول على البكالوريوس، عمل شحادة باحثا اجتماعيا في مدينة العريش بصحراء سيناء، وعُيِّن لاحقا مفتشا للشؤون الاجتماعية بالعريش. وبعد استعادة مصر العريش من إسرائيل عام 1979 انتقل للإقامة في بيت حانون وعمل مفتشا للشؤون الاجتماعية بالقطاع حتى عام 1982، ثم استقال من المنصب وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة.
التجربة السياسية والعسكرية
انتمى شحادة في وقت مبكر من حياته للحركة الإسلامية في فلسطين، وكانت له أنشطة دعوية في قطاع غزة، مع اهتمام بالغ بالفنون القتالية المختلفة، وخصوصا المصارعة اليابانية التي كان يجيدها.
واعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي للاحتلال، ورغم أنه لم تثبت عليه أي تهمة فإنه قضى في المعتقل عامين بموجب قانون الطوارئ، وحين أفرج عنه عام 1986 كان يخطط لتأسيس أول جهاز عسكري لحركة حماس عرف حينها باسم "المجاهدون الفلسطينيون".
وعام 1988 اعتقل من جديد ووجهت إليه تهم متعلقة بتشكيل خلايا عسكرية وتدريب أفرادها على استعمال السلاح وإصدار أوامر بشن هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وحكم عليه بالسجن 10.5 سنوات، ثم حُوّل إلى الاعتقال الإداري لمدة 20 شهرا وأفرج عنه في 14 مايو/أيار 2000.
عاد شحادة من جديد لمباشرة قيادة الجهاز العسكري لحماس، الذي أصبح ابتداء من أواسط 1992 -وهو حينها في السجن- يحمل اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، فتمكن من إعادة بناء الكتائب بعد أن تعرضت لضربات من طرف السلطة الفلسطينية في مسعى إلى تفكيكها بموجب اتفاقية أوسلو.
وخلال فترة وجيزة، عززت الكتائب عملياتها في مجال تصنيع وتطوير الأسلحة، فكان صاروخ "قسام 1" المولود الأول لترسانتها الصاروخية، إذ أطلق لأول مرة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001 باتجاه مستوطنة "سديروت" وبلغ مداه آنذاك نحو 3 كيلومترات.
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) نفذت كتائب القسام بقيادة شحادة سلسلة عمليات استشهادية وعسكرية هزت الاحتلال خلال عامي 2001 و2002 وكشفت عن فعالية الأسلحة المستخدمة والتدريب العالي للعناصر.
التعذيب في السجن
خلال فترة سجنه الثانية من عام 1988 إلى 2000، تعرض شحادة للتعذيب الجسدي والنفسي داخل السجون الإسرائيلية، فواجه الضرب المبرح ونتف شعر اللحية والعزل الانفرادي والمنع من الزيارات العائلية. وقبيل الإفراج عنه تلقى تهديدا بالاغتيال من طرف ضباط المخابرات الإسرائيلية في حال عودته لنشاطه السابق بالمقاومة.
الاغتيال
اغتالت قوات الاحتلال شحادة في 23 يوليو/تموز 2002 بصاروخ أطلقته طائرة مقاتلة من طراز "إف-16" إلى جانب 12 فلسطينيا آخرين من بينهم زوجته وإحدى بناته، فضلا عن جرح أكثر من 140 وتدمير مربع سكني بالكامل جراء استخدام أكثر من طن من المتفجرات بالعملية التي عرفت بمجزرة "حي الدرج" وهو اسم أحد أحياء غزة المكتظة بالسكان.
وبعد دعاوى قضائية بالولايات المتحدة وإسبانيا، وافقت الحكومة الإسرائيلية على تشكيل لجنة تحقيق، خلص تقريرها إلى "حصول أخطاء وفشل استخباراتي" إلا أنها أوصت بعدم معاقبة أي من العسكريين والأمنيين الذين شاركوا في الحادثة.